لنشر عملك بالمدونة Ahmedtoson200@yahoo.com



الأحد، 3 أبريل 2011

"الديك كوكو يشعل ثورة !!"قصة للأطفال بقلم سمير الفيل

الديك كوكو يشعل ثورة !!
سمير الفيل 

وقعت عينا الديك"كوكو" مصادفة على مرآة تركها صاحب البيت فى السطح حينما كان يستعد لطلاء شقته . تأمل طويلا ريشه الملون الجميل الذى يظهر على شكل مروحة بديعة، وجناحيه الكبيرين اللذين يشعرانه بالقوة .
أحس بعظمة ما بعدها عظمة ، ومشى فى السطح مرحا ، يلتقط الحب بمنقاره المدبب الضارب إلى الاحمرار ، وأحس أن عليه أن يكون منذ هذه اللحظة مسموع الكلمة ، مهاب الطلعة . قفز إلى حافة السطح ، وارتفع صوته مناديا رفاقه : هلموا يا أصحاب . يا معشر الديوك والدجاج . هيا بنا نثور على أوضاعنا الصعبة . لنطلب المزيد من الحبوب ،وليكن لكل منا طبق بمفرده . كونوا معى وسنوقف صاحب العشة عند حده .
تململ ديك صغير السن ، وسأل فى تخوف : وماذا لو أنهم رفضوا مطالبنا ؟
صاح الديك الزعيم فى تبرم : ما ضاع حق وراءه ديك نطّاح .
قال ديك عجوز ، بصوت واهن : تحسس أرجلك قبل أن تخطو فى طريق لا تعرف نهايته !
قاطعه الديك المزهو بنفسه : هذا كلام العجزة والمسنين من أمثالك ، من اليوم لن نسكت عن حقوقنا .
زغردت دجاجة ، وقالت للديك الجميل المنظر: كلنا معك . ما خطتك ؟
هرش الديك ريشه ،وصاح فى حماس : خطة ؟ ماذا تعنين ؟ الأمر أبسط من ذلك ، كلنا سنتعامل مع صاحب العشة كما يليق بأقدارنا.
بعد يومين صعدت زينب الصغيرة إلى السطح ، لتضع الغذاء ، فوجئت بالديك الزعيم يهجم عليها ، وينشب مخالبه المسنونة فى يديها . نزلت البنت تبكى و تحكى ما حدث لها .
صعدت الأم ا لسطح فوجدت" كوكو " يمشى مختالا ، ولا يلتفت للحبوب الموضوعة فى صحن نظيف ، ولا للماء النقى ، ومن خلفه بقية الدجاج وأفراد من الديوك ، وقبل أن تلتفت إلى باب السطح لتغلقه بإحكام، وجدت كوكو يقفز إلى أعلى مكان ليمزق أسلاك الهاتف قبل أن يحط على طرف خزان المياه . سمعت صيحات استحسان ، ونقنقة إعجاب .
هرولت الأم لتحكى ما حدث للأب الذى بدا غير مصدق لما حدث ، هتف بها :" كوكو" يقود ثورة ، معقول ما تقولين ؟
ردت الأم ، وهى تضرب كفا بكف : نعم ، والغريب أنه كان ينظر بإعجاب لنفسه كلما مرّ بالمرآة ، ويقود أسراب الدجاج كزعيم حقيقى .
رد الأب ، وهو يخفى دهشته : سنرى ماذا يكون من أمره غدا .
صعدت الأسرة فى ظهيرة اليوم التالى ، وقد أعد الأب أمرا ، فور أن فُتح الباب رأى المشهد المثير، حيث كانت الدجاجات ، وأفراد الديوك تمشى خلف الزعيم الذى نفش ريشه أكثر ، وصاح معترضا على الزيارة الغريبة ،مط رقبته وصاح : 
كوكو.. كو كو .
سحب الأب السكين الذى كان يخفيه خلف ظهره ، فلمع النصل فى الشمس . وقتها أدرك " كوكو " أن ثورته مستحيلة ، أما الديك العجوز فقد قال له متأسيا : من لايملك أجنحة للطيران ، صعب عليه أن يطالب يوما بالحرية .هذه حكمة عرفناها نحن معشر الطيور .
ويبدو أن الديك الذى انكمش مع رؤية السكين قد صعب على الأب الذى أعادها خلف ظهره ، فقد اكتفى بالتهديد ، لكنه تأكد أن جلال المظهر وجمال الريش ، ليست أشياء كافية ليعلن "كوكو" ثورته؟!

ليست هناك تعليقات: