أين سنلتقي؟
جيكر خورشيد
في ليلة صيفية هادئة كان ثعلب السهل مستلق بين كروم العنب ،
يتأمل نجوم السماء وهو يتلذذ بأكل حبّات العنب الحلوة ، فتذكر صديقه القديم ثعلب
الجبل الذي لم يره منذ زمن بعيد ، فعقد العزم على زيارته في الصباح الباكر ، وعند
انبلاج الفجر تسلل الثعلب إلى القرية خلسة وعاد بحمار مسكين و بدأ يحمّل عليه
العنب والدجاج ليقدمه هدية لصديقه ثعلب الجبل ، ثم امتطى الثعلب الماكر ظهر الحمار
المسكين وبدأ المسير باتجاه الجبل الذي يقطن فيه صديقه ثعلب الجبل ، وأثناء المسير
قال الحمار للثعلب :
-
لقد تعبت من
حملك وحمل هداياك أيها المحتال ، ارحمني وانزل عن ظهري لأرتاح قليلا
-
تابع سيرك
أيها الحمار وإلا أهديتك أيضا لصديقي ثعلب الجبل وعندها سيمتطيك ويجوب بك الجبال
والوديان
-
لا أرجوك
سأتابع مسيري ولكني أتمنى أن تطلق سبيلي عندما أوصلك لقمة الجبل
-
أكمل سيرك إذا
ولا تسمعني نهيقك المزعج وعندما نصل سأقرر ماذا سأفعل بك !
تابع الحمار المسكين صعود الجبل وعند الوصول نزل الثعلب عن ظهر
الحمار وبدأ ينادي على صاحبه ثعلب الجبل ، وما هي إلا لحظات حتى خرج ثعلب الجبل من
وكره وقد بدا عليه الضعف والهزال ، فركض إليه ثعلب السهل وعانقه وقال :
-
مالي أراك
هزيلا كئيبا ؟
-
إنه الجوع يا
صديقي فالطعام يكاد يكون معدوما في هذا الجبل الأجرد
فأسرع ثعلب السهل وقدم العنب
والدجاج لصديقه وقال :
-
لا تكتئب يا
صديقي لقد جئتك بما لذ وطاب من عنب لذيذ ودجاج شهي ، كُل وتنعّم فلا جوع بعد اليوم
!
عندها استغل الحمار انشغال ثعلب السهل
عنه بصديقه الجائع وهرب مسرعا باتجاه القرية دون أن يلمحه أحد ، وبعد أن شبع ثعلب
الجبل قال :
-
الحمد لله
على نعمه ، أشكرك كل الشكر يا صديقي على هداياك الثمينة !
-
لا تبالغ يا
صديقي فالصديق وقت الضيق وأنا لم أقم سوى بالواجب ما رأيك أن تأتي معي وتسكن
في السهل لتعيش في النعيم ؟
-
من دواعي
سروري أن أغادر هذا الجبل الأجرد وأن نعيش معا في السهل العامر بالخيرات !
وهكذا نزل الثعلبان الصديقان إلى
السهل وثعلب الجبل يحلم بالطعام الوفير والعيش الرغيد ، وبينما كان الثعلبان
يتمختران بين كروم العنب فإذا بصيّاد يراهما فيطلق الثعلبان ساقيهما للريح ويهربان
كالبرق ولكن الصيّاد يطلق خلفهما كلبين سلوقيين شرسين فسأل ثعلب الجبل صديقه ثعلب
السهل :
-
أفي كل يوم
تطاردك الكلاب يا صديقي ؟
-
لا ولكن حظك
العاثر هو الذي جعل الصياد يرانا !
-
أين سنلتقي
إذا تخلصنا من هذين الكلبين الشرسين ؟
-
إذا كان
الكلب الذي يلاحقك بسرعة الكلب الذي يلاحقني فسنلتقي بكل تأكيد في البازار !!!
-
ولماذا
البازار يا صديقي ؟
-
لأن الصياد
سيبيع فراءنا هناك يا صديقي !!!
هناك تعليق واحد:
راقتني القصة جداااااا ممتعة للغاية اتمنى لك التوفيق والاستمرارية ان شاء الله
إرسال تعليق