لنشر عملك بالمدونة Ahmedtoson200@yahoo.com



الاثنين، 16 فبراير 2015

مدخل إلى كتابة القصة للأطفال ومع الأطفال دراسة بقلم : يعقوب الشارونى



مدخل إلى كتابة القصة للأطفال
ومع الأطفال
 بقلم : يعقوب الشارونى

القسم الأول
تجربتى فى كتابة القصة والرواية

يسألنى عدد كبير من القراء ، صغارًا وكبارًا ، يتابعون  مطالعة قصصى ورواياتى ، يقولون :           " قرأنا لك قصة أبطالها يعيشون فى واحة صغيرة بالصحراء الغربية ، ومنذ الصفحة الأولى تصورنا أنك عشت وعايشت جيدًا مَن تكتب عنهم ، فمن السطور الأولى أو من أول حوار ، تكون قد دخلت بنا إلى نفوس وانشغالات وعقول أهل تلك الواحة ، وهم يواجهون أصعب تحديات الحياة فى الصحراء ، بإمكانات لا توجد إلا فى واحة منعزلة " .
أو يسألوننى : " كتبتَ رواية عن أهل منطقة عشوائية احترقت السوق الشعبية التى يعتمدون عليها فى حياتهم ، حيث يمارسون مهنهم البسيطة أو تجارتهم الهامشية ، فهل كنت تسكن فى عمارة تطل على تلك السوق أو لك أصدقاء هناك ،  وبذلك استطعت أن تجعلنا نشعر من أول فقرة وأول سطر أننا نعرف المكان وأهله ، وما يواجههـم من تحديات ، وكيف يتعاونون فى مواجهة المفاجآت ؟ "
وعندما كتبت عن قريتى ، ظن معظم القراء أننى ولدت فى قرية ريفية قضيت فيها سنوات من طفولتى . وعندما أُجيب بأننى من مواليد القاهرة وعشت طوال حياتى فيها ، أسمع السؤال التالى : " كيف إذن عايشت البشر والمكان والعادات والتقاليد وأسلوب التفكير فى هذه البيئات المختلفة المتعددة التى تختلف فى كثير أو قليل عن القاهرة التى عشت فيها ؟ "
عندئذٍ بدأت أتساءل نفس الأسئلة ، بحثـًا عن إجابات .
* منذ سنوات حياتى الأولى أحب السفر  وزيارة الأماكن الجديدة ، والتعرف على البشر قبل الحجر . ومنذ كنت فى المدرسة الابتدائية وأنا فى التاسعة أو العاشرة من عمرى ، كنت شغوفًا بكتابة القصص القصيرة المستمدة من زياراتى لمختلف الأماكن وتعرفى على نماذج متعددة من البشر . وكان من الطبيعى أن تدور أولى رواياتى القصيرة للأطفال واليافعين ، حول خبراتى التى عايشتها أثناء زياراتى فى العطلات الصيفية لبيت جدى لوالدتى فى قرية شارونة بمحافظة المنيا بصعيد مصر .
وشيئًا فشيئًا بدأت أهتم بقراءة المجلات الأدبية والثقافية ، وروايات ومسرحيات كبار الكُـتـَّـاب ، وقراءة كتب التربية وعلم النفس التى كان يدرسها أخى الأكبر فى كلية الآداب بالجامعة .
-  وبدأت تثير اهتمامى القضايا التى أخذت تشغل المجتمع ، مثل أهمية دور الفتاة والمرأة فى التنمية ، وتزايد مشكلة العشوائيات حول المدن الكبرى نتيجـة ضيق الرقعة الزراعيــة التى لم تعــد قادرة على استيعــاب الملاييــن من المواليــد الجدد فهاجروا إلى المدن الكبرى بحثـًـا عن عمل ، فلم يجدوا إلا أطراف المدن يعيشون فى مناطقها العشوائية حياة لا يتوافر فيها الحد الأدنى من إمكانات الحياة لا فى الريف ولا فى المدن .
وقادنى هذا إلى التفكير فى مساحات صحراء مصر الواسعة التى لا تلقى من العناية إلا أقلها ، فبدأت أهتم بالتعرف على الصحراء وأهلها وكيف يعيشون . كما تعرفت على ما يمكن أن تقدمه الصحراء من إمكانات غير محدودة فى مجالات السياحة والتعدين ومزارع الرياح والطاقة الشمسية والنباتات  الطبية ، فقمت بزيارات ، وتوسعت فى القراءات ، وحرصت على  المشاركة فى معظم الفاعليات حول الصحراء من ندوات ومؤتمرات لأستمع لخبرات من عايشوا الصحراء واكتشفوا كثيرًا من أسرار الحياة فيها .
 كذلك بدأت تشغلنى قضايا الأطفال المعاقين التى لم يتنبه إليهـا المجتمـع إلا فـى ثمانينيات القرن العشرين ، وظاهرة أطفال الشوارع أو الأطفال بغير مأوى الذين تفاقمت مشكلاتهم بسبب ازدحام أطراف المدن بالفقراء والعاطلين عن العمل .
ونتيجة عملى الثقافى المباشر مع الطلبة ، تنبهت إلى أهمية اكتشاف موهبة كل طالب وضرورة تنميتها . وتنبهت بقوة إلى دور الأسرة والمدرسة فى تنمية عادة القراءة عند الأطفال .
كذلك تنبهت إلى إمكانات الحياة على شواطئ البحار التى تمتد حول حدود مصر لأكثر من                         ( 2400 ) كيلو متر ، وأنه من الممكن أن تنشأ على هذه الشواطئ مجتمعات عمرانية كبيرة تعمل فى مجالات السياحة والغوص والمزارع السمكية وموانى هواة السياحة البحرية وهوايات الصيد وغيرها من الأنشطة .
 * وهكذا عشت حياتى - على نحو مباشر ، أو غير مباشر عن طريق الاطلاع أو الاستماع - مهتمًّا بقضايا البشر التى تشغل المجتمع ، مع رصد التغيرات التى تحدث فى مختلف المجالات : السياسية والاجتماعية والثقافية ، وعلى وجه خاص تغير أدوار الشباب ، وتزايد قوة تواصلهم ، وقدرتهم على التأثير فى المجتمع ، نتيجة وسائل التواصل الاجتماعى التى أنشأت تواصلاً بين كتل ضخمة من اليافعين والشباب ، فأصبح لهذه الكتل من قوة التأثير الملموس فى مجتمعاتنا ما جعل البالغين يكتشفون تغير شكل العلاقة بين الكبار والصغار ، وأن الصغار قد أصبحوا أهلاً لتحمل المسئولية ، يبحثون عن التواصل أكثر من كونهم أبرياء يحتاجون إلى الحماية .
وبعد أن كان الكبار يتصورون أن الشباب فى حاجة دائمة إلى حماية الراشدين ، أصبح الراشدون ، لأول مرة على مدى التاريخ ، يجدون أنفسهم فى حاجة إلى الشباب .
كما أن المشاركة وليس التسلط قد ظهرت بطرق مختلفة ، وبدأت القدرات الإنسانية للشباب فى الانطلاق بعد أن كانت مُـقَـيَّدة .
* هذا الانشغال الدائم بقضايا المجتمع والعصـر ، والتنبـه إلى ما يحـدث من تغيـر وتفاعـل بيـن الأجيال ، وبروز قضـايا كانت  مسكوتًا عنهـا ، مع متابعـة ما يحـدث فى العالـم وينعكـس على مجتمعاتنا ومستقبلنا ، جعلنى مُعايشًا لخلفيات كثير من القصص والروايات التى كتبتها .
-  مثلاً وأنا أعايش قضية أهمية التوجه إلى الصحراء لتحقيق تنمية سكانية واجتماعية واقتصادية ، قرأت ذات مرة معلومة مختصرة جدًّا عن واحة تعتمد منذ مئات السنين على بئر ماء وحيدة فى معيشتها : فى مطالب الحياة اليومية والزراعة والرعى ، وأن تلك البئر انسدت ذات يوم . ولم تذكر المعلومة ماذا حـدث بعـد ذلك ، لكنـى كنـت أعرف أن سكان تلك الواحة لا يزالون يعيشون فيها .
عندئذٍ أدركت أننى عثرت على " مفتاح " عمل روائى متميز عن الصحراء ، فبدأت أجمع معلومات عن تلك الواحة وقمت بزيارة لها . بالإضافة إلى كم المعلومات الهائل الذى كنت قد عايشته من قبل أو وصلت إليه عن طبيعة البشر والحياة فى الصحراء والواحات . كنت ألجأ دائمًا إلى الدفتر الصغير الذى أدون فيه مشاهداتى وخبراتى وما يشغلنى من أفكار ، وأسجل فيه كل ما يبدعه خيالى من خطوط للعمل الروائى الذى بدأت ملامحه ترتسم أمامى .
وظل هذا الموضوع يشغلنى أيامًا وشهورًا وأنا أتساءل : " كيف واجه أهل الواحة انسداد مصدر المياه الوحيد للحياة فى الصحراء ، وعلى وجه خاص فى الساعات والأيام الأولى بعد وقوع تلك الكارثة التى لا تحتمل تأجيل حلها ولو ليوم واحد ؟ "
ثم أعود إلى ما كتبت مرة بعد أخرى ، فأضيف إليه أفكارًا توضح سِمات شخصيات القصة ،                 وما توصلت إليه من أحداث ومشاعر وأفكار حول أهل الواحة وما قاموا به لمواجهة تلك الكارثة ، فى ضوء ما عرفته من إمكانات بشرية وطبيعية وجغرافية عن الحياة فى تلك الواحة وأمثالها .
هكذا تَخَلَّقَت أمامى عناصر الرواية : الفكرة والموضوع والأبطال وهم أهل الواحة ، والخصم الذى لم يكن هنا شخصًا ، لكنه تلك البئر المسدودة . إنهم يقاومون خطر الهلاك العاجل ، ويبحثون عن الحل الذى يكمن فيه إمكانية استمرار الحياة ، وهو حل لا يجب أن يتأخر عن ساعات لكى لا يموتوا عطشًا .
هكذا وجدت أمامى ثروة من المشاهد والصور والشخصيات والحوارات والأحداث التى كتبتها ، فبدأت أضع تخطيطًا للرواية : كيف تبدأ ، وكيف تصل إلى ذروة بعد أخرى لحل هذه العقدة التى لا نهاية لها إلا الحياة أو الموت . وهكذا تَشَكَّـلَت حبكة القصة وهى الصراع فى سبيل البقاء ، وهو صراع يجب أن ينتصروا فيه ، يتحداهم وقت ضيق وقلة الإمكانات وندرتها .
كما بدأت الشخصيات تتجسم أمامى ، ويتضح دور كل واحد منهم فى ضوء إمكاناته الجسمية والنفسية والثقافية ، ومدى شعوره بالمسئولية وقدرته على تحملها .
وأصبحت أبحث عن المواقف المتتالية التى يؤدى كل منها إلى ما بعده على نحو منطقى مفهوم ، والتى يتعايش القارئ من خلالها مع ما يشعر به هؤلاء الناس ، وكيف يفكرون ، ويتعاملون معًا      ويتصرفون ، وكيف يختلفون ثم يصلـون إلى قـرارات يغامـرون بتنفيذهـا على الرغم مما يحيطها من أخطار ومفاجآت ، بحثـًا عن الخلاص أثناء صراعهم من أجل الحياة .
وهكذا ولدت قصة " معجزة فى الصحراء " ، التى أجمع عدد من أهم المتخصصين علـى أنها واحـدة
من أهم ثلاثة أعمال للأطفال واليافعين على مستوى الوطن العربى .
 وعندما انتهيت منها ، عدت أراجعها مرة بعد أخرى ، ثم قرأتها على عدد من الأصدقاء من الأدباء والنقاد أو طلبت منهم قراءتها ، ثم دعوتهم ليتحاوروا معى حول أية فكرة أو ملاحظة قد تبدو لهم أثناء الاستماع أو القراءة ، حتى إذا كانوا غير مقتنعين بتلك الملاحظات على نحو كامل . وكلما وصلتنى ملاحظة من صديق ، أُعيد قراءة العمل ، فأجد أحيانـًـا شيئـًـا كان واضحًا فى ذهنى لكن لم توضحه الكتابة بشكل كافٍ ، أو أكتشف جملاً لم يصل المعنى من خلالها على النحو الذى كنت أقصده ، أو أكتشف فى السرد فجوة هنا أو هناك .
إن بعض الملاحظات قد لا تزيد عن قول المستمع أو القارئ : " لقد أقلقتنى هذه الفقرة " ، فأعيد قراءة تلك الفقرة أكثر من مرة لأجعلها أكثر قوة ووضوحًا وإقناعًا .
كان يكفينى من هذه الملاحظات أن أتوقف أمام هذه الفقرات أو تلك العبارة ، لأكتشف ما تحتاج إليه من تعديل أو إضافة ، أو لأزيل قلق قارئ محتمل عَـبَّرَ عنه صديق أو أصدقاء ممن قرءوا العمل قبل تسليمه إلى دار النشر .
وليس معنى هذا أن " كل " الملاحظات التى قيلت كانت على نفس الدرجة من الأهمية ، لكنها جميعًا ساعدتنى على أن أعيد النظر فى عملى بعيون الآخرين   وفى ضوء خبراتهم .
* بعد هذا السرد لبعض جوانب تجربتى فى الكتابة ، يمكن إعادة صياغة هذا الذى عرضته ، فى شكل منهج محدد المراحل ، يمكن أن يساعد فى تنمية موهبة كتابة القصة أو الرواية .                    

القسم الثانى
كيف نكتب قصة

          تاريخ القصص هو تاريخ البشرية . لقد عاشت القصص من جيل إلى جيل واستفدنا منها جميعًا ، ليس فقط لما فيها من تسلية وتشويق ، بل لأنها تنطوى أيضـًـا على عصارة الخبرة والتجربة الإنسانية . إن الطفل الذى تم إثراء حياته بالقصص هو طفل غنى حقًّا ، فالقصص تساهم فى تنمية المحصول اللغوى والحفاظ على التراث الثقافى ، وفى تنمية التذوق الأدبى ، وحفز العقل على التفكير ، وتنمية القدرة على فهم النفس وفهم الآخرين .
إن لدى الأطفال رغبة طبيعية للاستماع إلى القصص . إنهم يحبون الاستماع إليها وحكايتها ، وإذا أحبوا أن يكتبوها أيضـًـا فإنهم سيكتسبون خبرات وقدرات عملية ونظرية ومتعة تستمر معهم طوال الحياة . وهذه الدراسة تحاول أن تفتح آفاق معرفة فن كتابة القصة وكيف نستمتع بهذه العملية .
          الصفحات القادمة ستساعدكم أن تتعرفوا على ما هى القصة ، ثم تقودكم لمعرفة الخبرات الأساسية لبناء القصة ، على أن نتنبه دائمًا إلى أهمية التفكير الإبداعى الابتكارى ، سواء عند كتابة قصة أو فى أى مجال آخر من مجالات الفن أو الحياة ، وأن نتذكر دائمًا أننا نكتب عملاً إبداعيًّا ولا نكتب مقالاً . إن القصة هى حكاية لها معنى ، ممتعة تجذب انتباه القارئ ، وعميقة تعبر عن الطبيعة البشرية .
سنتحدث عن العُقدة أو الحبكة ، وكيف نثير الصور الذهنية لتلتقى مع خبرات القراء ، مع التركيز على أهمية الحاجة إلى صراع أو مشكلة تدور حولها العقدة أو الحبكة . كما نقدم بعض العناصر الأساسية لرسم الشخصيات الروائية ، ومكان وزمان وقوع أحداث القصة ، ودور الحواس فى نقل أفكار وتصورات أبطال القصة ، ودور الحوار فى القصة .
          ثم هناك أدوات لفنية الكتابة ، مثل وضوح رسم الشخصية ، وأهمية بيان الظروف المعاكسة التى يتأجج ويشتعل بسببها الصراع الذى تدور حوله الحبكة . ثم وجهة النظر التى يريد الكاتب أن يعبر عنها . كما نتناول أسلوب الكتابة وأهمية استخدام التشبيه والاستعارة .
          ثم نبين خطوات عملية الكتابة منذ المسودة الأولى التى قد تكون غامضة أو ضبابية . ثم كيف نقوم بعملية تقييم ومراجعة لما كتبناه . ثم نوضح بعض العناصر التى يمكن من خلالها أن نتحقق من أن القصة قد اكتملت ، وأننا قد راعينا كل  ما يجب أن نحرص عليه لتكتمل عناصرها .
          ويجب أن نلاحظ أنه مهما بَـيَّنا من خطوات أو عناصر للكتابة ، فمن حق المؤلف أن يتحرك بحرية أينما يريد ووقتما يشاء ، وأن يعتبر ما ذكرناه مجرد مؤشرات تساعده على الوصول بكتابته إلى مستوى أفضل .
          وعن طريق الأفكار التى نقدمها فى هذه الدراسة ، وما يمكن أن يبتدعه المُوَجِّه                 أو المعلم من أفكار وأساليب ، فإن الطلاب سرعان ما يحصلون على خبرة تساعدهم على كتابة قصصهم الخاصة ، وبالتالى يمتلكون القدرة على تذوق وتقدير كل أنواع الأدب .

ما هى القصة

القصة : هى حكاية تـُـحكى أو تـُـكتب . ويمكن أن تكون طويلة أو قصيرة ، القصة الطويلة جدًّا هى " رواية " . والقصة التى تتراوح ما بين ثلاث وعشر صفحات هى "  قصة قصيرة " ، لكن بعض القصص قد لا تتجاوز صفحة واحدة .
الكتب التى تدور حول أشياء حدثت فعلاً ، نطلق عليها " أعمالاً غير روائية " ، وعندما تكون القصة تأليفًا من خيال وإبداع الكاتب نطلق عليها " أعمالاً روائية " . والأعمال غير الروائية تتضمن المقالات ، والسِّيَر الشخصية ، والسرد غير الروائى ، والحوادث الحقيقية والتاريخية التى وقعت فعلاً .
          ونحن نستمتع بقراءة القصص لأننا نستخدم خيالنا فى " رؤية " شخصيات القصة وأين يعيشون ، وماذا يفعلون . كما أنه يمكن بسهولة إعادة قراءة القصة أو فقرات منها إذا لم نفهمها من القراءة الأولى ، أو إذا أعجبتنا وأردنا الاستمتاع بقراءتها مرة أخرى . وعندما نقرأ قصة أكثر من مرة ، سنكتشف ونلاحظ أشياء لم نتنبه لها فى أول قراءة ، ونفهمها ، وبالتالى سيزيد إعجابنا بها . ومن أهم أسباب حُب الناس للقصة القصيرة ، أنه يمكن فى جلسة واحدة أن نقرأها من غير أن يعطلنا شىء . كما أنها تبعث فى القارئ شعورًا بأنه خاض تجربة أكثر عمقًا من تجاربه الخاصة .
الواقع والخيال :
          القصة الواقعية ، هى التى تدور حول شخص أو شىء يبدو للقارئ كأنه حقيقى على الرغم من أنها من تأليف وإبداع المؤلف . إن الناس والأماكن فى هذه القصص تبدو كأشخاص وأماكن نعرفها أو سبق وأن عرفناها ، وهى بهذا تـُـشبه الحياة الواقعية . إنها " قَصَص واقعى " . والموهبة هى القادرة على أن تصوغ عملاً فنيًّا من اللحظات التى لاحظها أو شعر بها الكاتب وهو يتأمل ويتعايش مع ما حوله . والكاتب الموهوب هو الذى يبدأ مبكرًا فى ملاحظة مثل هذه الأمور ، ويختزنها فى بنك ذاكرته ( حتى بلا وعى ) ليستخدمها فى المستقبل .
أما القصة الخيالية ، فتدور حول شخصيات وأماكن لا تشبه أى شخص أو أى مكان عرفناه                   أو يمكن أن نعرفه . هذه القصص لا تشبه الحياة الحقيقية اليومية .. إنها " قصص خيالية " .
- لكن علينا أن نتذكر أن كل القصص والأعمال الروائية مبنية على الخيال ، بمعنى أن خيال الكاتب قد أبدعها حتى إذا كانت تبدو واقعية . لكن هذا لا يمنع إن الكاتب يمكنه أن يستعين بما يعرفه عن أشخاص وأشياء فى الحياة الواقعية ، ليبنى حولهم قصته .
إن القصة عمل فنى يخطط له المؤلف بعناية شديدة . والقصة الجيدة هى التى تثير عواطف القارئ وانفعالاته ، مثل السعادة أو الحزن أو الغضب أو الخوف . كما أن القصة الجيدة يمكن أن تجعل القارئ يفكر ويتعلم أشياء جديدة عن الحياة وعن نفسه وعن الآخرين .
تتضمن القصة عادة العناصر الآتية :
- بداية ووسط ونهاية - مع التركيز على أهمية البداية لربط القارئ بالقصة حتى نهايتها .
- القصة القصيرة تتطور عادة تطورًا طبيعيًّا من لحظة مكثفة أو حاسمة أو مؤثرة فى حياة البطل .
- معظم القصص القصيرة يكون التركيز فيها على شخصية واحدة رئيسية ، وعلى دورها فى الحياة .
- وصف الشخصيات ودوافعها وملامحها المتميزة ، وإيضاح مكان وزمان وقوع الأحداث .
- استخدام مختلف الحواس فى إبراز خبرات أبطال القصة .
- التعبير عن المشاعر والانفعالات .
- استخدام الحوار الذى يعبر عن اختلاف كل شخصية عن غيرها ، كما أنه من أهم وسائل إبراز دوافع الشخصيات وحقيقتها الداخلية ، وبالتالى يساهم فى تجسيم الصراع .
- وجود صراع أو مشكلة أو قضية تدور حولها الحبكـة أو العقـدة ، ثم حـل العقـدة والوصول إلى نتيجة الصراع .
- وجهة النظر التى تحملها القصة وماذا تريد أن تقول .
- الجاذبية والتشويق لحمل القارئ على مواصلة القراءة حتى يصل إلى  الخاتمة .

تعريفات


نقدم هنا تعريفًا لبعض المصطلحات الأساسية التى نستخدمها عند  الحديث حول كتابة القصة ، وهو تعريف يعطى أيضًا ملخصًا أو تركيزًا لأهم العناصر فى كتابة القصة :
- فكرة القصة : أى الفكرة الرئيسية التى تدور حولهــا القصــة ، مثــل " أهميــة دور الفتاة والمرأة فى تنمية المجتمع " ، أو " التمسك بالحق فى التعبير " ، أو " أداء الواجب هو الشجاعة الحقيقية "  .
- موضوع القصة : الحكاية أو الحدث الذى ينطوى ، بشكل غير مباشر ، على فكرة القصة ،    وهو التجسيم الفنى للفكرة الرئيسية . ولابد أن يكون عند الكاتب قصص عن أصدقائه وأقاربه وكل مَن قابله من الصغار والكبار . ومن خلال التنوع الساحر للعواطف والأفعال والعقول ، تتحول هذه المادة بين يدى الكاتب إلى عمل فنى – فلا يوجد شىء يحدث فى حياة الكاتب إلا ويمكن استخدامه فى قصصه .
 - نوعية أسلوب القصة : هل تمت كتابة القصة بأسلوب ساخر ، أو غامض مثير للتساؤل ،  أو بأسلوب ناعم يعبر عن مشاعر رقيقة ، أو بأسلوب يعبر عن التوتر والغضب أو الرعب ، أو فى جو من الأسرار أو غير ذلك ؟ 
- الخيال : فالمؤلف يستخدم خياله ليؤلف قصة يمكن أن نجد لها مشابهًا فى الواقع ( قصة واقعية ) ، وقد يكتب قصة يتعذر أن توجد فى الواقع ( قصة خيالية ) .
- العصف الذهنى أو الفكرى : وهو الاهتمام بكل فكرة تخطر على بالك أو على ذهن المجموعة التى تحيط بك وأنت تفكر فى موضوع قصة ما ، مهما كان رأيك –  فى البداية – فى أهمية ما تسمع .
- الاستهلال ( أو بداية القصة ): الجملة أو الفقرة التى نبدأ بها القصة ، والتى يجب أن تكون حافزًا للقارئ على التساؤل ، وإثارة التشويق ، والتشجيع على الاستمرار فى قراءة القصة حتى نهايتها ، لذلك نقول إنه من الأفضل أن تتضح عقدة القصة من أول فقرة فيها .
- مخطط للقصة : كتابة النقاط الأساسية التى يتكوَّن منها بناء القصة ، وعرض وإبراز الأحداث والتحولات الأساسية فيها ، وكيف يؤدى كل جزء فى القصة إلى ما يليه على نحو منطقى مفهوم  يتقبله القارئ حتى إذا كانت القصة خيالية .
- البطل : أو الشخصية الرئيسية فى القصة التى تُحرك الأحداث ، وتتحرك حولها بقية الشخصيات .
- الخصـم ( أو البطـل المعاكـس ) : قد يكون الشخصية الشريرة ، أو الخصم أو الشىء الذى يعترض طريق البطل . وهذا الخصم قد يكون شخصًا ، أو عقبة ، أو مانعًا يقف فى طريق البطل ، وقد يكون أحد عناصر الطبيعة مثل انسداد بئر يعيش عليها أهل واحة فى الصحراء ، أو فكرة أو رغبة مثل شخص يحب العمل فى التجارة لكنه ينشأ فى بيئة زراعية تفرض عليه الاستمرار فى العمل الزراعى ، وتحكى القصة كيف يقاوم البطل هذا المصير .
- رسم الشخصية : وهو وصف الشخصيات التى يدير حولها المؤلف عمله القصصى ، وإبراز خصائصها وما يميزها عن غيرها ، وذلك من خلال أحداث القصة ، وتصرفات الشخصية وأقوالها ، وتفاعلها مع غيرها من الشخصيات أو الأحداث .
- لكن لا ينبغى للكاتب أن يكون قاضيًا يحكم على شخصياته ، بل يجب أن يكون شاهدًا غير متحيز .
- وعليك أن تسير بصحبة شخصياتك كأنك تراها بعين خيالك ، تعيش وتتطور كما فى              الواقع ، ثم احكِ قصتها بكل الصدق والتعاطف والجدية على قدر ما تستطيع .
- وقبل أن تبدأ الكتابة عن شخصية ما ، يجب الاهتمام ببيان الدوافع والأسباب           لتصرفاتها .
- الحواس : الرؤية  والسمع واللمس والشم والتذوق ، وهى الحواس التى نتعرف من خلالها على العالم من حولنا ونكتسب من خلالها مختلف الخبـرات ، وأن يهتـم الكاتب بالطريقة التى يستخدم بها أبطال القصة حواسهم لاكتساب الخبرة والتعبير عنها .
- الحبكة أو " العقدة " وهى ضرورية للقصة : إنها وسيلة للمحافظة على حركة الشخصيات ، وشد مشاركة القارئ إلى نهاية القصة . وبدون الحبكة لن يهتم القارئ كثيرًا بمتابعة القصة إلى النهاية . وعادة ما تدور الحبكة حول الصراع بين البطل وخصمه .
- الصراع : وهو المشكلة أو العقبة أو الرغبة التى تقف فى مواجهة البطل أو الشخصية الرئيسية ، والتى يسعى للتغلب عليها .
- السرد : مجموعة الكلمات والعبارات والجمل التى تخبرنا عن شىء أو مكان أو شخصية ، أو أن شيئًا قد حدث أو قد يحدث ، ولا نقصد به " الحوار " .
- الوصف : أو الكلمات والفقرات التى تصف الشخصيات والمكان والأشياء : ما شكلها ، وبماذا تشعر أو تشم أو تلمس أو ترى ، مع وصف ملامح الوجه وحركات  الجسم ، والمشاعر وردود الأفعال ، والجو المحيط بكل هذا .
- المجاز أو الاستعارة : وذلك عندما نقارن شيئًا بشىء آخر ، مثلاً عندما نقول لشخص :          " تصرفاتك تصرفات حرباء متلونة " ، وذلك بغير استخدام ألفاظ مباشرة تدل على التشبيه .
- التشبيه : تشبيه شىء بشىء آخر مع استخدام ألفاظ أو كلمات تدل مباشرة على التشبيه ، فنقول : مثل - كأنه - كأن -  أو حـرف الكاف ( ك ) للتشبيــه ( مثــل الشجرة - كأنه شجرة - كشجرة ) مثلاً " إنه يهتز مثل شجرة فى عاصفة " .
- الحوار : هو ما تتبادله شخصيات القصة فيما بينها من حديث . والحوار له أهميـة كبرى عند القارئ ، فالحوار أو الحديث هو ما يميز الإنسان عن الثدييات الأخرى ، كما أن الحوار هو الذى يميز بين شخص وآخر ، فيعبر عن واقعه وثقافته .
- الحديث الداخلى : وهو ما يدور من حديث بين الإنسان ونفسه .
- مكان أو موضع وقوع الأحداث : المكان الذى تقع فيه أحداث القصة .
- زمان وقوع الأحداث : أو الفترة الزمنية التى تحدث فيها القصة .
- فترة الاختمار أو الحضانة : هى فترة من الزمن تبدأ بها عملية الإبداع ، حيث نترك الأفكار فترة تختمر خلالها . ويؤدى هذا إلى إنشاء روابط وعلاقات بين الأفكار والتصورات . فبعد فترة الاختمار ، نجد المؤلف أو المخترع أو الفنان يقول عـادة : " الآن وجدتها " ، أى أنه اكتشف بوضوح طريقه للسير فى إبداعه حتى يكتمل .
- مسودة أولى : الكتابة الأولى أو المسودة المبدئية ، بما فيها من أخطاء إملائية              أو لغوية ، لكنها الكتابة الإبداعية الخلاقة الأساسية للعمل الأدبى المتميز ، والتى تعتبر النواة للعمل الأدبى الأصيل الناجح . وهنا نستطيع أن نقول للموهوب : " أنت لديك الرغبة فى كتابة القصة ، وتملك الموهبة ، وعلى استعداد للتمرن والتدرب ، إذن أضف إلى ذلك الإصرار على مواصلة العمل ، وتمتع بعادة النقد الذاتى ، والثقة فى النفس . أسرع بالاستجابة لقوة الإبداع فى اللحظة التى تجد نفسك فيها مدفوعًا إلى الكتابة " .
- الذروة : هى قمة أحداث ووقائع القصة ، وأحيانـًـا تكون الجزء الذى يصل فيه التشويق إلى أقصاه ، أو أكثر المواقف إثارة . وقد تكون نقطة تحول رئيسية فى المواقف أو الأفكار ،  أو لحظة تغير أساسى فى التوجه أو الأهداف .
- مراجعة (أو تنقيح):إعادة كتابة القصة ، أو إعادة ترتيب الفقرات أو الفصول أو  الجمل ، أو إضافة أو حذف بعضها ، أو إعادة صياغة بعضها ، لتصبح القصة أكثر تماسكًا ووضوحًا ومنطقية  .
- التحرير : ويُقصد به القـراءة المدققـة للمسـودة النهائيـة من القصـة ، وإجـراء التعديلات لتصبح على نحو أفضل وأوضح ، مع تصحيح الهجاء والأخطاء النحوية .
- الخاتمة : وهى الجزء القريب جدًّا من نهاية القصة ، عندما تنتهى جميع الخطوط لتترابط معًا ، ويتم حل المشكلة أو العقدة ، ويتم تحديد مصير كل شخصية من شخصيات القصة .
- تحليل القصة : مراجعة القصة بعد اكتمالها ، للتأكد من سلامة تركيب أجزائها  معًا .
- ورشة كتابة : مجموعة من المؤلفين يجتمعون معًا ، ليقرأ كل منهم قصته على الآخرين ، ويستمع إلى آرائهم وتقييمهم ، ليساعده ذلك على اكتشاف وجهات نظر أخرى وهو يعيد النظر فى عمله الأدبى عندما يراجعه أو ينقحه  .

عناصر الكتابة الناجحة

          * الكتابة الناجحة هى التى نقرؤها بسهولة ، ذلك أن أفضل الإبداعات الأدبية يمكن أن تفقد قيمتها بسبب تعقيدها ، أو لمبالغتها الشديدة فى الخيال ، أو عندما تتضمن كثيرًا من الأوصاف ، أو بسبب " الاستطراد " والخروج عن الخط الرئيسى .
          * أفضل أنواع الكلمات التى نستخدمها فى رواية القصص ، هى الأسماء ثم الأفعال . الأسماء والأفعال هى التى نحتاج إليها لنعبر للقارئ بوضوح عن عناصر القصة الأساسية . استخدم الاسم لتحدد شخصًا بعينه ، والفعل ليساعدك على رسم صورة فى حكاية .
- استخدم الفعل الذى يصف حركة . مثلاً بدلاً من أن تقول " جلس الرجل حزينًا " ،               قل " انهار أحمد جالسًا على المقعد الخشبى " . إن اسم " أحمد " ، وجملة " انهار جالسًا " ، تشير إلى شخص محدد وشكل حركة معينة . لقد أصبحت الجملة قادرة على أن تجعلنا نرى شخصًا معينـًـا يقوم بفعل أو حركة على نحو محدد ، وهذا يساعد القارئ على أن يرسم بسرعة صورة فى مخيلته للموقف الذى قرأ عنه ، فيعاونه على أن يستحضر خبراته السابقة ليتعايش بقوة مع ذلك الموقف .
- استخدم الأفعال لإبراز الأحداث بشكل واضح ، فبدلاً من أن تقول " كان الصَّبـِيَّان                   يتشاجران " ، قل " جمال وسامح اشتبكا فى صراع بالأيدى ، فسقطا على الأرض " .
* عليك أن تهمل كل ما ليس له صلة وثيقة بموضوع قصتك . استبعد الوصف غير المجدى ، ولا تركز على شىء لا يتعلق بالقصة ، ولا تتعمد الحذلقة اللغوية ، واستبعد  أى شخصيات ومواقف ليس لها صلة مباشرة بقصتك .
* لكى تكتب قصة جيدة ، يجب أن تهتم بالجمل الافتتاحية ، والتركيز الواضح على الاتجاه العام للحدث ، ثم الشخصيات ، وبعدها تنطلق حتى تصل إلى الخاتمة .
* لا تكف عن التدريب يوميًّا على الكتابة ، خصص فى برنامجك اليومى وقتًا لتكتب                 ( 100 ) أو ( 200 ) كلمة . وهذا هدف من المؤكد أنك تستطيع تحقيقه .
* اكتب يومياتك أو مذكراتك حول أى شىء .. مجرد تسجيل لما عايشته فى يومك ، لكن عليك أن تمارس الكتابة يوميًّا . إنك بهذه الطريقة تتعود على تحويل الخِبْرات والمشاعر والأحداث إلى كلمات ، وهذا هو أساس عمل المؤلف الناجح . إن الكتابة ثم الاستمرار فى الكتابة أهم تدريب يؤدى إلى الإتقان والوضوح وسلاسة التعبير .
* تعلم كيف تكتب على الكمبيوتر . إن الكتابة على الكمبيوتر خير صديق للكاتب . إنك تستطيع بسهولة وسرعة ، على شاشة الكمبيوتر ، أن تضيف وتغير ، أن تصحح أو تعيــد
الكتابة لأى عدد من المرات ، حتى تصل إلى صياغة واضحة مشوقة مقبولة .
* اجعل بجوارك دائمًا المعجم ودائرة المعارف ، لكى تستخدمهما عندما تحتاج إليهما وأنت تكتب ، للتأكد من صحة كلمة أو معلومة تحتاج إليها فى كتابتك .
- اكتب ثم اكتب . إن كل جملة فى اللغة العربية يمكن أن تكتبها فى صيغ وأشكال مختلفة ، وهذا يجعلك تتعود أن تصل إلى أوضح أسلوب لتقول بدقة وسلاسة ما تريد أن تعبر عنه .
* عندما نختار الكلمة والجملة ، فإننا نسمعهما بالمعنى والإيقاع وبإشعاعهما العاطفى .                 إن الكتابة الجيدة تتوافر للكاتب شديد النقد لنفسه ، والتناسق يأتى من تدريب الأذن .
* اقرأ بصوت عالٍ الحوار الذى تكتبه لشخصياتك ، ونغّم الإيقاع كالممثل على خشبة المسرح ، واشعر كيف يمكن للكلمات أن تترابط وأن تبين الحب أو العاطفة أو الشك وعدم الثقة أو الصداقة . لاحظ بعناية كيفية ترتيب كلماتك بالطريقة التى تريد أن يكون عليه إيقاعها بعد أن تكون قد استمعت لها جيدًا وأنت تنطقها فى ذهنك . كذلك اترك فرصة للصمت أو للتردد فى حوارك . اشطب بلا رحمة الكلمات الزائدة ، والبدايات البطيئة ، والجمود والتكلّف .
* اقرأ ما كتبت بصوت عالٍ لنفسك . هذا يجعلك تتعرف بشكل أوضح على ما إذا كان الذى كتبته يُـعَـبِّر عن معنى مفهوم وواضح ، كما يساعد على الإحساس بإيقاع الكلمات والعبارات . وقد يكون أكثر فائدة إذا قرأت ما كتبت بصوت عالٍ على آخرين ، سواء على أفراد الأسرة أو الأصدقاء .
- اقرأ ثم اقرأ ثم اقرأ . طالع كل شىء وأى شىء ، وعلى وجه خاص اقرأ أعمال كبار            الكُتَّاب . القراءة ستصقل قدراتك اللغوية ، والقدرة على التعبير السليم الواضح الدقيق . سيفيدك الاطلاع فى التعود على وضوح وسلامة عرض السرد والحوار ، وعلى سلامة وسلاسة صياغة وإيقاع الجمل والتراكيب . إن الكاتب بالدرجة الأولى قارئ جيد ، ومن الضرورى أن تكتب بقدر ما تقرأ . وعندما تقرأ عليك أن تفكر وتحلل وترى الشخصيات والأفكار والأحداث كما أبدعها كبار الكُتَّاب فى شكل قصص قصيرة . إن الخبرة الحقيقية بالقصة القصيرة ، تأتى بالدرجة الأولى بقراءة العمالقة فى هذا الفن .

خطوات عملية الكتابة

          يخوض الكاتب عدة خطوات ، ينتقل بها من الفكرة الأساسية حتى يصل إلى المُنْتَج النهائى وهو القصة المكتملة . أحيانـًـا قد تضطر إلى العودة إلى خطوة سابقة ثم تعود لتتحرك إلى                     الأمام ، وأحيانـًـا تتخطى خطوة أو مرحلة .
** وفيما يلى الخطوات التى يمكن أن تخوضها عندما تكتب قصة : لكن عليك أن تعتبر هذه الخطوات مجرد إرشادات عندما تقوم بعملية الكتابة أو التأليف .
* ما قبل الكتابة ، أو خطوة تجميع عناصر البناء الفنى و " بلورة الأفكار " :
          - فى هذه الخطوة عليك أن تجمع ثم تختار الأفكار التى يمكن أن تكتب عنها . مثلاً يمكن أن تتأمل بعض الصور ، مثل الصور العائلية أو صور بعض الأصدقاء أو مِن طفولتك . أو أن تقرأ كتبًا ، أو أن تقوم ببحث أو دراسة عن موضوع معين ، أو تقوم بــ " عصف فكرى " ، بمعنى أن تضع على الورق كل الأفكار والخواطر التى ترد على ذهنك حول موضوع معين بغيـر أن تستبعـد منهـا شيئـًا . إن كلمة واحدة أو جملة واحدة من هذه الخواطر التى تراها متفرقة أو غير مترابطة ، قد تكون المفتاح الحقيقى لتكتب عملاً فنيًّا جيدًا .
          - اكتب قوائم بالأفكار والموضوعات .. تحدث إلى الآخرين من الأصدقاء حول ما تفكر فيه ، مع إعادة التفكير مرة بعد أخرى فى كل ما توصلت إليه .
          - ارسم بالكلمات بغير أن تحاول تحسين أو إجـادة رسـم مـا خطـر ببالك مـن شخصيـات أو     أماكـن . اجمــع معلومات من خبراتك السابقة ومن الواقع ، ومن دوائر المعارف ومن الكمبيوتر ، ومن المتاحف التاريخية والفنية والعلمية .
-  فى هذه المرحلة يمكن أن تكتب بعض الأشياء . أنا أطلق عليها " شخبطـة " ، بمعنى أن تضع على الورق ما يخطر على بالك بغير الاهتمام بالصياغة أو دقة المعنى . فى هذه المرحلة يمكنك أن " تصيد " فكرة جديدة أو مبتكرة وهو ما يميز العمل الأصيل ، وهذا  لا يأتى غالبًا بشكل واضح ، لكنه يتكشف أثناء عمليات البحث والتفكير .
- قد تكتب هذه الملاحظات السريعة عن شخصيات قصتك وما هى خصائصها ومميزاتها ، وكيف ترى كل شخصية الشخصيات الأخرى . كما أنك قد تقضى وقتـًـا لتصور المكان أو الأماكن التى تقع فيها الأحداث ، لكى تتعايش معها وأن تكتب فى الخطوات التالية .
* مرحلة " اختمار الأفكار " أو " حضانة الأفكار " :
          عدد كبير من الكُـتـَّـاب يهتمون بأن يتوقفوا عند هذه المرحلة التى تختمر فيها الأفكار والتصورات التى جمعوها ، وذلك كما يحتضن الطائر بيضه إلى أن يصبح الفرخ داخل البيضة مُستعدًّا للخروج من بيضته .
إن مرحلة " حضانة الأفكار " أو " اختمارها " تأتى عندما يجمع المؤلف مختلف الأفكار والتصورات ، ويضع أمامه حصيلة " العَـصْف الفكرى " ، ويصل إلى " الحكاية " التى سيعبر من خلالها عن الأفكار التى اختمرت .
- بعد أن يستقر الكاتب على ما يريد أن يحكى عنه قصته ، يتوقف عن القيام بأى شىء لمدة يوم أو يومين ، أو أسبوع أو أسبوعين . ويتوقف هذا على طول القصة ، وعلى الوقت الذى يحدده المؤلف لنفسه للانتهاء منها .
ليس معنى هذا أن يجلس المؤلف مسترخيًا يتأرجح على مقعد ، بل على المؤلف أن يقوم بأشياء أخرى ، كأن ينشغل بمشروعات أخرى للكتابة .. قد يكتب مقالاً أو نقدًا ، أو رسالة لصديق حول موضوع يشغله ، أو حتى يقوم بأعمال روتينية مثل ترتيب مكتبته وكتبه ، أو الذهاب للاشتراك فى ندوة ، أو إجراء مقابلات عمل ، أو الذهاب إلى المدرسة ، أى القيام بالأشياء المعتادة ، ويترك أفكار القصة " تنضج " فى خياله وفكره . وبهذه الطريقة تتخذ الأفكار شكلاً أفضل ، وتتجمع الخيوط فى خيط واحد . لذلك ، عندما يعود الكاتب إلى استئناف كتابة قصته ، ستكون لديه فكرة أوضح عما يريد أن يكتب عنه .
- فى نهاية هذه المرحلة ، يكون فى استطاعتك أن تضع مُخطَّطًّا أو إطارًا للهيكل الأساسى لقصتك . وهذا المخطط أو الإطار يمكن أن يتغير أثناء التقدم فى الكتابة ، لكنك ستستفيد منه فى أن تتعرف على الهدف الذى تريد أن تصل إليه ، والطريقة التى يمكن أن تستخدمها للوصول إلى ذلك الهدف .
* خطوة " المسودة الأولى " :
          عندئذٍ تأتى الخطوة الضرورية التالية ، وهى ترتيب الأفكار والكلمات والجمل والفقرات على الورق ، مع رسم ملامح الشخصيات وعلاقتها ببعضها ، والاستقرار على الحبكة أو العقدة أو ما يثير الصراع بين الشخصيات ، مع الاستقرار على ملامح البيئة المكانية الزمنية للقصة .
فى هذه المرحلة لا تقلق كثيرًا على كيفية استخدام الكلمات أو حتى على سلامة الهجاء أو النحو . عليك فقط أن تترك عصارة إبداعك تتدفق إلى أن تنتهى من كتابة المسودة الأولى . إنك إذا توقفت طويلاً لتصحيح تركيب جملة أو اللغة أو الهجاء ، فإن تدفق نهر إبداعك سيبطئ أو حتى قد يتوقف .. عليك إذن أن تتركه يتدفق .
* خطوة " إعادة التحرير " ، أو " التنقيح " :
          بعض الكتاب يحبون أن ينقحوا بسرعة المسودات الأولى ، وآخرون قد يتريثون فى مرحلة حضانة أو اختمار أخرى . ومهما كان الذى تفعله فى هذه المرحلة ، فعليك أن تتذكر أن نصف مخك الأيمن مشغول بما تستخدمه فى الكتابة فعلاً ، وهو النصف الذى تختزن فيه ما ستوظفه من خلال قدراتك الإبداعية . أما نصف مخك الأيسر فإنك تحتفظ فيه بقدراتك المتفوقة لإعادة تحرير ما اختزنت فى النصف الأيمن .
- ومن الأفضل أن تتجنب أن تقوم فى نفس الوقت بعمليتين معًا : العملية الإبداعية مع عملية التنقيح وإعادة التحرير . فى المحل الأول ، عليك أن تكون كاتبًا متمسكًا بقدراتك الإبداعية وممارسًا  لها ، ثم قم بأشياء أخرى مختلفة ، أو على الأقل تنفس بعمق عدة مرات لتغير الجو المحيط بك . ثم ارجع لتصبح قادرًا على إعادة الكتابة والتنقيح حتى تصل إلى تحقيق            " الجو العام " الذى يجب أن يسود القصة ويعطيها التماسك والانسجام .
- إن الإبداع هو القدرة على خلق النظام من الفوضى ، وهذا يسمح للكاتب أن يتناول كل شىء فى قصصه - وعليه فقط أن يبتعد عن العواطف السقيمة ، والحشو ، والوعظ ، والتعصُّب ، والاسترسال فى الوصف لمجرد الوصف .
          - وفى نهاية مرحلة التنقيح وإعادة الكتابة ، يمكن أن تصحح الأخطـاء الهجائيــة واللغوية وعلامات الترقيم .
- تأمل فيما كتبت لتتأكد أنه أصبح له معنى واضح ومترابط ، وأنك وصلت إلى ما تريد أن تقول وما قصدت أن توصله إلى المتلقى ، وهو " الانطباع العام " الذى يمكن أن تتركه القصة لدى القارئ .
* خطوة " التعرف على الاستجابة " ، أى " استجابة الآخرين لما كتبت " :
          فى هذه المرحلة عليك أن تعرف رأى شخص آخر فيما كتبت . يمكن أن تسأل صديقًا                     أو أصدقاء ، والدك أو والدتك ، أحد المدرسين أو غيرهم ، ليقرأ عملك ويقول رأيه                                      فيما كتبت .
- وعندما ينقل إليك الآخرون رأيهم فيما كتبت ، عليك أن تكون مستمعًا جيدًا :         ركّز فيما تسمع بدقة . إنها فرصة لتكتشف إذا ما كان الآخرون قد استجابوا إلى عملك كما توقعت . وإذا لم تجد رد الفعل الذى توقعته ، فقد يحتاج الأمر أن تقوم ببعض التعديلات ، ذلك أنه قد يكون لدى قرائك بعض الأفكار والاقتراحات لتصل بقصتك إلى مستوى أفضل ، فعليك عندئذٍ أن تفكر وأن تعيد التفكير فى كل شىء قاله كل قارئ .
ومن المحتمل ، فى أحوال كثيرة ، أنك قد ترى أنك لست فى حاجة إلى استخدام " كل " الملاحظات التى سمعتها ، لكنك قد تجد على الأقل ملاحظة واحدة مهمة تفيدك إذا اهتممت بها . لذلك كن يقظًا لكل ما تسمع وضعه أمامك موضع التساؤل والتقدير ، حتى إذا رأيت فى النهاية أن معظمه لن يفيدك بصورة أساسية ، لكنه قد يفتح أمامك آفاق التفكير بطريقة مختلفة فيما كتبت .
- تذكر دائمًا أنك فى حاجة إلى أن ترى ما كتبت مـن خـلال عيـون الآخريـن ، لأنـك لا تكتـب لنفسك بل للمتلقى . إن كتابة القصة هى وسيلة تواصـل بينــك وبيــن القــارئ ، وعليــك أن تتأكد أن ما أردت أن تنقله من خلال القصة قد وصل واضحًا وأنه محل تـَقَـبُّل من الآخرين عن طريق ما كتبت ، ولا تكتفِ بأنه واضح داخل عقلك أنت وحدك .


* مرحلة " المراجعة " :
          فى هذه المرحلة ستوجه اهتمامًا خاصًّا للاستجابات التى سمعتها من الآخرين ، والتى رأيت أنها يمكن أن تساعدك لتجعل قصتك أفضل . يمكنك أن تعيد كتابة قصتك على أى وجه تشاء ، مستعينـًـا بما رأيت من أفكار إيجابية قد وصلتك . وعندما تنتهى من هذه المرحلة ، ستجد أنك قد أكملت مسودة أخرى أكثر اكتمالاً من سابقتها .
* مرحلة " التقويم " :
          يمكن أن تتخذ هذه المرحلة أشكالاً مختلفة ، فيمكن أن تتضمن الاستماع إلى آراء آخرين بعد ما قمت به من إعادة الكتابة . بل إنها قد تكون مرحلة تتعرف فيها أنت نفسك على رأيك فى قصتك بعد ما أجريت فيها من تعديلات. إن كل المؤلفين يحتاجون إلى نوع من التقويم لعملهم ، لذلك حاول أن ترى قصتك وكأن كاتبًا آخر هو الذى كتبها .

القسم الثالث
قضايا مرتبطة بكتابة القصة

** إلى أى مدى يرتبط فن كتابة القصة بالتربية :

          كاتب القصة فنـّان قبل أن يكون رجل تربية . والفن يقوم أساسًا على إمتاع القارئ بما فى العمل الأدبى من تشويق وجاذبية , وشخصيات حَـيَّة يُعايشها الطفل , وحبكة أو عُقدة تُثير اهتمام العُمر الذى تتوجّه إليه القصة أو الرواية .
- لكن كُـلّما كان كاتب القصة معايشـًا وعلى دراية بواقع قرائه - الاجتماعى والنفسى والبيئى واليومى - وجد نفسه يختار موضوع أعماله الإبداعية حول ما يُعايشه القُرَّاء فى واقعهم                                  أو خيالهم . 
          - إن الأدب , بوجه عام , نافذة يستطيع القارئ من خلالها أن يفهم نفسه على نحو أفضل , وأن يفهم الآخرين أيضًا على نحو أفضل .
          - كما أن مؤلف القصة , إذا كان مُسلّحًا بالرؤية الواعية لقضايا مُجتمعه وقضايا الطفولة , فلابد أن يُساهم ما يكتبه , بشكل ما , فى التربية وفى التغيّر المُجتمعى .
          - لكنـّـنا نعود لتأكيد أن أيّة قيمة تربوية أو سلوكية يتضمنـّها العمل الأدبى , لابد أن تأتى من خلال الفن وليس على حساب الفن .
          فمن الخطأ أن يقصد المؤلف توظيف عمله الأدبى من أجل إحداث أثر أخلاقى أو تربوى معين ، لكن صِدْق الكاتب مع نفسه ومع القُرّاء , لابد أن يترك أثرًا شاملاً فى أعماله الأدبية , وبالتالى يمكن أن يؤثـّر فى إحداث التغيّرات المُستقبلية فى مُجتمعه , وفى نفسية وعقول وسلوكيات القراء .
** الحذر من التبسيط المخل للشخصيات :
          يجب الحذر من القصص التى تلجأ إلى تبسيط الشخصيات ، وتجعـل بعضهـا ممثـلاً للخيـر المطلـق وبعضها ممثلاً للشر المطلق ، مثل كل قصص الرجل الخارق للطبيعة  ( السوبر مان ) ، لأن هذا مخالف لطبيعة البشر , ويؤدى إلى فهم القراء لمجتمعهم فهمًا خاطئـًـا . ففى كل إنسان جانب طيب وجانب خبيث ، والمهم أن نفهم دوافع الإنسان وأسباب سلوكه ، لكن بطريقة مبسطة تناسب القراء الصغار .
          - إن هذا النوع من القصص يؤكد قيمًا مضادة لكل ما قامت عليه نظم الدول المتمدينة الحديثة : فمن القيم التى يجب أن تشيع فى نفوس الطلاب ، احترام القانون وترك مهمة محاكمة المخطئ والحكم عليه وتنفيذ الحكم للقضاء ولسلطات الأمن . لكن كثيرًا من قصص الرجل الخارق للطبيعة تجعل البطل هو الذى يحدد ما هو الخير وما هو الشر ، وتتركه يحكم على الآخرين بمعياره الشخصى ، وينفذ بنفسه ما ينتهى إليه من أحكام حتى إذا كانت الحكم بالإعدام !
وبهذا تلغى هذه القصص كل ما بَنـَتْهُ الحضارة من نظام للدولة ، يخضع فيه كل شخص للقانون الذى سَنـَّته الجماعة ، حتى لا يُـتْرك الأمر فوضى لوجهات النظر الشخصية التى تُـغَـلِّبها مثل هذه القصص ، التى تعطى ذلك الفرد المتفوق - والذى يفترض أن يتمثل به القارئ - كل سلطات الشرطة والقضاء وأجهزة تنفيذ الأحكام ، وبذلك تُلغى مبدأ الفصل بين السلطات : السلطة التشريعية التى تضع القانون ، والسلطة القضائية التى تطبق القانون ، والسلطة التنفيذية التى تتولى تنفيذ أحكام القضاء والقانون ، هذا الفصل بين السلطات هو أهم ضمان لحماية حقوق الأفراد وحرياتهم .
- وإذا قيل إن مثل هذه القصص تنمى الخيال العلمى ، فإنه يجب التفرقة بين القصص التى تقوم على تنمية " أسلوب " التفكير العلمى ، الذى يعتمد على الملاحظة والاستنتاج ، والتجربة والخطأ ، ووضع الفروض وتمحيص هذه الفروض حتى يصل البطل إلى نتائج إيجابية ناجحة ، وبين القصص التى تحفل بها الكتب والمجلات التجارية ، التى تقدم ، دون مقدمات ، أجهزة ووسائل جاهزة يستخدم البطل معظمها فى الدمار والقتل ، دون أية إشارة إلى أسلوب التوصل إلى اختراع تلك الآلات ، أو أية إشارة لما يمكن أن تمنحه للبشرية من فوائد ، فهى قصص " توهم " بأنها من قصص الخيال العلمى ، فى حين أنها فى الواقع من قصص " الهذيان " الذى يستعير من العلم أشكاله الخارجية دون مضمونه الحقيقى .               
** لا للعنف كوسيلة لحل المشاكل :
          من أكثر النماذج السيئة التى تقابلنا أحيانًا فى قصص الأطفال ، تلك القصص التى تمجد العنف كوسيلة لحل المشاكل ، أو التى تجعل القوة البدنية هى العامل الأقوى فى حسم مختلف المواقف ، وذلك مثل قصص " طرزان " أو " سوبر مان " أو " الجاسوسية " والتى لا تحتوى على أى قيم إنسانية أو أخلاقية .
          إن تاريخ الحضارة ، هو تاريخ إحـلال العقـل محـل العنـف والقـوة ، وعندمــا نقــدم للأطفــال
 شخصيات مثل " طرزان " . الذى تربى بين الحيوانات ، والذى لا يعرف وسيلة لحل              ما يواجهه من مشكلات إلا القوة البدنية ، فإن الأطفال سَيُسْقِطون من سلوكهم كل                 ما قدمه لنا تاريخ الحضارة من وجوب استخدام العقل فى حل المشكلات بدلاً من العنف والقوة ، وهو أمر يتنافى مع أهم أهداف التربية السلوكية للأطفال . فأول ما نهتم بغرسه فى أطفالنا ، هو تدريبهم على مواجهة المشكلات وحلها بنجاح ، وذلك عن طريق استخدام العقل ، مع استبعاد العنف والقوة البدنية بشكل شبه كامل .
** لا لإثارة العطف على قوى الشر ولا لتقديمها فى شكل باهر كبطولات :
          كذلك يجب تجنب القصص التى تتضمن إثارة العطف على قوى الشر أو تمجدها ،                      مثــل القصـص التــى يتغلــب فيهــا الشريـر على الشرطى أو على ممثل القانون . إن بعض من
يقدمون مثل هذه القصص ، يدافعون عنها بقولهم إنهم يعرضون صور السلوك الخاطئة ، لكى يقوموا بإدانتها فى خاتمة القصة . لكن ما أشد خطأ هذا التصور .
          إن القراء الصغار يتأثرون بمختلف مواقف القصة التى يقرءونها أو نحكيها لهم ، لما فى تلك المواقف من حركة وتشويق . فإذا كانت تلك المواقف تتضمن انتصار الشر والعنف أو تمجيدهما ، وإظهار بطولتهما ، فإن ما فيها من إبهار هو الذى سيؤثر بعمق فى سلوك الأطفال ، أكثر كثيرًا من تأثرهم بخاتمة ندين فيها الشر والعنف بعبارات عامة .. فما أقل تأثير الكلمات على الأطفال ، وما أقوى تأثير مواقف الحركة والحوار والخيال عليهم .
** اتجاهات معاصرة فى " موضوعات " قصص الأطفال :
المـوت ، وأبنـاء الطـلاق ، ووجـود أخ فـى الأسـرة معـاق أو متخلـف عقلِيًّـا ، ومـرض أحــد الوالديـن مرضًا طويلاً يجعل الشخص عاجزًا عن خدمة نفسه ، وفَقْد الأب لوظيفته أو تعرضه لحملة تشهير        ظالمة .. كل هذه الموضوعات وجدت مَن يكتب عنها مهما كان الموضوع حسَّاسًا أو شائكًا .
كذلك تتناول القصص تقديم المستقبل للأطفال ، وتنمية قدراتهم على الإبداع والتخيل والابتكار ، وتنمية أساليب التفكير العلمى والمنطقى لديهم ، ووسائل زيادة التفاعل بين الطفل والقصة لمواجهة تحديات عصر الكمبيوتر والإنترنت .
مع أهمية تناول موضوعات تدور حول المحافظة على البيئة ، والتسامح وتَقَبُّل            الآخرين ، وأهمية العمل كفريق ، واللغة غير المنطوقة التى يعتمد عليها الأطفال فى الاتصال بالآخرين مثل ملامح الوجه وحركات الجسم ونغمات الصوت .
لقد أصبح الأدب قادرًا على تناول كل ما يخطر على البال من موضوعات ، وتكمن موهبة الكاتب فى طريقة وأسلوب هذا التناول بما يتناسب مع قدرة القارئ على الفهم والاستيعاب .
** دور العمل الأدبى فى تقديم المعلومات للقارئ الصغير - الوصف أم الحكاية : 
مع اتساع مجالات المعرفة وما يجب أن يعرفه الإنسان , أصبحت النصيحة تؤكد على  أنه :                        " على الكاتب أن يعرف جيدًا ما يريد أن يكتب عنه " ، ولا يكتفى بأن " يكتب عما يعرف " .
          وهذا يتطلب أن يصل المؤلف إلى كل المعلومات التى لها صلة بخلفية القصة التى يكتبها ، سواء تعلقت هذه المعلومات بالمكان أو الزمان أو نماذج الشخصيات أو غير
 ذلك ، لكى يعايش فى خياله كل عناصر روايته وكأنه قضى حياته معها فعلاً .
- وليس معنى هذا أن يستخدم المؤلف " كل " ما يحصل عليه من معلومات ويضعها فى عمله الأدبى ، بل يستخدم فقط ما يحتاجه ويكون ضروريًّا لعمله بحيث يدخل فى صميم نسيج العمل الفنى ولا يكون مُقْحَمًا عليه . وعلى المؤلف أن يحاسب نفسه دائمًا لكى لا يضع فى عمله الأدبى من المعلومات إلا ما هو مُرتبط ارتباطًا عضويًّا قويًّا بهذا العمل .
          - وإذا كانت هناك حاجـة فنيـة لإدخـال معلومـات ، فلابـد مـن إدخالهـا عـن طريـق حـوار ، أو فى
 مقاطع صغيرة سهلة الفهم مختصرة ، تأتى وسط الأحداث ، مع التجنب التام لأن تكون مفروضة على النص .
* الوصف أم الحكاية :
          ويقود هذا إلى التأكيد على أن الاسترسال فى " الوصف " قـد يـؤدى إلى سقـوط الإيقـاع والبطء فى
 تقدّم الحبكة , لأن ما يدفع القارئ إلى نهاية الكتاب هو الأحداث والحركة واكتشاف المواقف الجديدة للشخصيات ، وليس مجرد تراكم المعلومات أو الوصف . تقول كاتبة أطفال مشهورة : إذا كنت تستمتع بالوصف فأنت كاتب مقال ، وإذا كانت الجُمل المتناغمة بطريقة جميلة تعطيك المتعة فقد تكون شاعرًا - لكن إذا كانت المواقف وما يقوم به الناس وسلوكهم وانفعالاتهم فى تلك المواقف هى ما يثيرك ، إذن فأنت " راوى قصة " .
          - ولعل هذا يحسم الجدل حول تطلب البعض أن تحتوى القصة أو الرواية على معلومات ، أو أن تقاس جودة الرواية بما يوجد فيها من معلومات - ذلك أنه إذا حاول المؤلف أن يجعل من روايته مصدرًا للمعلومات ، فهذا يُخرج العمل فورًا من مجال الفنون الأدبية ، ويُدخله فى مجال المقال الصحفى أو الدعاية أو كُتب المعلومات .
          ** " الكتابة " بالحواس الخمس :
          وهناك تطور آخر برز بوضوح فى السنوات الأخيرة ، ذلك هو " الكتابة للأطفال            ( وللكبار أيضـًـا ) بالحواس الخمس " ، فلم يعد الكاتب يرسم الصور وحدها بالكلمات ، بل هو يحمل القارئ على معايشة عالم الرواية من خلال اللمس والشم والتذوق والأصوات أيضًا .
          إن الخبــرة الإنسانيـة لا تصل إلى القارئ عن طريق البصر وحده ، بل عن طريــق الحواس مجتمعة منذ أول لحظة الميلاد ، وفى كل لحظة من لحظات الحياة ، لذلك تنبه المؤلفون إلى أهمية نقل العالم للقارئ عن طريق الحواس كلها وليس فقط بالصورة المرئية بالعين .
كنا نقول " علينا أن نرسم بالكلمات " .. لكننا نقول أيضًا : " علينا أن نرى ونسمع بالكلمات ، وأن نلمس ونتذوق ونشم أيضًا بالكلمات " . فإذا كان تركيز الكاتب على ما هو إنسانى من مشاعر وأحاسيس ، وأفكار وانفعالات وعواطف ، فكل هذا إنما يتم نسجه كرد فعل ، ليس فقط لأحداث خارجية أو مواقف شخصيات ، بل أيضًا استجابة لما تتلقاه مختلف حواسنا من تأثيرات وخبرة نتيجة التفاعل مع تلك الأحداث والشخصيات . 
** تزايَد الاعتماد على " الصورة " فى كتب الأطفال والشباب الصغير، فتزايد ما هو موجه إليهم من كتب " الرسوم المسلسلة [ أو كتب " النصوص التصويرية "- أو " كتب الجرافيك " ] :  

نحن اليوم أمام جيل أو أجيال تَرَبَّت على قصص الرسوم المسلسلة فى مجلات الصغار                                   ( الاستربس / الكومكس ) .
كما أننا نعيش " عصر الصورة " بسبب الانتشار الواسع للوسائل المرئية من تليفزيون وسينما وفيـديــو ، وبـرامج وألعــاب الكمبيوتــر ، وتـزايُد اعتمـاد الصحافة على الصـورة ، فمع كل خبــر أو مقال توجد صورة أو صور .
- يقول الدكتور شاكر عبد الحميد فى كتابه " عصر الصورة " : " الصورة لم تعد تساوى ألف      كلمة - كما جاء فى القول الصينى المأثور - بل صارت بمليون كلمة وربما أكثر " .. ثم يضيف : " لقد أصبحت الصور مرتبطة الآن على نحو لم يسبق له مثيل بكل جوانب حياة الإنسان " .
- لقد عَوَّدَت الوسائل المرئية عيون القراء على مُشاهدة الأشياء وليس الاستماع إلى وصف لها ، لهذا أصبحوا ، فى كتبهم ، فى حاجة إلى صـور ورسـوم لكل مـا يمكـن أن تراه  عيونهـم ، ولم يعـودوا مستعدين " لقراءة وصف " لما يمكن أن يتعرفوا عليه بواسطة حاسة البصر .
- لذلك حدث انفجار فى زيادة ما يصدر من كتب الرسوم المُسَلْسَلة ( والتى يمكن أن نطلق عليها                  " النصوص التصويرية " أو " كتب الجرافيك " ) ، التى يتلازم فيها النص مع رسم لكل فقرة ، ليس لصغار الأطفال ، بل للعمر المتوسط ( 8 - 12 سنة ) ، والشباب الصغير ( من 13 - 18 سنة ) ، بل أيضـًـا للبالغين إلى عمر ( 25 ) أو ( 30 ) سنة ، الذين أصبحت الصورة تلعب بالنسبة لهم دورًا مُهمًّا فى التشجيع على القراءة والتحمس لها ، بعد أن أصبحت الصورة تجذب انتباههم بنفس قوة جاذبية النص ، مثلما تحتل الصورة مكان الصدارة على الشاشات .
- لكن أحد الفروق الرئيسية بين النصوص التصويرية التى تُكْتَب " للأطفال " ، والنصوص التصويرية التى تُقدَّم حاليًّا بكثرة " للشباب الصغير " ، هو تزايد الاهتمام " بارتفاع مستوى النص " المكتوب " بجوار " الرسوم ، واقترابه من مستوى النص الأدبى الجيد المتكامل ، لمعالجة ما يُوَجَّه دائمًا إلى رسوم الكومكس والاستربس لصغار الأطفال من أنها تجنى على المستوى  القرائى لاهتمامها بالرسوم على حساب تهميش النص المكتوب . ومن أفضل ما تلجأ إليه هذه الكتب حاليًّا ، كتابة النص خارج كادر الرسوم وليس داخلها فى بالونات .
** تزايد الاهتمام بقصص وروايات الخيال العلمى ، باعتبارها من أهم وسائل تنمية الاهتمام بالثقافة العلمية ودور العلم فى حياتنا :
          لاحظنا فى مجال النشر الأمريكى ، وعلى نحو أقل قليلاً فى النشر الأوربـى ، الاهتمـام المتزايـد بقصص وروايات الخيال العلمى ، التى تلاقى هناك إقبالاً كبيرًا من الشباب والشباب الصغير ( البالغين الصغار ) .
يُعتبر أدب الخيال العلمى علاجًـا حقيقيًّا للقطيعـة بين العلم والأدب . وهــذا التقــارب يمكن تفسيره بالتأثير الضخم للعلم والتكنولوجيا على حياتنا ، وبتأثير الروح الصناعية فى زماننا على الأدب . وهناك إجماع على أن أدب الخيال العلمى هو أفضل وسيلة لإثارة حماس المراهقين والشباب الصغير للعلم ، ودوره الأساسى فى حياتنا .
- وتعبير " أدب الخيال العلمى " مقصود به نوع من أنواع الكتابة الأدبية ، يحاول فيه الكاتب أن يتصور ما يستطيع العلم أن يقدمه فى المستقبل إلى الإنسان من  إمكانيات ، وأن يفتح عيوننا على الخير الذى يمكن أن تقدمه هذه الإمكانيات ، أو يحذرنا من أخطارها المحتملة . بالإضافة إلى أنه يهيئ الرأى العام لتقبل وجود العلم فى كافة جوانب حياة المجتمع . إن أدب الخيال العلمى يساهم فى تنمية الإبداع ، وتكوين الفكر العلمى والاهتمام بالثقافة العلمية لدى القراء ، ويساعد على تعميق فهم الناس لدور العلم فى حياتنا .
** عليك أن تعرف ما تريد أن تكتب عنه :
وهنـاك تطـور مهـم آخـر فى نوعية ما يكتبه مؤلفو القصة والروايـة حاليًّـا فـى العالـم كله ، فقد كانت النصيحة ألا يكتب الكاتب إلا عمَّا يعرف ، أما الاتجاه الحديث فيؤكد للكاتب : " عليك أن تعرف ما تريد أن تكتب عنه " . فالقصة أو الرواية لم تعد تدور فقط حول تجارب شخصية ، ولا حول مُجرّدِ الخيال المُنطلق ، بل على الكاتب ، بعد أن يستقر على موضوع عمله الأدبى ، أن يجمع أكبر قدر من المعلومات والخبرات من مُختلف المصادر حول الموضوع الذى سيكتب عنه .
إن النحلة ، لكى تقدم جرامًا واحدًا من العسل الذى فيه شفاء للناس ، لا بد أن تكـون قـد جمعـت
الرحيق من ثلاثة آلاف زهرة أو أكثر . هذا الرحيق المجانىّ ، عندما تتم معالجته داخل أجهزة النحلة العبقرية ، يَتَخَلَّق العسل والشهد بما لهما من قيمة فائقة . وهذه هى قيمة الخبرة والتجربة والمعلومات التى لا بد أن يحرص المبدع على الوصول إليها قبل أن يبدأ فى إبداع عمله الأدبى أو الفنى .
** أثر السينما وألعاب الفيديو على القراء :
أصبحت أفلام السينما من أهم الفنون التى يتعايش معها القراء حاليًّا منذ الطفولة المبكرة ، قبل أن يجيدوا القراءة بوقت طويل ، وذلك نتيجة اعتياد الأسرة على فتح التليفزيون طوال النهار بغير التنبه إلى أثر ذلك على صغار الأطفال ، أو لعدم إدراك البالغين لوجود مثل هذا الأثر أصلاً . ونتيجة لذلك تَشَكَّل تذوق القراء للعمل الروائى والقصصى المقروء بالبناء الفنى الذى تحرص عليه أفلام السينما .
- ولا شك - حاليًّا - أنه كلما اقترب بناء العمل القصصى أو الروائى وإيقاعه من هذا الذى تَعَوَّد القراء على مشاهدته والتفاعل معه على الشاشات ، كان ذلك عاملاً مهمًّا فى جذبهم إلى القراءة وتذوقهم لما يقرءون من أعمال روائية أو قصصية . لهـذا فـإن الأديـب الـذى يكـتـب القصـة أو الروايـة ، لابـد أن يتنبـه إلى تأثيـر مُشاهـدة الأجيـال الجديدة - على نحو مستمر ومتواصل - لأفلام السينما .
- ومن أهم آثار مشاهدة القراء لأفلام السينما ، أن عيونهم تعودت أن " ترى " الأشياء: أشكال الملابس ، طُرز العمارة ، مفردات الأثاث ، عناصر البيئة ( صحراء - بحر- قرية - مدينة ) ، وتأثيرات المناخ ( سماء صافية / سُحب / أمطار .... ) ، وبالتالى قَلَّ اهتمامهم                      " بقراءة وصف " لهذا الذى تعوَّدت عيونهم أن تستوعبه جيدًا بغير حاجة إلى كلمات . لهذا فإن الأدباء لم يعودوا فى حاجة إلى إطالة الوصف لما يمكن أن تراه العين ، وأصبح عليهم أن يتركوا مُهمة الوصف البصرى لعمل الرسام ، الذى أصبح دوره ضروريًّا ومطلوبًا حتى بالنسبة لكُتب المراهقين والشباب .
- كذلك تَعَوَّد القراء على الاستماع إلى " الحوار المباشر " ( direct speech ) ، سواء فى الأفلام أو التليفزيون - فلم يعودوا يتقبلون كثيرًا أن نكتفى بأن نسرد لهم مضمون الحوار                              ( indirect speech ) .
القسم الرابع
كيف تكتب رأيك فى قصة أو رواية
التعريف بالكتاب :
          تتطلب كتابة تقرير عن قصة أو رواية ، أن نكتب مقدمة قصيرة تتضمن اسم الكتاب ، واسم المؤلف ، والسنة التى تم فيها نشر الكتاب ، واسم الناشر . ويمكن أن نذكر فى عبارة قصيرة السبب فى اختيار هذه القصة أو هذا الكتاب لتكتب عنه ، وما هو موضوع الكتاب أو ما هى فكرته الرئيسية .
          بعد المقدمة نكتب ملخصًا مختصرًا يوضح الحبكة أو عقدة القصة على نحو منطقى مفهوم . وأن نبين الخط الرئيسى الذى تدور حوله الأحداث أو الصراع أو المنافسة بين الشخصيات الرئيسية . وقد يكون الصراع بين الإنسان وعناصر من  الطبيعة ، أو بين الإنسان وطموحه الشخصى أو رغبة قد تسلطت عليه . ومن المهم أن نبين بوضوح خصائص كل شخصية باختصار ونحن نقدمهم أو نستعرضهم . ومن المهم أيضًا أن نبين المكان الذى تحدث فيه الأحداث ، ومتى تقع أحداث القصة .
          أما خاتمة التقرير فمن المفروض أن نبين فيها الرأى أو وجهة النظر فى الكتاب . إن خاتمة تقريرك يجب أن توضح ما إذا كنت ترشح الكتاب للقراءة ، وأن تشرح لماذا انتهيت إلى هذا الرأى .
مقدمة التقرير :
فى مقدمة تقريرك عن القصة أو الرواية ، من المهم أن تعرض نوعيــة الكتــاب الــذى تكتب عنه تقريرك ، ففى المكتبة يتم تنظيم الكتب فى فئات ، هل هى كتب قصصية روائية ، أو أنها من كتب المعلومات ، أو بمعنى أوضح هل هى كتب قصصية أو غير قصصية . وتحت كل من هذين التقسيمين توجد تقسيمات فرعية ، فالكتب القصصية قد تكون مثلاً من قصص الخيال العلمى ، أو قصص عاطفية ( رومانسية ) ، أو من قصص الخيال أو الرعب أو الغموض أو الألغاز أو الأسرار أو من قصص الإثارة . والكتب غير القصصية يمكن أن تكون مثلاً ترجمة ذاتية ، أو ترجمة لحياة شخص ( كاتب يكتب عن حياة شخص آخر ) أو تاريخية أو مقالات أو نوعيات أخرى .
          وفى مقدمتك ، وأنت تخبر قارئك لماذا اخترت هذا الكتاب لتكتب عنه ، اذكر  ما الذى أعجبك فيه ، وهل قرأت كتابًا أو كتبًا أخرى لنفس المؤلف ، هل يتناول هذا الكتاب موضوعًا كنت مهتمًّا به ، أو هل كنت تعرف شيئـًـا عن موضوع الكتاب أو فكرته الرئيسية قبل أن تقرأه . تأكد أنك حددت بوضوح موضوع الكتاب فى مقدمتك .
ملخص القصة أو الرواية :
          كتابة ملخص قصة يجب أن تتناول : مَن ؟ أى الشخصيات - وماذا يحدث ؟ أى العقدة                            أو الحبكة ، وأين ؟ أى مكان وقوع الأحداث - ومتى ؟ أى زمن وقوع الحكاية - ولماذا ؟ أى بيان دوافع الشخصيات .
مَن ؟ .. الشخصيات أو أبطال القصة : 
          اجعلنا نتعرف على الشخصيات . أخبرنا بأسمائهم ، قدم لنا وصفًا لهيئتهم . ثم عليك أن تشير إلى بعض الأشياء التى توضح السمات الخاصة لكل شخصية . ثم اشرح كيف جعل المؤلف شخصيته تتطور ولماذا ، وهذا ما نطلق عليه " تجسيد الشخصيــات " ، أو " بناء الشخصية " ، أى كيف قام المؤلف برسم الشخصية . وفى معظم القصص الناجحة تتطور الشخصية ما بين بداية الرواية ونهايتها ، وعلينا توضيح ذلك . كذلك فإن توضيح نوعية العلاقات بين شخصية وأخرى مهم للغاية .
ماذا يحدث ؟ .. العقدة أو الحبكة :
          ما يحدث فى القصة هو ما نسميه " الحبكة " أو " العقدة " . اذكر الخط الرئيسى للرواية . استعرض مع قارئك أهم الأحداث . وَضِّح بطريقة منطقية مقدمات كل حادث وكل تطور بحيث يصبح ملخص القصة مفهومًا بسهولة . وما هو الصراع بين الأطراف الذى يجعل القارئ شغوفًا بأن يقرأ حتى النهاية ليعرف نتيجة الصراع ، أى لكى يصل إلى حل  العقدة . والعقدة لها قمة أو ذروة : بَـيِّن أكثر مواقف القصة إثارة وتأثيرًا .
أين ؟ .. مكان أو أماكن وقوع أحداث القصة :
          تدور أحداث القصة أو الرواية فى مكان ما ، وعليك أن تخبر قارئك أين حدث هذا . أحيانًا لا يحدد المؤلف مكانًا معينًا ، لكن يجب أن تقدم فى تقريرك أكثر ما تستطيع من معلومات حول مكان وقوع الأحداث : هل تعيش الشخصيات فى القاهرة أم فى المريخ أم فى حظيرة ؟ إن مكان وقوع الأحداث يساعد القارئ على تصور الجو العام الذى تقع فيه الأحداث . وإذا تخيلت جوًّا مختلفًا تعيش فيه إحدى الشخصيات ، ستكتشف مدى أهمية دور المكان أو الجو الذى تحيا فيه تلك الشخصية ، ويؤثر على تصرفاتها وسلوكها وتفكيرها . إن العناصر المادية الطبيعية التى تحيط بشخصيات القصة ، والطريقة التى يتحدث بها الناس ، تساهم كلها فى رسم جو القصة . هذه التفاصيل عن المكان الذى تقع فيه أحداث القصة تساعد على أن يشعر قارئ القصة بأن أحداثها حقيقية ، كما تساعده على أن يتخيل بسهولة مكان وقوع الأحداث .
متى ؟ .. زمن وقوع أحداث القصة :
          أحد عناصر رسم الجو العام الذى تقع فيه أحداث القصة ، هو بيان الزمان الذى تقع فيه الأحداث : هل تجرى أحداث القصة فى الوقت الحالى ، أم منذ مائة سنة   مضت ، أو بعد سنوات كثيرة فى المستقبل ؟ أحيانًا لا يحدد المؤلف بوضوح الوقت أو الفترة ، لكنك ستجد دائمًا مؤشرات تساعدك على تحديد الزمن أو الوقت الذى تقع فيه الأحداث .
لماذا ؟ .. ما هى دوافع الشخصيات :
          ما الذى يحدث للشخصيات وحولها ، ويتسبب فى أن تقوم بما قامت به فعلاً من أحداث أو     مواقف ، أو تكون سببًا لأن تتغير الشخصية خلال القصة . وإذا كنت من القراء اليقظين للتنبه للتفاصيل ، فقد تستطيع أن تفهم الدوافع أو الأسباب التى جعلت الشخصيات تتصرف أو تفكر أو تتغير على النحو الذى رسمه المؤلف .
التحليل النهائى :
          خاتمة تقرير عن كتاب من المفترض أن توضح للقارئ ما إذا كنت قد أحببت القصة أم لم تحبها . إننا نحب الكتاب عادة بسبب الطريقة أو الأسلوب الذى كتب به المؤلف قصته .
- وفيما يلى بعض تقنيات أو أساليب الكتابة :
رسم الصور بالكلمات : يمكن للكاتب أن يرسم صورًا بالكلمات . هـذا الرسـم يساعد القـارئ علـى أن يرسم صورة فى ذهنه لما يقرأ عنه ، وبذلك يصبح من السهل فهم الكتاب واستيعاب القصة ، وتصبح أكثر تشويقًا ومتعة له .
أشكال معتادة من الرسم بالكلمات :
التشبيه : باستخدام التشبيه تتم مقارنة شيئين أحدهما بالآخر ، باستخدام كلمة " مثل " أو " كأن " أو " كأنه " أو " وهذا يشبه " . فعندما تقول لوالدتك إن أخاك " بكى مثل الأطفال الصغار " عندما سقط وأُصيبت ساقه ، فستفهم والدتك أنه مع أن أخاك لم يعد طفلاً    صغيرًا ، فقد تألم بشدة حتى صاح باكيًا مثل صغار الأطفال .
أما الاستعارة أو المجاز : فهى تشبيه بين شيئين " بغير " استخدام كلمة " مثل " أو " هذا    يشبه " ، فعندما تقول أنا لم أفهم لهذا الموضوع رأسًا من ذيل ، فمعنى هذا أن الأمور اختلطت أمامك فلم تعد تفهم شيئـًـا ، فقد أصبحت الرأس مثل الذيل والذيل مثل الرأس . لقد شبهت بداية وخاتمة الموضوع برأس وذيل حيوان اختلطا معًا فلم تعد تميز أحدهما عن الآخر .
التعبير بالرموز : بمعنى أنه يوجد فى القصة شىء يرمز إلى شىء آخر . فعندما تصف عاصفة شديدة تحطم الأشجار ، فى نفس الوقت الذى تعانى فيه الشخصية الرئيسية فى القصة من مشكلة كبيرة لا تعرف كيف تصل إلى حل لها ، فإن هذه العاصفة ترمز إلى أن هذا الصراع الداخلى فى نفس البطل أصبح كتلك العاصفة المدمرة . فالعاصفة هنا ترمــز إلى شدة الصراع فى نفسية البطل .
الأسلوب أو الجو العام : ومقصود بهذا الروح العامة التى تسود القصة : هل هو جو مثير للفزع والخوف على مصير الشخصيات ، أم أن جو السخرية هو الذى يسيطر على أسلوب الكاتب وتعبيرات الشخصيات . أو قد يوحى جو القصة بأهمية التضامن وقوة الإرادة للتغلب على العقبات مهما كانت قسوتها .
* ويفيد أن توضح فى خاتمة رأيك لماذا اختار الكاتب الموضوع الذى دارت حوله القصة ،                        وما الذى يريد أن يُـبَلِّغَهُ الكاتب للقارئ عن طريق الكتاب . ثم تبين رأيك فيما إذا كان المؤلف قد نجح فيما يهدف إليه من قصته .
          * إن كتابة الرأى فى كتاب لابد أن تتضمن حقائق حول الكتاب ، لكن طريقة عرض وترتيب هذه الحقائق لابد أن تعطى فكرة عن الكتاب ككل . إن تقرير عن كتاب يلخص ماذا أراد المؤلف أن يقول ، وكيف قاله ، وما إذا كان الكاتب قد نجح فى توصيل ما أراد أن يقوله إلى القارئ .
إن عرض الرأى فى كتاب يناقش محتوى القصة أو الكتاب ، لكن يمكن أن يتضمن أيضًا نقدًا للكتاب إضافة إلى التعريف به . إن رأيك الخاص ووجهة نظرك الشخصية مهمة جدًّا ، مادمت تريد أن تنصح القارئ ما إذا كان الكتاب جديرًا بالقراءة أم لا .
القسم الخامس
وسائل لتنمية قدرات الطلاب على كتابة القصة

* نقدم هنا للمعلم ، عددًا من الوسائل لتنمية قدرات الطلاب على معايشة فن كتابة القصة ، والتفاعل مع موضوعات وشخصيات ومواقف القصص ، وهو ما يعمل على صقل مواهبهم وتنمية قدراتهم على كتابة القصة :
** أولاً : أثناء قص قصة على الطلاب : يستطيع المُعلم استخدام أسلوب الحوار والسؤال والجواب لقص القصة : فعلى من يحكى القصة أن يحرص على اشتراك الطلبة معه فى التعبير بألفاظهم وخبراتهم وخيالهم عن مواقف القصة المختلفة ، لتشجيعهم على الإبداع والابتكار والتفاعل والمشاركة ، وللتعرف على عناصر القصة .
          وعلى المُعلم أن يستعين بوسيلة إيضاح ، ليكون من السهل عليه أن يسأل الطلبة عما يشاهدون ، لكى يعبِّروا هم بألفاظهم عن مواقف القصة المختلفة . فعند كل موقف ، من المهم الاستماع إلى أكثر من طالب ، بل إلى أكبر عدد من الطلاب ، لكى يقدم كل منهم تعبيره الخاص عن ذلك الموقف ، لما فى هذا من تنمية القدرات الإبداعية المتفردة .
          - ومن أفضل الوسائل لتنمية أسلوب الحوار والمشاركة بل الإبداع ، تشجيع الطلبة على " ابتكار الحوار " الذى يمكن أن يدور بين شخصيات القصة فى المواقف المختلفة ، سواء كانت هذه الشخصيات من البشر أو الحيوانات أو الجمادات . وهنا لابد من تشجيع الطلبة على أن يعبر كل واحد منهم بألفاظه وعباراته وتعبيرات وجهه وجسمه ، على نحو يختلف عن أسلوب تعبير غيره من الطلبة ، وذلك لتنمية القدرة على التخيل والابتكار والإبداع ، ولتنمية الثروة اللغوية ، وتنمية الثقة           بالنفس ، والقدرة على التعبير بالكلمات عن المواقف والأحداث والشخصيات .
          وكذلك لتدريب الطلبة على اللعب الخيالى أو التمثيلى ، الذى يمكن أن يقوم به الطلبة كنشاط مستقل بعد الانتهاء من قص القصة ، عندما يقومون هم أنفسهم بتحويل مواقف من القصة إلى حوار ، يقومون هم بإبداعه ، ثم تمثيله ، مجموعة بعد مجموعة ، على أن تقدم كل مجموعة عبارات جديدة ، أو أساليب تعبير تمثيلية تختلف عن الذين سبقوهم  .
          - كما يمكن تشجيع الطلبة على تقديم أكثر من سبب لتصرفات أبطال القصة ، مثلاً ، فى قصة " الحمامة والنملة " ، يمكن أن يقدم الطلبة إجابات مختلفة عن سؤال : " لماذا سقطت النملة فى الماء ؟ " وقد تكون الإجابات : لأنها أرادت أن تشرب -  أو كانت تريد أن ترى صورتها فى الماء -  أو لأنها ذهبت لتغسل أقدامها التى لوثها الطين -  أو لأنها أرادت أن تلعب مع الأسماك أو تتفرج عليها -  أو أن الرياح الشديدة قذفت بها إلى الماء - أو أنها أرادت استرداد شىء وقع منها فى الماء .
** ثانيًا :  بعد الانتهاء من قص القصة ، ولتدريب الطلبة على معايشة الإبداع القصصى ، على المُعلم تشجيع الطلبة على القيام بكل أو بعض الأنشطة التالية : 
- أن يقوم الطلبة بإعادة قص القصة ، يشاركون فى ذلك واحدًا بعد الآخر ، مُستخدمين الوسائل المُعينة ، ثم بدون الوسائل المُعينة ( وسائل الإيضاح ) ، ويكون لهم حرية التعديل والإضافة والحذف ، مستخدمين قدراتهم الإبداعية والابتكارية .
- أن يقوم المُعلم بإلقاء أسئلة وإجراء حوار مع الطلبة حول مواقف القصة ، وشخصياتها ، وفكرتها الرئيسية ، مع ربط كل هذا بخبرات الطلبة الشخصية . ويمكن أن يقوم الطلبة بتوجيه الأسئلة لبعضهم بعضًا ، كما يمكن تدريب الطلبة على صياغة أسئلة حول بعض الإجابات التى يختارها المُعلم أو أطفال آخرون .
- تشجيع الطلبة على اختيار اسم جديد للقصة ، ويمكن لعدد كبير من الطلبة اختيار أسماء متعددة . ونلاحظ أن هذا النشاط يساعد على استخلاص فكرة القصة ، وموضوعها ، ووجهة النظر التى تتضمنها ، مع بيان سبب هذا الاختيار  .
- تشجيع الطلبة على اختيار خاتمة جديدة للقصة ، ويمكن لأكثر من طالب أن يقترح خاتمة مختلفة للقصة ، مع بيان سبب هذا الاختيار .
- تشجيع أن يقترح الطلبة تغيير أحد مواقف القصة  ، ويمكن لأكثر من طالب أن يقترحوا تغييرات مختلفة للموقف الواحد ، مع مناقشة الهدف من كل اقتراح .
- تمثيل الطلبة لأحد مواقف من القصة ، ويمكن أن يتم تمثيل الموقف الواحد عدة مرات بطلاب مختلفين ، على أن يغير كل واحد منهم أساليب التعبير وجمل الحوار .
- يقوم الطلبة بقص أو كتابة قصص مشابهة فى موضوعها أو مضمونها للقصة التى سمعوها.
** ثالثًا :  كتابة قصة من واقع عدد من الرسوم لا تتضمن أية كلمات ، وهناك عدد كبير من كتب المدارس الأجنبية ، صدرت تحت عنوان " أستطيع أن أكتب قصة " ، يتضمن كل كتاب حوالى 15 قصة مرسومة بغير كلمات . وفى نهاية كل كتاب عبارة تقول : " إذا كنت قد استطعت أن تكتب أربع عشرة قصة مستعينـًـا بالرسوم ، فإنك تستطيع أن تكتب قصة جديدة من تأليفك ، كما تستطيع أن ترسم قصة تبتكر موضوعها " .  
          وهناك مجموعات من كتب الأنشطة العربية موجهة إلى طلبة المرحلة الابتدائية ، تتضمن                مثل هذا النشاط الحافز على كتابة القصة ، صدرت تحت عنوان " اصنع بنفسك " .
** رابعًا : تنمية موهبة كتابة القصة ومعايشة عناصر القصص عن طريق تحويل القصص إلى تمثيليات . ذلك أنه يُمكن أن نــُـعاون الأطفال على تمثيل قصة طالعوها أو سمعونا نقرؤها . وفى هذا النشاط التمثيلى ، يجب أن نترك للأطفال حُـرّية ابتكار الحوار وأساليب              التعبير . بل تغيير بعض المواقف أو تغيير الخاتمة ، كذلك يجب أن يشترك كل الأطفال فى هذا النشاط ، فالشخصية الواحدة يُمكن أن يُمثــّـلها أكثر من طفل بالتناوب .
ويُمكن أداء هذا النشاط التمثيلى بالدُّمى ( العرائس ) التى يُمكن أن يصنعها الأطفال بأنفسهم ، أو بالأقنعة . ويتم هذا النشاط داخل قاعة الفصل أو فى قاعة المكتبة ، بغير حاجة إلى قاعة مسرح ، وبغير بحث عن متفرجين خارج مجموعة الأطفال المشاركين .
** خامسًا :  كتابة قصص حول موضوعات يقترحها المُعلم ، تكون قريبة من خبرات الطالب الحياتية ، وتتضمن العنصر الإنسانى ، مع الاهتمام فى بناء العقدة على ما يحدث للبطل من               " تـَـحَـوُّلات " ما بين بداية القصة ونهايتها .
ونقدم بعض النماذج لهذه الموضوعات :
* هناك شىء أو شخص أو موقف كنت تخاف جدًّا منه وأنت صغير ثم حدث شىء جعلك تتغلب على هذا الخوف - اكتب قصة هذا التحول وكيف حدث .
* زميل فى فصلك كنت تظن أنه لا يمتلك أية مواهب ، وفى إحدى المواقف ظهرت بوضوح إحدى مواهبه المتميزة ، فتغير تقديرك له .
* ابن أو ابنة فى أسرة يتصور أو تتصــور أن الوالديــن لا يعطيــان له أو لهــا نفــس
الاهتمام الذى يتمتع به بقية الإخوة والأخوات ، ثم حدث شىء ترتب عليه تغير هذا التصور .
* هناك شىء تريد أن تغيره فى نفسك لكنك لا تستطيع ، ثم حدث شىء جعلك    تتغير ( مثلاً : لا تذاكر - لا تهتم بأن ترعى أخًا أو أختًا أصغر منك - لا ترتب غرفتك ) .
* ماذا يحدث لو أننى  ( سمكة شاهدَت زميلة لها تقع فى شبكة الصياد - وردة يريد ولد أو بنت أن يقطفها مع أنها تزين الحديقة - قطرة ماء تخاف من التلوث - قطة فى بيت يعاملها ولد أو بنت بقسوة وبغير شفقة ) .
* شىء أنت مقتنع أنه صواب ، واضطررت للدخول فى صراع دفاعًا عن رأيك .. كيف حدث هذا ، وكيف واجهت النتائج ؟     
* أساء مدرس ذات مرة إلى مشاعرك .. لماذا فعل ذلك ؟ وماذا كان موقفك       أو رد فعلك ؟                                   
** سادسًا :  تشجيع المُعلم لطلبته على كتابة اليوميات أو المذكرات : فالطالب يمكن أن يسجل فى دفتر يومياته كل ما وقع على حواسه خلال النهار ، ما سمع وما رأى وما لمس أو تذوق . أن يحكى انطباعاته وانفعالاته عن مواقف حدثت فى المدرسة أو الشارع أو البيت ، عن رأيه فيما قرأ من كتب أو مجلات أو ما شاهده من أفلام أو مسلسلات . عن مباراة رياضية أثارت اهتمامه . إن الطالب يتعود ، بهذه الطريقة ، على تحويل الخبرات والمشاعر والانطباعات والأحداث إلى كلمات وعبارات ، وهذا هو أساس عمل المؤلف الناجح .
          بالإضافة إلى أن هذا التنبه إلى كل ما يحدث حولنا ، يزودنا بذخيرة هائلة من الخبرات ووجهات النظر فى الأشخاص والأشياء . 
المهم المواظبة على الكتابة يوميًّا بغير توقف . حيث إن الكتابة ثم الاستمرار فى الكتابة هما أهم تدريب يؤدى إلى الإتقان والوضوح وسلاسة التعبير .
وعلى المُعلم أن يهتم ، بين يوم وآخر ، أن يدعو مَن يكون مستعدًّا من الطلبة ، ليقرأ على زملائه بعض ما يختاره من دفتر مذكراته أو يومياته .
إن كثيرًا من أشهر المؤلفين يعثرون على موضوعات قصصهم فى دفاتر يومياتهم ، كما يعثرون فيها على كثير من نماذج شخصيات أبطال قصصهم .
** سابعًا : تشجيع الطلاب على أن يكتبوا رأيهم فى قصة أو رواية ، فى ضوء ما أوضحناه فى " القسم الرابع " من هذه الدراسة . إنها وسيلة أساسية يكتشف الطلاب من خلالها أسرار فن كتابة القصة .
 
مراجع الدراسة


- أحمد شفيق الخطيب. (2010): ترجمة، اللغة وشبكة المعلومات العالمية،القاهرة، المركز القومى للترجمة.
- برو جودوين. (2011): كتب الأطفال- دراستها وفهمها - SAGE للنشر لندن- ترجمة: عائشة حمدى- مجموعة النيل العربية.
- دون تابسكوت. (2012): جيل الإنترنت- كيف يغير جيل الإنترنت عالمنا. الطبعة الأولى- ترجمة ونشر: كلمات عربية للترجمة والنشر.
- ديفيد كريستال. (2010): اللغة وشبكة المعلومات العالمية. نشر جامعة كامبريدج. الطبعة الثانية- ترجمة: أحمد شفيق الخطيب، القاهرة، المركز القومى للترجمة.
- سيسيليا ميرابل: مشكلات الأدب الطفلى- ترجمة: مها عرنوق- سلسلة دراسات نقدية عالمية- رقم 33، سوريا، منشورات وزارة الثقافة السورية.
- شاكر عبد الحميد. (2005): عصر الصورة. سلسلة عالم المعرفة، الكويت، المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب.
- فالنتينا إيفاشيفا. (2006): الثورة التكنولوجية والأدب- ترجمة: عبد الحميد سليم، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب.
- ماريا ألبانو. (2009): القصة المصرية الحديثة للأطفال. ترجمة من الإيطالية، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب.
- محمد حسن عبد الله. (2001): قصص الأطفال ومسرحهم. الطبعة الأولى، القاهرة، دار قباء للطباعة.
- محمد محمود رضوان. (1973): الطفل يستعد للقراءة. الطبعة الثانية، القاهرة، دار المعارف.
- هالة الشارونى. (1996): اصنع بنفسك. سبع البحر بالأصابع، الجزء الخامس، القاهرة، مكتبة مصر.
-                                  (1996): اصنع بنفسك. فراشة لمسرح العرائس ، الجزء العاشر، القاهرة، مكتبة مصر.
- هالى بيرنت: كتابة القصة القصيرة. ترجمة: أحمد عمر شاهين. سلسلة كتاب الهلال،القاهرة، دار الهلال.
- يعقوب الشارونى، سالى رءوف. (2012):      ترجمة- مهارات الكتابة للأطفال. القاهرة، المركز القومى للترجمة.
- يعقوب الشارونى. ( 2002):          كيف نقرأ لأطفالنا، مكتبة الإسكندرية للنشر والتوزيع.
-                                    (2002): تنمية عقل وذكاء الطفل، مكتبة الإسكندرية للنشر والتوزيع.
-                                      (2005):         تنمية عادة القراءة عند الأطفال. الطبعة الرابعة، القاهرة، دار المعارف.
-                                      (2012 ):        كيف نحكى قصة، مكتبة الإسكندرية للنشر والتوزيع. مصر
 -                                   (2012): القراءة مع طفلك. سلسلة اقرأ. الطبعة الأولى، القاهرة، دار المعارف.
-                                    (2013): معجزة فى الصحراء، القاهرة، دار نهضة مصر.
-                                       (2014):        قصص وروايات الأطفال فن وثقافة، سلسلة "اقرأ". القاهرة، دار المعارف.


- Adamson, Lesley. (1981): I can write a story, Book 1, 2, 3. WHEATON.
- Kathleen Christopher Null. (1997): How to Write a Story.




ليست هناك تعليقات: