القنفذ والخلد
مسرحية للأطفال
بقلم : طلال حسن
عند الفجر ،
الخلد
يجلس
بباب بيته
الخلد :
لن أسامحه ، ذلك الشائك اللعين ،
سأعرف عنه أكثر مما عرفت ، لأضع
حقيقته أمام عينيه ، فلا يتجرأ ، ويتقول
على الآخرين ، آه لقد جرحني ، والكلمة
تجرح أكثر من مخالب الثعلب " يصمت
لحظة " منذ يومين ، وأنا لا أكاد آكل أو
أنام أو ..
سأعرف عنه أكثر مما عرفت ، لأضع
حقيقته أمام عينيه ، فلا يتجرأ ، ويتقول
على الآخرين ، آه لقد جرحني ، والكلمة
تجرح أكثر من مخالب الثعلب " يصمت
لحظة " منذ يومين ، وأنا لا أكاد آكل أو
أنام أو ..
يُفتح الباب ، وتأتي أنثى
الخلد من داخل البيت
الأنثى :
الشمس ستشرق بعد قليل .
الخلد :
" يبقى صامتاً " ....
الأنثى :
يبدو أنك لم تنم هذه الليلة أيضاً .
الخلد :
لا عليك ، لقد نمتُ .
الأنثى :
الخلد عادة ينام في فراشه ، وليس عند
باب البيت .
باب البيت .
الخلد :
سأنام عندما أرتاح .
الأنثى :
يا للعجب ، إن الآخرين ينامون
ليرتاحوا .
ليرتاحوا .
الخلد :
إن النوم لن يريحني .
الأنثى :
أنت عقلاني ، يا عزيزي .
الخلد :
لقد جرحني ، ولن أسامحه .
الأنثى :
لن أقول ، إنه لم يخطىء ، لكنه ربما لم
يقصد الإساءة .
يقصد الإساءة .
الخلد :
" منفعلاً " لقد قال عني بأني أعمى .
الأنثى :
لا أظنه أراد بهذا أن يجرحك ، نعم ،
لقد استخدم كلمة غير مناسبة ، أعمى ،
رغم أنه هو نفسه لا يكاد يرى .
لقد استخدم كلمة غير مناسبة ، أعمى ،
رغم أنه هو نفسه لا يكاد يرى .
الخلد :
هذا ما قالته لي أيضاً العمة دبة ، حين
ذهبت إليها ، وسألتها عنه .
ذهبت إليها ، وسألتها عنه .
الأنثى :
العمة دبة ، كما يعرف الجميع ، تقول
الحقيقة كما هي ، وقد قالت لك حقيقته ،
وهذا هو الواقع ، إنه فعلاً لا يكاد يرى ،
حتى أنه ، على ما عرفت ، سقط في
حفرة على الطريق ، وربما تأذى .
الحقيقة كما هي ، وقد قالت لك حقيقته ،
وهذا هو الواقع ، إنه فعلاً لا يكاد يرى ،
حتى أنه ، على ما عرفت ، سقط في
حفرة على الطريق ، وربما تأذى .
الخلد :
كلا ، إنه سيىء ، وأراد أن يجرحني .
الأنثى :
لقد سألت الكثيرين هنا ، في هذا البستان
الواسع ، ولم يذمه أحد .
الواسع ، ولم يذمه أحد .
الخلد :
بل ذمه البعض .
الأنثى :
ربما الأفعى فقط ، وأنت تعرف رأي
الآخرين في الأفعى .
الآخرين في الأفعى .
الخلد :
" يلوذ بالصمت " ....
الأنثى :
لقد سألت أكثر من شجرة ، في هذا
البستان الواسع ، فقالوا لك جميعاً ، إنه
كائن طيب ، حتى إنهم يسمونه صديق
البستانيّ ، لأنه يقضي على البزاق
والديدان ، بل وحتى الفئران والجرذان .
البستان الواسع ، فقالوا لك جميعاً ، إنه
كائن طيب ، حتى إنهم يسمونه صديق
البستانيّ ، لأنه يقضي على البزاق
والديدان ، بل وحتى الفئران والجرذان .
الخلد :
" يبقى صامتاً " ....
الأنثى :
وهو أيضاً صديق العصافير والبلابل
والطيور الصغيرة الأخرى في البستان ،
فهو يحبها ، ويرعاها ، ويحميها من
عدوها اللدود .. الأفعى .
والطيور الصغيرة الأخرى في البستان ،
فهو يحبها ، ويرعاها ، ويحميها من
عدوها اللدود .. الأفعى .
الخلد :
مهما يكن ، لن أسكت عليه ، ولن
أسامحه ، وسأقول له في وجهه ..
أسامحه ، وسأقول له في وجهه ..
الأنثى :
لا ، لن تقول له أي شيء ، فأنا أعرفك
، أكثر مما تعرف أنت نفسك .
، أكثر مما تعرف أنت نفسك .
الخلد :
ماذا ! أنا لا أخافه .
الأنثى :
ليس لأنك تخافه ، أعرف هذا ، بل لأنك
خلد طيب ، لقد جُرحت من كلماته ، ولا
أظن أنك يمكن أن تجرحه .
خلد طيب ، لقد جُرحت من كلماته ، ولا
أظن أنك يمكن أن تجرحه .
الخلد :
" يلوذ بالصمت " ....
الأنثى :
أنا أعرف أن القنفذ طيب أيضاً ، وقد
يكون حساساً مثلك ، ولابد أن كلامك
سيجرحه ، فتندم على كمك .
يكون حساساً مثلك ، ولابد أن كلامك
سيجرحه ، فتندم على كمك .
الخلد :
" متردداً " لن أندم ، لقد جرحني ،
فليذق طعم الجرح .
فليذق طعم الجرح .
الأنثى :
" تنصت " أحدهم قادم ، أنصت .
الخلد :
من ؟
الأنثى :
أظنه هو ، القنفذ ..
الخلد :
القنفذ !
الأنثى :
سمعت أحدهم يحييه " تستدير " سأدخل
إلى البيت .
إلى البيت .
الخلد :
" ينصت منفعلاً " ....
الأنثى : ليتك تدخل أنت أيضاً .
الخلد :
كلا ، سأبقى ، إنني بباب بيتي .
الأنثى :
كن نفسك ، يا عزيزي .
الخلد :
" يلوذ بالصمت " ....
الأنثى تدخل البيت ،
القنفذ يقبل على الخلد
القنفذ :
" بصوت واهن " صباح الخير .
الخلد :
" متردداً " أهلاً .
القنفذ :
منذ يومين ، وأنا لم أركَ .
الخلد :
أنا أيضاً لم أرك .
القنفذ :
خشيت أن تكون على غير ما يرام .
الخلد :
ولماذا أكون على غير ما يرام ؟ ماذا
تظنني ؟
تظنني ؟
القنفذ :
عفواً ، أنا في الحقيقة ، على غير ما
يرام .
يرام .
الخلد : " يحدق فيه صامتاً " ....
القنفذ :
لقد سقطت في حفرة عميقة ، لم أرها
في الحقيقة ، ويبدو أنني تأذيت .
في الحقيقة ، ويبدو أنني تأذيت .
الخلد :
" بشيء من السخرية والمرارة " لكنك
لست مثلي .. ترى .
لست مثلي .. ترى .
القنفذ :
" يبتسم بمرارة " بل لا أكاد أرى ،
ولهذا سقطت ، في تلك الحفرة العميقة .
ولهذا سقطت ، في تلك الحفرة العميقة .
الخلد :
الحقيقة لم أعرف بهذا الأمر .
القنفذ :
وقد أردت أن أراك ، وأسألك عما يمكن
أن يخفف ألمي .
أن يخفف ألمي .
الخلد :
كان عليك أن تذهب إلى العمة دبة ،
فهي علامة الغابة .
فهي علامة الغابة .
القنفذ :
ذهبت إليها ، وقالت لي ، إنه التواء في
القدم ، آه مازال يؤلمني .
القدم ، آه مازال يؤلمني .
الخلد :
عفواً ، لو كنت أعرف بهذا الأمر ،
لقمت بواجبي ، وزرتك .
لقمت بواجبي ، وزرتك .
القنفذ :
أشكرك ، أنا أعرف طيبتك .
الخلد :
تفضل أجلس هنا ، وارتح قليلاً من عناء
السير ، مادامت قدمك ملتوية .
السير ، مادامت قدمك ملتوية .
القنفذ :
أشكرك ، أريد أن أصل البيت ، وأتمدد
في فراشي ، لعلي أرتاح أكثر .
في فراشي ، لعلي أرتاح أكثر .
الخلد : رافقتك السلامة .
القنفذ :
" يواصل سيره متأوهاً " آه .
الخلد :
قد أزورك عصر هذا اليوم ، وأطمئن
عليك .
عليك .
القنفذ :
سأنتظرك ، يا صديقي .
القنفذ يواصل السير ،
الخلد يتابعه حتى يخرج
الخلد :
يا للقنفذ المسكين .
الأنثى :
" تطل من الباب " هذا كان صديقك
القنفذ إذن .
القنفذ إذن .
الخلد :
لقد سمعتِ ما دار بيننا بالتأكيد .
الأنثى :
سمعت ، ولم أتوقع منك إلا ما سمعتُ .
الخلد :
إنه صديقي فعلاً .
الأنثى :
تعال ادخل ، وتناول شيئاً من الطعام ،
ثم ارقد ، فأنت بحاجة إلى النوم .
ثم ارقد ، فأنت بحاجة إلى النوم .
الخلد :
" يتجه إلى الداخل " أنت محقة ، هيا .
الأنثى تدخل البيت
،
الخلد يدخل في أثرها
إظلام
4 / 5 /
2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق