جمانة.. أوَّلًا
سن من 4 إلى 7 سنوات
فاطمة الزهراء مختار
جمانة في الخامسة من
عمرها و حسَّان هو شقيقُها الأكبر، وعمره سبع سنوات.
في كل مرة تتشاجرجمانة مع
حسان فتتدخَّل ماما وتحلَّ المشكلة إلى أن تترك ماما جمانة وحسان يقومان بحل
المشكلة بنفسـَيْهما، فتكافئهما بمفاجأة جميلة!
..................................
بعد تناولِ الغداء.. قالت جمانة:
من فضلكِ ماما اسمحي
لنا باللعب في الحديقة أنا وحسان؟
أجابت الأم:حسنًا،ولكنْ من دون شِجار! اتفقنا؟!
"اتفقنا"
أجاب حسان و جمانة بصوتٍ واحد.
وأسرع حسان ففتح الباب، وخرجا إلى حديقة المنزل.
أمسك حسان بالكرة
وقال:أنا مـَن سيلعبُ بها أوَّلًا.
اختطفت جمانةُ الكرةَ من يده قائلة:أنا مـَن
طلبت مـِن ماما الخروجَ للعب؛ أريدُ أن ألعب أولًا.
فتحت الأم النافذةَ
المُطلـَّة على الحديقة وقالت: حسـَّان.. جمانة.. وَعدتــُّمـانـي بأن لا
تتشاجرا؛هيـا تشاركا اللعبَ بالكرة!
جمانة.. قفي عند
الشجرة،وارمي بالكرةِ لحسان!
حسان استقبل الكرة،
ثم ارمِها لأختكَ مرةً أخرى!
أغلقت الأمُّ النافذة،ولعبا
من دون شجار.
بعد مدة.. تعبت جمانةُ
من اللعب وتعب حسان؛ فقرَّرا دخولَ المنزل لمشاهدة التلفاز.
وحينما جلسا أمامَ
التلفاز مدَّت جمانةُ يدَها لتأخذَ جهازَ التحكُّم(الريموت)، فأسرع حسان وسحب
الجهازَ من يدها.
صرخت جمانة.. آآه لقد آلمتني!
فردَّ حسان: آسف.. لم أقصد ذلك، ولكني قصدتُ أخذ الريموت.
أخذت جمانة تبكي
وتقول:أعطني إيـَّاه.. أنا التي حصلتُ عليه قبلًك!
-
كلا، بل سأشاهدُ قناتي المفضلة أولًا ثم أعطيكِ.
هكذا رد حسان.
غضبت جمانة وصرخت: أنا من سيشاهدُ قناتَه أولًا.
سمعت الأمُّ صُراخَها, فخرجت من المطبخ ورأت حسان وهو يضرب جمانة كي
لاتأخذَ منه الريموت، بينما رفعت جمانةُ يدَها تريدُ أن تردَّ له الضربة!!
وهنا قالت الأم بصوت عالٍ: كفـَّا عن الشجار هذا أمر!!
فتوقـَّفَ الاثنان عن ضرب بعضهما وهما غاضبـَيـْن.
بينما تابعت الأم كلامَها:
أمرٌ آخر.. حسان يـُدَغْدِغُ قـَدَمَ جمانة بسرعة!
نظر حسان لأمه
معترضًا، فتابعت: لأنك ضربتها؛ فإذا ضحكت فإنها تحصل على الريموت أولًا، وإن بَقِـيـَـتْ
تبكي فستحصل عليه أنتَ قبلها!
أسرع حسان فدغدغ قدم جمانة وهو يقول: دِغْ.. دِغْ..دِغ ، فضحكت وأخذت
الريموت وهي فرحانة.
أما حسان فنهضَ عابسًا وقال بصوت منخفض: إذن .. أنا ذاهبٌ إلى
غرفتي حتى تنتهي جمانة من مشاهدةِ قناتها.
وماذا ستفعل في غرفتك؟
سألت الأم حسان
فرد قائلا: سأرسمُ بالألوان.
قالت الأم: لاتنسَ ارتداءَ قميصِ التلوين كي لاتتسخ ملابسَك!
هزَّ حسان رأسه موافقا.
وفي غرفته .. أمسك حسان بالفرشاة..وبدأ يفكر ماذا يرسم؟ خطر بباله أن
يُجرِّبَ رسمَ آنيةِ الزهورِ الموضوعة على الرف، فغمس الفرشاةَ في اللون الأخضروبدأ
يرسم..
بعد ساعة.. انتهت جمانة من مشاهدة التلفاز، وذهبت تـُفتـِّش عن حسان،
فرأته وهو يرسم آنيةَ الزهور..
وااو..جميلة!
هكذا قالت مندهشة من لوحة حسان التي كان قد قاربَ على
الانتهاءِ منها،ثم تابعت:
أنا ذاهبةٌ لأنادي ماما كي تراها.
سأل حسان نفسَه: لماذا لا أجعلُ جمانةَ تشاهدُ التلفازَ قبلي كلَّ
يوم؛ بينما أقومُ أنا برسم لوحةٍ جديدة؟!
في اليومِ التالي..جلستْ جمانةُ لمشاهدة القناةِ التي تحبُّها أمامَ
التلفازعند الساعةِ الخامسةِ عصرًا، بينما توجَّه حسانُ إلى غرفته ليرسم لوحةً
جديدة.
وعند انتهائه من الرسم كانت جمانةُ قد أتمَّت مشاهدةَ برامجِها
المفضَّلة، فقام حسانُ بالجلوس أمامَ التلفازِلمشاهدةِ القناةِ التي يُفضِّلُها..
كانت الساعةُ تشيرُ إلى السادسةِ مساءً.
لاحظت الأمُّ ذلك.
بهدوءٍ قالت: حسان.. جمانة.. لكما مفاجأةٌ في
نهايةِ الأسبوع؛ لأنكما تفاهمتُما مع بعضٍ مِنْ دونِ شجارٍعلى مشاهدةِ التلفاز.
سألا بصوت واحد:ماهي المفاجأةُ ياماما؟!
ضحكت الأم وقالت:
لن أخبرَكُما.. وكيف تكونُ مفاجأةً إذا عرفتُماها؟!!
وإذا حصلت ماما على قـُبلةٍ من جمانة..هل ستخبرُنا؟!
بدلال قالت ذلك جمانة وهي تقبّل أمها
فقال أيضا حسان:وقبلةٍ من حسانَ أيضًا..
أجابت الأم: رحلةٌ إلى الشاطئ.. هي المفاجأة.
قفزت جمانةُ فرَحًا, وصفـَّق حسانُ قائلا: هييييه .. شكرًا لك ياماما.
ثم
خطرت له فكرة، فصرخ قائلا:
ماما.. هل توافقين على أن أحملَ معي لوحتي وأقلامَ التلوين؛لأرسمَ
منظرًا للشاطئ ؟
أجابت الأم: فكرةٌ جميلة ياحسان،موافِقة.
قالت جمانة مبتسمة:هكذا سيصبح لدينا في العائلةِ فنانًا صغيرًا.
ثم قفز سؤال في ذهن جمانة : وأنتِ ياجمانةُ ماذا تريدينَ أن تصبحي؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق