أجــمـل حـكــايـات جــدي
بقلم : محمد حبيب مهدي
لجدي حكايات غريبة عجيبة لا يمكن أن تنسى يوما من الذاكرة ، لا أعرف من أين
ياتي بها ؟! تحبها فور سماعك منه ، كان لا يبخل عنا يوما بقص تلك الحكايات المدهشة
والتي لا تمل يوما أبدا ! ، فياما سهرنا معه ساعات متأخرة من الليل في شهر رمضان
المبارك وهو يروي لنا ما سجلته الايام في
ذاكرته ، حتى أولاد عمي كانوا يوميا يقطعون مسافات بعيدة ليصلوا بيتنا كي يستمتعوا
معنا بهذا اللقاء الرائع ، كان جدي كثيرا ما يحرص علينا أن نجتمع حوله ، بعد أن
يسال عنا واحدا بعد الآخر.. لجدي حكايات رائعة ولا حتى حكايات ألف ليلة وليلة . ..
لكنه ذات يوم نهض من نومه ضجرا ، مكتئبا على غير عادته . أنار ضوء غرفته وخرج من
البيت مسرعا ، أراد أبي أن يعرف شيئا ، لكن جدي اغلق الباب خلفه وذهب وهو يتمتم مع
نفسه بكلمات غريبة . كان يحمل بيده فانوسا ليضيء له الطريق . ومعه كلبا يحرسه من
الاذى . وعكازا يتوكأ به . لم يفعل جدي من قبل كفعلته هذه ! ، خفنا عليه كثيرا من
ظلمة الليل ، وبقينا قلقين عليه الليل كله ، حتى كاد يودع ظلامه الاخير .. فظل أبي
جالس على عتبة الباب منتظرا مجيء جدي . ساعات من التعب الشديد محاه جدي بابتسامة
عريضة وهو يقف أمام أبي بعد عناء طويل .. سأله أبي مستغربا :
ــ أين كنت يا أبي ؟ قلقنا عليك كثيرا !!.
أبتسم جدي ثم قال :
ــ الحمد لله .. الآن استرحت ، فقد حلمت
بالاولاد قد غدرت بهم الكلاب في الطريق بعد أن ذهبوا الى بيتهم ، وما ارتحت الا
وأنا أراهم بعيني سالمين.
سررنا كثيرا بعودة جدي سالما . قلنا له بابتسام :
ــ حكايتك هذه ياجدي هي أروع حكاياتك التي لم تقصها علينا بعد ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق