الثعلب وأنثى
التمساح
قصة للأطفال
بقلم: طلال حسن
منذ أيام ، وأنثى التمساح تذرع
الشاطىء مغتاظة ، تتربص بالثعلب ، وكلما تذكرت ما قاله عنها ، أمام الوقواق ، تعاف
الطعام ، وأقسمت وبطنها تقرقر من الجوع ، أن لا تفطر إلا بالثعلب نفسه .
ولأن الثعلب ، مثله في ذلك مثل غيره من الكائنات ، يأكل حين يجوع ، ويشرب
ماء حين يعطش ، فقد اتجه إلى النهر ، ليطفىء عطشه ، بعد أن أكل ديكاً بأكمله .
وكانت أنثى التمساح له بالمرصاد ، فما إن اقترب من ضفة النهر ، حتى انقضت
عليه ، وأطبقت بشدة على ذنبه الكث الجميل ، فصاح الثعلب متوسلاً : أرجوك ، دعي
ذنبي ، إنني لا أساوي شيئاً بدون ذنب .
لكن أنثى التمساح لم تدع ذنبه ، بل أطبقت عليه بشدة أكثر ، وصاحت مهددة :
أيها الثرثار ، سألتهمك أنت وذنبك .
ورغم أن الثعلب عرف ما ترمي إليه أنثى التمساح ، إلا أنه قال : أنت معروفة
بالحكمة والعدل ، فلا تعاقبيني على ذنب أجهله .
ومن بين أسنانها ، قالت أنثى التمساح مغتاظة : لقد قلت ، أمام الوقواق ،
وربما أمام غيره أيضاً ، بأنني أبيض .
وسبقها الثعلب إلى القول : نعم ، قلتُ أنك تبيضين مثل ..
وقاطعته أنثى التمساح محنقة : مثل الدجاجة .
فهزّ الثعلب رأسه ، وهو يتلوى من الألم ، وقال : لا يا عزيزتي ، الوقواق
يكذب ، لقد قلت مثل .. الديناصور .
وتمتمت أنثى التمساح : الديناصور !
فتابع الثعلب قائلاً : وهو أضخم ، وأعظم ، كائن مشى على الأرض .
وابتسمت أنثى التمساح ، مرخية أسنانها عن ذنب الثعلب ، وتمتمت : الديناصور
.
وانتهز الثعلب الفرصة ، فشدّ ذنبه ، ووثب بعيداً . فتطلعت إليه أنثى
التمساح ، وقالت : إنني لم أرَ في حياتي ، هذا .. الديناصور .
فردّ الثعلب ساخراً : ولن تريه ، فقد انقرض منذ سبعين مليون سنة فقط ،
وستلحقين به قريباً .
ولم تتمالك أنثى التمساح نفسها ، فانقضت على الثعلب ، وهي تصيح مغتاظة :
أيها اللعين ، لن تفلت مني ، سألتهمك أنت وذنبك وكلماتك المسمومة .
لكن الثعلب وثب مبتعداً ، ثم مضى يتبختر ، وهو يقوقيء ساخراً مثل الدجاجة
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق