الخميس، 31 مايو 2012
الاثنين، 28 مايو 2012
"الوزير الصغير " قصة للأطفال بقلم: مصطفى البلكي
الوزير الصغير
مصطفى البلكي
دخلت الأم علي
ولدها الأمير فوجدت وجهه ينطق بالحزن, اقتربت منه, وجلست بجواره, فلم ينتبه لها,
فلما مدت يدها ولمست كتفه برفق, عاد من شروده, وأعتذر لها لأنه لم ينتبه إليها فور
دخولها, هونت الأم الأمر علي ولدها وسألته عن سبب شروده وحزنه,فقال بعد أن تنهد :
ـ الرعية يا أمي .
ـ ما ذا حدث لهم ؟
.
قال لها إنه كلما
مر موكبه ونظر في وجوههم رأي الحزن يحط عليها, ويزيد حزنه حينما يمر بجوار الأكواخ التي يسكنون فيها ..
والتي لم يصادف فيها دخاناً, يدل علي الخبيز أو طهي طعام ..
قاطعته أمه وقالت
له إن التقارير التي يرفعها وزير الإمارة كلها تقول إن أمور الناس علي أحسن ما
يكون, وكل شئ متوفر, وما دامت الأحوال وصلت للحد الذي وصفه لها, فيجب تغيير الوزير
...
ـ وحتى إن غيرت
الوزير فمن يضمن لي أن يكون مختلفاً عن الوزير الحالي ..
قال الأمير, فردت
عليه أمه بهدوء:
ـ عليك بالمشورة,
والتفكير السليم الذي يقوم علي الدلائل والبراهين, ولن يفيدك في هذا الأمر إلا
حكيم المدينة ..
وافق الأمير علي ما
قالته أمه, وبعث في طلب الحكيم, في موعده المحدد جاء, فداست قدماه أرض القصر وشمس
الصباح الطالعة تصبغ أشجار الممر بأشعتها, لمحه الأمير من شرفته فهرع لملاقاته علي
باب القصر خلافاً للأعراف المتبعة, تقديراً لمكانة معلمه لديه ..
عرض الأمير الأمر
علي الحكيم, وطلب منه المشورة, فتكلم الحكيم
قائلاً:
ـ الأمر بسيط
ـ كيف .. ؟
ـ نختار وزيراً
أظهر الأمير
استغرابه من رد الحكيم, وقال له إنه يعلم أن حل المشكلة يكمن في الوزير الجديد,
وأن ما يؤرقه ويجعل النوم لا يقترب من جفونه كيفية الاختيار,ضحك الحكيم وطلب منه
إعداد ملابس تنكرية, واقترح أن تكون لتجار ..
نطق وجه الأمير
بالتعجب, وقال بلهجة بها بعض الحدة :
ـ ليس هذا هو الوقت المناسب للتنزه .
ـ ومن قال لك إنها
سوف تكون رحلة للترويح عن النفس
قاطعه الأمير
متسائلاً :
ـ وإن لم تكن لذلك
فلم هي ؟
ـ لاختيار الوزير المناسب .
وطلب من أن يأمر
بإعداد الملابس,وأوصاه بسرية المهمة .
تم كل شئ كما أراد
الحكيم وفي الموعد المدد خرجا, وعلي أبواب
السوق قال للأمير:
ـ السوق مسرح كبير,
هنا البيع والشراء وهنا المكسب والخسارة, وهنا تظهر معادن البشر, والسوق أيضاً
بمثابة البحر الذي تتبدل أحوله بين لحظة وأخري .
ونظر الحكيم في وجه
الأمير, فكشف له عن عدم ارتياحه لتلك
الجولة, لكنه لم يطلب منه إلا الصبر علي صحبته وتحمل كل ما يقوم به من أفعال .
في وسط السوق حيث
الضجيج في أشده, مال الحكيم علي متجر يبيع الغلال, وامتدت عينه لجوف الدكان فلمح اللافتة المكتوب عليها :
القناعة كنز لا يفني .وقف صاحب المتجر مرحباً, وعرض خدماته, نظر الحكيم,فوجد المتجر خاوياً, لا
يوجد فيه إلا بعض الأجولة الملقاة في أحد الأركان, فقال الحكيم يحدث نفسه : هنا
تكون بداية الرحلة,وأقترب من التاجر الذي قال بصوت خفيض :
ـ لكل شئ ثمنه .
فهم الحكيم أن
التاجر يخفي بضاعته ويبيعها لمن يدفع أكثر, فضحك وقال له إنه علي استعداد لدفع ما
يطلبه ولكن بشرط أن يحمل الغلة بنفسه وأن يأتي بها خلف الجبل الكبير, وافق التاجر
وأخذ الثمن ..
بعد الخروج من عند
التاجر وصلت إليهما رائحة الخبز قادمة من فرن تقع عند فتحة حارة جانبية, فما كان
من الحكيم إلا أن مال ناحيتها, طالباً من الأمير أن يتبعه . لم يجدا بداخلها إلا
صبياً بالكاد وصل لسن البلوغ, فتقدم منهما
وعلي وجهه ابتسامة عذبة, وعرض خدماته قال الحكيم إنه وصاحبه من عابري
السبيل وليس معهما المال الكافي لشراء
الخبز, وكل ما يطلبه رغيفاً واحداً وهذا لن يكلفه أي عجز, ابتسم الصبي, فسأله الحكيم عن سبب ابتسامه,فأخبره الصبي أنه لا يملك في الفرن إلا
عشرة أرغفة هي أجرته نظير عمله اليوم بطوله, وسوف يأخذ من نصيبه رغيفاً وسوف يدونه
في دفتر الفرن, أخذ الحكيم الرغيف وطلب من الصبي أن يلاقيه في صباح اليوم التالي
خلف الجبل الكبير ..
وبنفس الطريقة فعل
الحكيم مع عدد كبير من تجار السوق,أراد الأمير
أن يسأل عن سبب ما قام به الحكيم, لكن الحكيم لم يخبره وطالبه بالصبر .
ولما جاء الصباح
توجه الحكيم وبصحبته الأمير إلي الجبل,
هناك وجدا التجار ومعهم الصبي في
انتظار, فوزع عليهم الحكيم مالاً كثيراً, وقال لهم إن عليهم التصرف في المال
بالطريقة التي يراها كل واحد وبعد أسبوع سوف يجتمعون في نفس المكان, وأن هناك هدية
كبيرة سوف تمنح لمن يصرف ماله في أشياء مفيدة .
في الموعد المحدد
حضر التجار ومعهم الصبي, وحينما أكتمل
جمعهم أطبق الجند علي المكان,وحضر الحكيم برفقة الأمير الذي أخذ مكانه في مكان أعد
له, ثم أمر الحكيم الجند ببناء ما يشبه الكانون, ووضع صينية كبيرة فوقه, وأمرهم
بإشعال النار تحتها ..
وأقترب من التجار والصبي, وأمر أول التجار
بالوقوف فوق الصينية وأخذ يسأله عن المال وما فعل به, الوقت يمضي والتاجر يتلوى
وهو يسرد ما اشتراه من قصور وضياع, وحينما انتهي
كانت النار قد أكلت جزءاً من قدميه, فرفعه الجند و بنفس الطريقة فعل مع
أنداده,وحينما جاء الدور علي الصبي, قال إنه لم يصرف من المال إلا ما اشتري به خزين
أسبوع والباقي معه, ونزل من فوق الصينية,فابتسم الحكيم وقال للأمير أقدم لك يا
مولاي وزيرك الذي يجيد التوفير.
السبت، 26 مايو 2012
الجمعة، 25 مايو 2012
"صداقة حقيقية" قصة للأطفال بقلم: عابدين محي الدين الجبالي
صداقة حقيقية
عابدين محي الدين الجبالي
عمر تلميذ فى الصف
الخامس يعشق الرسم ودائما ما يرسم لوحة من الطبيعة لوردة أو شجرة أو سحابة.
كان لعمر صديق اسمه هاشم بدين لايقدر على الحركه
السريعه دائما ما يغضب منه عمر لبطء حركته قال عمر أنا لن أصادقه مرة أخرى.
قال عمر لهاشم أنت لن تصلح أن تكون صديقى فاعذرني.
دمعت عيون هاشم وغضب مما قاله عمر وأسرع عمر
يرسم لوحة جديدة من الطبيعه، كان هناك فوق الشجرةعصفورة جميله تطعم صغارها نظر عمر
اليها وقال: ما أجمل هذا المنظر. وأسرع يرسم العصفورة الجميلة ولكن سرعان ما جاء
الغراب ليلتهم صغارها.
أخذ عمريبعد الغراب
ولكن الغراب أخذ ينبش العش ، لوح عمر بعصا
كبيرة في وجه الغراب، وهنا سقط العش بالعصافير الصغيرة التقطهم عمر من على الأرض
وقال: لابد أن أعيدهم الى العش.
قال عمر هذه العبارة حين شاهد العصفورة الأم
تصيح وتكاد تجن على صغارها وصعد عمر الشجرة ولكن بعد تثبيت العش جرحت قدم عمر ولم يستطع
النزول من على الشجرة.
أقبل الليل ولم يرجع عمر للمنزل، سألت أم عمر:
ياهاشم هل رأيت عمر أنه ذهب ليرسم ولم يعد حتى الآن انا قلقة.
قال هاشم : لا تقلقى يا أم عمر أنا ذاهب أبحث
عنه وأعيده سالم ان شاء الله.
وأسرع هاشم يجوب الأرض فقال فى طيات نفسه هو دائما
يحب يرسم المناظر الطبيعيه فى الحديقه سأبحث عنه فى الطبيعه وأخذ الليل يرمى
ستائره الظلام الحالك وبينما عمر يبكى على غصن الشجرة أطلق هاشم صوته: عمر أنا هنا
ياهاشم.
فرح هاشم وقال: الحمد الله انه بخير أنا سأصعد اليك
قال عمر له : ياهاشم أنت
بدين والا تقدر على الصعود قال هاشم: أنت صديقى سأنقذك مهما كان الثمن.
وصعد هاشم وقال : ضع قدميك ياصديقى العزيز على
كتفى وهبط ببطء وهبط الاثنين بسلامه الله بل حمل هاشم صديقه عمر على أكتافه وأسرع
الى المشفى لتدوى الجراح.
شكر عمر هاشم وقال فعلا الصديق أخ شقيق سامحنى
ياهاشم على مابدر منى يا أخى وصديقى .
الخميس، 24 مايو 2012
"الطائرة الورقية "قصة للأطفال بقلم: شهاب سلطان
الطائرة الورقية
شهاب
سلطان
كانت الرياح تدفع ندف السحاب الرقيق الأبيض مثل القطن
فتتداخل مع بعضها وتكون تشكيلات جميلة نراها على البعد فنتخيلها جمالا أسطورية
تتسابق ، أو دببة تتصارع .. أو وجوها بشرية مبتسمة تطل علينا من بعيد .
وكانت أشعة الشمس الصفراء الذهبية تحاول إختراق السحاب
لتصل إلى الأرض فتنفذ من خلال السحب الرقيقة البيضاء وتصبغها بلونها الذهبى ،
وبصعوبة ينفذ بعضها من المناطق الرمادية ، أما السحب الداكنة فكانت تمنعها ـ وهكذا
تتدرج الألوان فى السماء من الأصفر الذهبى إلى البرتقالى .. ومن الرمادى الى
الأسود .
أضاءت أشعة الشمس التى استطاعت النفاذ من السحب ، سرب
الطائرات الورقية الذى تقوده طائرة كبيرة ، ألوانها كثيرة براقة ، ذيلها طويل
يتراقص خلفها فى خفة ، ليحفظ توازنها وهى تشق طريقها نحو السحاب فى هدوء .
أخذت الطائرات الأخرى تجاهد لتلحق بالطائرة القائد ، لكن
المسافة بينهن وبينها كانت تتسع رويدا رويدا ، فيدرن فى دوائر أفقية .
واستمرت الطائرة
الكبيرة الملونة وحدها فى طريقها نحو السحاب فى ثقة وثبات . نظرت خلفها . رأت
الفارق الشاسع بينها وبين مجموعة الطائرات التى كانت تقودها ، أدركت أنها ليست
مجرد مجموعة من العصى وعدد من أفرخ الورق الملون ، أدركت أنها الآن كيان يتحرك ..
ويعلوا موجات الهواء فى طبقاته العليا ، كيان .. طاقته تسمح له بأن يعانق السحاب
لولا هذه الخيط الرفيع الذى يشدها الى أسفل .
كان الخيط الرفيع يعلو راسما فى الهواء قوسا واسعا بطول
المسافة بينها وبين يدى صاحبها الواقف على الأرض . تمنت الطائرة وهى فى الفضاء أن
يكون لدى الطفل الذى أطلقها كميات أكبر من الخيوط تسمح لها بالارتفاع ونظرت اليه
ترجوه أن يرسل لها بالمزيد .
كانت الخيوط التى مع الطفل الواقف على الأرض قد إنتهت ،
بينما الطائرة مستمرة فى اندفاعها وتقدمها نحو السحاب ، وظلت تسحب فى الخيط الرفيع
حتى صار مستقيما يشدها الى أسفل .
جنت الطائرة . أدركت أنه لم يعد هناك مزيد من الخيط حتى
تواصل رحلتها ، صارت تدور فى دوائر أفقية واسعة ، تارة تنحنى الى أسفل .. وتارة
تعود الى الإرتفاع بقوة وسرعة فيلتوى الخيط الرفيع صاعدا خلفها . حتى يصير مستقيما
.. مشدودا يمنعها من الصعود .
ومرة بعد مرة . تحاول الطائرة أن تتخلص من ذلك الخيط
الرفيع الذى يشدها الى أسفل . وفى المرة الأخيرة اندفعت بكل ما لديها من قوة لم
يتحملها الخيط فانقطع وانحنى طرفه خجلا فى طريقه الى الأرض .
وانطلقت الطائرة الورقية صاعدة نحو السحاب .
الأربعاء، 23 مايو 2012
"وللمال قيمة أخري" قصة للأطفال بقلم: مصطفى البلكي
وللمال
قيمة أخري
مصطفى
البلكي
يحكي أن ملكاً,
كان يحكم إحدى الممالك القديمة, أراد أن يحصي أرض مملكته, فحشد من أجل ذلك كل رجال
بلاطه, الذين خرجوا تلبية لأمره, لكنهم كما خرجوا عادوا, بدون أن ينجزوا المهمة
التي كلفوا بها, حزن الملك, وأعتكف في حجرته. ولما نام, شاهد نفسه في الحلم, يسير
في حديقة جميلة, كل شئ فيها مبهج, سعد بهذا الجو, لكنه بعد عدة خطوات, رأي حماراً,
وديكاً, وقرداً, تبدوا علي وجوههم علامات التعاسة,فأقترب منهم, فأفسحوا له مكاناً,
فجلس معهم, وشرع في معرفة حكايتهم, فقال للديك :
ـ كيف أحوالك ..؟
نظر الديك إلي
الملك وقال له إنه امتنع عن الأذان في وقت الفجر
خوفاً من ناس المملكة أن يذبحوه
لأنه يجعلهم يستيقظون مبكراً ..
ضحك الملك وقال :
ـ وهل هذا الأمر
يجعك حزيناً ؟
قال الديك :
ـ الناس هنا لا
تجيد تحديد الوقت, فأصبحوا ينامون حتى وصول الشمس لمنتصف السماء, وبذلك عرف الناس
الكسل, وأهملوا أعمالهم ..
ولما سكت الديك,
وجه الملك نفس السؤال إلي القرد, الذي قال إنه ما عاد يقوم بعجين الفلاحة, لأن
الوباء حل بحقول القمح ولم يفلح رجال الزراعة في التوصل إلي مبيد مناسب .
تنهد الملك, وراح
ينظر إلي الأرض, ولما طالت لحظات شروده وهو يفكر فيما قاله الديك والقرد, كان لابد
من إعادته إلي الواقع, من أجل ذلك قال له الحمار :
ـ وأنا يا مولاي
.. لماذا لم تسألني ؟
ابتسم الملك
ابتسامة غير كاملة, وقال للحمار :
ـ وأنت كيف أخبارك ....؟
قال الحمار :
ـ قبل أن أتكلم,
هل توعدني ألا تزعل
قال الملك :
ـ نعم .
قال الحمار : أنا
مثلك يا مولاي لا أعرف من أمور الدنيا إلا بقدر ما تتيحه لي الطرق التي أمشي
عليها, وأنا أحمل فوق ظهري أثقل الأشياء, وإذا ما تركني صاحبي عدت إلي البيت
لوحدي, إذا كان الطريق محفوراً في ذاكرتي ...
حاول الملك
الوصول إلي تفسير للحلم, لكنه لم يستطع, فأمر باستدعاء الوزير, الذي جاء علي وجه
السرعة, فوجد الملك حزيناً, وعلامات الأرق تحط علي ملامحه, وقبل أن يتكلم راح
الملك يقص رؤياه علي الوزير الذي سمع, ولما أنتهي الملك من حلمه, قال له الوزير :
ـ يا مولاي الحلم
يفسر نفسه ..
ـ كيف ... ؟
قال الوزير :
ـ قبل أن أفسر لك
لا بد أن نخرج أنا وأنت في جولة
وافق الملك وخرج
مع الوزير الذي تعمد أن يسلك بالملك كل الطرق التي تؤدي إلي الأحياء الفقيرة, فرأي
الأطفال وهم يلعبون بقطع الطين, أو يسرحون في الحقول, رأي الملك فظهر علي وجهه
الغضب, وقال :
ـ أين هم من
التعليم ..؟
أخبره الوزير إنه
لا توجد مدارس تصلح لهذا الفعل, حزن الملك أكثر, ولما عاد إلي القصر, طلب منه
الوزير أن يفتح خزائن المملكة, فطلب الملك من أقوي رجال القصر قوة بحمل المفاتيح
الخاصة بالخزائن ..
وتم فتح الخزائن
فرأي الوزير الأموال الكثيرة المكدسة, فقال للملك
إن الحلم الذي يزوره في منامه ما هو إلا صورة من صور الجهل, وإن الحل في
يده ..
قال الملك : ما
هو ..؟
قال الوزير :
ـ التعليم, وبما
أن التعليم يحتاج إلي مال, والمال موجود فلا مشكلة ..
ثم قال إن المال
لا يجمع ليوضع في خزائن, بل يجمع ليصرف في مجالات تدر الخير علي الرعية ..
أمر الملك ببناء
المدارس, وجمع الأطفال, بل وعين لكل طفل مبلغاً من المال,يعينه علي التعليم, فلم
تمض إلا سنوات قليلة وكانت المملكة من أحسن البلاد تقدماً في كل المجالات, وكان
الملك ينام, فيري الديك يؤذن, والقرد يعجن ويخبز, والحمار سعيد بعمله.
الثلاثاء، 22 مايو 2012
"الدَّوران حول المُكَعب " قصة للأطفال بقلم: يعقوب الشارونى
الدَّوران حول المُكَعب
يعقوب الشارونى
فى زيارة لأحد فصول روضة أطفال باليابان ، عمرهم من 5 إلى
6 سنوات ، كان الأطفال يجلسون فى دائرة ، وفى منتصف الفصل منضدة صغيرة ، عليها ،
فى مستوى بصر الأطفال ، مكعب خشبى كبير الحجم مغطى بغطاء أبيض .
تقدمت المُشرفة ورفعت الغطاء ، فاتجه بصر كل طفل ناحية
وجه المكعب المواجه لعينيه .
سألت المُدرسة طفلاً يجلس إلى يسار المكعب : " ما
لون المكعب الذى تراه أمامك ؟ " وبغير تردد قال الطفل ، وقد ركز بصره على وجه
المكعب المواجه له : "
أحمر " . عندئذ سألت المُشرفة طفلاً يجلس على يمين المكعب : " وأنت ..
ما لون المكعب ؟ " وبغير تردد أيضًا أجاب وهو يحدق فى وجه المكعب المواجه له
: " أزرق " . هنا أشارت المُدرسة إلى طفل يجلس فى صدر الفصل وسألته :
" وأنت .. ما لون المكعب ؟ "
وللمرة الثالثة يجيب الطفل الثالث بغير تردد أيضًا : " أصفر " ، ذلك أنه
كان ينظر إلى وجه المكعب المواجه له .
عندئذ تقدمت المُشرفة ناحية المكعب ، وأدارته نصف دورة ،
وعادت تسأل نفس الأطفال الثلاثة عن لون المكعب .
ولما كان وجه المكعب المواجه لعينى كل طفل قد تغير ، فقد
اختلفت إجاباتهم عن المرة الأولى ، فمن سبق وقال إن لون المكعب أحمر قال إنه أصفر
، ومن قال إنه أزرق أجاب هذه المرة بأنه أحمر ، ومن قال إنه أصفر قال إنه أزرق
.
عندئذ اختارت المُدرسة تلميذًا رابعًا وقالت له : "
وإذا سألتك أنت ، ما لون المكعب ، فبماذا تجيب ؟ " قال التلميذ الرابع :
" المكعب لونه أحمر وأزرق وأصفر " .
لكن تلميذًا خامسًا وقف وقال : " وأخضر أيضًا "
، فقد رأى هذا التلميذ الخامس وجهًا رابعًا للمكعب .
عندئذ سألت المُدرسة أطفال فصلها : " ما سبب اختلاف
إجاباتكم الأولى عن إجاباتكم الأخيرة ؟ "
وانطلقت من الأطفال إجابات كثيرة متنوعة ، وفى النهاية
قالت طفلة : " قبل أن أجيب ، يجب أن أدور حول المكعب ، لأراه من مختلف جوانبه
، ومن أعلاه أيضًا " .
قالت المُشرفة : " تذكروا هذا دائمًا : عندما نسألكم
عن لون مكعب نضعه أمامكم ، لا يكفى أن
تركزوا بصركم على وجه واحد للمكعب هو الوجه المواجه لكم ، بل لابد من الدوران حول
المكعب ، بل أن تقلبوه رأسًا على عقب لرؤيته من أسفل ومن أعلا ، حتى نستطيع أن
نراه من جميع جوانبه ، قبل أن نقول إننا قد عرفنا لون – أو ألوان – أوجه المكعب
" .
وفى نهاية النهار ، قالت لنا المُشرفة : " لقد
لَعِبَت معى مشرفات روضة الطفل وأنا طفلة هذه اللعبة مرات متعددة ، بمكعبات يختلف
ألوان أوجهها كل مرة ، وقد جعلتنى هذه اللعبة ، كلما تــَقَدَّمْتُ فى العمر ،
عندما استمع إلى وجهة نظر فى شىء ما ، أن أتمهل قبل تكوين رأيى والتصريح به ، وأنا
أقول لنفسى : " لابد أن أدور أولاً حول المكعب ، لأتعرف على مختلف أوجههه
" .
الاثنين، 21 مايو 2012
"حرف الدال والدودة" قصة للأطفال بقلم: ريم عابدي
حرف الدال والدودة
ريم عابدي ( أم هند)
كان حرف الدال يتجول في حديقة المنزل فرأى دودة تزحف فوق الأوراق، أعجبه لونها والنقاط الحمراء فوق ظهرها وظل يراقبها وهي تلتهم أوراق النباتات.
خطرت لحرف الدال فكرة فركض نحو البيت وسأل أمه: ماما ماما وجدت دودة جميلة أيمكنني أن أحتفظ بها؟ أرجوك.
قالت الأم دعني أرها أولا.
رافقته
أمه إلى الحديقة ونظرت إلى الدودة وقالت هذه دودة قز يمكنك الاحتفاظ بها سأحضر لك
صندوقا مناسبا.
قفز حرف الدال فرحا وقال: شكرًا ماما سأسميها دودي.
أحضرت
الأم صندوق أحذية وطلبت من حرف الدال جمع بعض الأوراق للدودة.
وضع حرف الدال الصندوق في ركن من المطبخ وكان يحضر لها كل يوم كمية من الأوراق فتلتهمها بسرعة كانت دودي شرهة جداً!
وفي أحد الأيام فتح حرف الدال الصندوق فلم يجد دودي، بحث عنها في كل مكان في المطبخ ولكنه لم يجدها. شعر حرف الدال بالحزن لفقد دودي فقد إعتاد على صحبتها.
في اليوم التالي بينما كانت أم حرف الدال تنظف المطبخ وجدت شرنقة ملتصقة بالركن فنادت إبنها وقالت له : هاهي دودتك يا بني
قال حرف الدال لا هذه ليست دودي إنها لا تشبهها
قالت الأم نعم يا بني، دودي غلفت نفسها بهذه الشرنقة لأنها ستتحول إلى فراشة
أستغرب حرف الدال : تتحول إلى فراشة؟
ردت
الأم: نعم يا بني تتحول داخل الشرنقة إلى فراشة وعندما يكتمل نموها تخرج إلى النور.
بعد عدة أيام بينما كان حرف الدال يتناول فطور الصباح حطت فراشة جميلة فوق الورود التي أمامه في المزهرية.
صاح حرف الدال: سبحان الله ما أجملها
قالت
الأم : ها قد خرجت دودي أخيرا، أرأيت ما أعجب خلق الله كيف كانت دودة وهاهي الآن
فراشة بديعة الجمال!
هم حرف الدال بالإمساك بها فمنعته أمه وقالت: لا يا بني إن جناحي الفراشة رقيقان جداً ولا يجب أن نلمسهما وإلا لن تستطيع دودي الطيران.
قال حرف الدال: ما رأيك يا أمي أن ندعها تطير في الحديقة. وفتح حرف الدال النافذة فطارت دودي وراحت تتنقل من زهرة إلى زهرة تمتص الرحيق.
لوح لها حرف الدال
بيده وقال : وداعا يا صديقتي دودي وداعا.
الأحد، 20 مايو 2012
"أعواد القصب " قصة للأطفال بقلم: مصطفى البلكي
أعواد القصب
مصطفى البلكي
حينما يعود حسن
من مدرسته, يستبدل ملابس المدرسة بملابس أخري قديمة, تكون أمه قد أعدت له غداءه,
يجلس إليه, يأكل ثم يسحب حمارتهم ويقصد حقول القصب البعيدة عن البلدة, يشتري بعض
الربط ويعود بها, وفي سوق البلد يجلس
بجوار وابور الطحين, يزيل الورق الأخضر عن الأعواد, ويلقي بها إلي الحمارة فتقبل
عليها وتأكلها, أثناء ذلك يكون قد سند الأعواد إلي جدار الوابور, وينطلق صوته
الجميل ينادي علي بضاعته :
ـ لذيذ يا قصب .
يقبل عليه الناس,
يبيع ويأخذ منهم ثمن ما يأخذونه, يظل هكذا حتي إذا ما باع آخر عود, عاد إلي البيت,
يعطي أمه المال فتقتطع منه جزءاً, تعطيه
لحسن وهي تقول :
ـ من أجل مصاريف
الغد .
في المدرسة أصبح
حسن يضرب به المثل كطفل نشيط ومجتهد, هذه
المكانة جعلت بعض التلاميذ يحقدون علي حسن,كان منهم بدر وكاظم ..
عمل بدر وكاظم
علي إبعاد التلاميذ عن حسن, حتي جاء اليوم
الذي جلس فيه حسن وحيداً في الفسحة, شاهده
مدرس اللغة العربية,فاقترب منه وعرف بخطة بدر وكاظم, فأنتظر حتي اليوم
التالي, وقبل أن يدخل بدر الفصل أمره بإخراج كل ما في جيبه من مال, وبنفس الطريقة
فعل مع كاظم,ثم كتب المدرس كلمة تعبير تحتها كلمة العمل, وطلب من كل واحد كتابة
الموضوع ..
وقبل انتهاء
الحصة جمع الكراسات, وفي استراحة المدرسين راح يصحح الموضوع,وجد أن حسن حصل علي
أعلي الدرجات ..
ولما أعلن
النتيجة, وطلب من التلاميذ أن يصفقوا لحسن, قال لهم إن خير الناس من يأكل من تعب
يده وأن اليد التي تعمل هي أفضل عند الله, ثم وجه حديثه إلي بدر وكاظم قائلاً إن
من يضيع منه أي شئ لم يتعب في الحصول عليه فلن يحزن إذا ضاع منه, وهذا الوضع يختلف
عند الآخر الذي كد من أجل الحصول عليه ..
أحس بدر وكاظم
بالمعني الذي أراد المدرس أن يوصله لهما, فقاما واتجها إلي حسن وقال له كل واحد
منهما " سامحني"..
بعد هذا الموقف كان بدر وكاظم يساعدان حسن في
عمله بدون أن يأخذا منه أي مقابل .. وعرفا قيمة العمل ..
الجمعة، 18 مايو 2012
"هدية الطفل الأمين " قصة للأطفال بقلم: عابدين محي الدين الجبالي
عابدين محي الدين الجبالي
دخل حمدى وأولاده المسجد لأداء الصلاة واذا برجل مُسن
يجلس فى مكان بعيد أحد أركان المسجد ويبدو
عليه الهرم، اقترب منه الطفلان هاشم ومحمد ،صافحاه وقال له هاشم :
ما بك أيها الشيخ؟
فأجابه الشيخ
قائلا: لقد فقدت نظارتى ولا أستطيع الرؤية بدونها،وأخشى أن أصيح فى المسجد فيغضب
منى ربى فللمسجد وقاره وآدابه.
همس الوالد في
أذن ابنه محمد قائلا:
ما به هذا
الشيخ؟
أجابه محمد: يا
أبى لقد فقد نظارته.
ظهر الأهتمام على وجه والدهم وقال لهما:
ابحثا معى فى
المسجد من أراد أن يدخل الجنه فليساعد هذا الشيخ.
أخذوا يبحثون فى
كل مكان فلم يجدوها، وهنا أخبرهم والدهم أنه يجب أن يعثروا على نظارة الشيخ فليس هناك وقت لعمل نظاره جديدة فذلك يستغرق
وقتا كبيرا.
أخذوا يبحثون من جديد حتى أعياهم البحث وهنا همس هاشم
قائلا:
يا أبى لقد اقترب موعد صلاة العشاء.
وهنا أسرعوا جميعا للوضوء وجلس هاشم جوار والده بينما
أتت للطفل محمد فكرة جميلة.. قام بتنفيذها على الفور.
وقف محمد أمام باب المسجد وكتب لافته صغيره وعلقها على
باب المسجد، كتب فيها كلمات قليلة ( فقد أحد المصلين نظارته.. فمن يعثر عليها
يتركها بأمانات المسجد).
وعندما دخل أحد المصلين لأداء صلاة العشاء قال للشيخ:
لقد شاهدت طفلا صغيرا اسمه حميدو يلهو بنظاره بالقرب من المسجد.
قال محمد: أنا أعرفه
يا أبى فهو زميلى فى الفصل.
وعلى الفور أسرع محمد اليه ليأخذ النظاره ولكن حميدو أنكر
سرقته للنظارة.
فكر محمد وقال
له: أتلعب معى ياحميدو؟
أجابه حميدو:
نعم لعبه الاستغمايه.
عصب محمد عيون
حميدو وحاول حميدو أن يمسكه ولكن دون جدوى، لم يتمكن وأخذ محمد يطلق أصواتا فيتجه
نحوها حميدو فلا يفلح في الأمساك بمحمد بل يرتطم بحجرويقع، وبعد ذلك قال حميدو:
هذه اللعبة خطرة جدا.
فقال له محمد: ما
بالك بصاحب النظاره لو ذهب بدونها.. ربما
يقع فى حفره أو تصدمه سياره اصدقنى القول هل أخذتها؟
أجابه حميدو في
خجل: لقد وجدتها ملقاه بالمسجد فظننت أنها أصبحت ملكى لأني أنا الذى وجدها.
وهنا أخبره محمد
أن لهذه النظارة صاحب هو في أشد الحاجة اليها الآن.
بكى حميدو واعتذر لصديقه محمد وناوله النظارة،
أخذ محمد النظاره واتجه وأعطاها للرجل، أخذ الرجل يدعو
له وأمسك بعصاه واتجه الى بيته وهو مسرور.
فى الصباح فوجىء
محمد بهديه أحضرها له والده، قبَّل والده
وشكر ربه .
الخميس، 17 مايو 2012
"الدودة والشرنقة " قصة للأطفال بقلم: شهاب سلطان
الدودة والشرنقة
شهاب
سلطان
راحت دودة القز، تنثنى وتنفرد.. وهى تصعد
على جذع شجرة التوت ، حتى وصلت إلى الأفرع ، وقفت تلهث ، تمددت على الفرع حتى
إستراحت . قامت متجهة إلى الأوراق وراحت تلتهمها حتى شبعت. وعادت إلى الفرع وتمددت
لتنام .
وكل
يوم. تأكل الدودة حتى تشبع. وتنام . ويوما بعد يوم ، يكبر جسدها وتأكل أكثر،وفى
يوم كانت الدودة فى فترة راحتها. إقتربت منها دودة خضراء. تنثنى وتنفرد مثلها.
وتتقدم إلى الأمام. مرت من فوقها. ولم تؤذها .. راحت هى الأخرى تأكل من ورق التوت.
فرحت دودة القز بالدودة الخضراء , إقتربت منها
.. وقفت تأكل بجانبها، نظرا إلى بعضهما . شعرت كل منهما أنها تحب الثانية . صارتا
صديقتين ، لا تفترقان . يأكلان معا .. يستريحان معا .. وينامان معا .
ومرت الأيام عليهما فى سعادة، وجاء صباح.
طلبت الدودة الخضراء من صاحبتها دودة القز أن يذهبا لتناول طعام الإفطار فقالت لها
:
ـ إذهبى أنت فأنا صائمة .
تعجبت الدودة الخضراء وذهبت،وهى تقول لنفسها :
ـ لم أعرف أبدا عن دودة تصوم.
كان الوقت قد حان لتصنع دودة القز شرنقتها، إستعدادا لدورة حياتها الثانية
. وبدأت تغزل شرنقتها حول نفسها بخيوط من حرير .
فى آخر النهار جاءت الدودة الخضراء تبحث عن
صاحبتها.. وقفت تتعجب مما تفعله ، حاولت أن تكلمها.. تسألها عما تفعله بنفسها، لم
ترد دودة القز، واصلت عملها كأنها لم تسمع شيئا , العمل عندها أهم من أى شيئ.
غضبت الدودة الخضراء من صاحبتها ، تركتها وراحت بعيدا، وقفت بجوار ورقة ..
همت أن تتمدد عليها لتنام . تراجعت .. قالت لنفسها :
ـ ماكان يجب على أن أغضب من صديقتى.
عادت إليها. وجدتها قدإختفت تماما داخل شرنقتها، حزنت عليها وراحت تبكى. وقعت
دموعها على الشرنقة بللتها، أتاها صوت ضعيف واهن من الشرنقة يقول:
ـ لا تحزنى صديقتى، سأتحول إلى فراشة وآتى لأرفرف بجوارك قريبا.
لم تصدق الدودة الخضراء ما سمعت، ظنت
أن صاحبتها مريضة.. تساقطت دموعها حزنا عليها. قالت لها نفسها :
ـ بدلا من البكاء هكذا .. إفعلى
شيئا ينقذها.
حملت الشرنقة على ظهرها وهبطت بها إلى الأرض. وفى ظل عشبة صغيرة وضعتها ،
وجلست بجوارها . ولا تعرف ماذا تفعل لها .
مر عدد من الأيام . والدودة الخضراء بجانب شرنقة صاحبتها، تحرسها.. وفجأة إهتزت الشرنقة أمامها، خافت.. بسرعة ثنت نفسها
وتراجعت إلى الوراء مرتين.ووقفت بعيدا تراقب ما يحدث.
هدأت حركة الشرنقة، عادت الدودة
الخضراء بهدوء . نظرت إليها جيدا، كان
هناك شيئ بالداخل يريد الخروج ، تأكدت أن صاحبتها قد أفاقت وتحاول الخروج . قررت
مساعدتها ، لكنها لا تعرف كيف. قالت لها نفسها:
ـ طالما لا تعرفين كيف تساعدينها ، فلا تفعلى شيئا ربما يضرها.
صار بالشرنقة ثقبا ، بدأت تخرج منه فراشة بيضاء، تعجبت الدودة الخضراء وخافت
وإرتجفت وإبتعدت وهى تقول:
ـ يا ويلى هذه ليست صاحبتى .
أكملت الفراشة خروجها من الشرنقة . رفرفت فى الهواء متجهة ناحية الدودة
الخضراء ، تراجعت الدودة خائفة، ضحكت الفراشة . خرج صوتها ناعما كالموسيقى .. قالت
لصاحبتها:
ـ أنا التى كانت دودة القز، صاحبتك. كنا نأكل معا أوراق التوت الخضراء.
شعرت الدودة الخضراء أن الفراشة صادقة ، رفرفت الفراشة صاعدة إلى شجرة
التوت . وقفت على إحدى ورقاتها ، وراحت الدودة تنثنى وتنفرد صاعدة إليها .
"عودة العلجوم الضال" حكاية للأطفال بقلم: سعاد محمود الأمين
سعاد محمود الأمين
عند شروق الشمس سقطت أقنعة الليل. وقد ذابت الثلوج التى كست قمم
الجبال، وإنحدرت المياه فى شوق لعناق الغابة،
التى تساقطت أوراق أشجارها بفعل فصل الشتاء القارص، الذى طرد كل كائنات الغابة من ممارسة أنشطتها النهارية. كانت السلاحف فى بياتها
الشتوى قد دفنت أجسادها داخل الأرض، وخفتت الحياة فى أعضائها طوال فترة الزمهرير والجليد.
وذلك لصعوبة البحث عن الطعام والخوف من الموت بردا. إستيقظت كل كائنات الغابه من سباتها
وتمطّت. وحركت أعضائها لتواصل نشاطها فى الغابة . ولكن أبو ذنيبة العلجوم الهارب من
عشيرته، مازال تحت التراب فى حفرته لم يتحرك، مستمتعا بالخمول الذى إعتراه طوال الشتاء.
كانت السلاحف قد دعته لهذا البيات الشتوى حتى لايموت متجمدا من البرد، ولكنه رفض لأنه
كسول لايريد أن يحفر . ولكن السلحفاة الطيبة أعدت له الحفرة ودخل معها، وهاهى تصحو
من بياتها الشتوى لتمارس حياتها .وهو لم يتحرك من حفرته. قالت له السلحفاة تداعبه:
هيّا أيها الكسول.. قد إنتهى البيات الشتوى..
لم يتحرك ابوذنيبه
العلجوم، ومازال مغمض عينيه فى سبات عميق. إنزعجت السلحفاة الطيبة وإقتربت منه، تحسسته
فوجدته لاحراك فيه فبهتت!! وظنته قد مات. فنادت على السلاحف وأخبرتهم بمخاوفها. فصرّن يدّلكن قلبه ويسكبن
الماء على جسده، ولكن ابوذنيبه لايستجيب جامد لايتحرك.
سألت السلحفاة الطيبة كائنات الغابة: هل للعلاجم بيات شتوى؟ يختلف عنا
نحن معشر السلاحف ربما أخطات عندما أجبرته على البيات معنا، ردت الكائنات قائلة: بلى إن البيات فى الشتاء لايختلف ـ حتى لاتشعر السلحفاة
الطيبة بوخز الضمير. جلست السلحفاة الطيبة بقربه، وصارت تبكى وتنتحب ..هههههههى....لقد
مات ابوذنيبه العلجوم الزائر.
لقد كنا سعداء بنهاية
البيّات الشتوى، نستقبل الحياة بالطاقة العالية والقلوب النابضة ها هو العلجوم يكدّر
صفوى ويجعلنى أشعر بتأنيب الضمير، واك... هى... هى...ــودموعها تنهمر كالسيل ــ هو
ليس من عشيرتنا لماذا ولماذا.....هكذا ندبت السلحفاة الطيبة حظها، وعادت تقلبه ذات
اليمين وذات الشمال، ولكن لاحياة فى جسد العلجوم
ابوذنيبه.....كان ضفدع الشجر يراقب المشهد وهو قابع على أوراق شجيرة. وقد تعرف على
العلجوم ابوذنيبه انه العلجوم المتمرد فصاح ضفدع الشجر للسلحفاة الطيبة فقد أشفق عليها:
هيّا يا السلحفاة
الطيبة إستمتعى بضوء الشمس. ورحيل الشتاء. لاتضيعى وقتك فى البكاء على هذا العلجوم. فهو منبوذ من عشيرته أتركيه يموت.
صاحت السلحفاة الطيبة: لا...لا... لن أتركه.. فقد قضى معنا البيات الشتوى فى حفرتنا.
أصبح صديقى لن أتركه هكذا يصارع الموت ههههههى.... قال لها ضفدع الشجر:
لقد أخبرتك بقصته،
فهو متمرد حتى على البيات الشتوى والصيفى مع
عشيرته. والآن يرفض أن يصحو من سباته ليمارس حياته كبقية الكائنات.سألت السلحفاة الطيبة
ضفدع الشجر: أين أجد عشيرته؟دلنى على طريقها...
قال ضفدع الشجر: هو
من عشيرة العلجوم الطينى فى الغابة المطيرة عشيرته كبيرة، ومتعاونه وكل كائنات الغابة
المطيرة تحبهم، ولكن ابوذنيبه منذ أن خرج من البيضة متمردا على شكله الدميم وولونه
الطينى ولايفتخربالانتماء لعشيرته. وظل يتنقل
من الغابة المطيرة الى الغابه ... والغابة
.. والغابة الباردة دون هدف يبحث
عن ذاته المفقودة. ولذلك هجرته عشيرة العلجوم
الطينى فزادت حزنه .وجاء هنا للغابة الباردة ولم يصحو من سباته؟.سالت السلحفاة الطيبة
ضفدع الشجر بعد أن سرد لها قصة ابوذنيبه العلجوم الضال: وأين تقع الغابة المطيرة؟.
قال لها ضفدع الشجر: لن تستطيعى الوصول اليها أنت بطيئة الحركة، وهى ليست قريبة. فكرت
السلحفاة الطيبة ثم تحركت نحو شجرة حطت عليها الطيور المغرّدة. نادت على طائر نقار الخشب فهبط ليسمعها. أخبرته برسالتها الى الغابة المطيرة وهى تبكى ليبلغ
عشيرة العلجوم الطينى، طار نقار الخشب مسرعا
باسطا جناحيه وصفق بهما فى الهواء، وإنطلق
نحو الغابة المطيرة وبحث عن عشيرة العلجوم الطينى وبلغهم بما جرى لابوذنيبة .
إنزعج العلجوم الطينى
زعيم العشيرة، ونادى على أفراد العشيرة. وانطلقوا الى حيث يرقد ابوذنيبة العلجوم الضال،
بين الحياة والموت فى الغابة الباردة، والسلحفاة الطيبة تجلس قربه منتحبة. تحسسه العلجوم
الطينى زعيم العشيرة، ونفخ فى فمه وناداه : يا ابوذنيبه نحن عشيرتك، التى تركتها بإختيارك.وحزنا
لفراقك، والآن أنت فى محنة صحية عاجز عن الحركة. نريد أن ترجع معنا، ولن نتركك مرة
أخرى وسنقوم برعايتك وحمايتك.
فتح ابوذنبه العلجوم
عينيه عندما سمع صوت العلجوم الطينى غير مصدقا، وانتفض جالسا، نظر اليهم وصاح باكيا:
نيق.... نيق... وهبّ يحتضن أفراد عشيرته، نادما، وعاهدهم على أن يعود علجوما صالحا
منهم، مخلصا، مطيعا. ولن يتمرد مرة أخرى على لونه أوشكله أو عشيرته ، فقد جاءت اليه
وقت الشدة العشيرة ترعاه، لايستطيع أن يعيش وحيدا فى هذه الحياة. وانطلقوا جميعا نحو
موطن التزاوج فى الغابة المطيرة لتستمر الحياة.
الأربعاء، 16 مايو 2012
"الربيع فى باجروفى" قصة روسية مترجمة للأطفال بقلم:سيرجى تيموفييفيتش أكساكوف
"الربيع فى باجروفى"
سيرجى تيموفييفيتش أكساكوف(1791-1859)
اعداد وترجمة من الروسية / آماني التفتازاني " عن ترجمة الادب العالمي للاطفال "
"مضمـون القصـة الأولـي"
- فى مرة من ذات المرات...كان الصقر (سيرجى) يجلس شارد الذهن وهو يقول...يا لها من مهام كثيرة ملقاة على عاتقى...فيجب على أن أزور الأحراش مرة أو مرتين على الأقل يوميا...فأنا لا يهدأ لى بال حتى أطمئن بنفسى أن كل شىء يسير على ما يرام...و إليكم يا أصدقائى بعض من تلك المهام التى أقوم بها..
- أولا يجب أن أذهب حيث تعيش الغربان...لأتأكد بنفسى هل إستقرت فى أعشاشها ورقدت على البيض أم لا ؟وطبعا لن أخفى عليكم سرا..أننى أضطر لسماع صوتها المزعج(كنت أضطر إلى سماع نعيقها المزعج)..كما كنت أتفقد بنفسى أوراق شجر (جنة البحر) وأتأكد من ظهور العناقيد الرمادية اللون التى ستتحول فيما بعد إلى زهور بديعة..
- ثانيا كان
لزاما على أن أطمئن بنفسى على طائر(أبو الحن)...وهل إستقر فى أشجار (عنب
الثعلب) و(نبات البرباريس) أم لا؟ وكنت أرقب بنفسى جحور النمل وهى تدب
بالحياه مرة أخرى بعد إنتهاء فصل الشتاء...وأتأمل النمل وهو يخرج من جحوره
رويدا رويدا ثم يتدفق بأعداد لا حصر لها ...ويبدأ فى مباشرة مهامه فى نشاط
دون أى تأخير..
- ثالثا أنظر إلى طيور (عصافير الجنه) التى
تلوح حينا وتختفى حينا آخر تحت أسقف أعشاشها القديمة...وأرقب من بعيد
الدجاجة وهى تقرقر بينما تحمى صغارها من الحدأة التى تحوم فوق رؤسهم وتتحين
الوقت المناسب للانقضاض...
- آه...هل يصدق أحد أننى لم
أتأخر عن تأدية مهامى يوما واحدا...لدرجة أننى نسيت نفسى...بين هذه
الشواغل....ولم أعد أمرح فى الفناء كما كان فى السابق..وأدحرج
البيض...وأتمايل على الأرجوحة مع أقرانى...ولم أعد ألهو مع حيوان
(المرموط)...كما قل خروجى من المنزل...وكثيرا ما أظل جالسا فى
مكانى...مهموم و مشغول البال ...وعادة ما ينتابنى الصمت لفترات طويله وهذا
ما لم أعتاد عليه... أنظروا كيف أصبح حالى !!! لقد لفحتنى أشعة
الشمس...وتغير شكلى...وأصبحت أشبه الغجر...وبمجدر أن يلمحنى
أقرانى..ينفجرون فى الضحك من منظرى الغريب...
- أما
صديقى(يفسيتش) يتعجب من تصرفاتى طوال الوقت...ويرى أننا لم نعد نلتقى ونلهو
كما كان فى السابق... يؤكد لى أننى لم أعد أمارس هوايتى المفضلة ..وهى
إصطياد الديدان من الأرض...ويتذمر من طول غيابى...ويتهكم على ويقول...إيه
يا عم المشغول...لم يعد أحد يراك فى الجوار؟؟؟...
- فى
الحقيقة لا أحد يقدر حجم المسؤلية الملقاة على عاتقى...بمن فى ذلك
أمى...فهى تعاملنى معاملة سيئة وغير مكترسة بأعبائى فى الفترة
الحالية...الوحيد أبى يحاول أن يتفهم الوضع الجديد...فذات يوم خرج معى إلى
الأحراش...وتفقد بنفسه أحوال الطيور وأكد لى أن معظمهم قد إستقر فى
الأعشاش..ولكنه حزن حزنا شديدا عندما شاهد أغصان شجر (البتولا)
المتكسرة..والتى يستعين بها الغربان فى بناء أعشاشهم...وغضب غضبا شديدا
عندما رأى تلك الأعشاش القبيحة...حتى أنه توعدهم بهدمها على رؤسهم...
-
وكم كان أبى سعيدا سعادة غامرة وهو يشاهد شجرة(بقلة الرئة)وهى تتفتح
للمرة الأولى..وعلى الفور شرع يدربنى على كيفية قطف زهور البنفسج
برقة..وإمتصاص رحيقها ذو المذاق الطيب...وكم كانت سعادة أبى لا توصف...وهو
يسمع تغريد العصافير يأتى من بعيد لأول مرة...وقال لى ...عما قريب ستمتلأ
الدنيا بأصوات الطيور وهى تشدو بصوتها العذب... وستمتزج معها أصوات
البلابل لتعزف لنا أعزب الألحان ...عندما تكتسى جميع الأشجار بالأوراق
الخضراء ..وستعم البهجة
- أر جاء (باجروفى)...
-
وبالفعل جاء الوقت الذى كان ينتظره أبى بفارغ الصبر...فها هى الحشائش قد
إخضرت ..وإزدهرت الأشجار ..وإرتدت ثيابها الأخضر الجميل...وأخذت البلابل
تشدو وتشدو بصوتها العذب الذى لا مثيل له...آناء الليل وأطراف النهار...دون
كلل أو ملل
- أثناء النهار كان صوت البلابل يترك داخلى
إنطباعا جميلا...ولكن بحلول المساء وعندما يهدأ الكون من حولى..ويبدأ ضوء
النهار فى الخفوت تدريجيا...وتتلألأ النجوم فى السماء ...كالجواهر...كان
غنائها يدخلنى فى موجة من الإضطرابات التى تشبه أمواج البحر التى تضرب
الشاطىء...وتبعث فى نفسى الحماس...
- فى بادىء الأمر كان
صوتها(يحول بينى وبين النوم الهادىء) يمنعنى من النوم الهادىء...فقد كانت
البلابل متواجدة فى المكان بكثرة...حتى أنه يخيل إلىّ ..فى بعض الأحيان
أنهم قريبون من منزلى الذى كان يقع على الشجرة المطلة على النهر
مباشرة...حتى أننا كنا نسمع أصوات همهمتها بجوار النافذة طوال الليل...
- وكانت أمى أكثر المتضررين ... فقد كانت أصواتهم تقلق مضجعها...وكانت تقضى
ليلتها وهى تتوعدهم... وفى ليلة من الليالى الساهرة...تذكرت كلمات جدتى
التى كانت تقول...أن أصوات البلابل فى الليل كانت تسبب لها الأرق وتحول
بينها وبين النوم الهادىء...
http://www.egygm.com/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%85%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%86/%D8%B3%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AF%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A-%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D8%AF-%D8%A3%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%B2%D8%A7%D9%86%D9%8A
الثلاثاء، 15 مايو 2012
"شجرة البرتقال " قصة للأطفال بقلم : شهاب سلطان
شجرة البرتقال
شهاب سلطان
حين كنت صغيرا، صحوت ذات يوم على غناء
عمال كثيرين، يقومون بزراعة شتلات البرتقال، فى حقل عمى المجاور لحقلنا .
فى صمت.. ذهب والدى إلى الوحدة
الزراعية،عاد يحمل شتلات مماثلة للتى يزرعها العمال فى حقل عمى، وضعها أمام باب
الدار.. وراح يجهزمساحة من الأرض بعرض حقلنا .. لزراعتها .
قالت أمى تعاتبه:
ـ أنت هكذا تفسد رأس الحقل .
رد عليها مهدئا وقال :
ـ إنظرى بعقلك إلى المستقبل . حين تثمر
أشجار أخى فى حقله . ستثمر الأشجار فى حقلنا ولا ينظر أطفالنا إلى الثمار التى فى
حقل عمهم .
نادى على . أعطانى شجرة وطلب منى أن
أزرعها . وقال لى :
ـ هذه شجرتك . أنت المسئول عنها وعن
رعايتها .
أحببت
أن يكون لى شجرة أطلق عليها إسمى، زرعتها بيدى ،..صرت أنقى الحشائش من حولها. ومن
حول كل الأشجار من أجل خاطرها.
صارت الأشجار تنموا سريعا وترتفع عاليا
.وأنمو أنا أيضا وأكبر . وحين ذهبت إلى المدرسة .. كانت شجرتى قد كبرت كثيرا .
وطالت أفرعها .وصارت كالخميلة ، أجلس تحتها .. وأنام أحيانا .
فى العام الذى دخلت فيه المدرسة، أزهرت
الأشجار . صار على رأس حقلنا آلاف من الزهور البيضاء الجميلة، ترتاح عينى لرؤياها
. ترفرف فوقها الفراشات ونحلات العسل ،وحين بدأت وريقات الزهور تتساقط ، حزنت
كثيرا وأسرعت إلى أبى .. طمأننى قائلا:
ـ لا تحزن فالزهور تتحول إلى ثمار .
وصدق قول أبى . تركت الأزهار عقد خضراء صغيرة .
بدأت تكبر تدريجيا حتى صارت برتقالات كبيرة .لكنها خضراء وبدأ اللون الأخضر يأخذ
فى الإصفرار
حتى صارت الثمار كلها صفراء ذهبية. تزين الأشجار وتسر الأعين.
وذات يوم.. كنت عائدا من المدرسة. كانت
الأرض خالية من المزروعات . أغرتنى بترك الطريق والسير فيها، نظرت إلي فروع فروع
أشجار البرتقال فى حقل عمى . رأيتها كما لو كنت أراها لأول مرة . لفت نظرى فرع إمتد
ليعبر السور ويمتد فوق حقلنا .
كان بالفرع كومة من البرتقالات صفراء ذهبية
تضوى فى نور الشمس، أغرتنى بقطفها .
لم أفكر .. أخذت أتقافز فى الهواء حتى
أصل إلى الفرع . كان يهرب منى ويرتفع عاليا. أحضرت فرع شجرة جاف.. رفيع وطويل. عملت
على أن يشتبك بفرع البرتقال. جذبته إلى أسفل. انتزعت منه واحدة. وواصلت طريقى إلى
دارنا . وأنا ألتهمها إلتهاما.
وصلت إلى دارنا . كان أبى يقف خلف
الدار .. إستقبلنى باسما . طلب أن أبدل ملابسى وأعود إليه . أسرعت بتنفيذ أمره .
بعد قليل عدت إليه مرتديا جلبابى. قال :
ـ إذهب واحضر لنا عدد من البرتقالات
لنأكلها معا .
تركنى وعاد ألى باب الدار وجلس أمامه.
أسرعت وأحضرت عدد من البرتقالات من شجرتى.. عدت إليه. أكلنا سويا . وفجأة سألنى
قائلا :
ـ أيهما طعمها أفضل من الثانية . هذه
التى أحضرتها من شجرتك . أم تلك التى أخذتها من شجرة عمك ؟
بدون تفكير قلت :
ـ التى من شجرتى طعمها كالشهد المكرر .
سألنى قائلا :
ـ هل تعرف لماذا ؟
إحترت ماذا أقول.. هل تعرفون أنتم
؟