" عصر العقل " فى مواجهة
" الحلم الأمريكى "
دراسة حول
أشهر
روايتين للأطفال
فى الأدبين
الإنجليزى والأمريكى
"
أليس فى بلاد العجائب "
و "
ساحر أوز العجيب "
إعداد
أ . يعقوب الشارونى
تدور هذه الدراسة حول أشهر روايتين للأطفال فى الأدبين الإنجليزى
والأمريكى ، هما
" أليس فى بلاد العجائب " ، التى كتبها المؤلف الإنجليزى " لويس
كارول " سنة 1865 ، ورواية " ساحر أوز " التى
كتبها المؤلف الأمريكى " فرانك بوم " عام 1900 .
** تدور قصة " أليس فى
بلاد العجائب " ، حول الفتاة الصغيرة أليس ، التى دفعها حب الاستطلاع إلى أن تسير
خلف أرنب يتحدث ويمسك بساعة ليعرف الوقت . وعندما نزل الأرنب إلى جُحره ، وجدت
أليس نفسها تنزلق وراءه بعيدًا تحت الأرض إلى " أرض العجائب " .
فى هذه الأرض العجيبة تشرب أليس وتأكل بعض الأشياء التى
تجعلها قصيرة جدًّا لكى تدخل أو تخرج من أبواب صغيرة جدًّا ،
ثم تعود لتصبح طويلة
لتتعامل مع شخصيات مثل القطة التى لا يظهر منها إلا رأسها ، والدودة
التى تدخن النرجيلة ، و " الدوقة " التى تتشاجر مع طباختها . ثم تجلس
لتتناول الشاى مع الأرنب وفى ضيافته صانع القبعات المجنون والفأرة التى تغالب
النوم .
هربت أليس من الثلاثة إلى حديقة بها ملعب الكروكيه الخاص " بملكة
ورق اللعب " ، أو " ملكة القلوب " المولعة
بإصدار الأوامر بقطع رقاب الناس . ثم بدأت أليس تشاهد إحدى المحاكمات وقد جلس على
العرش ملك وملكة ورق اللعب ، وفجأة تجد نفسها تقوم بدور الشاهد أمام المحكمة .
لكن عندما أصرت الملكة على النطق بالحكم قبل أن يُصْدِر
المحلفون قرارهم بالتجريم أو البراءة، ثارت أليس وقالت إن هذه مخالفة كبيرة
للعدالة ، فثارت
الملكة عليها وأمرت بقطع رقبتها . لكن أليس كانت قد أكلت من نبات جعلها تسترد
قامتها الأصلية ، وأصبحت أمام ملكة ورق اللعب كالعملاق ، فصاحت بها : " من
الذى يكترث لأحكامكم ؟! ما أنتم إلا أوراق
لعب " .
هنا طار ورق اللعب وأخذ يتساقط على أليس فى حركة هجوم ، فأخذت تبعده
بيديها وهى تصيح ، وإذ بها تجد نفسها راقدة على المقعد الذى كانت تجلس عليه قبل
نزولها " أرض العجائب " ، ورأسها فى حِجْر أختها التى أيقظتها وهى تقول
لها : " استيقظى يا أليس فقد طال
نومك ، وحان موعد عودتنا إلى البيت لتناول الشاى " .
- وقد تُرجمت هذه القصة إلى
أكثر من ( 71 ) لغة حول العالم ، ولا تزال تتصدر أكثر الكُتب مبيعًا حتى الآن .
** أما قصة " ساحر أوز
العجيب " ، فتدور حول " دوروثى " ، الفتاة الصغيرة التى يحملها إعصار
إلى عالم أوز ، وهو عالم خيالى يرسمه المؤلف على نحو باهر ، فتبدأ رحلة البحث عن
الساحر أوز لكى يعيدها إلى بيتها .
فى طريقها تلتقى بـ " خيال الحقل " ( خيال المآتة ) ، و
" الرجل الصفيح " ( وهو مُكَوَّن من الدروع المعدنية التى كان يرتديها
فرسان العصور الوسطى وتغطيهم من الرأس إلى القدمين ) ، و " أسد " ( يعتقد
أنه جبان ) ، فيرافقونها للبحث عن الساحر العجيب ، وكل واحد منهم يأمل فى تحقيق
أمنية خاصة تغير حياته .
وتبدو الرواية مبنية على " التناقض الذاتى " ، فخيال المآتة يبحث عن عقل يفكر به مع أنه كثيرًا ما يقترح الأفكار
الذكية طوال الرحلة ، والرجل
الصفيح أو المعدنى يبحث عن قلب يشعر به مع أنه يبكى متأثرًا من أتفه الأمور ، أما الأسد فيبحث عن الشجاعة بالرغم من أنه بشجاعته أنقذ البطلة
دوروثى عدة مرات . وخلال الطريق يقابلون أربع ساحرات بعضهن تمثل الخير والمساعدة ،
والبعض الآخر تمثل الشر والأذى .
وفى النهاية يصلون إلى المدينة التى يسكن فيها الساحر أوز
، لكنهم يكتشفون أنه ليست له قدرات متفوقة ولم يكن إلا رجل استعراض مخادعًا . كما
تكتشف كل شخصية أنها تمتلك فى نفسها كل ما تبحث عنه . ثم تطلب دوروثى عن طريق
الحذاء المسحور الذى تلبسه أن تعود إلى عمتها التى تعيش فى الريف والبرارى .
- وهذه الرواية يُعاد نشرها
بانتظام حتى الآن ، وتعتبر فى أمريكا أول رواية أمريكية للأطفال ، ولا تزال أشهر
روايات الأطفال الأمريكية ، كما تم إنتاجها فى السينما ثلاث مرات .
** بين " أليس فى بلاد العجائب
" و " ساحر أوز "
* عــاش المؤلفــان فى فتــرة واحــدة
تقريبًــا ، أحدهما فى إنجلترا هــو " لــويــس كـارول " ( 1832 - 1898 ) مؤلف " أليس " ، والثانى فى أمريكا هو
" فرانك بوم " مؤلف " ساحر أوز " ( 1856 - 1919 ) .
وكل واحد منهما عاش فى فترة تَغَيُّر لمجتمعه كله ، فـ " لويس كارول " ،
عاش فى الفترة التى نسميها " عصر العقل " أو " عصر التنوير "
الذى ساد أوربا فى القرن التاسع عشر . أما " فرانك بوم " ، فقد عاش
فى أمريكا فى فترة بلورة " الحلم الكبير " ، الذى أصبح فيه كل من
يعيش فى أمريكا يحلم بالثروة والمجد والحياة فى المدن الكُبرى بدلاً من الريف .
* والبطلة فى كلٍّ من الروايتين أنثى ، فتاة
صغيرة ،
" أليس " فى إحداهما ، و " دوروثى " فى الثانية . وفى معظم أجزاء الروايتين
لا يشاركهما آخرون من البشر . أما بقية شخصيات الروايتين ، فهى شخصيات خيالية ، من أشهرها فى " أليس " ، الأرنب الذى يحمل الساعة ، والقطة شيشاير التى لا يظهر منها إلا رأسها ، وصانع القبعات المجنون ، وملكة أوراق اللعب العصبية المجنونة المستبدة ( ملكة
القلوب ) . أما
فى " ساحر أوز " ، فهناك ثلاث
شخصيات خيالية رئيسية
هى خيال المآتة ، والرجل المعدنى ، والأسد الجبان ، ثم أربع ساحرات وساحر أوز
.
* وفى الروايتين ، نجد البطلة الصغيرة
تقوم برحلة فى عالم خيالى لم تحاول أن تسعى إليه ، بل وجدت نفسها فيه بغير إرادتها . فــ " أليس " تسقط فى
جُحر الأرنب لتجد نفسها فى " أرض العجائب " وهى تسعى لاكتشاف حقيقة
الأرنب الذى يستخدم ساعة . أما " دوروثى " فقد حملها الإعصار الذى أطاح
بها هى وبيت أهلها وطار بها إلى أرض أوز ومدينة
الزمرد .
* وفى القصتين ، كان الاستغراق فى النوم
هو وسيلة المؤلف لنقل البطلتين إلى العالم الخيالى . فقد كانت " أليس " الصغيرة تشعر بالملل وهى تجلس على
مقعد خشبى فى حديقة بجوار أختها الكبيرة بغير عمل يشغلها ، ثم جعلتها شدة الحرارة
تشعر بتبلد ونعاس شديد ... وفجأة لمحت أرنبًا أبيض يتكلم . أما " دوروثى " فقد كانت داخل البيت الطائر مع الإعصار ، ثم " أغمضت عينيها
واستسلمت بسرعة إلى النوم " ، ولم تستيقظ إلا بعد أن استقر البيت بكل لطف
" فى بلد يتفجر بالجمال الخلاب " .
* وفى القصتين ، نجد أن الشخصيات
الحقيقية والخيالية التى تُحَرِّك الأحداث ، هى شخصيات أنثوية نسائية . أما الشخصيات الذكورية ، فقد كانت
الشخصيات الأنثوية هى
التى تقودها كما كانت تفعل " أليس " ، أو أن الشخصيات النسائية هى التى كشفت
حقيقة زيف الشخصيات الذكورية أو
قضت على الشخصيات النسائية الخيالية ( الساحرات ) مثلما فعلت " دوروثى " مع
" الساحر أوز " والساحرتين الشريرتين .
** كما
أن الصياغة الظاهرة للقصتين تجعل النظرة المتسرعة تتصور أن المؤلف فى كليهما يقصد
بعمله الأطفال فقط ، لكن الكبار أحبوا القصتين مثل الأطفال .
إن القصتين ، كما حَمَلَتا التسلية والإبهار والدهشة ،
فقد حملت الكبار على أن يفكروا بجدية فى الكثير من قضايا عصرهم .
** وبعد
هذا التشابه بين بعض الأوضاع فى القصتين ، نستطيع أن نرى الفارق المتسع بينهما ،
بسبب اختلاف الواقع الاجتماعى والفكرى فى كل من إنجلترا وأمريكا فى القرن التاسع
عشر ، وهو ما نتناوله فى الصفحات التالية .
** عن رواية " ساحر أوز "
* مع أن المؤلف يعلن بصراحة فى مقالاته ، على نحو مباشر ،
أن قصص الأطفال يجب أن تكون من أجل الترفيه والاستمتاع فقط ، فإن القصة
المختفية خلف الشكل الظاهر لقصة أوز ، تتحدث عن حلم الثروة والمجد الذى كان يتملك
خيال الأمريكيين
، ثم
تؤكد الرواية فى النهاية إن هذا حلم زائف . لقد اكتشفت دوروثى أن الساحر ليست له
قدرات متفوقة ، ولم يكن إلا رجل استعراض محتالاً ومخادعًا .
* كذلك كان
الناس فى تلك الفترة يحلمـون – لتحقيق أحلامهم - بالانتقـال من المناطـق الريفيـة
إلـى المـدن ، لكـن القصة تبين أن هذه المدن لا تقدم فى حقيقتها إلا البريق الزائف . فالقصة تذكر أن أهل مدينة الزمرد
التى أقامها الساحر أوز ، كانوا " فى الظاهر " سعداء وراضين وناجحين ،
لكن على نحو رمزى تؤكد القصة أن هذا مجرد مظهر خادع ، لأن كل من يعيش فى مدينة
الزمرد كان " يجب " أن يضع على عينيه - تنفيذًا لقانون - نظارة خضراء
محبوسًا خلفها ، بهدف ألا يتمكن من رؤية حقيقة المدينة ، بينما الحجة التى يذيعها أوز ليبرر
إلزام السكان بوضع النظارة ، أن من لا يضع تلك النظارات سوف يصيبه بريق مجد المدينة
بالعمى . ولعل
قصد المؤلف أن ينتقد " الإعلام " الذى تستخدمه السلطة ليزيف الحقائق ، ويضع على العيون نظارات لكى يرى
الناس الأمور حولهم على غير حقيقتها .
* كما
تقدم القصة مغامرة فى سبيل الوصول إلى مدينة المجد والثراء والشهرة ، ثم العودة
للوطن الريفى مرة أخرى . وبهذا تقدم القصة نقدًا لما كان يُرَوَّج له تحت اسم
" الحلم الأمريكى " فى الحياة ، الذى يُعلى من شأن تحقيق الثروة والمجد والتمتع
بسحر المدينة ، فقد عادت دوروثى فى نهاية الرواية إلى الريف والبرارى التى كانت
تعيش فيها قبل أن يقذف بها الإعصار إلى مدينة أوز الخيالية التى تبحث فيها عن مدينة
الزمرد ، مدينة المجد والثروة المُزَيَّفَيْن . وعندما تعثر عليها ، تفضل
العودة إلى بيت عمتها فى الريف والبرارى ، بغير أى أسف على هذه العودة ،
وبغير أية إشارة إلى أنها كانت راغبة فى أن تظل فى مدينة المجد الزائف .
إن المؤلف يصور الريف بلونه الرمادى
الكئيب ، وأن العمة " إيم " –عمة أليس- التى تعيش فى الريف ، كانت شابة
جميلة عندما وصلت إلى هناك ، لكن الشمس والرياح انتزعتا البريق من عينيها وأصبحتا
منطفئتين . وبمقارنة هذا التصور بلون مدينة الزمرد البراق ، يؤكد المؤلف حلم الأمريكيين
- فى ذلك الوقت – للانتقال إلى بريق المدينة . لكن نهاية القصة تؤكد انهيار هذا
الحلم عندما عــادت دوروثى بغيــر أى أســف لكى تعيــش مع عمتهــا فى البرارى والريف . ولعل المؤلف بهذه النهاية ، ينحاز إلى
الحياة البسيطة الريفية
، وهو انحياز عاطفى من آثار المذهب الرومانسى .
إن ساحر أوز حكاية رمزية تصور فشل
أحلام عامة الشعب الأمريكى فى ذلك العصر الذى أطلقوا عليه " العصر الذهبى
" ، لكنها تبرز أيضًا جمال
الوطن من خلال
المناظر الطبيعية التى شاهدتها دوروثى فى رحلتها إلى مدينة الزمرد ، كما تعزز " قيمة
الانتماء للوطن " ، عندما تعود " دوروثى " إلى موطنها الأصلى
حيث تعيش عمتها .
* كذلك تؤكد القصة على صورة إيجابية للأنثى . إن دوروثى
أنثى قوية بالنسبة إلى فترة بداية القرن العشرين (1900) ، ورحلتها تمثل نموذجًا
للسعى البطولى
الذى
تقود به فتاة شخصيات ذكورية . إنها أنثى قوية فى عالم ذكورى ، فقد تغلبت دوروثى بشجاعة على كل ما
تعرضت له من تهديد لحياتها ولاستكمال رحلتها وهى تقود بقية فريقها من الذكور .
* إن القصة فى مجموعها تقدم نقدًا قاسيًا ، سواء لأحلام
الانتقال السريع وبغير مجهود كبير ، من الفقر إلى الغنى ، وكذلك لحلم الانتقال من
المناطق الريفية إلى الحَضَر( الحافل
بالزيف والخداع ،) وتحبذ العودة إلى الريف لأنه الوطن والموطن .
** عن رواية " أليس فى بلاد
العجائب " :
* مع أن قصة أليس ظلت تُعتبر
من قصص الخيال اللامعقول ، فإنه يمكن أن نرى أنها محاولة لاستكشاف جوهر الحياة
الإنسانية ، بتصوير أليس فى رحلة لاكتشاف الذات ، والتعرف على ما يشوب المجتمع
والتعليم من نقص يعيقان التفكير السليم ، فى " عصر العقل " أو "
عصر التنوير".
* تعيش أليس طوال الوقت فى تناقض بين
حياتها قبل أن تسقط فى جحر الأرنب الذى وصلت من خلاله إلى أرض العجائب تحت الأرض ،
وحياتها مع أختها وأسرتها من الطبقة المتوسطة فى العالم الطبيعى .
إنها مثلاً تقارن سقوطها نحو أرض
العجائب ، بسقوطها أحيانًا على درجات سلم البيت . ثم تكتشف أن هذه مقارنة ساذجة ،
فما أبعد الفرق بين الأمرين . لقد اكتشفت أليس ذلك عندما قالت : " لابد أننى
أقترب من مكان ما بالقرب من مركز الأرض ! "
* ثم
تكتشف أليس أن المعرفة التى حصلت عليها من المدرسة هى معرفة ناقصة وغير كافية ، وبذلك تؤكد القصة أن
التعليم المدرسى فى ذلك العصر لم يقدم لأليس الفهم اللازم والقدرة لتتعامل مع
المواقف الجديدة
التى يمكن أن تواجه الإنسان فى حياته ، مثلما حدث مع أليس فى أرض العجائب ، التى ترمز إلى كل ما
هو جديد ومتغير مما يمكن أن يواجه الإنسان فى مستقبل حياته ، أى ما يقدمه " عصر العقل
والتنوير " .
إن أليس تتذكر اصطلاحات " خط عرض
" و " خط طول " ، لكنها تكتشف أنها لا تفهم المعنى الحقيقى للتعبيرين .
إنها تكتشف دائمًا أن نوع السلوك الذى
تعلمته من الطبقة الوسطى قبل انتقالها إلى عالم العجائب ، أصبح غير مناسب لمواجهة
احتياجتها فى هذا العالم الجديد .
* إن مؤلف أليس يوضح أن أساليب التفكير
التى تعلمتها أليس فى مدرستها ومنزلها ،
غير قادرة على توقع ما يمكن أن يصادف الإنسان من مواقف جديدة ، وبالتالى تكتشف أنها
غير مسلحة بأية قواعد للتعامل بنجاح مع أى جديد تقابله .
إنها مثلاً لا تستطيع أن تتوقع انها
لن تصل إلى المفاتيح التى وضعتها على المائدة المرتفعة إذا ما أصبحت صغيرة الحجم
جدًّا ، وأنها لو كانت قد تنبأت أو توقعت - قبل أن ينكمش
حجمها - أنها لن تكون قادرة على الوصول إلى تلك المفاتيح ، لأمسكت المفاتيح فى
يدها ، فهذا هو التصرف العقلانى ، لكنها لم تفعل . وهكذا شعرت أليس بالإحباط
والارتباك بين ما كان يجب أن تفعله وما عجزت عن فعله ، وهو ما يمكن أن نسميه " غياب التفكير
المستقبلى " ، أو عدم القدرة على توقع ردود الأفعال ، والتنبه مقدمًا للمواقف
الجديدة والاستعداد لمواجهتها .
وكانت النتيجة أنها فقدت القدرة على
التركيز ، بل فقدت كثيرًا من خبراتها السابقة عندما وجدت أنها لم تعد تنفعها فى
عالمها الجديد . حتى
وصل بها الأمر أنها وجدت اللغة التى تتحدثها غير كافية للتفاهم فى هذا العالم
الجديد ، فارتبكت
، ولم تعد تتحدث إنجليزية سليمة .
لقد أصبحت خبرات أليس فى العالم العلوى غير مناسبة للحياة
فى العالم الجديد ، وكان لابد من معرفة
جديدة لكى تنجح فى مواجهة الجديد فى العالم الجديد [ فى عصر العقل
والتنوير ] .
* إنها رواية تقدم رؤية واضحة حول
ضرورة حصول الإنسان على معارف جديدة وقدرات عقلية مختلفة ، لمواجه عالم مستقبلى
حافل بالمواقف الجديدة . بينما القراءة السطحية السريعة للقصة تجعلنا نتصور أننا
أمام نص عجائبى لامعقول مقصود به التسلية وإثارة الدهشة .
إنها قصة
تنبه القارئ إلى حلول عصر العقل ، الذى يقدم تحديات جديدة ، تحتاج إلى طرق تفكير
جديدة للنجاح فى مواجهتها .
يعقوب
الشارونى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق