مدخل إلى كتابة القصة للأطفال
ومع الأطفال
بقلم : يعقوب الشارونى
القسم الأول
تجربتى فى كتابة القصة والرواية
يسألنى
عدد كبير من القراء ، صغارًا وكبارًا ، يتابعون
مطالعة قصصى ورواياتى ، يقولون : " قرأنا لك قصة أبطالها يعيشون فى
واحة صغيرة بالصحراء الغربية ، ومنذ الصفحة الأولى تصورنا أنك عشت وعايشت جيدًا مَن
تكتب عنهم ، فمن السطور الأولى أو من أول حوار ، تكون قد دخلت
بنا إلى نفوس وانشغالات وعقول أهل تلك الواحة ، وهم يواجهون أصعب تحديات الحياة فى
الصحراء ، بإمكانات لا توجد إلا فى واحة منعزلة " .
أو
يسألوننى : " كتبتَ
رواية عن أهل منطقة عشوائية احترقت السوق الشعبية التى يعتمدون عليها فى حياتهم ،
حيث يمارسون مهنهم البسيطة أو تجارتهم الهامشية ، فهل
كنت تسكن فى عمارة تطل على تلك السوق أو لك أصدقاء هناك
، وبذلك استطعت أن تجعلنا نشعر من أول
فقرة وأول سطر أننا نعرف المكان وأهله ، وما يواجههـم من تحديات ، وكيف يتعاونون
فى مواجهة المفاجآت ؟ "
وعندما
كتبت عن قريتى ، ظن معظم القراء أننى ولدت فى قرية ريفية قضيت فيها سنوات من
طفولتى . وعندما أُجيب بأننى من مواليد القاهرة وعشت طوال حياتى
فيها ، أسمع السؤال التالى :
" كيف إذن عايشت البشر والمكان والعادات والتقاليد وأسلوب التفكير فى هذه
البيئات المختلفة المتعددة التى تختلف فى كثير أو قليل عن القاهرة التى عشت فيها ؟
"
عندئذٍ
بدأت أتساءل نفس الأسئلة ، بحثـًا عن إجابات .
* منذ
سنوات حياتى الأولى أحب السفر وزيارة الأماكن الجديدة ، والتعرف على البشر
قبل الحجر . ومنذ كنت فى المدرسة الابتدائية وأنا فى التاسعة
أو العاشرة من عمرى ، كنت شغوفًا بكتابة القصص القصيرة المستمدة من زياراتى لمختلف
الأماكن وتعرفى على نماذج متعددة من البشر . وكان من الطبيعى أن تدور أولى رواياتى
القصيرة للأطفال واليافعين ، حول خبراتى التى عايشتها أثناء زياراتى فى العطلات
الصيفية لبيت جدى لوالدتى فى قرية شارونة بمحافظة المنيا بصعيد مصر .
وشيئًا
فشيئًا بدأت أهتم بقراءة المجلات الأدبية والثقافية ، وروايات ومسرحيات كبار
الكُـتـَّـاب ، وقراءة كتب التربية وعلم النفس التى كان
يدرسها أخى الأكبر فى كلية الآداب بالجامعة .
- وبدأت
تثير اهتمامى القضايا التى أخذت تشغل المجتمع ، مثل أهمية
دور الفتاة والمرأة فى
التنمية ، وتزايد مشكلة العشوائيات حول
المدن الكبرى نتيجـة ضيق الرقعة الزراعيــة التى لم تعــد قادرة على استيعــاب
الملاييــن من المواليــد الجدد فهاجروا إلى المدن الكبرى بحثـًـا عن عمل ، فلم
يجدوا إلا أطراف المدن يعيشون فى مناطقها العشوائية حياة لا يتوافر فيها الحد
الأدنى من إمكانات الحياة لا فى الريف ولا فى المدن .
وقادنى
هذا إلى التفكير فى مساحات صحراء مصر الواسعة التى لا تلقى من العناية إلا
أقلها ، فبدأت أهتم بالتعرف على الصحراء وأهلها وكيف يعيشون .
كما تعرفت على ما يمكن أن تقدمه الصحراء من إمكانات غير محدودة فى مجالات السياحة
والتعدين ومزارع الرياح والطاقة الشمسية والنباتات الطبية ، فقمت
بزيارات ، وتوسعت فى القراءات ، وحرصت على
المشاركة فى معظم الفاعليات حول
الصحراء من ندوات ومؤتمرات لأستمع
لخبرات من عايشوا الصحراء واكتشفوا كثيرًا من أسرار الحياة فيها .
كذلك
بدأت تشغلنى قضايا الأطفال المعاقين التى لم يتنبه
إليهـا المجتمـع إلا فـى ثمانينيات القرن العشرين ، وظاهرة
أطفال الشوارع أو الأطفال بغير مأوى الذين تفاقمت
مشكلاتهم بسبب ازدحام أطراف المدن بالفقراء والعاطلين عن العمل .
ونتيجة عملى
الثقافى المباشر مع الطلبة ، تنبهت إلى أهمية
اكتشاف موهبة كل طالب وضرورة تنميتها . وتنبهت بقوة
إلى دور الأسرة والمدرسة فى تنمية عادة القراءة عند الأطفال .
كذلك
تنبهت إلى إمكانات الحياة على شواطئ البحار التى تمتد حول حدود مصر لأكثر من ( 2400 ) كيلو متر ،
وأنه من الممكن أن تنشأ على هذه الشواطئ مجتمعات عمرانية كبيرة تعمل فى مجالات
السياحة والغوص والمزارع السمكية وموانى هواة السياحة البحرية وهوايات الصيد
وغيرها من الأنشطة .
* وهكذا
عشت حياتى - على نحو مباشر ، أو غير مباشر عن طريق الاطلاع أو الاستماع - مهتمًّا
بقضايا البشر التى تشغل المجتمع ، مع
رصد التغيرات التى تحدث فى مختلف المجالات : السياسية والاجتماعية والثقافية ، وعلى
وجه خاص تغير أدوار الشباب ، وتزايد قوة تواصلهم ، وقدرتهم
على التأثير فى المجتمع ، نتيجة وسائل التواصل الاجتماعى التى أنشأت تواصلاً بين
كتل ضخمة من اليافعين والشباب ، فأصبح لهذه الكتل من قوة التأثير الملموس فى مجتمعاتنا
ما جعل البالغين يكتشفون تغير شكل العلاقة بين الكبار والصغار ، وأن الصغار قد
أصبحوا أهلاً لتحمل المسئولية ، يبحثون عن التواصل أكثر من كونهم أبرياء يحتاجون
إلى الحماية .
وبعد أن كان
الكبار يتصورون أن الشباب فى حاجة دائمة إلى حماية الراشدين ، أصبح الراشدون ،
لأول مرة على مدى التاريخ ، يجدون أنفسهم فى حاجة إلى الشباب .
كما أن المشاركة
وليس التسلط قد ظهرت بطرق مختلفة ، وبدأت القدرات الإنسانية للشباب فى الانطلاق
بعد أن كانت مُـقَـيَّدة .
* هذا
الانشغال الدائم بقضايا المجتمع والعصـر ، والتنبـه إلى ما يحـدث من تغيـر وتفاعـل
بيـن الأجيال ، وبروز قضـايا كانت مسكوتًا
عنهـا ، مع متابعـة ما يحـدث فى العالـم وينعكـس على مجتمعاتنا ومستقبلنا ، جعلنى
مُعايشًا لخلفيات كثير من القصص والروايات التى كتبتها
.
- مثلاً
وأنا أعايش قضية أهمية التوجه إلى الصحراء
لتحقيق تنمية سكانية واجتماعية واقتصادية ، قرأت ذات مرة معلومة مختصرة جدًّا عن
واحة تعتمد منذ مئات السنين على بئر ماء وحيدة فى معيشتها :
فى مطالب الحياة اليومية والزراعة والرعى ، وأن
تلك البئر انسدت ذات يوم . ولم تذكر المعلومة ماذا حـدث بعـد ذلك
، لكنـى كنـت أعرف أن سكان تلك الواحة لا يزالون يعيشون فيها .
عندئذٍ
أدركت أننى عثرت على " مفتاح " عمل روائى متميز عن الصحراء
، فبدأت أجمع معلومات عن تلك الواحة وقمت بزيارة لها .
بالإضافة إلى كم المعلومات الهائل الذى كنت قد عايشته من قبل أو وصلت إليه عن
طبيعة البشر والحياة فى الصحراء والواحات . كنت
ألجأ دائمًا إلى الدفتر الصغير الذى أدون فيه مشاهداتى وخبراتى وما يشغلنى من
أفكار ، وأسجل فيه كل ما يبدعه خيالى من خطوط
للعمل الروائى الذى بدأت ملامحه ترتسم أمامى .
وظل
هذا الموضوع يشغلنى أيامًا وشهورًا
وأنا أتساءل : "
كيف واجه أهل الواحة انسداد مصدر المياه الوحيد للحياة فى الصحراء ،
وعلى وجه خاص فى الساعات والأيام الأولى بعد وقوع تلك الكارثة التى لا تحتمل تأجيل
حلها ولو ليوم واحد ؟ "
ثم
أعود إلى ما كتبت مرة بعد أخرى ، فأضيف إليه أفكارًا توضح سِمات شخصيات القصة ، وما توصلت إليه من أحداث ومشاعر
وأفكار حول أهل الواحة وما قاموا به لمواجهة تلك الكارثة ،
فى ضوء ما عرفته من إمكانات بشرية وطبيعية وجغرافية عن الحياة فى تلك الواحة
وأمثالها .
هكذا
تَخَلَّقَت أمامى عناصر الرواية : الفكرة والموضوع والأبطال وهم
أهل الواحة ، والخصم
الذى لم يكن هنا شخصًا ، لكنه تلك البئر المسدودة . إنهم
يقاومون خطر الهلاك العاجل ، ويبحثون عن الحل الذى يكمن فيه إمكانية استمرار
الحياة ، وهو حل لا يجب أن يتأخر عن ساعات لكى لا
يموتوا عطشًا .
هكذا وجدت أمامى
ثروة من المشاهد والصور والشخصيات والحوارات والأحداث التى كتبتها ، فبدأت
أضع تخطيطًا للرواية : كيف تبدأ ، وكيف تصل إلى ذروة بعد أخرى
لحل هذه العقدة التى لا نهاية لها إلا الحياة أو الموت .
وهكذا تَشَكَّـلَت حبكة القصة وهى الصراع فى سبيل
البقاء ، وهو صراع يجب أن ينتصروا فيه ،
يتحداهم وقت ضيق وقلة الإمكانات وندرتها .
كما
بدأت الشخصيات تتجسم أمامى ، ويتضح دور كل واحد منهم فى ضوء
إمكاناته الجسمية والنفسية والثقافية ، ومدى شعوره بالمسئولية وقدرته على تحملها .
وأصبحت
أبحث عن المواقف المتتالية التى يؤدى كل منها إلى ما بعده على نحو منطقى مفهوم
، والتى يتعايش القارئ من خلالها مع ما يشعر به هؤلاء الناس ، وكيف يفكرون ، ويتعاملون
معًا ويتصرفون ،
وكيف يختلفون ثم يصلـون إلى قـرارات يغامـرون بتنفيذهـا على الرغم مما يحيطها من
أخطار ومفاجآت ، بحثـًا عن الخلاص أثناء صراعهم من أجل الحياة .
وهكذا
ولدت قصة " معجزة فى الصحراء " ،
التى أجمع عدد من أهم المتخصصين علـى أنها واحـدة
من أهم ثلاثة أعمال للأطفال
واليافعين على مستوى الوطن العربى .
وعندما
انتهيت منها ، عدت أراجعها مرة بعد أخرى
، ثم قرأتها على عدد من الأصدقاء من الأدباء والنقاد أو طلبت منهم قراءتها ، ثم
دعوتهم ليتحاوروا معى حول أية فكرة أو ملاحظة قد تبدو لهم أثناء الاستماع أو
القراءة ، حتى إذا كانوا غير مقتنعين بتلك الملاحظات على نحو كامل . وكلما
وصلتنى ملاحظة من صديق ، أُعيد قراءة العمل ، فأجد
أحيانـًـا شيئـًـا كان واضحًا فى ذهنى لكن لم توضحه الكتابة بشكل كافٍ ، أو أكتشف
جملاً لم يصل المعنى من خلالها على النحو الذى كنت أقصده ، أو أكتشف فى السرد فجوة
هنا أو هناك .
إن
بعض الملاحظات قد لا تزيد عن قول المستمع أو القارئ : " لقد أقلقتنى هذه
الفقرة " ، فأعيد قراءة تلك الفقرة أكثر من مرة لأجعلها أكثر قوة ووضوحًا وإقناعًا
.
كان يكفينى من
هذه الملاحظات أن أتوقف أمام هذه الفقرات أو تلك العبارة ، لأكتشف ما تحتاج إليه
من تعديل أو إضافة ، أو لأزيل قلق قارئ محتمل عَـبَّرَ عنه صديق أو أصدقاء ممن
قرءوا العمل قبل تسليمه إلى دار النشر .
وليس
معنى هذا أن " كل " الملاحظات التى قيلت كانت على نفس الدرجة من الأهمية
، لكنها جميعًا ساعدتنى على أن أعيد النظر فى عملى بعيون الآخرين وفى ضوء خبراتهم .
* بعد
هذا السرد لبعض جوانب تجربتى فى الكتابة ، يمكن إعادة صياغة هذا الذى عرضته ، فى
شكل منهج محدد المراحل ، يمكن أن يساعد فى تنمية موهبة كتابة القصة أو الرواية
.
القسم الثانى
كيف نكتب قصة
تاريخ
القصص هو تاريخ البشرية . لقد عاشت القصص من جيل إلى جيل واستفدنا منها جميعًا ،
ليس فقط لما فيها من تسلية وتشويق ، بل لأنها تنطوى أيضـًـا على عصارة الخبرة
والتجربة الإنسانية . إن الطفل الذى تم إثراء حياته بالقصص هو طفل غنى حقًّا ،
فالقصص تساهم فى تنمية المحصول اللغوى والحفاظ على التراث الثقافى ، وفى تنمية
التذوق الأدبى ، وحفز العقل على التفكير ، وتنمية القدرة على فهم النفس وفهم
الآخرين .
إن
لدى الأطفال رغبة طبيعية للاستماع إلى القصص . إنهم يحبون
الاستماع إليها وحكايتها ، وإذا أحبوا أن يكتبوها أيضـًـا فإنهم سيكتسبون خبرات
وقدرات عملية ونظرية ومتعة تستمر معهم طوال الحياة . وهذه
الدراسة تحاول أن تفتح آفاق معرفة فن كتابة القصة وكيف نستمتع بهذه العملية .
الصفحات
القادمة ستساعدكم أن تتعرفوا على ما
هى القصة ، ثم تقودكم لمعرفة الخبرات الأساسية لبناء القصة ، على
أن نتنبه دائمًا إلى أهمية التفكير الإبداعى الابتكارى ،
سواء عند كتابة قصة أو فى أى مجال آخر من مجالات الفن أو الحياة ، وأن
نتذكر دائمًا أننا نكتب عملاً إبداعيًّا ولا نكتب مقالاً . إن
القصة هى حكاية لها معنى ، ممتعة تجذب انتباه القارئ ، وعميقة تعبر عن الطبيعة
البشرية .
سنتحدث عن العُقدة
أو الحبكة ، وكيف نثير الصور الذهنية لتلتقى مع خبرات القراء ،
مع التركيز على أهمية الحاجة إلى صراع أو
مشكلة تدور حولها العقدة أو الحبكة .
كما نقدم بعض العناصر الأساسية لرسم الشخصيات الروائية ، ومكان
وزمان وقوع أحداث القصة ، ودور
الحواس فى نقل أفكار وتصورات أبطال القصة ، ودور الحوار فى القصة .
ثم
هناك أدوات لفنية الكتابة ، مثل وضوح رسم الشخصية ، وأهمية بيان الظروف
المعاكسة التى يتأجج ويشتعل بسببها الصراع الذى تدور حوله
الحبكة . ثم وجهة النظر التى يريد الكاتب أن يعبر
عنها . كما نتناول أسلوب
الكتابة وأهمية استخدام التشبيه والاستعارة .
ثم
نبين خطوات عملية الكتابة منذ المسودة الأولى التى قد تكون غامضة
أو ضبابية . ثم كيف نقوم بعملية تقييم ومراجعة لما كتبناه . ثم نوضح بعض العناصر
التى يمكن من خلالها أن نتحقق من أن القصة قد اكتملت ،
وأننا قد راعينا كل ما يجب أن نحرص عليه
لتكتمل عناصرها .
ويجب
أن نلاحظ أنه مهما بَـيَّنا من خطوات أو عناصر للكتابة ، فمن حق المؤلف أن يتحرك
بحرية أينما يريد ووقتما يشاء ، وأن يعتبر ما ذكرناه مجرد مؤشرات تساعده على
الوصول بكتابته إلى مستوى أفضل .
وعن
طريق الأفكار التى نقدمها فى هذه الدراسة ، وما يمكن أن
يبتدعه المُوَجِّه أو
المعلم من أفكار وأساليب ، فإن الطلاب سرعان ما
يحصلون على خبرة تساعدهم على كتابة قصصهم الخاصة ، وبالتالى يمتلكون القدرة على
تذوق وتقدير كل أنواع الأدب .
ما هى القصة
القصة : هى
حكاية تـُـحكى أو تـُـكتب . ويمكن أن تكون طويلة أو قصيرة ، القصة الطويلة جدًّا
هى " رواية " . والقصة التى تتراوح ما بين ثلاث وعشر صفحات هى
" قصة قصيرة " ، لكن بعض القصص
قد لا تتجاوز صفحة واحدة .
الكتب التى تدور
حول أشياء حدثت فعلاً ، نطلق عليها " أعمالاً
غير روائية " ، وعندما تكون القصة تأليفًا من
خيال وإبداع الكاتب نطلق عليها " أعمالاً
روائية " . والأعمال غير الروائية تتضمن المقالات ،
والسِّيَر الشخصية ، والسرد غير الروائى ، والحوادث الحقيقية والتاريخية التى وقعت
فعلاً .
ونحن
نستمتع بقراءة القصص لأننا نستخدم خيالنا فى
" رؤية " شخصيات القصة وأين يعيشون ،
وماذا يفعلون . كما أنه يمكن بسهولة إعادة
قراءة القصة أو فقرات منها إذا لم نفهمها من القراءة الأولى ، أو
إذا أعجبتنا وأردنا الاستمتاع بقراءتها مرة أخرى . وعندما نقرأ قصة أكثر من مرة ،
سنكتشف ونلاحظ أشياء لم نتنبه لها فى أول قراءة ، ونفهمها ، وبالتالى سيزيد
إعجابنا بها . ومن أهم أسباب حُب الناس
للقصة القصيرة ، أنه يمكن فى جلسة واحدة أن نقرأها من غير أن يعطلنا شىء . كما
أنها تبعث فى القارئ شعورًا بأنه خاض تجربة أكثر عمقًا من تجاربه الخاصة .
الواقع والخيال :
القصة
الواقعية ، هى التى تدور حول شخص
أو شىء يبدو للقارئ كأنه حقيقى على الرغم من أنها من تأليف وإبداع المؤلف .
إن الناس والأماكن فى هذه القصص تبدو كأشخاص وأماكن نعرفها أو سبق وأن عرفناها ،
وهى بهذا تـُـشبه الحياة الواقعية . إنها " قَصَص واقعى " . والموهبة هى
القادرة على أن تصوغ عملاً فنيًّا من اللحظات التى لاحظها أو شعر بها الكاتب وهو
يتأمل ويتعايش مع ما حوله . والكاتب الموهوب هو الذى يبدأ مبكرًا فى ملاحظة مثل
هذه الأمور ، ويختزنها فى بنك ذاكرته ( حتى بلا وعى ) ليستخدمها فى المستقبل .
أما
القصة الخيالية ، فتدور
حول شخصيات وأماكن لا تشبه أى شخص أو أى مكان عرفناه أو يمكن أن نعرفه .
هذه القصص لا تشبه الحياة الحقيقية اليومية .. إنها " قصص خيالية " .
- لكن
علينا أن نتذكر أن كل القصص والأعمال الروائية مبنية على الخيال
، بمعنى أن خيال الكاتب قد أبدعها حتى إذا كانت تبدو واقعية .
لكن هذا لا يمنع إن الكاتب يمكنه أن يستعين بما يعرفه عن أشخاص وأشياء فى الحياة
الواقعية ، ليبنى حولهم قصته .
إن
القصة عمل فنى يخطط له المؤلف بعناية شديدة .
والقصة الجيدة هى التى تثير عواطف القارئ وانفعالاته ،
مثل السعادة أو الحزن أو الغضب أو الخوف . كما
أن القصة الجيدة يمكن أن تجعل القارئ يفكر ويتعلم أشياء جديدة عن الحياة وعن نفسه
وعن الآخرين .
تتضمن
القصة عادة العناصر الآتية :
- بداية
ووسط ونهاية - مع التركيز على أهمية البداية لربط القارئ بالقصة
حتى نهايتها .
- القصة
القصيرة تتطور عادة تطورًا طبيعيًّا من لحظة مكثفة أو حاسمة أو مؤثرة فى حياة
البطل .
- معظم القصص
القصيرة يكون التركيز فيها على شخصية واحدة رئيسية ،
وعلى دورها فى الحياة .
- وصف
الشخصيات ودوافعها وملامحها المتميزة ، وإيضاح
مكان وزمان وقوع الأحداث .
- استخدام
مختلف الحواس فى إبراز خبرات أبطال القصة .
- التعبير
عن المشاعر والانفعالات .
- استخدام
الحوار الذى يعبر عن اختلاف كل شخصية عن غيرها ، كما أنه من أهم
وسائل إبراز دوافع الشخصيات وحقيقتها الداخلية ، وبالتالى يساهم فى تجسيم الصراع .
- وجود
صراع أو مشكلة أو قضية تدور حولها الحبكـة أو العقـدة ، ثم
حـل العقـدة والوصول إلى نتيجة الصراع .
- وجهة
النظر التى تحملها القصة وماذا تريد أن تقول .
- الجاذبية
والتشويق لحمل القارئ على مواصلة القراءة حتى يصل إلى الخاتمة .
تعريفات
نقدم هنا
تعريفًا لبعض المصطلحات الأساسية التى نستخدمها عند الحديث حول كتابة القصة ، وهو تعريف يعطى أيضًا
ملخصًا أو تركيزًا لأهم العناصر فى كتابة القصة :
-
فكرة القصة : أى
الفكرة الرئيسية التى تدور حولهــا القصــة ، مثــل "
أهميــة دور الفتاة والمرأة فى تنمية المجتمع " ، أو " التمسك بالحق فى
التعبير " ، أو " أداء الواجب هو الشجاعة الحقيقية " .
-
موضوع القصة : الحكاية
أو الحدث الذى ينطوى ، بشكل غير مباشر ، على فكرة القصة ، وهو
التجسيم الفنى للفكرة الرئيسية . ولابد أن
يكون عند الكاتب قصص عن أصدقائه وأقاربه وكل مَن قابله من الصغار والكبار . ومن
خلال التنوع الساحر للعواطف والأفعال والعقول ، تتحول هذه المادة بين يدى الكاتب
إلى عمل فنى – فلا يوجد شىء يحدث فى حياة الكاتب إلا ويمكن استخدامه فى قصصه .
- نوعية
أسلوب القصة : هل
تمت كتابة القصة بأسلوب ساخر ، أو غامض
مثير للتساؤل ، أو بأسلوب ناعم
يعبر عن مشاعر رقيقة ، أو بأسلوب يعبر
عن التوتر والغضب أو الرعب ، أو فى جو
من الأسرار أو غير ذلك ؟
-
الخيال : فالمؤلف يستخدم خياله ليؤلف قصة يمكن أن نجد لها
مشابهًا فى الواقع ( قصة واقعية ) ، وقد يكتب قصة يتعذر أن توجد فى الواقع ( قصة
خيالية ) .
-
العصف الذهنى أو الفكرى : وهو
الاهتمام بكل فكرة تخطر على بالك أو على ذهن المجموعة التى تحيط
بك وأنت تفكر فى موضوع قصة ما ، مهما كان رأيك – فى البداية – فى أهمية ما تسمع .
-
الاستهلال ( أو بداية القصة ): الجملة أو
الفقرة التى نبدأ بها القصة ، والتى يجب أن تكون
حافزًا للقارئ على التساؤل ، وإثارة التشويق ، والتشجيع على الاستمرار فى قراءة
القصة حتى نهايتها ، لذلك نقول إنه من
الأفضل أن تتضح عقدة القصة من أول فقرة فيها .
-
مخطط للقصة : كتابة
النقاط الأساسية التى يتكوَّن منها بناء القصة ، وعرض وإبراز
الأحداث والتحولات الأساسية فيها ، وكيف
يؤدى كل جزء فى القصة إلى ما يليه على نحو منطقى مفهوم يتقبله القارئ حتى إذا كانت القصة خيالية .
-
البطل : أو الشخصية الرئيسية فى القصة التى
تُحرك الأحداث ، وتتحرك حولها بقية الشخصيات .
-
الخصـم ( أو البطـل المعاكـس ) : قد
يكون الشخصية الشريرة ، أو الخصم أو الشىء الذى يعترض طريق البطل . وهذا
الخصم قد يكون شخصًا ، أو عقبة ، أو مانعًا يقف فى طريق البطل ، وقد
يكون أحد عناصر الطبيعة مثل انسداد بئر يعيش عليها أهل واحة فى
الصحراء ، أو فكرة أو رغبة مثل
شخص يحب العمل فى التجارة لكنه ينشأ فى بيئة زراعية تفرض عليه الاستمرار فى العمل
الزراعى ، وتحكى القصة كيف يقاوم البطل هذا المصير .
-
رسم الشخصية : وهو
وصف الشخصيات التى يدير حولها المؤلف عمله القصصى ، وإبراز خصائصها وما يميزها عن
غيرها ، وذلك من خلال أحداث القصة ، وتصرفات الشخصية وأقوالها
، وتفاعلها مع غيرها من الشخصيات أو الأحداث .
- لكن
لا ينبغى للكاتب أن يكون قاضيًا يحكم على شخصياته ، بل يجب أن يكون شاهدًا غير
متحيز .
- وعليك
أن تسير بصحبة شخصياتك كأنك تراها بعين خيالك ، تعيش وتتطور كما فى الواقع ، ثم احكِ قصتها بكل الصدق والتعاطف
والجدية على قدر ما تستطيع .
- وقبل
أن تبدأ الكتابة عن شخصية ما ، يجب الاهتمام ببيان الدوافع والأسباب لتصرفاتها
.
-
الحواس : الرؤية
والسمع واللمس والشم والتذوق ، وهى الحواس التى نتعرف من خلالها على العالم
من حولنا ونكتسب من خلالها مختلف الخبـرات ، وأن
يهتـم الكاتب بالطريقة التى يستخدم بها أبطال القصة حواسهم لاكتساب الخبرة
والتعبير عنها .
-
الحبكة أو " العقدة " وهى ضرورية للقصة : إنها
وسيلة للمحافظة على حركة الشخصيات ، وشد مشاركة القارئ إلى نهاية القصة .
وبدون الحبكة لن يهتم القارئ كثيرًا بمتابعة القصة إلى النهاية . وعادة
ما تدور الحبكة حول الصراع بين البطل وخصمه .
-
الصراع : وهو المشكلة أو
العقبة أو الرغبة التى تقف فى مواجهة البطل أو الشخصية الرئيسية ، والتى يسعى
للتغلب عليها .
-
السرد : مجموعة الكلمات
والعبارات والجمل التى تخبرنا عن شىء أو مكان أو شخصية ، أو
أن شيئًا قد حدث أو قد يحدث ، ولا نقصد به "
الحوار " .
-
الوصف : أو الكلمات والفقرات
التى تصف الشخصيات والمكان والأشياء : ما شكلها ،
وبماذا تشعر أو تشم أو تلمس أو ترى ، مع وصف ملامح الوجه وحركات الجسم ، والمشاعر وردود الأفعال ، والجو
المحيط بكل هذا .
-
المجاز أو الاستعارة : وذلك
عندما نقارن شيئًا بشىء آخر ، مثلاً عندما نقول لشخص : " تصرفاتك تصرفات حرباء متلونة
" ، وذلك بغير استخدام ألفاظ مباشرة تدل على
التشبيه .
-
التشبيه : تشبيه شىء بشىء آخر
مع استخدام ألفاظ أو كلمات تدل مباشرة على التشبيه ، فنقول : مثل
- كأنه - كأن - أو حـرف الكاف ( ك )
للتشبيــه ( مثــل الشجرة - كأنه شجرة - كشجرة ) مثلاً " إنه يهتز مثل شجرة
فى عاصفة " .
-
الحوار : هو ما تتبادله شخصيات
القصة فيما بينها من حديث . والحوار له أهميـة كبرى عند القارئ ،
فالحوار أو الحديث هو ما يميز الإنسان عن الثدييات الأخرى ، كما أن الحوار
هو الذى يميز بين شخص وآخر ، فيعبر عن واقعه وثقافته .
-
الحديث الداخلى : وهو
ما يدور من حديث بين الإنسان ونفسه .
-
مكان أو موضع وقوع الأحداث : المكان الذى تقع فيه أحداث القصة
.
-
زمان وقوع الأحداث : أو الفترة الزمنية التى تحدث فيها القصة
.
-
فترة الاختمار أو الحضانة : هى فترة من الزمن تبدأ بها عملية
الإبداع ، حيث نترك الأفكار فترة تختمر
خلالها . ويؤدى هذا إلى إنشاء روابط وعلاقات بين الأفكار والتصورات .
فبعد فترة الاختمار ، نجد المؤلف أو المخترع أو الفنان يقول عـادة : " الآن
وجدتها " ، أى أنه اكتشف بوضوح طريقه للسير فى إبداعه حتى يكتمل .
-
مسودة أولى : الكتابة الأولى أو المسودة المبدئية ،
بما فيها من أخطاء إملائية أو
لغوية ، لكنها الكتابة الإبداعية الخلاقة
الأساسية للعمل الأدبى المتميز ، والتى تعتبر النواة للعمل الأدبى الأصيل الناجح .
وهنا نستطيع أن نقول للموهوب : " أنت لديك الرغبة فى كتابة القصة ، وتملك
الموهبة ، وعلى استعداد للتمرن والتدرب ، إذن أضف
إلى ذلك الإصرار على مواصلة العمل ، وتمتع بعادة النقد الذاتى ، والثقة فى النفس .
أسرع بالاستجابة لقوة الإبداع فى اللحظة التى تجد نفسك فيها مدفوعًا إلى الكتابة
" .
- الذروة
: هى قمة أحداث ووقائع القصة ،
وأحيانـًـا تكون الجزء الذى يصل فيه التشويق إلى أقصاه ، أو أكثر المواقف إثارة . وقد
تكون نقطة تحول رئيسية فى المواقف أو الأفكار ، أو لحظة تغير أساسى فى التوجه أو الأهداف .
-
مراجعة (أو تنقيح):إعادة كتابة القصة ، أو
إعادة ترتيب الفقرات أو الفصول أو الجمل ،
أو إضافة أو حذف بعضها ، أو إعادة صياغة بعضها ، لتصبح القصة أكثر تماسكًا ووضوحًا
ومنطقية .
- التحرير
: ويُقصد به القـراءة
المدققـة للمسـودة النهائيـة من القصـة ، وإجـراء
التعديلات لتصبح على نحو أفضل وأوضح ، مع تصحيح الهجاء والأخطاء النحوية .
-
الخاتمة : وهى الجزء القريب
جدًّا من نهاية القصة ، عندما تنتهى جميع الخطوط لتترابط معًا ، ويتم حل المشكلة
أو العقدة ، ويتم تحديد مصير كل شخصية من شخصيات القصة .
-
تحليل القصة : مراجعة
القصة بعد اكتمالها ، للتأكد من سلامة تركيب أجزائها معًا .
-
ورشة كتابة : مجموعة
من المؤلفين يجتمعون معًا ، ليقرأ كل منهم قصته على الآخرين ، ويستمع إلى آرائهم
وتقييمهم ، ليساعده ذلك على اكتشاف وجهات نظر أخرى وهو
يعيد النظر فى عمله الأدبى عندما يراجعه أو ينقحه
.
عناصر الكتابة الناجحة
* الكتابة
الناجحة هى التى نقرؤها بسهولة ، ذلك أن أفضل
الإبداعات الأدبية يمكن أن تفقد قيمتها بسبب تعقيدها ، أو لمبالغتها الشديدة فى
الخيال ، أو عندما تتضمن كثيرًا من الأوصاف ، أو بسبب " الاستطراد "
والخروج عن الخط الرئيسى .
* أفضل
أنواع الكلمات التى نستخدمها فى رواية القصص ، هى الأسماء ثم الأفعال .
الأسماء والأفعال هى التى نحتاج إليها لنعبر للقارئ بوضوح عن عناصر القصة الأساسية
. استخدم الاسم
لتحدد شخصًا بعينه ، والفعل ليساعدك على رسم صورة فى حكاية .
-
استخدم الفعل الذى يصف حركة . مثلاً بدلاً
من أن تقول " جلس الرجل حزينًا " ، قل "
انهار أحمد جالسًا على المقعد الخشبى " . إن اسم
" أحمد " ، وجملة " انهار جالسًا " ، تشير إلى شخص محدد وشكل
حركة معينة . لقد أصبحت الجملة قادرة على أن تجعلنا
نرى شخصًا معينـًـا يقوم بفعل أو حركة على نحو محدد ، وهذا يساعد القارئ على أن
يرسم بسرعة صورة فى مخيلته للموقف الذى قرأ عنه ،
فيعاونه على أن يستحضر خبراته السابقة ليتعايش بقوة مع ذلك الموقف .
- استخدم
الأفعال لإبراز الأحداث بشكل واضح ،
فبدلاً من أن تقول " كان الصَّبـِيَّان يتشاجران " ، قل "
جمال وسامح اشتبكا فى صراع بالأيدى ، فسقطا على الأرض " .
* عليك
أن تهمل كل ما ليس له صلة وثيقة بموضوع قصتك . استبعد
الوصف غير المجدى ، ولا تركز على شىء لا يتعلق بالقصة ،
ولا تتعمد الحذلقة اللغوية ، واستبعد أى
شخصيات ومواقف ليس لها صلة مباشرة بقصتك .
*
لكى تكتب قصة جيدة ، يجب أن تهتم بالجمل الافتتاحية ، والتركيز الواضح على الاتجاه
العام للحدث ، ثم الشخصيات ، وبعدها تنطلق حتى تصل إلى
الخاتمة .
* لا
تكف عن التدريب يوميًّا على الكتابة ، خصص فى
برنامجك اليومى وقتًا لتكتب ( 100 ) أو ( 200 ) كلمة . وهذا
هدف من المؤكد أنك تستطيع تحقيقه .
* اكتب
يومياتك أو مذكراتك حول أى شىء .. مجرد تسجيل
لما عايشته فى يومك ، لكن عليك أن تمارس الكتابة يوميًّا . إنك
بهذه الطريقة تتعود على تحويل الخِبْرات والمشاعر والأحداث إلى كلمات ،
وهذا هو أساس عمل المؤلف الناجح . إن الكتابة ثم الاستمرار فى الكتابة أهم تدريب
يؤدى إلى الإتقان والوضوح وسلاسة التعبير .
* تعلم
كيف تكتب على الكمبيوتر . إن الكتابة على الكمبيوتر خير صديق
للكاتب . إنك تستطيع بسهولة وسرعة ، على شاشة الكمبيوتر ، أن تضيف وتغير ، أن تصحح
أو تعيــد
الكتابة لأى عدد من المرات ، حتى تصل إلى
صياغة واضحة مشوقة مقبولة .
* اجعل
بجوارك دائمًا المعجم ودائرة المعارف ، لكى
تستخدمهما عندما تحتاج إليهما وأنت تكتب ، للتأكد
من صحة كلمة أو معلومة تحتاج إليها فى كتابتك .
- اكتب
ثم اكتب . إن كل جملة فى اللغة العربية يمكن أن
تكتبها فى صيغ وأشكال مختلفة ، وهذا يجعلك تتعود أن تصل إلى أوضح أسلوب لتقول بدقة
وسلاسة ما تريد أن تعبر عنه .
* عندما
نختار الكلمة والجملة ، فإننا نسمعهما بالمعنى والإيقاع وبإشعاعهما العاطفى . إن الكتابة الجيدة تتوافر
للكاتب شديد النقد لنفسه ، والتناسق يأتى من تدريب الأذن .
* اقرأ
بصوت عالٍ الحوار الذى تكتبه لشخصياتك ، ونغّم الإيقاع كالممثل
على خشبة المسرح ، واشعر كيف يمكن للكلمات أن تترابط وأن تبين الحب أو العاطفة
أو الشك وعدم الثقة أو الصداقة . لاحظ بعناية كيفية ترتيب كلماتك بالطريقة التى
تريد أن يكون عليه إيقاعها بعد أن تكون قد استمعت لها جيدًا وأنت
تنطقها فى ذهنك . كذلك اترك فرصة للصمت أو للتردد فى حوارك .
اشطب بلا رحمة الكلمات الزائدة ، والبدايات البطيئة ، والجمود والتكلّف .
* اقرأ
ما كتبت بصوت عالٍ لنفسك . هذا
يجعلك تتعرف بشكل أوضح على ما إذا كان الذى كتبته يُـعَـبِّر عن معنى مفهوم وواضح
، كما يساعد على الإحساس بإيقاع الكلمات والعبارات . وقد
يكون أكثر فائدة إذا قرأت ما كتبت بصوت عالٍ على آخرين ،
سواء على أفراد الأسرة أو الأصدقاء .
- اقرأ
ثم اقرأ ثم اقرأ . طالع كل شىء وأى شىء ، وعلى وجه خاص اقرأ أعمال كبار الكُتَّاب .
القراءة ستصقل قدراتك اللغوية ، والقدرة على التعبير السليم الواضح الدقيق .
سيفيدك الاطلاع فى التعود على وضوح وسلامة عرض السرد والحوار ، وعلى سلامة وسلاسة
صياغة وإيقاع الجمل والتراكيب . إن الكاتب بالدرجة الأولى قارئ جيد ، ومن الضرورى
أن تكتب بقدر ما تقرأ . وعندما تقرأ عليك أن تفكر وتحلل
وترى الشخصيات والأفكار والأحداث كما أبدعها كبار الكُتَّاب فى شكل قصص قصيرة . إن
الخبرة الحقيقية بالقصة القصيرة ، تأتى بالدرجة الأولى بقراءة العمالقة فى هذا
الفن .
خطوات عملية الكتابة
يخوض
الكاتب عدة خطوات ، ينتقل بها من الفكرة الأساسية حتى يصل إلى المُنْتَج النهائى
وهو القصة المكتملة . أحيانـًـا قد تضطر إلى العودة إلى
خطوة سابقة ثم تعود لتتحرك إلى الأمام ، وأحيانـًـا تتخطى
خطوة أو مرحلة .
** وفيما يلى الخطوات
التى يمكن أن تخوضها عندما تكتب قصة : لكن
عليك أن تعتبر هذه الخطوات مجرد إرشادات عندما تقوم بعملية الكتابة أو التأليف .
* ما
قبل الكتابة ، أو خطوة تجميع عناصر البناء الفنى و " بلورة الأفكار " :
-
فى هذه الخطوة عليك أن تجمع ثم تختار الأفكار التى يمكن أن تكتب عنها . مثلاً يمكن
أن تتأمل بعض الصور ، مثل الصور
العائلية أو صور بعض الأصدقاء أو مِن طفولتك . أو أن تقرأ
كتبًا ، أو أن تقوم
ببحث أو دراسة عن موضوع معين ، أو
تقوم بــ " عصف فكرى " ، بمعنى أن تضع على الورق كل
الأفكار والخواطر التى ترد على ذهنك حول موضوع معين بغيـر أن تستبعـد منهـا شيئـًا
. إن كلمة واحدة أو جملة واحدة من هذه الخواطر
التى تراها متفرقة أو غير مترابطة ، قد تكون المفتاح الحقيقى لتكتب عملاً فنيًّا
جيدًا .
- اكتب
قوائم بالأفكار والموضوعات .. تحدث إلى الآخرين من الأصدقاء حول ما
تفكر فيه ، مع إعادة التفكير مرة بعد أخرى فى كل ما توصلت إليه .
-
ارسم بالكلمات بغير أن تحاول تحسين أو إجـادة رسـم مـا خطـر ببالك مـن شخصيـات أو أماكـن
. اجمــع معلومات من خبراتك السابقة ومن الواقع ، ومن
دوائر المعارف ومن الكمبيوتر ، ومن المتاحف التاريخية والفنية والعلمية .
- فى هذه المرحلة يمكن أن تكتب بعض الأشياء . أنا
أطلق عليها " شخبطـة " ، بمعنى أن تضع
على الورق ما يخطر على بالك بغير الاهتمام بالصياغة أو دقة المعنى . فى هذه
المرحلة يمكنك أن " تصيد " فكرة جديدة أو مبتكرة وهو ما يميز العمل
الأصيل ، وهذا لا يأتى غالبًا بشكل
واضح ، لكنه يتكشف أثناء عمليات البحث والتفكير .
- قد
تكتب هذه الملاحظات السريعة عن شخصيات قصتك وما هى خصائصها ومميزاتها ، وكيف ترى
كل شخصية الشخصيات الأخرى . كما أنك قد تقضى وقتـًـا لتصور المكان أو الأماكن التى
تقع فيها الأحداث ، لكى تتعايش معها وأن تكتب فى الخطوات التالية .
* مرحلة
" اختمار الأفكار " أو " حضانة الأفكار " :
عدد
كبير من الكُـتـَّـاب يهتمون بأن يتوقفوا
عند هذه المرحلة التى تختمر فيها الأفكار والتصورات التى جمعوها ،
وذلك كما يحتضن الطائر بيضه إلى أن يصبح الفرخ داخل البيضة مُستعدًّا للخروج من
بيضته .
إن مرحلة "
حضانة الأفكار " أو " اختمارها " تأتى عندما يجمع
المؤلف مختلف الأفكار والتصورات ، ويضع أمامه حصيلة "
العَـصْف الفكرى " ، ويصل إلى "
الحكاية " التى سيعبر من خلالها عن الأفكار التى اختمرت .
- بعد
أن يستقر الكاتب على ما يريد أن يحكى عنه قصته ، يتوقف عن
القيام بأى شىء لمدة يوم أو يومين ، أو أسبوع أو أسبوعين . ويتوقف هذا على طول
القصة ، وعلى الوقت الذى يحدده المؤلف لنفسه للانتهاء منها .
ليس معنى هذا أن
يجلس المؤلف مسترخيًا يتأرجح على مقعد ، بل على المؤلف أن يقوم بأشياء أخرى ، كأن
ينشغل بمشروعات أخرى للكتابة .. قد يكتب مقالاً أو نقدًا ، أو رسالة لصديق حول
موضوع يشغله ، أو حتى يقوم بأعمال روتينية مثل ترتيب مكتبته وكتبه ، أو الذهاب
للاشتراك فى ندوة ، أو إجراء مقابلات عمل ، أو الذهاب إلى المدرسة ، أى القيام
بالأشياء المعتادة ، ويترك أفكار القصة "
تنضج " فى خياله وفكره . وبهذه الطريقة تتخذ الأفكار شكلاً أفضل ، وتتجمع
الخيوط فى خيط واحد . لذلك ، عندما يعود الكاتب إلى استئناف كتابة قصته ،
ستكون لديه فكرة أوضح عما يريد أن يكتب عنه .
- فى
نهاية هذه المرحلة ، يكون فى استطاعتك أن تضع مُخطَّطًّا أو إطارًا للهيكل الأساسى
لقصتك . وهذا المخطط أو الإطار يمكن أن يتغير أثناء التقدم
فى الكتابة ، لكنك ستستفيد منه فى أن تتعرف
على الهدف الذى تريد أن تصل إليه ، والطريقة التى يمكن أن تستخدمها للوصول إلى ذلك
الهدف .
* خطوة
" المسودة الأولى " :
عندئذٍ
تأتى الخطوة الضرورية التالية ، وهى ترتيب
الأفكار والكلمات والجمل والفقرات على الورق ، مع رسم ملامح الشخصيات وعلاقتها
ببعضها ، والاستقرار على الحبكة أو العقدة أو ما يثير الصراع بين الشخصيات ، مع
الاستقرار على ملامح البيئة المكانية الزمنية للقصة
.
فى هذه المرحلة
لا تقلق كثيرًا على كيفية استخدام الكلمات أو حتى على سلامة الهجاء أو النحو . عليك
فقط أن تترك عصارة إبداعك تتدفق إلى أن تنتهى من كتابة المسودة الأولى .
إنك إذا توقفت طويلاً لتصحيح تركيب جملة أو اللغة أو الهجاء ، فإن تدفق نهر إبداعك
سيبطئ أو حتى قد يتوقف .. عليك إذن أن تتركه يتدفق .
* خطوة
" إعادة التحرير " ، أو " التنقيح " :
بعض
الكتاب يحبون أن ينقحوا بسرعة المسودات الأولى ، وآخرون قد يتريثون فى مرحلة حضانة
أو اختمار أخرى . ومهما كان الذى تفعله فى هذه
المرحلة ، فعليك أن تتذكر أن
نصف مخك الأيمن مشغول بما تستخدمه فى الكتابة فعلاً ،
وهو النصف الذى تختزن فيه ما ستوظفه من خلال قدراتك الإبداعية . أما
نصف مخك الأيسر فإنك تحتفظ فيه بقدراتك المتفوقة لإعادة
تحرير ما اختزنت فى النصف الأيمن .
- ومن
الأفضل أن تتجنب أن تقوم فى نفس الوقت بعمليتين معًا : العملية الإبداعية مع عملية
التنقيح وإعادة التحرير . فى
المحل الأول ، عليك أن تكون كاتبًا متمسكًا بقدراتك الإبداعية وممارسًا لها ، ثم قم بأشياء
أخرى مختلفة ، أو على الأقل تنفس بعمق عدة مرات لتغير الجو المحيط بك . ثم ارجع
لتصبح قادرًا على إعادة الكتابة والتنقيح حتى
تصل إلى تحقيق " الجو
العام " الذى يجب أن يسود القصة ويعطيها التماسك والانسجام
.
- إن
الإبداع هو القدرة على خلق النظام من الفوضى ، وهذا يسمح
للكاتب أن يتناول كل شىء فى قصصه - وعليه
فقط أن يبتعد عن العواطف السقيمة ، والحشو ، والوعظ ، والتعصُّب ، والاسترسال فى
الوصف لمجرد الوصف .
-
وفى نهاية مرحلة التنقيح وإعادة الكتابة ، يمكن أن تصحح الأخطـاء الهجائيــة
واللغوية وعلامات الترقيم .
- تأمل
فيما كتبت لتتأكد أنه أصبح له معنى واضح ومترابط ، وأنك وصلت إلى ما تريد أن
تقول وما قصدت أن توصله إلى المتلقى ، وهو " الانطباع العام "
الذى يمكن أن تتركه القصة لدى القارئ .
* خطوة
" التعرف على الاستجابة " ، أى " استجابة الآخرين لما كتبت "
:
فى
هذه المرحلة عليك أن تعرف رأى شخص آخر فيما كتبت .
يمكن أن تسأل صديقًا
أو أصدقاء ، والدك أو والدتك ، أحد المدرسين أو غيرهم ، ليقرأ عملك ويقول
رأيه
فيما كتبت .
- وعندما ينقل
إليك الآخرون رأيهم فيما كتبت ، عليك أن تكون مستمعًا
جيدًا : ركّز فيما تسمع بدقة
. إنها فرصة لتكتشف إذا ما كان الآخرون قد استجابوا إلى عملك كما توقعت . وإذا
لم تجد رد الفعل الذى توقعته ، فقد يحتاج الأمر أن تقوم ببعض التعديلات ، ذلك أنه
قد يكون لدى قرائك بعض الأفكار والاقتراحات لتصل بقصتك إلى مستوى أفضل ، فعليك
عندئذٍ أن تفكر وأن تعيد التفكير فى كل شىء قاله كل قارئ .
ومن
المحتمل ، فى أحوال كثيرة ، أنك قد ترى أنك لست فى حاجة إلى استخدام " كل
" الملاحظات التى سمعتها ، لكنك قد تجد على الأقل ملاحظة واحدة مهمة تفيدك
إذا اهتممت بها . لذلك كن يقظًا لكل ما تسمع وضعه أمامك موضع التساؤل والتقدير
، حتى إذا رأيت فى النهاية أن معظمه لن يفيدك بصورة أساسية ، لكنه قد يفتح
أمامك آفاق التفكير بطريقة مختلفة فيما كتبت .
- تذكر
دائمًا أنك فى حاجة إلى أن ترى ما كتبت مـن خـلال عيـون الآخريـن ، لأنـك لا تكتـب
لنفسك بل للمتلقى . إن كتابة القصة هى وسيلة تواصـل
بينــك وبيــن القــارئ ، وعليــك أن تتأكد
أن ما أردت أن تنقله من خلال القصة قد وصل واضحًا وأنه محل تـَقَـبُّل من الآخرين
عن طريق ما كتبت ، ولا تكتفِ بأنه واضح داخل
عقلك أنت وحدك .
* مرحلة
" المراجعة " :
فى
هذه المرحلة ستوجه اهتمامًا خاصًّا للاستجابات التى سمعتها من الآخرين ، والتى
رأيت أنها يمكن أن تساعدك لتجعل قصتك أفضل . يمكنك
أن تعيد كتابة قصتك على أى وجه تشاء ، مستعينـًـا بما رأيت من أفكار إيجابية قد
وصلتك . وعندما تنتهى من هذه المرحلة ، ستجد أنك قد أكملت مسودة أخرى أكثر
اكتمالاً من سابقتها .
* مرحلة
" التقويم " :
يمكن
أن تتخذ هذه المرحلة أشكالاً مختلفة ، فيمكن أن تتضمن
الاستماع إلى آراء آخرين بعد ما قمت به من إعادة الكتابة . بل إنها قد تكون مرحلة
تتعرف فيها أنت نفسك على رأيك فى قصتك بعد ما أجريت فيها من تعديلات. إن
كل المؤلفين يحتاجون إلى نوع من التقويم لعملهم ، لذلك حاول أن ترى قصتك وكأن
كاتبًا آخر هو الذى كتبها .
القسم الثالث
قضايا مرتبطة بكتابة القصة
** إلى
أى مدى يرتبط فن كتابة القصة بالتربية :
كاتب القصة فنـّان قبل أن يكون رجل تربية . والفن يقوم
أساسًا على إمتاع القارئ بما فى العمل الأدبى من تشويق وجاذبية , وشخصيات حَـيَّة
يُعايشها الطفل , وحبكة أو عُقدة تُثير اهتمام العُمر الذى تتوجّه إليه القصة أو
الرواية .
-
لكن كُـلّما كان كاتب القصة معايشـًا وعلى دراية بواقع قرائه - الاجتماعى والنفسى
والبيئى واليومى - وجد نفسه يختار موضوع أعماله الإبداعية حول ما يُعايشه القُرَّاء
فى واقعهم
أو خيالهم .
- إن الأدب , بوجه عام , نافذة يستطيع القارئ من خلالها أن
يفهم نفسه على نحو أفضل , وأن يفهم الآخرين أيضًا على نحو أفضل .
-
كما أن مؤلف القصة , إذا كان مُسلّحًا
بالرؤية الواعية لقضايا مُجتمعه وقضايا الطفولة , فلابد أن يُساهم ما يكتبه , بشكل
ما , فى التربية وفى التغيّر المُجتمعى .
-
لكنـّـنا نعود لتأكيد أن أيّة قيمة تربوية أو سلوكية يتضمنـّها العمل الأدبى ,
لابد أن تأتى من خلال الفن وليس على حساب الفن .
فمن
الخطأ أن يقصد المؤلف توظيف عمله الأدبى من أجل إحداث أثر أخلاقى أو تربوى معين ،
لكن صِدْق الكاتب مع نفسه ومع القُرّاء , لابد أن يترك أثرًا شاملاً فى أعماله
الأدبية , وبالتالى يمكن أن يؤثـّر فى إحداث التغيّرات المُستقبلية فى مُجتمعه ,
وفى نفسية وعقول وسلوكيات القراء .
** الحذر
من التبسيط المخل للشخصيات :
يجب الحذر من القصص التى
تلجأ إلى تبسيط الشخصيات ، وتجعـل بعضهـا ممثـلاً للخيـر المطلـق وبعضها ممثلاً
للشر المطلق ، مثل كل قصص الرجل الخارق للطبيعة ( السوبر مان ) ، لأن هذا مخالف لطبيعة البشر ,
ويؤدى إلى فهم القراء لمجتمعهم فهمًا خاطئـًـا . ففى كل إنسان جانب طيب وجانب خبيث
، والمهم أن نفهم دوافع الإنسان وأسباب سلوكه ،
لكن بطريقة مبسطة تناسب القراء الصغار .
- إن
هذا النوع من القصص يؤكد قيمًا مضادة لكل ما قامت عليه نظم الدول المتمدينة
الحديثة : فمن القيم التى يجب أن تشيع فى نفوس الطلاب ، احترام القانون وترك مهمة
محاكمة المخطئ والحكم عليه وتنفيذ الحكم للقضاء ولسلطات الأمن .
لكن كثيرًا من قصص الرجل الخارق للطبيعة تجعل البطل هو الذى يحدد ما هو الخير وما
هو الشر ، وتتركه يحكم على الآخرين بمعياره الشخصى ، وينفذ بنفسه ما ينتهى إليه من
أحكام حتى إذا كانت الحكم بالإعدام !
وبهذا تلغى هذه القصص كل ما بَنـَتْهُ الحضارة من نظام
للدولة ، يخضع فيه كل شخص للقانون الذى سَنـَّته الجماعة ، حتى لا يُـتْرك الأمر
فوضى لوجهات النظر الشخصية التى تُـغَـلِّبها مثل هذه القصص ، التى تعطى ذلك الفرد
المتفوق - والذى يفترض أن يتمثل به القارئ - كل سلطات الشرطة والقضاء وأجهزة تنفيذ
الأحكام ، وبذلك تُلغى مبدأ الفصل بين السلطات : السلطة التشريعية التى تضع
القانون ، والسلطة القضائية التى تطبق القانون ، والسلطة التنفيذية التى تتولى
تنفيذ أحكام القضاء والقانون ، هذا الفصل بين السلطات هو أهم ضمان لحماية حقوق
الأفراد وحرياتهم .
- وإذا قيل إن مثل هذه القصص
تنمى الخيال العلمى ، فإنه يجب التفرقة بين
القصص التى تقوم على تنمية " أسلوب " التفكير العلمى ، الذى يعتمد على
الملاحظة والاستنتاج ، والتجربة والخطأ ، ووضع الفروض وتمحيص هذه الفروض حتى يصل
البطل إلى نتائج إيجابية ناجحة ، وبين القصص التى تحفل بها الكتب والمجلات
التجارية ، التى تقدم ، دون مقدمات ، أجهزة ووسائل جاهزة يستخدم البطل معظمها فى
الدمار والقتل ، دون أية إشارة إلى أسلوب التوصل إلى اختراع تلك الآلات ، أو أية
إشارة لما يمكن أن تمنحه للبشرية من فوائد ، فهى قصص
" توهم " بأنها من قصص الخيال العلمى ، فى حين أنها فى الواقع من قصص
" الهذيان " الذى يستعير من العلم أشكاله الخارجية دون مضمونه الحقيقى .
** لا
للعنف كوسيلة لحل المشاكل :
من أكثر النماذج السيئة التى
تقابلنا أحيانًا فى قصص الأطفال ، تلك القصص التى تمجد العنف كوسيلة لحل المشاكل ،
أو التى تجعل القوة البدنية هى العامل الأقوى فى حسم مختلف المواقف ، وذلك
مثل قصص " طرزان " أو " سوبر مان " أو " الجاسوسية
" والتى لا تحتوى على أى قيم إنسانية أو أخلاقية .
إن
تاريخ الحضارة ، هو تاريخ إحـلال العقـل محـل العنـف والقـوة ،
وعندمــا نقــدم للأطفــال
شخصيات مثل " طرزان " . الذى تربى بين
الحيوانات ، والذى لا يعرف وسيلة لحل
ما يواجهه من مشكلات إلا القوة البدنية ، فإن الأطفال سَيُسْقِطون من
سلوكهم كل ما قدمه لنا
تاريخ الحضارة من وجوب استخدام العقل فى حل المشكلات بدلاً من العنف والقوة ، وهو
أمر يتنافى مع أهم أهداف التربية السلوكية للأطفال . فأول
ما نهتم بغرسه فى أطفالنا ، هو تدريبهم على مواجهة المشكلات وحلها بنجاح ، وذلك عن
طريق استخدام العقل ، مع استبعاد العنف والقوة البدنية بشكل شبه كامل .
** لا
لإثارة العطف على قوى الشر ولا لتقديمها فى شكل باهر كبطولات :
كذلك يجب تجنب القصص التى
تتضمن إثارة العطف على قوى الشر أو تمجدها ، مثــل القصـص التــى يتغلــب
فيهــا الشريـر على الشرطى أو على ممثل القانون . إن
بعض من
يقدمون
مثل هذه القصص ، يدافعون عنها بقولهم إنهم يعرضون صور السلوك الخاطئة ، لكى يقوموا
بإدانتها فى خاتمة القصة . لكن ما أشد خطأ هذا التصور .
إن
القراء الصغار يتأثرون بمختلف مواقف القصة التى يقرءونها أو نحكيها لهم ، لما
فى تلك المواقف من حركة وتشويق . فإذا كانت تلك المواقف تتضمن انتصار الشر والعنف أو
تمجيدهما ، وإظهار بطولتهما ، فإن
ما فيها من إبهار هو الذى سيؤثر بعمق فى سلوك الأطفال
، أكثر كثيرًا من تأثرهم بخاتمة ندين فيها الشر والعنف بعبارات عامة .. فما
أقل تأثير الكلمات على الأطفال ، وما أقوى تأثير مواقف الحركة والحوار والخيال
عليهم .
** اتجاهات
معاصرة فى " موضوعات " قصص الأطفال :
المـوت
، وأبنـاء الطـلاق ، ووجـود أخ فـى الأسـرة معـاق أو متخلـف عقلِيًّـا ، ومـرض أحــد الوالديـن
مرضًا
طويلاً
يجعل الشخص عاجزًا
عن خدمة نفسه ، وفَقْد الأب لوظيفته أو تعرضه لحملة تشهير ظالمة .. كل هذه الموضوعات وجدت مَن
يكتب عنها مهما كان الموضوع حسَّاسًا أو
شائكًا
.
كذلك تتناول
القصص تقديم المستقبل للأطفال ، وتنمية قدراتهم
على الإبداع والتخيل والابتكار ، وتنمية أساليب التفكير العلمى والمنطقى لديهم ،
ووسائل زيادة التفاعل بين الطفل والقصة لمواجهة تحديات عصر الكمبيوتر والإنترنت .
مع أهمية تناول
موضوعات تدور حول المحافظة على البيئة ،
والتسامح وتَقَبُّل الآخرين ، وأهمية العمل كفريق ، واللغة غير
المنطوقة التى يعتمد عليها الأطفال فى الاتصال
بالآخرين مثل ملامح الوجه وحركات الجسم ونغمات الصوت .
لقد
أصبح الأدب قادرًا
على تناول
كل ما يخطر على البال من موضوعات ، وتكمن موهبة الكاتب فى طريقة وأسلوب هذا
التناول بما يتناسب مع قدرة القارئ على الفهم والاستيعاب
.
** دور
العمل الأدبى فى تقديم المعلومات للقارئ الصغير - الوصف أم الحكاية :
مع
اتساع مجالات المعرفة وما يجب أن يعرفه الإنسان , أصبحت النصيحة تؤكد على أنه : " على الكاتب أن
يعرف جيدًا ما يريد أن يكتب عنه " ، ولا يكتفى بأن " يكتب عما يعرف
" .
وهذا
يتطلب أن يصل المؤلف إلى كل المعلومات التى لها صلة بخلفية القصة التى يكتبها ،
سواء تعلقت هذه المعلومات بالمكان أو الزمان أو نماذج الشخصيات أو غير
ذلك ، لكى
يعايش فى خياله كل عناصر روايته وكأنه قضى حياته معها فعلاً
.
-
وليس معنى هذا أن يستخدم المؤلف " كل " ما يحصل عليه من معلومات ويضعها
فى عمله الأدبى ، بل يستخدم فقط ما يحتاجه ويكون ضروريًّا لعمله بحيث يدخل فى صميم
نسيج العمل الفنى ولا يكون مُقْحَمًا عليه . وعلى
المؤلف أن يحاسب نفسه دائمًا لكى لا يضع فى عمله الأدبى من المعلومات إلا ما هو
مُرتبط ارتباطًا عضويًّا قويًّا بهذا العمل .
- وإذا
كانت هناك حاجـة فنيـة لإدخـال معلومـات ، فلابـد مـن إدخالهـا عـن طريـق حـوار ،
أو فى
مقاطع صغيرة سهلة الفهم مختصرة ، تأتى وسط
الأحداث ، مع التجنب التام لأن تكون مفروضة على النص
.
* الوصف
أم الحكاية :
ويقود
هذا إلى التأكيد على أن الاسترسال فى " الوصف " قـد يـؤدى إلى سقـوط
الإيقـاع والبطء فى
تقدّم الحبكة ,
لأن ما يدفع القارئ إلى نهاية الكتاب هو الأحداث والحركة واكتشاف المواقف الجديدة
للشخصيات ، وليس مجرد تراكم المعلومات أو الوصف . تقول كاتبة
أطفال مشهورة : إذا كنت تستمتع بالوصف فأنت
كاتب مقال ، وإذا كانت الجُمل المتناغمة بطريقة جميلة تعطيك المتعة فقد تكون
شاعرًا - لكن إذا كانت المواقف وما يقوم به الناس وسلوكهم وانفعالاتهم فى تلك
المواقف هى ما يثيرك ، إذن فأنت " راوى قصة " .
-
ولعل هذا يحسم الجدل حول تطلب البعض أن تحتوى القصة أو الرواية على معلومات ، أو
أن تقاس جودة الرواية بما يوجد فيها من معلومات - ذلك
أنه إذا حاول المؤلف أن
يجعل من روايته مصدرًا للمعلومات ، فهذا يُخرج العمل فورًا من مجال الفنون الأدبية
، ويُدخله فى مجال المقال الصحفى أو الدعاية أو كُتب المعلومات .
** "
الكتابة " بالحواس الخمس :
وهناك
تطور آخر برز بوضوح فى السنوات الأخيرة ، ذلك هو " الكتابة للأطفال ( وللكبار أيضـًـا ) بالحواس الخمس
" ، فلم يعد الكاتب يرسم الصور وحدها
بالكلمات ، بل هو يحمل القارئ على معايشة عالم الرواية من خلال اللمس والشم
والتذوق والأصوات أيضًا .
إن
الخبــرة الإنسانيـة لا تصل إلى القارئ عن طريق البصر وحده ، بل عن طريــق الحواس
مجتمعة منذ أول لحظة الميلاد ، وفى كل لحظة من لحظات الحياة ، لذلك تنبه المؤلفون
إلى أهمية نقل العالم للقارئ عن طريق الحواس كلها وليس فقط بالصورة المرئية بالعين
.
كنا
نقول " علينا أن نرسم بالكلمات " .. لكننا نقول أيضًا : " علينا أن
نرى ونسمع بالكلمات ، وأن نلمس ونتذوق ونشم أيضًا بالكلمات " . فإذا كان
تركيز الكاتب على ما هو إنسانى من مشاعر وأحاسيس ، وأفكار وانفعالات وعواطف ، فكل
هذا إنما يتم نسجه كرد فعل ، ليس فقط لأحداث خارجية أو مواقف شخصيات ، بل أيضًا
استجابة لما تتلقاه مختلف حواسنا من تأثيرات وخبرة نتيجة التفاعل مع تلك الأحداث
والشخصيات .
** تزايَد
الاعتماد على " الصورة " فى كتب الأطفال والشباب الصغير، فتزايد ما هو
موجه إليهم من كتب " الرسوم المسلسلة [ أو كتب " النصوص التصويرية
"- أو " كتب الجرافيك " ] :
نحن
اليوم أمام جيل أو أجيال تَرَبَّت على قصص الرسوم المسلسلة فى مجلات الصغار ( الاستربس / الكومكس ) .
كما
أننا نعيش " عصر الصورة " بسبب الانتشار الواسع للوسائل المرئية
من تليفزيون وسينما وفيـديــو ، وبـرامج وألعــاب
الكمبيوتــر ، وتـزايُد اعتمـاد الصحافة
على الصـورة ، فمع
كل خبــر أو مقال توجد صورة أو صور .
-
يقول الدكتور شاكر عبد الحميد فى كتابه " عصر الصورة " : " الصورة
لم تعد تساوى ألف كلمة - كما جاء فى
القول الصينى المأثور - بل صارت بمليون كلمة وربما أكثر "
.. ثم يضيف : " لقد أصبحت الصور مرتبطة الآن على نحو لم يسبق له مثيل بكل
جوانب حياة الإنسان " .
- لقد
عَوَّدَت الوسائل المرئية عيون القراء على مُشاهدة الأشياء وليس الاستماع إلى وصف لها
، لهذا أصبحوا ، فى كتبهم ، فى حاجة إلى صـور
ورسـوم لكل مـا يمكـن أن تراه عيونهـم ، ولم
يعـودوا مستعدين " لقراءة وصف " لما يمكن أن يتعرفوا عليه بواسطة حاسة
البصر .
- لذلك
حدث انفجار فى زيادة ما يصدر من كتب الرسوم المُسَلْسَلة ( والتى يمكن أن نطلق
عليها " النصوص
التصويرية " أو " كتب الجرافيك " ) ، التى يتلازم فيها النص مع رسم
لكل فقرة ،
ليس لصغار الأطفال ، بل للعمر المتوسط ( 8 - 12 سنة )
، والشباب الصغير (
من 13 - 18 سنة ) ، بل أيضـًـا للبالغين إلى عمر ( 25 ) أو ( 30 ) سنة ، الذين
أصبحت الصورة تلعب بالنسبة لهم دورًا مُهمًّا فى التشجيع على القراءة والتحمس لها ، بعد
أن أصبحت الصورة تجذب انتباههم بنفس قوة جاذبية النص ، مثلما تحتل الصورة مكان الصدارة
على الشاشات .
- لكن
أحد الفروق الرئيسية بين النصوص التصويرية التى تُكْتَب " للأطفال " ،
والنصوص التصويرية التى تُقدَّم حاليًّا بكثرة " للشباب الصغير " ، هو
تزايد الاهتمام " بارتفاع مستوى النص " المكتوب " بجوار "
الرسوم ، واقترابه من مستوى النص الأدبى الجيد المتكامل ، لمعالجة ما يُوَجَّه
دائمًا إلى رسوم الكومكس والاستربس لصغار الأطفال من أنها تجنى على المستوى القرائى لاهتمامها بالرسوم على حساب تهميش النص
المكتوب . ومن أفضل ما تلجأ إليه هذه الكتب حاليًّا ، كتابة النص خارج كادر الرسوم
وليس داخلها فى بالونات .
** تزايد
الاهتمام بقصص وروايات الخيال العلمى ، باعتبارها من أهم وسائل تنمية الاهتمام
بالثقافة العلمية ودور العلم فى حياتنا :
لاحظنا
فى مجال النشر الأمريكى ، وعلى نحو أقل قليلاً فى النشر الأوربـى ، الاهتمـام
المتزايـد بقصص وروايات الخيال العلمى ، التى تلاقى هناك إقبالاً كبيرًا من الشباب
والشباب الصغير ( البالغين الصغار ) .
يُعتبر
أدب الخيال العلمى علاجًـا حقيقيًّا للقطيعـة بين العلم والأدب . وهــذا
التقــارب يمكن تفسيره بالتأثير الضخم للعلم والتكنولوجيا على حياتنا ، وبتأثير
الروح الصناعية فى زماننا على الأدب . وهناك
إجماع على أن أدب الخيال العلمى هو أفضل وسيلة لإثارة حماس المراهقين والشباب
الصغير للعلم ، ودوره الأساسى فى حياتنا .
-
وتعبير " أدب الخيال العلمى " مقصود به نوع
من أنواع الكتابة الأدبية ، يحاول فيه الكاتب أن
يتصور ما يستطيع العلم أن يقدمه فى المستقبل إلى الإنسان من إمكانيات ، وأن يفتح عيوننا على الخير الذى يمكن
أن تقدمه هذه الإمكانيات ، أو يحذرنا من أخطارها المحتملة . بالإضافة إلى أنه يهيئ
الرأى العام لتقبل وجود العلم فى كافة جوانب حياة المجتمع
. إن أدب الخيال العلمى يساهم
فى تنمية الإبداع ، وتكوين الفكر العلمى والاهتمام بالثقافة العلمية لدى القراء ،
ويساعد على تعميق فهم الناس لدور العلم فى حياتنا .
** عليك أن تعرف
ما تريد أن تكتب عنه :
وهنـاك تطـور مهـم
آخـر فى نوعية ما يكتبه مؤلفو القصة والروايـة حاليًّـا فـى العالـم كله ، فقد كانت
النصيحة ألا يكتب الكاتب إلا عمَّا يعرف ، أما الاتجاه الحديث فيؤكد للكاتب :
" عليك أن تعرف ما تريد أن تكتب عنه " . فالقصة
أو الرواية لم تعد تدور فقط حول تجارب شخصية ، ولا حول مُجرّدِ الخيال المُنطلق ، بل
على الكاتب ، بعد أن يستقر على موضوع عمله الأدبى ، أن يجمع أكبر قدر من المعلومات
والخبرات من مُختلف المصادر حول الموضوع الذى سيكتب عنه .
إن
النحلة ، لكى تقدم جرامًا واحدًا من العسل الذى فيه شفاء للناس ، لا بد أن تكـون قـد
جمعـت
الرحيق من ثلاثة آلاف زهرة
أو أكثر . هذا الرحيق المجانىّ ، عندما تتم معالجته داخل أجهزة النحلة العبقرية ،
يَتَخَلَّق العسل والشهد بما لهما من قيمة فائقة . وهذه هى قيمة الخبرة والتجربة
والمعلومات التى لا بد أن يحرص المبدع على الوصول إليها قبل أن يبدأ فى إبداع عمله
الأدبى أو الفنى .
** أثر
السينما وألعاب الفيديو على القراء :
أصبحت
أفلام السينما من أهم الفنون التى يتعايش معها القراء حاليًّا منذ الطفولة المبكرة
، قبل أن يجيدوا القراءة بوقت طويل ، وذلك نتيجة اعتياد الأسرة على فتح التليفزيون
طوال النهار بغير التنبه إلى أثر ذلك على صغار الأطفال ، أو لعدم إدراك البالغين
لوجود مثل هذا الأثر أصلاً . ونتيجة لذلك تَشَكَّل تذوق القراء للعمل الروائى والقصصى
المقروء بالبناء الفنى الذى تحرص عليه أفلام السينما .
-
ولا شك - حاليًّا - أنه كلما اقترب بناء العمل القصصى أو الروائى وإيقاعه من هذا
الذى تَعَوَّد القراء على مشاهدته والتفاعل معه على الشاشات ، كان ذلك عاملاً
مهمًّا فى جذبهم إلى القراءة وتذوقهم لما يقرءون من أعمال روائية أو قصصية . لهـذا
فـإن الأديـب الـذى يكـتـب القصـة أو الروايـة ، لابـد أن يتنبـه إلى تأثيـر مُشاهـدة
الأجيـال الجديدة - على نحو مستمر ومتواصل - لأفلام السينما
.
-
ومن أهم آثار مشاهدة القراء لأفلام السينما ، أن عيونهم تعودت أن " ترى
" الأشياء: أشكال الملابس ، طُرز العمارة ، مفردات
الأثاث ، عناصر البيئة ( صحراء - بحر- قرية - مدينة ) ، وتأثيرات المناخ ( سماء
صافية / سُحب / أمطار .... ) ، وبالتالى قَلَّ
اهتمامهم " بقراءة وصف " لهذا الذى تعوَّدت
عيونهم أن تستوعبه جيدًا بغير حاجة إلى كلمات . لهذا فإن الأدباء لم يعودوا
فى حاجة إلى إطالة الوصف لما يمكن أن تراه العين ، وأصبح عليهم أن يتركوا مُهمة
الوصف البصرى لعمل الرسام ، الذى أصبح دوره ضروريًّا ومطلوبًا حتى بالنسبة لكُتب
المراهقين والشباب .
-
كذلك تَعَوَّد القراء على الاستماع إلى " الحوار المباشر " ( direct
speech ) ، سواء فى الأفلام أو التليفزيون - فلم
يعودوا يتقبلون كثيرًا أن نكتفى بأن نسرد لهم مضمون الحوار
( indirect
speech ) .
القسم الرابع
كيف تكتب رأيك فى قصة أو رواية
التعريف بالكتاب :
تتطلب
كتابة تقرير عن قصة أو رواية ، أن نكتب مقدمة قصيرة
تتضمن اسم الكتاب ، واسم المؤلف ، والسنة التى تم فيها نشر الكتاب ، واسم الناشر .
ويمكن أن نذكر فى عبارة قصيرة السبب فى اختيار هذه القصة أو هذا الكتاب لتكتب عنه
، وما هو موضوع الكتاب أو ما هى فكرته الرئيسية
.
بعد
المقدمة نكتب ملخصًا مختصرًا يوضح الحبكة أو عقدة القصة على
نحو منطقى مفهوم . وأن نبين الخط الرئيسى الذى
تدور حوله الأحداث أو الصراع أو المنافسة بين الشخصيات
الرئيسية . وقد يكون الصراع بين الإنسان وعناصر من الطبيعة ، أو بين الإنسان وطموحه الشخصى أو
رغبة قد تسلطت عليه . ومن المهم أن نبين بوضوح خصائص
كل شخصية باختصار ونحن نقدمهم أو نستعرضهم . ومن المهم
أيضًا أن نبين المكان الذى تحدث فيه الأحداث
، ومتى تقع أحداث القصة .
أما
خاتمة التقرير فمن المفروض أن نبين فيها الرأى أو وجهة النظر فى الكتاب .
إن خاتمة تقريرك يجب أن توضح ما إذا كنت ترشح الكتاب للقراءة ، وأن تشرح لماذا
انتهيت إلى هذا الرأى .
مقدمة التقرير :
فى
مقدمة تقريرك عن القصة أو الرواية ، من المهم أن تعرض
نوعيــة الكتــاب الــذى تكتب عنه تقريرك ، ففى المكتبة
يتم تنظيم الكتب فى فئات ، هل هى كتب قصصية روائية ، أو أنها من كتب المعلومات ،
أو بمعنى أوضح هل هى كتب قصصية أو غير قصصية . وتحت كل من هذين التقسيمين توجد
تقسيمات فرعية ، فالكتب القصصية قد
تكون مثلاً من قصص الخيال العلمى ، أو قصص عاطفية ( رومانسية ) ، أو من قصص الخيال
أو الرعب أو الغموض أو الألغاز أو الأسرار أو من قصص الإثارة . والكتب
غير القصصية يمكن أن تكون مثلاً ترجمة ذاتية ، أو
ترجمة لحياة شخص ( كاتب يكتب عن حياة شخص آخر ) أو تاريخية أو مقالات أو نوعيات
أخرى .
وفى
مقدمتك ، وأنت تخبر قارئك لماذا اخترت هذا الكتاب
لتكتب عنه ، اذكر ما
الذى أعجبك فيه ، وهل قرأت كتابًا أو كتبًا أخرى لنفس المؤلف ، هل يتناول هذا
الكتاب موضوعًا كنت مهتمًّا به ، أو هل كنت تعرف شيئـًـا عن موضوع الكتاب أو فكرته
الرئيسية قبل أن تقرأه . تأكد أنك حددت بوضوح موضوع الكتاب فى مقدمتك .
ملخص القصة أو الرواية :
كتابة
ملخص قصة يجب أن تتناول : مَن ؟ أى الشخصيات - وماذا يحدث ؟ أى
العقدة أو الحبكة
، وأين ؟ أى مكان وقوع الأحداث - ومتى ؟ أى زمن وقوع الحكاية - ولماذا
؟ أى بيان دوافع الشخصيات .
مَن ؟ ..
الشخصيات أو أبطال القصة :
اجعلنا
نتعرف على الشخصيات . أخبرنا بأسمائهم ، قدم لنا وصفًا لهيئتهم . ثم عليك أن تشير
إلى بعض الأشياء التى توضح السمات الخاصة لكل
شخصية . ثم اشرح كيف
جعل المؤلف شخصيته تتطور ولماذا ، وهذا ما نطلق عليه "
تجسيد الشخصيــات " ، أو " بناء الشخصية " ، أى كيف قام المؤلف
برسم الشخصية . وفى معظم القصص الناجحة
تتطور الشخصية ما بين بداية الرواية ونهايتها ، وعلينا توضيح
ذلك . كذلك فإن توضيح نوعية العلاقات بين شخصية وأخرى مهم للغاية .
ماذا يحدث ؟ ..
العقدة أو الحبكة :
ما
يحدث فى القصة هو ما نسميه " الحبكة " أو " العقدة " . اذكر
الخط الرئيسى للرواية . استعرض مع قارئك أهم الأحداث . وَضِّح
بطريقة منطقية مقدمات كل حادث وكل تطور بحيث
يصبح ملخص القصة مفهومًا بسهولة . وما هو الصراع بين الأطراف
الذى يجعل القارئ شغوفًا بأن يقرأ حتى النهاية ليعرف نتيجة الصراع ، أى لكى يصل
إلى حل العقدة . والعقدة لها قمة أو ذروة
: بَـيِّن أكثر مواقف القصة إثارة وتأثيرًا .
أين ؟ .. مكان
أو أماكن وقوع أحداث القصة :
تدور
أحداث القصة أو الرواية فى مكان ما ، وعليك أن تخبر قارئك أين حدث هذا . أحيانًا
لا يحدد المؤلف مكانًا معينًا ، لكن يجب أن تقدم فى تقريرك أكثر ما تستطيع من
معلومات حول مكان وقوع الأحداث : هل تعيش الشخصيات فى القاهرة أم فى المريخ أم فى
حظيرة ؟ إن مكان وقوع الأحداث يساعد القارئ على
تصور الجو العام الذى تقع فيه الأحداث . وإذا تخيلت
جوًّا مختلفًا تعيش فيه إحدى الشخصيات ، ستكتشف مدى أهمية دور المكان أو الجو الذى
تحيا فيه تلك الشخصية ، ويؤثر على تصرفاتها وسلوكها وتفكيرها . إن العناصر المادية
الطبيعية التى تحيط بشخصيات القصة ، والطريقة التى يتحدث بها الناس ، تساهم كلها
فى رسم جو القصة . هذه التفاصيل عن المكان الذى
تقع فيه أحداث القصة تساعد على أن يشعر قارئ القصة بأن أحداثها حقيقية ، كما
تساعده على أن يتخيل بسهولة مكان وقوع الأحداث .
متى ؟ .. زمن
وقوع أحداث القصة :
أحد
عناصر رسم الجو العام الذى تقع فيه أحداث القصة ، هو بيان الزمان الذى تقع فيه
الأحداث : هل تجرى أحداث القصة فى الوقت الحالى ، أم منذ مائة
سنة مضت ، أو بعد سنوات كثيرة فى
المستقبل ؟ أحيانًا لا يحدد المؤلف بوضوح الوقت أو الفترة ، لكنك ستجد دائمًا
مؤشرات تساعدك على تحديد الزمن أو الوقت الذى تقع فيه الأحداث .
لماذا ؟ .. ما
هى دوافع الشخصيات :
ما
الذى يحدث للشخصيات وحولها ، ويتسبب فى أن تقوم بما قامت به فعلاً من أحداث
أو مواقف ، أو تكون سببًا لأن تتغير الشخصية
خلال القصة . وإذا كنت من القراء اليقظين للتنبه للتفاصيل
، فقد تستطيع أن تفهم الدوافع أو الأسباب التى جعلت الشخصيات تتصرف أو تفكر أو تتغير
على النحو الذى رسمه المؤلف .
التحليل النهائى :
خاتمة
تقرير عن كتاب من المفترض أن توضح للقارئ ما إذا كنت قد أحببت القصة أم لم تحبها .
إننا نحب الكتاب عادة بسبب الطريقة أو
الأسلوب الذى كتب به المؤلف قصته .
- وفيما يلى بعض تقنيات أو أساليب
الكتابة :
رسم الصور بالكلمات : يمكن
للكاتب أن يرسم صورًا بالكلمات . هـذا
الرسـم يساعد القـارئ علـى أن يرسم صورة فى ذهنه لما يقرأ عنه ،
وبذلك يصبح من السهل فهم الكتاب واستيعاب القصة ، وتصبح أكثر تشويقًا ومتعة له .
أشكال معتادة من الرسم بالكلمات :
التشبيه
: باستخدام التشبيه تتم
مقارنة شيئين أحدهما بالآخر ، باستخدام كلمة " مثل " أو " كأن
" أو " كأنه " أو " وهذا يشبه " .
فعندما تقول لوالدتك إن أخاك " بكى مثل الأطفال الصغار " عندما سقط
وأُصيبت ساقه ، فستفهم والدتك أنه مع أن أخاك لم يعد طفلاً صغيرًا ، فقد تألم بشدة حتى صاح باكيًا مثل
صغار الأطفال .
أما
الاستعارة أو المجاز : فهى تشبيه
بين شيئين " بغير " استخدام كلمة " مثل " أو " هذا يشبه " ، فعندما تقول
أنا لم أفهم لهذا الموضوع رأسًا من ذيل ، فمعنى هذا أن الأمور اختلطت أمامك فلم
تعد تفهم شيئـًـا ، فقد أصبحت الرأس مثل الذيل والذيل مثل الرأس . لقد شبهت بداية
وخاتمة الموضوع برأس وذيل حيوان اختلطا معًا فلم تعد تميز أحدهما عن الآخر .
التعبير
بالرموز : بمعنى أنه يوجد
فى القصة شىء يرمز إلى شىء آخر . فعندما تصف عاصفة شديدة تحطم الأشجار ، فى نفس
الوقت الذى تعانى فيه الشخصية الرئيسية فى القصة من مشكلة كبيرة لا تعرف كيف تصل
إلى حل لها ، فإن هذه العاصفة ترمز إلى أن هذا الصراع الداخلى فى نفس البطل أصبح
كتلك العاصفة المدمرة . فالعاصفة هنا ترمــز إلى شدة الصراع فى نفسية البطل .
الأسلوب
أو الجو العام : ومقصود
بهذا الروح العامة التى تسود القصة : هل هو جو مثير
للفزع والخوف على مصير الشخصيات ، أم أن جو السخرية هو الذى يسيطر على أسلوب الكاتب
وتعبيرات الشخصيات . أو قد يوحى جو القصة بأهمية التضامن وقوة الإرادة للتغلب على
العقبات مهما كانت قسوتها .
* ويفيد
أن توضح فى خاتمة رأيك لماذا اختار الكاتب
الموضوع الذى دارت حوله القصة ، وما
الذى يريد أن يُـبَلِّغَهُ الكاتب للقارئ عن طريق الكتاب . ثم
تبين رأيك فيما إذا كان المؤلف قد نجح فيما يهدف إليه من قصته .
* إن
كتابة الرأى فى كتاب لابد أن تتضمن حقائق حول الكتاب ، لكن طريقة عرض وترتيب هذه
الحقائق لابد أن تعطى فكرة عن الكتاب ككل . إن
تقرير عن كتاب يلخص ماذا أراد المؤلف أن يقول ، وكيف قاله ، وما إذا كان الكاتب قد
نجح فى توصيل ما أراد أن يقوله إلى القارئ .
إن عرض الرأى فى
كتاب يناقش محتوى القصة أو الكتاب ، لكن يمكن أن يتضمن أيضًا نقدًا للكتاب إضافة
إلى التعريف به . إن رأيك الخاص ووجهة نظرك الشخصية مهمة جدًّا ، مادمت تريد أن
تنصح القارئ ما إذا كان الكتاب جديرًا بالقراءة أم لا .
القسم الخامس
وسائل لتنمية قدرات الطلاب على كتابة القصة
* نقدم
هنا للمعلم ، عددًا من الوسائل لتنمية قدرات الطلاب على معايشة فن كتابة القصة ،
والتفاعل مع موضوعات وشخصيات ومواقف القصص ، وهو ما يعمل على صقل مواهبهم وتنمية
قدراتهم على كتابة القصة :
** أولاً
: أثناء قص قصة على الطلاب : يستطيع
المُعلم استخدام أسلوب الحوار والسؤال والجواب لقص القصة : فعلى
من يحكى القصة أن يحرص على اشتراك الطلبة معه فى التعبير بألفاظهم وخبراتهم
وخيالهم عن مواقف القصة المختلفة ، لتشجيعهم
على الإبداع والابتكار والتفاعل والمشاركة ، وللتعرف على عناصر القصة
.
وعلى
المُعلم أن يستعين بوسيلة إيضاح ، ليكون من السهل عليه أن يسأل الطلبة عما يشاهدون
، لكى يعبِّروا هم بألفاظهم عن
مواقف القصة المختلفة . فعند كل موقف ، من المهم الاستماع إلى
أكثر من طالب ، بل إلى أكبر عدد من الطلاب ، لكى يقدم كل منهم تعبيره الخاص عن ذلك
الموقف ، لما فى هذا من تنمية القدرات الإبداعية المتفردة .
- ومن
أفضل الوسائل لتنمية أسلوب الحوار والمشاركة بل
الإبداع
، تشجيع الطلبة على " ابتكار الحوار
" الذى يمكن أن يدور بين شخصيات القصة فى المواقف المختلفة ، سواء
كانت هذه الشخصيات من البشر أو الحيوانات أو الجمادات . وهنا لابد من تشجيع الطلبة
على أن
يعبر كل واحد منهم بألفاظه وعباراته وتعبيرات وجهه وجسمه ، على نحو يختلف عن أسلوب
تعبير غيره من الطلبة ، وذلك لتنمية القدرة على
التخيل والابتكار والإبداع ، ولتنمية الثروة اللغوية ، وتنمية الثقة بالنفس ، والقدرة على التعبير بالكلمات عن
المواقف والأحداث والشخصيات .
وكذلك لتدريب الطلبة على
اللعب الخيالى أو التمثيلى ، الذى يمكن أن يقوم به الطلبة
كنشاط مستقل بعد الانتهاء من قص القصة ، عندما
يقومون هم أنفسهم بتحويل مواقف من القصة إلى حوار ، يقومون هم بإبداعه ، ثم تمثيله ،
مجموعة بعد مجموعة ، على أن تقدم كل مجموعة عبارات جديدة ، أو أساليب تعبير
تمثيلية تختلف عن الذين سبقوهم .
- كما
يمكن تشجيع الطلبة على تقديم أكثر من سبب لتصرفات أبطال القصة ، مثلاً
، فى قصة " الحمامة والنملة " ، يمكن أن يقدم الطلبة إجابات مختلفة عن
سؤال : "
لماذا سقطت النملة فى الماء ؟ " وقد تكون الإجابات : لأنها أرادت أن تشرب
- أو كانت تريد أن ترى صورتها فى الماء
- أو لأنها ذهبت لتغسل أقدامها التى لوثها
الطين - أو لأنها أرادت أن تلعب مع
الأسماك أو تتفرج عليها - أو أن الرياح
الشديدة قذفت بها إلى الماء - أو أنها أرادت استرداد شىء وقع منها فى الماء .
**
ثانيًا : بعد
الانتهاء من قص القصة ، ولتدريب الطلبة على معايشة الإبداع القصصى ، على المُعلم
تشجيع الطلبة على القيام بكل أو بعض الأنشطة التالية :
- أن
يقوم الطلبة بإعادة قص القصة ، يشاركون
فى ذلك واحدًا بعد الآخر ، مُستخدمين الوسائل المُعينة ، ثم بدون الوسائل المُعينة
( وسائل الإيضاح ) ، ويكون لهم حرية التعديل
والإضافة والحذف ، مستخدمين قدراتهم الإبداعية والابتكارية
.
- أن
يقوم المُعلم بإلقاء أسئلة وإجراء حوار مع الطلبة حول مواقف القصة ، وشخصياتها ، وفكرتها
الرئيسية ، مع ربط كل هذا بخبرات الطلبة الشخصية . ويمكن
أن يقوم الطلبة بتوجيه الأسئلة لبعضهم بعضًا ، كما يمكن تدريب
الطلبة على صياغة أسئلة حول بعض الإجابات التى يختارها المُعلم أو أطفال آخرون .
- تشجيع
الطلبة على اختيار اسم جديد للقصة ، ويمكن
لعدد كبير من الطلبة اختيار أسماء متعددة .
ونلاحظ أن هذا
النشاط يساعد على استخلاص فكرة القصة ، وموضوعها ، ووجهة النظر التى تتضمنها ، مع
بيان سبب هذا الاختيار .
- تشجيع
الطلبة على اختيار خاتمة جديدة للقصة ، ويمكن
لأكثر من طالب أن يقترح خاتمة مختلفة للقصة ، مع بيان سبب هذا الاختيار .
- تشجيع أن
يقترح الطلبة تغيير أحد مواقف القصة ، ويمكن
لأكثر من طالب أن يقترحوا تغييرات مختلفة للموقف الواحد ، مع مناقشة الهدف من
كل اقتراح .
- تمثيل
الطلبة لأحد مواقف من القصة ، ويمكن أن يتم تمثيل الموقف الواحد عدة
مرات بطلاب مختلفين ، على أن يغير كل واحد منهم
أساليب التعبير وجمل الحوار .
- يقوم
الطلبة بقص أو كتابة قصص مشابهة فى
موضوعها أو مضمونها للقصة التى سمعوها.
**
ثالثًا : كتابة
قصة من واقع عدد من الرسوم لا تتضمن أية كلمات ، وهناك
عدد كبير من كتب المدارس الأجنبية ، صدرت تحت عنوان " أستطيع أن أكتب قصة
" ، يتضمن كل كتاب حوالى 15 قصة مرسومة بغير كلمات . وفى نهاية كل كتاب عبارة
تقول : " إذا كنت قد استطعت أن تكتب أربع عشرة قصة مستعينـًـا بالرسوم ، فإنك
تستطيع أن تكتب قصة جديدة من تأليفك ، كما تستطيع أن ترسم قصة تبتكر موضوعها
" .
وهناك مجموعات من كتب
الأنشطة العربية موجهة إلى طلبة المرحلة الابتدائية ، تتضمن مثل هذا النشاط الحافز على كتابة القصة ، صدرت
تحت عنوان " اصنع بنفسك " .
**
رابعًا : تنمية موهبة كتابة القصة ومعايشة عناصر القصص
عن طريق تحويل القصص إلى تمثيليات . ذلك أنه يُمكن
أن نــُـعاون الأطفال على تمثيل قصة طالعوها أو سمعونا نقرؤها . وفى هذا النشاط
التمثيلى ، يجب أن نترك للأطفال حُـرّية ابتكار
الحوار وأساليب التعبير . بل
تغيير بعض المواقف أو تغيير الخاتمة ، كذلك يجب أن
يشترك كل الأطفال فى هذا النشاط ، فالشخصية الواحدة يُمكن أن يُمثــّـلها أكثر من
طفل بالتناوب .
ويُمكن
أداء هذا النشاط التمثيلى بالدُّمى ( العرائس )
التى يُمكن أن يصنعها الأطفال بأنفسهم ، أو
بالأقنعة . ويتم هذا النشاط داخل قاعة الفصل أو فى قاعة
المكتبة ، بغير حاجة إلى قاعة مسرح ، وبغير بحث عن متفرجين خارج مجموعة الأطفال
المشاركين .
**
خامسًا : كتابة
قصص حول موضوعات يقترحها المُعلم ، تكون قريبة من خبرات الطالب الحياتية ، وتتضمن
العنصر الإنسانى ، مع الاهتمام فى بناء العقدة على ما يحدث للبطل من " تـَـحَـوُّلات " ما
بين بداية القصة ونهايتها .
ونقدم بعض
النماذج لهذه الموضوعات :
*
هناك شىء أو شخص أو موقف كنت تخاف جدًّا منه وأنت صغير ثم حدث شىء جعلك تتغلب على
هذا الخوف - اكتب قصة هذا التحول وكيف حدث .
*
زميل فى فصلك كنت تظن أنه لا يمتلك أية مواهب ، وفى إحدى المواقف ظهرت بوضوح إحدى
مواهبه المتميزة ، فتغير تقديرك له .
* ابن أو ابنة فى أسرة يتصور أو تتصــور أن
الوالديــن لا يعطيــان له أو لهــا نفــس
الاهتمام
الذى يتمتع به بقية الإخوة والأخوات ، ثم حدث شىء ترتب عليه تغير هذا التصور .
* هناك شىء تريد أن تغيره فى نفسك لكنك لا
تستطيع ، ثم حدث شىء جعلك تتغير ( مثلاً
: لا تذاكر - لا تهتم بأن ترعى أخًا أو أختًا أصغر منك - لا ترتب غرفتك ) .
* ماذا
يحدث لو أننى …
( سمكة شاهدَت زميلة لها تقع فى شبكة الصياد - وردة يريد ولد أو بنت أن يقطفها مع
أنها تزين الحديقة - قطرة ماء تخاف من التلوث - قطة فى بيت يعاملها ولد أو بنت
بقسوة وبغير شفقة ) .
* شىء
أنت مقتنع أنه صواب ، واضطررت للدخول فى صراع دفاعًا عن رأيك .. كيف حدث هذا ، وكيف
واجهت النتائج ؟
* أساء
مدرس ذات مرة إلى مشاعرك .. لماذا فعل ذلك ؟ وماذا كان موقفك أو رد فعلك ؟
**
سادسًا : تشجيع
المُعلم لطلبته على كتابة اليوميات أو المذكرات : فالطالب
يمكن أن يسجل فى دفتر يومياته كل ما وقع على حواسه خلال النهار ، ما سمع وما رأى
وما لمس أو تذوق . أن يحكى انطباعاته وانفعالاته عن مواقف حدثت فى المدرسة أو
الشارع أو البيت ، عن رأيه فيما قرأ من كتب أو مجلات أو ما شاهده من أفلام أو
مسلسلات . عن مباراة رياضية أثارت اهتمامه . إن الطالب يتعود ، بهذه الطريقة ،
على تحويل الخبرات والمشاعر والانطباعات والأحداث إلى كلمات وعبارات ،
وهذا هو أساس عمل المؤلف الناجح .
بالإضافة
إلى أن هذا التنبه إلى كل ما يحدث حولنا ، يزودنا
بذخيرة هائلة من الخبرات ووجهات النظر فى الأشخاص والأشياء .
المهم
المواظبة على الكتابة يوميًّا بغير توقف . حيث إن
الكتابة ثم الاستمرار فى الكتابة هما أهم تدريب يؤدى إلى الإتقان والوضوح وسلاسة
التعبير .
وعلى
المُعلم أن يهتم ، بين يوم وآخر ، أن يدعو مَن يكون مستعدًّا من الطلبة ، ليقرأ
على زملائه بعض ما يختاره من دفتر مذكراته أو يومياته .
إن
كثيرًا من أشهر المؤلفين يعثرون على موضوعات قصصهم فى دفاتر يومياتهم ، كما يعثرون
فيها على كثير من نماذج شخصيات أبطال قصصهم .
**
سابعًا : تشجيع الطلاب على أن يكتبوا رأيهم فى قصة أو رواية
، فى ضوء ما أوضحناه فى " القسم الرابع " من هذه
الدراسة . إنها وسيلة أساسية يكتشف الطلاب من
خلالها أسرار فن كتابة القصة .
مراجع الدراسة
-
أحمد شفيق الخطيب. (2010): ترجمة، اللغة وشبكة المعلومات العالمية،القاهرة،
المركز القومى للترجمة.
-
برو جودوين. (2011): كتب الأطفال- دراستها وفهمها - SAGE
للنشر لندن- ترجمة: عائشة حمدى- مجموعة النيل العربية.
-
دون تابسكوت. (2012): جيل الإنترنت- كيف يغير جيل الإنترنت
عالمنا. الطبعة الأولى- ترجمة ونشر: كلمات عربية للترجمة والنشر.
-
ديفيد كريستال. (2010): اللغة وشبكة المعلومات العالمية. نشر
جامعة كامبريدج. الطبعة الثانية- ترجمة: أحمد شفيق الخطيب، القاهرة، المركز القومى
للترجمة.
-
سيسيليا ميرابل: مشكلات الأدب الطفلى- ترجمة: مها عرنوق-
سلسلة دراسات نقدية عالمية- رقم 33، سوريا، منشورات وزارة الثقافة السورية.
-
شاكر عبد الحميد. (2005): عصر الصورة. سلسلة عالم المعرفة، الكويت،
المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب.
-
فالنتينا إيفاشيفا. (2006): الثورة التكنولوجية والأدب- ترجمة:
عبد الحميد سليم، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب.
-
ماريا ألبانو. (2009): القصة المصرية الحديثة للأطفال. ترجمة من
الإيطالية، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب.
-
محمد حسن عبد الله. (2001): قصص الأطفال ومسرحهم. الطبعة
الأولى، القاهرة، دار قباء للطباعة.
-
محمد محمود رضوان. (1973): الطفل يستعد للقراءة. الطبعة الثانية،
القاهرة، دار المعارف.
-
هالة الشارونى. (1996): اصنع بنفسك. سبع البحر بالأصابع، الجزء
الخامس، القاهرة، مكتبة مصر.
- (1996): اصنع
بنفسك. فراشة لمسرح العرائس ، الجزء العاشر، القاهرة، مكتبة مصر.
-
هالى بيرنت: كتابة القصة القصيرة. ترجمة: أحمد عمر شاهين. سلسلة
كتاب الهلال،القاهرة، دار الهلال.
-
يعقوب الشارونى، سالى رءوف. (2012): ترجمة- مهارات الكتابة للأطفال. القاهرة،
المركز القومى للترجمة.
-
يعقوب الشارونى. ( 2002): كيف
نقرأ لأطفالنا، مكتبة الإسكندرية للنشر والتوزيع.
- (2002): تنمية
عقل وذكاء الطفل، مكتبة الإسكندرية للنشر والتوزيع.
- (2005): تنمية عادة القراءة عند الأطفال. الطبعة
الرابعة، القاهرة، دار المعارف.
- (2012 ): كيف نحكى قصة، مكتبة الإسكندرية للنشر
والتوزيع. مصر
- (2012): القراءة
مع طفلك. سلسلة اقرأ. الطبعة الأولى، القاهرة، دار المعارف.
- (2013): معجزة
فى الصحراء، القاهرة، دار نهضة مصر.
- (2014): قصص وروايات الأطفال فن وثقافة، سلسلة
"اقرأ". القاهرة، دار المعارف.
- Adamson, Lesley. (1981): I can write a
story, Book 1, 2, 3. WHEATON.
- Kathleen Christopher Null. (1997): How
to Write a Story.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق