رائـحـة غـريـبـة
جــــدا !!
محمد حبيب
مهدي
في البدء ، أنصحكم أصدقائي وأنتم تمرون من شارعنا وبالضبط أمام بيتنا أن
يسد كل واحد منكم أنفه ، والا سيشم رائحة مامثلها رائحة ، طبعا لأنها رائحة نتنة
لا يمكن أن تحتمل !! هذه الرائحة جلبتها القمامة التي ياتي بها البعض ويضعها
بالقرب من بيتنا ، فراحت تبث سمومها داخل البيت وفي الشارع !! حتى أصبحت قضية أبي
الاولى وشغله الشاغل يوميا ، لكنه لم ينس اسلوبه الجميل مع كل شخص يحاول أن يضع قمامة بيته في
المحل الصحيح .. ذات يوم دهش أبي
وهو يرى كيس قمامة وضع جنب سياج البيت ، وبكل هدوء حملها و نقلها
بعيدا ، وفي اليوم التالي تكررت تلك القصة فاغتاض أبي وراح يتكلم بصوت عال ليسمع
أهل الزقاق .. لكنه في اليوم الثالث حين رأى كيس القمامة ضجر كل الضجر وتعصب كثيرا
، وعلى الفور، دق باب الجيران فخرجت صبية ، فسألها أبي : ( من منكم وضع القمامة تلك ؟ ) أجابته الصبية بارتباك : ( لا أعرف ياعم ! ) ..
صمت أبي لحظات ثم سال أحد الصبية القريبين
منه ( هل أنتم من وضعها ؟ ) أجاب الصبي : ( كلا ياعم ، نحن نضعها بعيدا هناك ) . ..
في تلك الاثناء ، خرجت ( أم ستار ) من بيتها فقال لها أبي : ( أم ستار . لماذا
لاتحكين مع ابنتك ؟ ) قالت : ( ومابها ؟ ) . قال غاضبا : ( نحن نريد أن نتساعد
سوية لكي نبعد الاوساخ في مكان بعيد ، لانها تنقل الامراض الخطرة فتاتي ابنتك
وتضعها بالقرب من سياج البيت ، أنظري لتلك القمامة ، أترضين بهذا ؟ ) . .. وعلى
الفور أندهشت ( أم ستار) من فعل ابنتها وقالت : ( يا .. مع الاسف ، والله أنا شككت بهذا لانها هذه المرة
لم تتاخر برمي الاوساخ ، أنا آسفة يا ( أبو أحمد ) ، وسأوبخها اذا كررتها مرة اخرى
.).. أبتسم أبي في نفسه كثيرا لانه عرف من وضع الاوساخ جنب السياج !! . في حين أخذت
( أم ستار) وجمعت الاوساخ التي وضعتها
ابنتها قرب السياج ورمتها بعيدا .
هناك تعليق واحد:
قصة ذات معنى ومغزى كلماتها موحية وهي قصة تربوية وتعليمية وترفهية ممتازة وموقع ممتاز ...أبوبكر من هوات كتابة القصة والمسرح للأطفال الجزائر
إرسال تعليق