لنشر عملك بالمدونة Ahmedtoson200@yahoo.com



الأحد، 1 مايو 2011

قطعة السجاد الضائعة" قصة للفتيان والفتيات بقلم فاطمة هانم طه محمد

قطعة السجاد الضائعة
فاطمة هانم طه محمد

ايقظتني في منتصف الليل قشعريرة باردة تجتاح جسدي ... جعلتني انكمش علي نفسي .... احكمت الغطاء حولي ... بدأ الطقس يزداد برودة ....المطر ظل ينهمربشدة طول الليل ... هتفت وانا انهض مسرعة ... الاولاد ... لابد ان يكونوا الان بردانين ، نفضت الغطاء عني واسرعت من الفراش الدافيء اختطفت الروب الثقيل الملقي علي الاريكة ووضعته علي كتفي و خرجت من الحجرت الي الصالة ... ياه البرد شديد هنا ... اسرعت الي حجرة الاولاد ... عدلت من وضع راس اصغر اولادي ... دائما يزيح الغطاء عن جسده يضطرني الي المرور عليهم في الليلة اكثر من مرة لاحكم الغطاء عليه... الليلة البرد شديد ...نحن الان في شهر طوبة ...ابتسمت وانا اتذكر مقولة جدتي رحمها الله و كانت ترددها دائما كلما اقبل هذا الشهر ( شهر طوبة يجعل الصبية كركوبه) ، زيادة في الحيطة ادخلت اطراف الغطاء تحت حاشية السرير... هكذا افضل حتي لا يستطيع ازاحة الغطاء ، يمكنني الان ان انام باقي الليل مرتاحة ...اغلقت باب الحجرة عليهم... لأمنع تسرب البرد الي حجرتهم .
في الصباح اعددت الحليب الساخن والشطائر ، وسندوتشات المدرسة وناديت عليهما، لابد التحايل عليهم حتي يتناولا افطارهما ، (الافطار يساعد علي الدفء وفهم الدروس ) ، هكذا كانت امي تقول .
فتحت باب الشقة وهممنا بالخروج ، لاصطحب الاولاد الي المدرسة... لم اجد قطعة السجاد القديمة التي وضعتها بالامس علي باب الشقة !! هي المرة الثانية التي تضيع فيها قطعة سجاد من امام باب الشقة ...دائما احرص علي وضعها هنا حتي ينظف الجميع احذيتهم عليها قبل دخولهم الشقة ،..... منذ يومين ضاعت القطعة الاولي .....واليوم هاهي القطعة الثانية اختفت ايضا تفحصت المكان حولي ... ليس لها اثر ...وعلي باب العمارة سألت حارس عن قطعتي السجاد المفقودتين ... اكد عدم رؤيتهما.... ربما يكون احد الصغار من اولاد الجيران اخذها ليلعب بها .. هكذا حاول اقناعي.....قلت بدون اقتناع: ربما .....
بعد الظهر عدت بالأولاد وخلال صعودنا الي الشقة تسابق الصغيران علي السلالم كعادتهما ... يدخلان من السلم الرئيسي الي السلم الخلفي ...كانا يتصايحان في فرح ، تجلجل ضحكاتهما مع لاهاثهما، يدخلان من طابق ليخرجا من الطابق التالي وصلت الي باب الشقة ، هممت ان اضع المفتاح في فتحة الباب ، وصل احدهما ووقف بجانبي ...اما الاخر لم يصل بعد .... ناديت عليه ، جاء صوته مرتعشا ...ماما ماما تعالي ....ارتجف قلبي من الخوف ...ماذا بك ؟ ، هكذا هتفت وانا اسرع الي السلم الخلفي ...وهناك كان يقف وهو يشير الي شيء ما علي السلم ، كانت هناك علي احدي درجات السلم تلك قطعة السجاد المفقودة... وعليها ترقد احدي القطط وفي احضانها خمس قطيطات صغيرة حديثة الولادة ... كانت القطة الام تنظر الي الصغير بتنمر وتوجس ... قال الصغير : هاهي قطع السجاد الفقودة يا امي ....هاهي ....انها تحت القطط انظري... هل ستأخذينها ؟قلت وانا احتضن صغيري واسير به الي شقتي قائلة: لا يا حبيبي ساتركها لهم ... الدنيا برد .