عبادة مريم
غادة هيكل
سارعت مريم إلى أبيها تبشره برؤية هلال رمضان ، أستعجب الأب كثيرا وسأل ابنته: وكيف عرفت بظهور الهلال ولم يعلن عنه بعد؟
قالت مريم لقد انقطعت الكهرباء يا أبى ونحن نلعب فأطبقت العتمة المكان ، ونظرنا إلى السماء فوجدنا النجوم كلها تجتمع على شكل هلال جميل ، ينير لنا الطريق فقلنا هذا هلال رمضان .
ضحك الأب كثيرا وضم ابنته وسألها :وهل ستنوين الصيام ؟
قالت مريم: نعم يا أبى فقد بلغت العاشرة من العمر ولست صغيرة ويمكننى الصوم مثلكم .
فرح الأب وقال : وأنا سأهديك عن كل يوم جنيها كاملا .
قالت مريم : والصلاة يا أبى ؟
قال الأب والصلاة يا مريم هى عماد الدين ولا يتم الصيام إلا بها.
ولكن : هل تنوين الصيام والصلاة من أجل المال ؟
قالت : لا ولكن لوجه الله تعالى وسوف أجمع هذا المال كى أشترى مصحفا لأقرأ فيه القرآن فشهر رمضان هو شهر القرآن يا أبى.
تهلل وجه الأب فرحا بفطنة ابنته وحبها للعبادات .
قامت مريم وأعدت السحور مع أمها ونوت الصيام .
خشى الأب على مريم من الصيام ولكنها كانت شديدة العزم وتحملت حرارة الجو وأكملت يومها وكافئها ألأب : أتى لها بمصحف هدية لتقرأ القرآن .
قالت مريم : شكرا لك يا أبى هكذا يجتمع لى الصيام والصلاة وقراءة القرآن .
توالت الأيام وأتمت مريم صيام الشهر كله .
فكرت مريم ماذا تفعل بالمال الذى جمعته من أبيها وقالت لنفسها :
غدا العيد أتصدق بجزء من المال لفقراء الحى لكى تدخل الفرحة قلوبهم .
ذهبت مريم مسرعة إلى أبيها بملابس العيد فرحة مسرورة وقالت:
اليوم يا أبى عملت بقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
بنى الأسلام على خمس.......)
فقد صمت وصليت وتصدقت وأشهد أن لا اله الا الله وأن محمد رسول الله .
فماذا تبقى لى؟
قال الأب : الحج وهذا فرض لمن استطاع اليه سبيلا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق