أنا سعيد جدا
منيرة بوكحيل
أنا اسمي محمد و عمري تسع سنوات و
بضعة شهور , في يوم من الأيام كان عندي بيت
واحد
جميل
جدا و هادئ يملأه الحب و السكينة و بعيدا كل البعد عن الحقد و الضغينة .
أبي يذهب إلى العمل باكرا و يأخذني في طريقه إلى المدرسة و حين أعود إلى
المنزل أجد والدتي , نظفت البيت و رتبته و حضرت الطعام و الحلوى اللذيذة و غسلت
الثياب و تستقبلني بإبتسامة حنونة و قبلة دافئة .
في المساء يعود أبي من عمله متعب و لكنه مبتسم , كالعادة يحمل بيده علبة
شوكولاتة المفضلة عندي و الأحب على قلبي .
و لكن في يوم من الأيام حدث ما لم يخطر ببالي و لا ببال أحد بدأت الخلافات
و الشجارات بين والدي الحبيب و أمي الحنونة لا أفهم لماذا و كيف حدث هذا و لكن ما
حدث للأسف هو الإنفصال بعدما أصبح التفاهم مستحيل وسط الشجارات الدائمة و
الإنفعالات .
و لكن في الماضي القريب كان عندي منزل واحد الآن أصبح عندي منزلين إثنين ,
منزل والدي الحبيب و منزل والدتي الحنونة كم الفرق شاسع بين البارحة و اليوم و
لكنني أنا سعيد جدا ليس لطلاق أبي و أمي و إنفصالهما للأبد و لكنني نظرت إلى هذا
المشكل من زاوية أخرى كما قال لي جدي الغالي .
فأنا اليوم عندي منزل والدي الحبيب
و الذي تزوج بإمرأة أخرى و أنجبت لي أخوة بعدما كنت وحيدا ألعب معهم و أشاركهم
فرحتهم أتقاسم معهم الطعام عندي غرفة فيها أجمل اللعب و الأهم من كل هذا حب والدي
الكبير الذي لا ينتهي أبدا و لا يقدر بثمن .
و حين أرجع إلى بيتي الثاني أجد والدتي
تستقبلني بحب و شغف كبيرين و تقبلني طويلا بكل حنان و تحضر لي كل أنواع الحلوى
اللذيذة و المفضلة عندي , تأخذني إلى حديقة التسلية و أستمتع رفقة الأصدقاء ,
تشتري لي كل ما أريده , عندي غرفة ثانية فيها أجمل الألعاب و منزل ثاني و عندي حب أقوي من ذي قبل هذا هو سر
سعادتي أمي الحنونة دائما تنصحني و تقول لي
لا تنظر للأشياء السلبية و أنظر إلى الأشياء الإيجابية .
و أبي الغالي دائما ينصحني و يقول
لي بأن أنظر إلى نصف الكأس المملوءة و لا أنظر إلى النصف الآخر الفارغ من الكأس .
إذن أنا سعيد جدا فعليكم أن تأخذوا بنصيحة أبي و أمي لتنعموا بالسعادة .