الفقمة الصغيرة
والثعلب
طلال حسن
اصطادت الفقمة عدة أسماك ، وأعطت
سمكة لابنتها ، وقالت : بنيتي ، خذي هذه السمكة هدية لجدتكِ .
فأخذت الفقمة الصغيرة السمكة ، وقالت لأمها : حسن ، يا ماما .
وقالت الفقمة : هيا ، ولا تتأخري .
ومضت الفقمة الصغيرة حاملة السمكة ، وهي تقول : لن أتأخر ، إلى اللقاء .
فلوحت لها أمها ،ى وقالت : بنيتي ، احذري الثعلب .
فابتسمت الفقمة الصغيرة ، وقالت : لا فائدة ، سأظل في نظر ماما ، فقمة
صغيرة ، مهما كبرت .
وسارت الفقمة الصغيرة تتقافز ، وتترنم فرحة ، وتناهى إليها صوت متخابث يقول
: آه ما أجمل هذا الصوت .
فكفت الفقمة الصغيرة عن الترنم ، وتمتمت دون أن تتوقف : إنه الثعلب .
ولم تمض ِ برهة ، حتى اعترض الثعلب طريقها ، وقال : عزيزتي ، هذه السمكة
ثقيلة عليكِ ، دعيني أحملها عنكِ .
فقدمت الفقمة الصغيرة السمكة له ، وقالت : إنها سمكة الدب ، ليتك تأخذها له
، فهو ينتظرها بفارغ الصبر .
فتراجع الثعلب مذعوراً ، وقد تراءى له الدب يمسك بخناقه ، وقال بصوت متحشرج
، وهو يلوذ بالفرار : خذيها أنت إليه ، إن صغاري ينتظرونني .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق