الثعلب يعلّم الذئب كيف يصطاد السمك
ترجمة: عيسى فتوح
كان ثعلبٌ جائعٌ يتجولُ بحثاً عن الطعامِ في يومٍ باردٍ من أيامِ الشتاءِ، حين رأى فجأةً من بعيدٍ، صيادَ سمكٍ يحملُ كيساً مملوءاً بالسمكِ على عربةٍ جليديةٍ، فخطرتْ لهُ حالاً فكرةٌ جيدةٌ: «سأستلقي على الطريقِ، وأتظاهرُ بأنني ميتٌ».
أقبل صيادُ السمكِ خلالَ بضعِ دقائقَ. حين رأى الثعلبَ الميتَ أوقفَ حصانهُ وقال: «إنَ فرو ذلك الثعلب سيصنعُ طوقاً دافئاً جميلاً لزوجتي».
جلس في مقدمةِ العَرَبَةِ واستأنفَ سيرهُ. في تلك الأثناءِ فتح الثعلبُ ثقباً في الكيسِ، وأخذَ يرمي السمكَ على الطريقِ، ثم قفزَ فالتقطَ كل ما رماهُ من السمكِ وراحَ يأكلهُ عند كومةٍ من الحشيشِ كانت هناكَ.
مرّ بهِ ذئبٌ جائعٌ، فلما رآه يأكلُ السمكَ قال: «من أينَ حصلتَ على كلِ هذا السمكِ، يا صديقي القديمَ؟ دعني أحصلْ على شيءٍ منه أيضاً».
قال الثعلبُ وعلى وجههِ أماراتُ الحكمةِ: «لن أعطيَكَ شيئاً. اذهبْ واصطدْ بنفسِكَ». ثم أخذ يعلّمُهُ كيفَ يصطادُ السمكَ:
«ستجدُ ثقباً في جليدِ النهرِ. ضع ذنَبكَ فيهِ، وانتظرْ حتى يعضَكَ السمكُ».
فعل الذئبُ الأحمقُ مثلما علمه الثعلبُ. ذهب إلى النهرِ، ووضعَ ذنبهُ في ثقبِ الجليدِ، وانتظرَ أن يبدأَ السمكُ بالعضِ.
أرخى الليلُ سدوله وصار أبردَ فأبردَ، فتجمدَ ذنبُ الذئبِ في الجليدِ حالاً.
جاءت نساءُ القريةِ صباحَ اليومِ التالي إلى النهرِ لجلبِ الماء. حين رأينَ الذئبَ صرخنَ طلباً للنجدة. أسرعَ الناسُ يحملونَ عصيّهم، ففقد الذئبُ المسكين صوابَهُ. شدَّ بكلِ
ما عندهُ من قوةٍ وشدَّ، فانقطعَ ذنبُه! وهكذا خسِرَ الذئبُ العجوزُ الأحمقُ ذَنَبَهُ، ولم يصطدْ أيُ شيءٍ من السمكِ!.
*من كتاب "الأرنب البريّ وأصدقاؤه"حكايات شعبية عن الحيوانات من جمهورية لاتفيا منشورات وزارة الثقافة - مديرية ثقافة الطفل
دمشــق - 2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق