قصص قصيرة جداً للأطفال من زمن الديناصورات
قصص : طلال حسن
لو
ـــــــــــــ
خرج ديناصور صغير قزم ، يتمشى مع ديناصورة
قزمة صغيرة ، فقالت له : ماذا لو كانت هذه الغابة بلا ثعالب أو كلاب أو ذئاب ؟
فقال الديناصور القزم
الصغير : عندئذ ربما ظهر بيننا ديناصور ثعلب ، وديناصور كلب ، وديناصور ذئب .
شكراً
ــــــــــــــ
توقف الديناصور القزم الصغير ، أمام زهرة
جميلة فوّاحة ، وتوقفت معه الديناصورة القزمة الصغيرة ، فقال : لو كنتُ أكبر ،
وأنتِ أيضاً كنتِ أكبر ، لقطفتُ هذه الزهرة ، وقدمتها لكِ .
فقالت الديناصورة
القزمة الصغيرة : ولو قطفتَ هذه الزهرة الآن ، وقدمتها لي ، لأخذتها منكَ ، وقلتُ
لك ، أشكرك ، يا عزيزي .
لماذا ؟
ــــــــــــــ
قال أرنب لصديقه : نحن جبناء بعكس الذئاب ..
فقال الأرنب الآخر :
الذئاب .. المتوحشة ، السفاحة .. التي تفترسنا .
وتوقف الأرنب ، وقال
بشيء من التذمر : لا أدري لماذا وجدت الذئاب .
فرد الأرنب الآخر ،
دون أن يتوقف : ربما لنبقى أرانب لا أكثر .
لو أنّ ..
ــــــــــــــــ
خرج ذئب فتيّ ، وذئبة في عمره ، يصيدان ما
يسكتا به جوعهما ، وكان الجو ربيعاً ، فقالت الذئبة الفتية : آه لو أن هذه الغابة
الرائعة ، ليس فيها غيرنا نحن الذئاب .
فردّ الذئب الفتيّ ،
قائلا : هذا ما لا أرجوه ..
ونظرت الذئبة الفتية
إليه مستغربة ، فقال : لو كنا وحدنا في هذه الغابة ، لمتنا من الجوع .
من يدري ؟
ـــــــــــــــــــــــ
رقدت العصفورة في العش ، محتضنة بيضها ،
ونظرت إلى جارتها الزرزورة ، وقالت : ستفقس بيضتي قريباً ، ويخرج منها عصفور صغير
.
فردت الزرزورة بنبرة
موحية : من يدري ، ربما خرج منها وقواق صغير .
الديناصور
ـــــــــــــــــــــ
أقبل الخشف على أمه راكضاً ، وهو يصيح : ماما
، جاء الديناصور .
وهبت الغزالة من
مكانها مذعورة ، ودفعت الخشف برفق أمامها ، وقالت : فلنهرب بسرعة إذن .
وتوقف الخشف ، وقال :
لا تخافي منه ، يا ماما ، انظري إليه .
ونظرت الغزالة ،
وتملكها الذهول ، إذ رأت ديناصوراً صغيراً جداً ، إنه ديناصور قزم ، فمالت عليه ،
وتساءلت قائلة : ما أنتَ !
وعرف الديناصور القزم
سبب ذهولها ، فقال : أنا ديناصور .
فقالت الغزالة :
ديناصور ! الديناصور ، مهما كان صغيراً ، يأكلني بلقمة واحدة .
فقال الديناصور : وأنا
آكلكِ بمئة لقمة .
وشهقت الغزالة خائفة
، فضحك الديناصور القزم ، وقال : لا تخافي ، أنا ديناصور نباتي .
زيارة
ـــــــــــــــ
دخلتْ الديناصورة القزمة الأم إلى الوكر ،
ووجدت صغيرها راقداً في مكانه ، وقد أغمض عينيه ، فتمددت إلى جانبه ، وهمست له : أين
صغيري الآن ؟
وردّ الديناصور
الصغير ، دون أن يفتح عينيه : أتجول وسط الغابة ؟
وشهقت الديناصورة
الأم ، وقالت : حذار أن تتجول هناك ، إنها مليئة بالذئاب والكلاب والدببة .
فقال الديناصور
الصغير : اطمئني ، يا ماما ، أنا لا أتجول هناك إلا في المنام .
ولمْ يعد ..
ــــــــــــــــــ
خرج الديناصور من الوكر ، ولم يعد ، وخرجت
زوجته تبحث عنه ، ولم تعد هي الأخرى ، وظلّ الديناصور الصغير ينتظر في الوكر ، لعل
أباه يعود يوما، أو تعود أمه ، وطوال حياته ، وحتى بعد أن صار له صغار عديدون ،
ظلّ ينتظر أمه وأباه ، لعلهما يعودان إليه ، ذات يوم ، ويهنأ بدفئهما .
ما الحقيقة ؟
ـــــــــــــــــــــــ
تخاصم ديناصوران حول الديناصور " تودور
" ، فقال الديناصور اللاحم : إنه ديناصور لاحم .
وقال الديناصور
العشبي : كلا ، إنه ديناصور عشبي .
واحتد الديناصور
اللاحم ، وقال : لقد رأيته بعينيّ هاتين يأكل اللحم ، فهل أكذّب عينيّ ؟
وردّ الديناصور
العشبي محتداً ، وهو يشير بيده إلى عينيه : بعينّ هاتين ، رأيته يأكل الأعشاب ، لن
أكذب عينيّ لأصدقكَ .
وكادا يشتبكان ، لولا
أن جاء الديناصور " تودور " نفسه ، وعرف سبب خصامهما ، فقال : كلّ منكما
قال نصف الحقيقة ، والحقيقة أنني ديناصور لاحم وعشبي في نفس الوقت .
الأضخم
ــــــــــــــــ
جلس الطفل وأخته مع أمهما ، يشاهدون فيلماً
عن الأحياء في الطبيعة ، فقال الطفل : الديناصور العشبي "
امفيسيلياس " هو الأطول والأضخم ، فطوله يبلغ " 60 " متراً ، ووزنه يبلغ " 22 ط طناً .
امفيسيلياس " هو الأطول والأضخم ، فطوله يبلغ " 60 " متراً ، ووزنه يبلغ " 22 ط طناً .
فقالت أخته : كلا ،
هناك حيوان أضخم منه ، لم ينقرض بعد ، كما انقرض الديناصور ، وهو حوت الكبريت ،
الذي يزيد طوله على " 33 " متراً ، ووزنه يزيد على " 150 "
طناً .
وكانت الأم تصغي
إليهما ، فقالت : كلا ، كلا ، ففي عالم النباتات توجد ما تفوق الديناصورات
والحيتان طولاً ووزناً ، وعمراً أيضاً ، ففي أميركا شجرة اسمها " السيكوبا " يبلغ محيط جذعها "
31 " متراً ، وارتفاعها يبلغ " مائة " متر ، وعمرها الآن حوالي
" 6 " آلاف سنة .
المتحول
ـــــــــــــــــــ
فوجئت الديناصورات ، ذات يوم ، بديناصور من
نوع " تي ـ ركس " ، متقدم في العمر ، يقف وسط الغابة ، ويهتف : كفانا
اعتداء على الحيوانات الضعيفة ، وخاصة العشبية منها ، لنترك أكل اللحوم ، ونتحول
إلى أكل الأعشاب .
وقد سمعه ملك
ديناصورات " تي ـ ركس " ، فقال : اتركوه ، لقد جنّ .
ولأسابيع عديدة ، ظل
الديناصور " تي ـ ركس " ، المتقدم في العمر ، يدور في الغابة ، ويهتف :
لنتحول إلى أكل الأعشاب .
لكن أحداً لم يلتفت
إليه ، وسرعان ما تهاوى من الضعف والجوع ، وفارق الحياة .
الدب البطل
ـــــــــــــــــــــــ
أشيع في الغابة ، أن الدب قتل ديناصوراً ،
فعرف في طول الغابة وعرضها " بالبطل " ، لكن أحداً لم يعرف نوع
الديناصور الذي قتله ، أهو من نوع " تي ـ ركس " ، أم من نوع "
مفيسيلياس " ، أم الديناصور الغبي ، أم من نوع " تودور " .
وعرف الجميع فيما بعد
، أنه قتل ديناصوراً فعلاً ، لكن الديناصور كان من نوع " الديناصور القزم
" .
بيضة
ـــــــــــــــ
أراد اللقلق ، من صديقه الثعلب ، أن يأتيه
ببيضة ليرقد عليها ، ويكون له فرخ من أي نوع كان ، فجاءه الثعلب ببيضة كبيرة جداً
، وفقست بعد أيام ، وإذا بها تفقس عن ديناصور من نوع " تي ـ ركس " ، ولو
لم يهرب اللقلق من العش لأكله الديناصور تي ـ ركس .
الديناصورات المحبوبة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جلس ديناصوران صغيران تحت شجرة وارفة الظلال
، فقال الأول : من حسن حظنا ، إننا من الديناصورات العشبية المحبوبة .
فقال الثاني : إننا
محبوبون جداً ، ولهذا فإن الديناصور " تي ـ ركس " يحب أكلنا .
القمر
ــــــــــــــ
جلستْ الديناصورة الأم أمام باب الوكر ، وجلس
صغيرها في حضنها ، وراح يتأمل القمر ، الذي كان يسطع بدراً في السماء .
قال الصغير : ماما ..
فقالت الأم : نعم .
تساءل الصغير : هل
يوجد الديناصور تي ـ ركس في القمر ؟
فردت الأم : لا .
تنهد الصغير ، وقال :
سأعيش في القمر ، إذا استطعت الوصول إليه .
فراشة
ـــــــــــــــ
سار دينصوران صغيران في الغابة ، ومرتْ بهما
فراشة كأنها زهرة طائرة ، فلاحقها أحدهما ليمسك بها ، فصاح به الآخر : أيها
المجنون ، تعال ، إنها حشرة لا تؤكل .
الحمامة الصغيرة
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
أطلت حمامة صغيرة ، من تحت جناح أمها ، وهما
في عش بأعلى شجرة ، فرأت ديناصوراً ضخماً يسير بين الأشجار ، فتنهدت ، وقالت ك آه
ليتني بحجم هذا الديناصور .
فقالت لها أمها :
عندئذ لن تكوني صغيرتي .
فطوقت الحمامة
الصغيرة عنق أمها بجناحيها ، وقالت : ماما ، لا أريد أن أكون ديناصوراً .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق