الشوكة
مسرحية للأطفال
بقلم : طلال حسن
بقعة ضوء ، تسلط
على الببغاء ـ الراوي
الراوي :
" يخاطب الجمهور " أيها الأطفال
الأعزاء ، حكايتنا اليوم عن شوكة وأسد ،
أنتم تعرفون الأسد ، إنه أقوى الكائنات
الحية ، وهو ملك الغابة ، هذا الأسد
أصابته شوكة ، ستقولون وماذا يعني ؟
معظمنا أصابتنا أكثر من شوكة ، وتألمنا
قليلاً أو كثيرا، لكننا في النهاية ، استطعنا
إخراج تلك الشوكة بسهولة ، لكن وهنا
المشكلة ، لم يصب الأسد بشوكة عادية ،
وهذا ما لم يعرفه في البداية ، وتألم ألماً
شديداً ، ورغم أنه أسد ، وملك الغابة
أيضاً ، إلا أنه لم يعد يحتمل الألم ،
فأرسل زوجته اللبؤة نفسها ، عند
منتصف النهار ، إلى البومة الحكيمة ،
لتسرع إليه ، وتضع حداً لآلمه ، وهذا ما
فعلته اللبؤة ، وها هي تسرع إلى بيت
البومة الحكيمة .
الأعزاء ، حكايتنا اليوم عن شوكة وأسد ،
أنتم تعرفون الأسد ، إنه أقوى الكائنات
الحية ، وهو ملك الغابة ، هذا الأسد
أصابته شوكة ، ستقولون وماذا يعني ؟
معظمنا أصابتنا أكثر من شوكة ، وتألمنا
قليلاً أو كثيرا، لكننا في النهاية ، استطعنا
إخراج تلك الشوكة بسهولة ، لكن وهنا
المشكلة ، لم يصب الأسد بشوكة عادية ،
وهذا ما لم يعرفه في البداية ، وتألم ألماً
شديداً ، ورغم أنه أسد ، وملك الغابة
أيضاً ، إلا أنه لم يعد يحتمل الألم ،
فأرسل زوجته اللبؤة نفسها ، عند
منتصف النهار ، إلى البومة الحكيمة ،
لتسرع إليه ، وتضع حداً لآلمه ، وهذا ما
فعلته اللبؤة ، وها هي تسرع إلى بيت
البومة الحكيمة .
البومة وحدها في البيت
،
تهيىء بعض الأعشاب الطبية
البومة :
هذه أعشاب نادرة ، ومفيدة جداً ، فهي
تشفي من أمراض عديدة ومستعصية ،
تصيب بعض كائنات هذه الغابة ،
وسأبحث في كل مكان ، لأجد المزيد من
هذه الأعشاب ، فلابد من التخفيف عن
المرضى ، وشفائهم بأسرع ما يمكن "
الباب يُطرق " ها هو أحد من يسعى إليّ
للشفاء ، فمرحباً به ، وليبشر بالشفاء
العاجل " الباب يُطرق ثانية " مهلاً ، إنني
قادمة .
تشفي من أمراض عديدة ومستعصية ،
تصيب بعض كائنات هذه الغابة ،
وسأبحث في كل مكان ، لأجد المزيد من
هذه الأعشاب ، فلابد من التخفيف عن
المرضى ، وشفائهم بأسرع ما يمكن "
الباب يُطرق " ها هو أحد من يسعى إليّ
للشفاء ، فمرحباً به ، وليبشر بالشفاء
العاجل " الباب يُطرق ثانية " مهلاً ، إنني
قادمة .
البومة تفتح الباب ،
اللبؤة تدخل متجهمة
البومة :
مولاتي !
اللبؤة :
الملك مصاب ، يريدك في الحال ،
تعالي معي .
تعالي معي .
البومة :
تهيىء حقيبتها " أمر مولاتي .
اللبؤة :
إصابته غريبة ، لكنه يتألم بشدة منها .
البومة :
عرفتُ بأمر الإصابة ..
اللبؤة :
هيا ، تعجلي .
البومة :
لكني لم أعرف أي شيء عنها .
اللبؤة :
صباح اليوم ، كان الملك وسط الغابة ،
وفي أجمة كثيفة الأشجار ، أصيب بوخزة
، كوخزة إبرة حادة ، وفحص الثعلب
مكان الإصابة ، وقال إنها شوكة ، ولعلها
خرجت تلقائياً .
وفي أجمة كثيفة الأشجار ، أصيب بوخزة
، كوخزة إبرة حادة ، وفحص الثعلب
مكان الإصابة ، وقال إنها شوكة ، ولعلها
خرجت تلقائياً .
البومة :
" مترددة " هذا ما أرجوه ، يا مولاتي .
اللبؤة :
" تحدق فيه " ....
البومة :
إنه ثعلب .
اللبؤة :
لكنه مشهود عنه بالطب .
البومة :
" " تحمل حقيبتها " إنني جاهزة ،
لنذهب ، يا مولاتي .
لنذهب ، يا مولاتي .
اللبؤة :
" تبقى صامتة " ....
البومة :
مولاتي .
اللبؤة :
" تتجه إلى الخارج " هيا .
البومة :
تلحق بها صامتة " ....
اللبؤة تخرج مسرعة ،
البومة تسير في أثرها
إظلام
الراوي :
" يُضاء " أيها الأطفال الأعزاء ،
رأيتم ما جرى حتى الآن ، ملك الغابة
الأسد ، أصيب بوخزة غامضة ، لم
يعرف مصدرها ، والثعلب قال إنها وخزة
شوكة عادية ، وربما خرجت الشوكة
تلقائياً ، والثعلب يبقى ثعلباً ، وسرعان ما
غادر الغابة إلى مكان مجهول ، ربما لا
يلام ، فالتعامل مع الأسد ، ملك الغابة ،
أمر ليس هيناً ، إنها مغامرة من الصعب
معرفة نتائجها ، مهما يكن ، هذا ما جرى
، والآن تعالوا إلى العرين ، لا تخافوا من
هذا الأسد ، إنه تمثيل ، شاهدوا ..
رأيتم ما جرى حتى الآن ، ملك الغابة
الأسد ، أصيب بوخزة غامضة ، لم
يعرف مصدرها ، والثعلب قال إنها وخزة
شوكة عادية ، وربما خرجت الشوكة
تلقائياً ، والثعلب يبقى ثعلباً ، وسرعان ما
غادر الغابة إلى مكان مجهول ، ربما لا
يلام ، فالتعامل مع الأسد ، ملك الغابة ،
أمر ليس هيناً ، إنها مغامرة من الصعب
معرفة نتائجها ، مهما يكن ، هذا ما جرى
، والآن تعالوا إلى العرين ، لا تخافوا من
هذا الأسد ، إنه تمثيل ، شاهدوا ..
إظلام
العرين ، الأسد يذرع
المكان وهو يئن ويتوجع
الأسد :
آآآي ، الموت للبومة ، سأقتلها إن
تأخرت أكثر ، إنني لم أعد أحتمل هذا
الألم الفظيع " يصمت لحظة " أين اختفت
اللبؤة ؟ طبعاً ، فالذي يتألم حدّ الموت أنا
، وليس هي " ينصت " لعلهما جاءا ، نعم
إنهما اللبؤة و .. هذه البومة اللعينة ، إذا
لم تخلصني من آلامي ، سأقتلها .
تأخرت أكثر ، إنني لم أعد أحتمل هذا
الألم الفظيع " يصمت لحظة " أين اختفت
اللبؤة ؟ طبعاً ، فالذي يتألم حدّ الموت أنا
، وليس هي " ينصت " لعلهما جاءا ، نعم
إنهما اللبؤة و .. هذه البومة اللعينة ، إذا
لم تخلصني من آلامي ، سأقتلها .
تدخل اللبؤة ،
وتدخل
خلفها البومة الحكيمة
الأسد :
" للبؤة " تأخرتِ .
اللبؤة :
الطريق ليس هينة .
الأسد :
لكنك تعرفين ، إنني أتوجع ، ولم أعد
أحتمل .
أحتمل .
اللبؤة :
ها هي البومة الحكيمة ، وسترى ما يمكن أن
تفعله .
الأسد :
أيتها البومة ، تعالي بسرعة ، واشفني ،
إنني .. إنني الأسد .
إنني .. إنني الأسد .
البومة :
أمر مولاي " تقترب منه " أرني مكان الوخزة .
الأسد :
" يشير إلى جنبه " هنا ، تفحصيها جيداً ، لكن إياكِ أن تلمسيها ، إنني
لا أحتمل هذا الألم الفظيع ، رغم أنني .. أسد .
البومة :
" تتأمل مكان الوخزة " مولاي ، هذه وخزة شوكة ..
اللبؤة :
هذا ما قاله الثعلب أيضاً .
الأسد :
قال إنها شوكة عادية .
البومة :
ثم لاذ بالفرار .
الأسد :
" ينظر إلى اللبؤة " ....
اللبؤة :
فحصها جيداً ، أكثر من مرة .
الأسد :
سأقتله ، حيثما يهرب ، لو كان كاذباً .
اللبؤة :
" للبومة " انظري إليها جيداً .
البومة :
نظرتُ ، يا مولاتي .
اللبؤة :
ماذا ترين أنتِ ؟
البومة :
الشوكة غير عادية ، يا مولاتي ؟
الأسد :
ماذا ؟
البومة :
ولابد من إخراجها ، في أسرع وقت ممكن .
اللبؤة :
حسن ، أخرجيها .
الأسد :
" يتراجع " ماذا تقولين !
اللبؤة :
الحكيمة هي التي تقول ، وقد سمعتها .
الأسد :
لا يمكن ، إن لمسها وحده ، يسبب آلاماً لا يمكن احتمالها .
اللبؤة :
" تنظر إليه صامتة " ....
الأسد :
لا أستطيع .
البومة :
لابد ، يا مولاي ، أن تحتمل الألم مهما كان شديداً .
الأسد :
أيتها البومة ..
اللبؤة :
يبدو أنها ليست شوكة عادية ، كما قال الثعلب .
البومة :
" تهز رأسها " ....
اللبؤة :
ماذا إذن ؟
البومة :
إنها شوكة شيهم ، يا مولاتي .
الأسد :
ماذا !
اللبؤة :
شيهم !
البومة :
وهذه الشوكة خطرة ، إن لم تستخرج في الوقت المناسب ..
الأسد :
لا .. لا ..
اللبؤة :
أيتها البومة ..
البومة :
إنها تسري ببطء في الجسم ، مع الدم حتى تصل القلب ، و ..
الأسد :
" يطبق ففمها بيده " ...
اللبؤة :
القلب !
الأسد :
" يرفع يده " كفى .
البومة :
الأمر لك ، يا مولاي .
الأسد :
" يحدق فيها " ....
البومة :
مولاي ، لابد من إخراج هذه الشوكة ، وإلا ..
اللبؤة :
" تنظر إلى الأسد " لندع وإلا ..
الأسد :
" متردداً " لكن ..
اللبؤة :
للبومة " أخرجيها .
البومة :
" تنظر إلى الأسد " ....
الأسد :
أيتها البومة ..
البومة :
مولاي .
الأسد :
وأنتِ تستخرجين هذه الشوكة اللعينة ، تذكري أنني .. الأسد .
البومة :
أمر مولاي .
البومة تفتح حقيبتها ،
الإضاءة تخفت تدريجياً
إظلام
الببغاء :
" يضاء " أيها الأطفال الأعزاء ، لقد
استخرجت البومة ، بصعوبة شديدة ،
شوكة الشيهم من جنب الأسد ، في الوقت
المناسب ، وأنقذته من موت محقق ،
ورغم أن الأسد أسد ، وهو ملك الغابة ،
إلا أن صراخ توجعه سمعه جميع كائنات
الغابة ، وهذا ما جعل الأسد يقرر ـ أثناء
العملية طبعاً ـ أن يعاقب البومة الحكيمة ،
بل أن يقتلها ، لكنه نسي هذا الأمر ، حين
تعافى تماماً ، بعد أيام ، بل أرسل أليها ،
وكرمها في باحة أمام العرين ، بحضور
سكان الغابة جميعاً ، عدا الشيهم طبعاً .
استخرجت البومة ، بصعوبة شديدة ،
شوكة الشيهم من جنب الأسد ، في الوقت
المناسب ، وأنقذته من موت محقق ،
ورغم أن الأسد أسد ، وهو ملك الغابة ،
إلا أن صراخ توجعه سمعه جميع كائنات
الغابة ، وهذا ما جعل الأسد يقرر ـ أثناء
العملية طبعاً ـ أن يعاقب البومة الحكيمة ،
بل أن يقتلها ، لكنه نسي هذا الأمر ، حين
تعافى تماماً ، بعد أيام ، بل أرسل أليها ،
وكرمها في باحة أمام العرين ، بحضور
سكان الغابة جميعاً ، عدا الشيهم طبعاً .
الببغاء ينحني للجمهور ،
الأضواء تخفت تدريجياً
إظلام
5 / 5 /
2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق