الأرنب و الأسد الأحمق
بقلم : رضا سالم الصامت
يحكى
من زمان أن هناك أرنب ذكي يعيش في غابة ، و كان جاره أسد متغطرس ، تعجبه
نفسه و لا يعجبه الآخرون ، يستعرض عضلاته كل يوم حتى تخافه الحيوانات
الأخرى و تهابه .
أما الأرنب فقد كان يعيش حياة طبيعية ، كلها تواضع ، رغم شعوره بالخوف من هذا الجار الثقيل .
و في يوم من الأيام جاءه صديقه القرد و قال له:
أيها الأرنب ، انك مسكين تعيش في خوف دائم من جارك الأسد !
قال : نعم ، و لكني
شديد الحذر منه
رد
عليه القرد : أنا مثلا لا أخافه ، فهو غير قادر على الإمساك بي ، لأنه لا
يستطيع تسلق الأشجار ، أحيانا أضحك عليه عندما يحاول تسلق الشجرة ! انه غبي يثير السخرية و هو يتظاهر بأنه الأقوى ....
قال الأرنب : يا صديقي القرد ، لقد قهرته بخفتك و رشاقتك
قال القرد ضاحكا : هذا الأسد يستغل طيبتك و يعاملك معاملة حقيرة ، ظنا منه أنك تخافه و تهابه و سيأتي يوما يأكلك فيه فهو أقوى منك !فلتحذر منه يا صديقي الأرنب
خاف
الأرنب من كلام صديقه القرد ،و أخذ يفكر في حيلة يتخلص بها من جاره الأسد ،
و قرر أن يغيير معاملته معه و يراجع علاقته به و بينما هو كذلك إذ
بالأسد يمر من أمامه ، فاخذ يناديه يا أسد يا أسد ...
تعجب الأسد منه و قال للأرنب : لم اعد أيها الأسد ، انك تقلل من احترامك لي ماذا دهاك يا أرنب ؟
قال الأرنب : يا أخي ، انك جار
عزيز و مصلحتك تهمني
رد عليه الأسد قائلا : ماذا جرى ؟
قال
: لقد قابلت اليوم في الغابة حيوانا يشبهك ، و هو أسد أقوى منك ، وقد شتمك
و يريد أن ينتقم منك إذا لم تطعه و تنفذ أوامره و تسمع كلامه
تعجب الأسد و قال غاضبا : و من هو ؟
رد الأرنب : لا أعرف ، انه أسد مثلك و يشبهك تماما !
قال الأسد : و لكن ماذا قلت له؟
قال
الأرنب : قلت له كلاما جميلا عنك ، بل قلت له انك جاري من زمان ، و انك
الأقوى ، لكن استهزأ بك و ضحك و قال لي : جارك هذا لا يساوي شيئا أمامي
غضب الأسد و قال للأرنب : أين هو ؟
رد عليه الأرنب : اتبعني ،و سأوصلك به ...
أخذ
الأسد يتبع الأرنب و هو في حالة عصبية متوترة جدا ، إلى أن وصل إلى
بئر ... فقال له الأرنب : ها قد وصلنا ، أيها الأسد ، هيا انتبه لنفسك و
لا تجعل شبيهك يهزمك ...
قال : لا تخف علي .. سألقنه درسا لن ينساه
قال له الأرنب : انظر انه مختبئ في أسفل هذه الحفرة !
ألقى الأسد نظرة في قاع البئر ، فرأى وجهه و اعتقد انه وجه الأسد الذي يشبهه فارتمى عليه .
و بقي الأرنب في
مكانه يراقب الأسد كيف وقع في الفخ .... أما القرد فقد هنأ الأرنب على خطته الناجحة و شجاعته .
وجد
الأسد نفسه في قعر البئر، و فهم انه خدع ، فأخذ منه الغضب مأخذا و حاول
الصعود من البئر، لكنه فشل رغم المحاولات العديدة إلى أن انهار و أخذ منه
التعب و غرق أخيرا و ذهب ضحية حماقته .
و هكذا يا أطفال تنتهي القصة ،و فيها عبرة لمن يعتبر مع نهاية هذا الأسد الأحمق الذي لم يكن يتصورها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق