الديك كوكو يشعل ثورة !!
سمير الفيل
وقعت عينا الديك"كوكو" مصادفة على مرآة تركها صاحب البيت فى السطح حينما كان يستعد لطلاء شقته . تأمل طويلا ريشه الملون الجميل الذى يظهر على شكل مروحة بديعة، وجناحيه الكبيرين اللذين يشعرانه بالقوة .
أحس بعظمة ما بعدها عظمة ، ومشى فى السطح مرحا ، يلتقط الحب بمنقاره المدبب الضارب إلى الاحمرار ، وأحس أن عليه أن يكون منذ هذه اللحظة مسموع الكلمة ، مهاب الطلعة . قفز إلى حافة السطح ، وارتفع صوته مناديا رفاقه : هلموا يا أصحاب . يا معشر الديوك والدجاج . هيا بنا نثور على أوضاعنا الصعبة . لنطلب المزيد من الحبوب ،وليكن لكل منا طبق بمفرده . كونوا معى وسنوقف صاحب العشة عند حده .
تململ ديك صغير السن ، وسأل فى تخوف : وماذا لو أنهم رفضوا مطالبنا ؟
صاح الديك الزعيم فى تبرم : ما ضاع حق وراءه ديك نطّاح .
قال ديك عجوز ، بصوت واهن : تحسس أرجلك قبل أن تخطو فى طريق لا تعرف نهايته !
قاطعه الديك المزهو بنفسه : هذا كلام العجزة والمسنين من أمثالك ، من اليوم لن نسكت عن حقوقنا .
زغردت دجاجة ، وقالت للديك الجميل المنظر: كلنا معك . ما خطتك ؟
هرش الديك ريشه ،وصاح فى حماس : خطة ؟ ماذا تعنين ؟ الأمر أبسط من ذلك ، كلنا سنتعامل مع صاحب العشة كما يليق بأقدارنا.
بعد يومين صعدت زينب الصغيرة إلى السطح ، لتضع الغذاء ، فوجئت بالديك الزعيم يهجم عليها ، وينشب مخالبه المسنونة فى يديها . نزلت البنت تبكى و تحكى ما حدث لها .
صعدت الأم ا لسطح فوجدت" كوكو " يمشى مختالا ، ولا يلتفت للحبوب الموضوعة فى صحن نظيف ، ولا للماء النقى ، ومن خلفه بقية الدجاج وأفراد من الديوك ، وقبل أن تلتفت إلى باب السطح لتغلقه بإحكام، وجدت كوكو يقفز إلى أعلى مكان ليمزق أسلاك الهاتف قبل أن يحط على طرف خزان المياه . سمعت صيحات استحسان ، ونقنقة إعجاب .
هرولت الأم لتحكى ما حدث للأب الذى بدا غير مصدق لما حدث ، هتف بها :" كوكو" يقود ثورة ، معقول ما تقولين ؟
ردت الأم ، وهى تضرب كفا بكف : نعم ، والغريب أنه كان ينظر بإعجاب لنفسه كلما مرّ بالمرآة ، ويقود أسراب الدجاج كزعيم حقيقى .
رد الأب ، وهو يخفى دهشته : سنرى ماذا يكون من أمره غدا .
صعدت الأسرة فى ظهيرة اليوم التالى ، وقد أعد الأب أمرا ، فور أن فُتح الباب رأى المشهد المثير، حيث كانت الدجاجات ، وأفراد الديوك تمشى خلف الزعيم الذى نفش ريشه أكثر ، وصاح معترضا على الزيارة الغريبة ،مط رقبته وصاح :
كوكو.. كو كو .
سحب الأب السكين الذى كان يخفيه خلف ظهره ، فلمع النصل فى الشمس . وقتها أدرك " كوكو " أن ثورته مستحيلة ، أما الديك العجوز فقد قال له متأسيا : من لايملك أجنحة للطيران ، صعب عليه أن يطالب يوما بالحرية .هذه حكمة عرفناها نحن معشر الطيور .
ويبدو أن الديك الذى انكمش مع رؤية السكين قد صعب على الأب الذى أعادها خلف ظهره ، فقد اكتفى بالتهديد ، لكنه تأكد أن جلال المظهر وجمال الريش ، ليست أشياء كافية ليعلن "كوكو" ثورته؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق