الحمل
بقلم: طلال حسن
انتاب القلق النعجة الفتية ، فحملها ، وهو
بكرها ، لا يبدو أنه كالحملان الأخرى ، فهو دائم التفكير والتساؤل والحزن ، وقد
امتنع اليوم عن الرضاعة .
لم يرضع ظهراً ، ولم
يرضع عصراً ، وها هو الليل قد حلّ ، وهو مازال مضرباً عن الرضاعة ، وحدقتْ أمه فيه
، هذا الأحمق الجميل ، سيموتُ من الجوع .
ومالتْ عليه أمه ،
وقالتْ : بنيّ ، أنت لم ترضع اليوم ، ارضعْ قبل أن تنام .
فرفع الحمل عينيه
الجميلتين إليها ، وقال : ماما ، سأهرب غداً إلى الغابة .
وأخذتْ الأم حملها
إلى صدرها ، وقالتْ : لا يا صغيري ، لا تهرب إلى الغابة ، سيأكلك الذئب .
فقال الحمل بصوت حزين
: لكن إذا بقيتُ هنا ، يا ماما ، سيأكلني الراعي .
ولاذتْ الأم بالصمت ،
وقد إغرورقتْ عيناها بالدموع ، فتابع الحمل قائلاً : في مساء اليوم الماضي ، جاء
ضيوف للراعي ، الذي يرعانا ، ويقول إنه يحمينا من الذئب ، فأخذ صديقي الحمل الأبيض
، و ..
وجثتِ الأم ، وضمتْ
حملها إلى صدرها ، وقالتْ : أنت محق ، يا صغيري ، نم الآن ، لابدّ أن نبحث عن حلّ
ينجينا من هذه الأخطار .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق