الثعلب والأرنب والديك
سماح أبو بكر عزت
عالم الطير
والحيوان فيه صفات قريبة الشبه من الإنسان، كثيراً ما نصف إنساناً بأنه
صبور كالجمل، قوى كالأسد، غدار كالثعبان، ماكر كالثعلب، مغرور كالطاووس..
أو يقلد كل ما يراه من أفعال كالقرود، ويردد كل ما يسمعه من كلمات
كالببغاء. لكن فى قصة اليوم، لن يكون القرد مقلداً لأصدقائه من الطيور أو
الحيوانات، وإنما سيقلده حيوان أبعد ما يكون عن الأذهان.فوق
شجرة كبيرة فى الغابة كان القرد يستلقى على أحد الأغصان، يستمتع بأشعة
الشمس الذهبية فى أحد أيام الشتاء، وفجأة سمع القرد صوت بكاء ورأى الأرنب
معلقاً فى أحد الأغصان لا يستطيع الحركة، بسرعة قفز القرد وساعد الأرنب
ليقفز من على الغصن قائلاً له فى عتاب: لماذا تقلدنى يا أرنوب وتحاول أن
تتسلق أغصان الشجرة؟ رد أرنوب وهو يمسح دموعه قائلاً وهو يتألم: ولماذا لا
أحاول أن أتسلق الأشجار مثلك؟ قال القرد: لأنك لن تستطيع، رد الأرنب فى
إصرار: لست أفضل منى حتى تنجح أنت وأفشل أنا، ضحك القرد وقال: لست أفضل منك
يا أرنوب، أنا لا أستطيع أن أسبقك فى الجرى وهذا لا يضايقنى، فكل منا منحه
الله قدرات حتى يستطيع أن يعيش فى الغابة ويحصل على غذائه ويدافع عن نفسه
فيعيش فى أمان.
لم يقتنع أرنوب بكلام القرد وسار وحيداً فى الغابة ومن بعيد رأى الفأر يسير مع السنجاب فجرى بسرعة حتى اقترب منهما واختبأ وراء شجرة كبيرة، وفجأة سمع الفأر صوت مواء فقال للسنجاب فى خوف: لا بد أن أهرب بسرعة، وقبل أن يتحرك تبدل صوت المواء بضحكة عالية واقترب منهما أرنوب قائلاً للفأر بفخر: لا تخف يا فأر ما سمعته لم يكن مواء القط وإنما صوتى أنا، ما رأيك فى هذه المفاجأة؟ تنهد الفأر وقال الحمد لله، أما السنجاب فضحك ساخرا، غضب أرنوب وقال للفأر: لماذا تخاف من القط ولا تخاف منى؟ قال الفأر باستنكار: ولماذا أخاف منك، نحن أصدقاء لكنى والقط أعداء، قال أرنوب وهل الأصدقاء لا يخافون من بعض؟ رد السنجاب: لا يا أرنوب الأصدقاء يخافون على بعض ولا يخافون من بعض..
لم يقتنع أرنوب وتركهما وسار بعيداً حتى وصل لساحة كبيرة
فى الغابة، وهناك وجد اجتماعاً لمجموعة من الأرانب والديوك وعلى المنصة جلس زعيم الأرانب وبجانبه زعيم الديوك، ، قال زعيم الأرانب: فى كل يوم يتناقص عددنا لا بد من إيجاد حل نحمى به أنفسنا من شر الثعلب.. ما رأيكم؟
قال أحد الأرانب: الحل أن نصادق الثعلب، ضحك زعيم الديوك وقال: المكار لا صديق له، وقال أحد الديوك: الحل أن نراقب الثعلب وعندما ينام نخرج بأمان..
رد زعيم الأرانب قائلاً: معنى هذا أن تتوقف حياتنا، وقال أرنب آخر: وقد يخدعنا الثعلب ويتظاهر بالنوم وعندما نخرج ينقض علينا ويفترسنا.. اختلطت أصوات صياح الديوك وقال زعيم الديوك: برغم أننا فى اجتماع لكننا لم نجتمع على رأى يخلصنا من شر الثعلب المكار لنعيش فى أمان.
لكن أحد الديوك قال فى ثقة وهدوء: سأعطى الثعلب المكار درساً يعلمه أننا لسنا ضعفاء..
أشرقت الشمس واستيقظت الطيور والحيوانات، وكان الديك الصغير يقف فوق أعلى جدار فى الغابة ويصيح بأعلى صوت: الثعلب غدار.. مكار ويظن أنه أشطر الشطار.. وضعيف وجبان ويظن أنه أشجع الشجعان.. كو كو كو كو.
ضحكت كل الطيور والحيوانات فرحاً بكلام الديك الصغير وجاء الثعلب ورأى الجميع يسخر منه فقال للديك: لست جباناً يا ديك انزل هنا وسترى شجاعتى، ضحك الديك وقال: بل اطلع أنت فوق الجدار أيها المكار..
سار الثعلب غاضباً وهو يقول: كيف يجرؤ الديك الصغير على إهانتى، ومن جديد سمع الثعلب صوتاً يردد: الثعلب غدار مكار ويظن أنه أشطر الشطار.. كوكو كوكو، لم يكن صوت الديك بل كان أرنوب الذى قفز من وراء الشجرة قائلاً للثعلب فى غرور: أرأيت كيف جعلت الجميع يسخر منك يا ثعلب، فانقض عليه الثعلب وقال: كيف تجرؤ على السخرية منى يا أرنب؟
ارتجف الأرنب قائلاً فى ذعر: لكنك تركت الديك ولم تأكله..
ضحك الثعلب وقال: الديك احتمى بمكانه فوق الجدار، أما أنت فلن يحميك أحد منى، والتهم الثعلب الأرنب الأحمق الذى قال عنه أمير الشعراء فى قصيدة عنوانها «الثعلب والأرنب والديك»:
من أعجب الأخبار أن الأرنبا.. لما رأى الديك يسب الثعلبا
وهو على الجدار فى أمان.. يغلب بالمكان، لا الإمكان
داخله الظن بأن الماكرا.. أمسى من الضعف يطيق الساخرا
فجاءه يلعن مثل الأول.. عداد ما فى الأرض من مغفل
فعصف الثعلب بالضعيف .. عصف أخيه الذيب بالخروف
وقال: لى فى دمك المسفوك.. تسلية عن خيبتى فى الديك
فالتفت الديك إلى الذبيح.. وقال قول عارف فصيح
ما كلنا ينفعه لسانه.. فى الناس من ينطقه مكانه!
لم يقتنع أرنوب بكلام القرد وسار وحيداً فى الغابة ومن بعيد رأى الفأر يسير مع السنجاب فجرى بسرعة حتى اقترب منهما واختبأ وراء شجرة كبيرة، وفجأة سمع الفأر صوت مواء فقال للسنجاب فى خوف: لا بد أن أهرب بسرعة، وقبل أن يتحرك تبدل صوت المواء بضحكة عالية واقترب منهما أرنوب قائلاً للفأر بفخر: لا تخف يا فأر ما سمعته لم يكن مواء القط وإنما صوتى أنا، ما رأيك فى هذه المفاجأة؟ تنهد الفأر وقال الحمد لله، أما السنجاب فضحك ساخرا، غضب أرنوب وقال للفأر: لماذا تخاف من القط ولا تخاف منى؟ قال الفأر باستنكار: ولماذا أخاف منك، نحن أصدقاء لكنى والقط أعداء، قال أرنوب وهل الأصدقاء لا يخافون من بعض؟ رد السنجاب: لا يا أرنوب الأصدقاء يخافون على بعض ولا يخافون من بعض..
لم يقتنع أرنوب وتركهما وسار بعيداً حتى وصل لساحة كبيرة
فى الغابة، وهناك وجد اجتماعاً لمجموعة من الأرانب والديوك وعلى المنصة جلس زعيم الأرانب وبجانبه زعيم الديوك، ، قال زعيم الأرانب: فى كل يوم يتناقص عددنا لا بد من إيجاد حل نحمى به أنفسنا من شر الثعلب.. ما رأيكم؟
قال أحد الأرانب: الحل أن نصادق الثعلب، ضحك زعيم الديوك وقال: المكار لا صديق له، وقال أحد الديوك: الحل أن نراقب الثعلب وعندما ينام نخرج بأمان..
رد زعيم الأرانب قائلاً: معنى هذا أن تتوقف حياتنا، وقال أرنب آخر: وقد يخدعنا الثعلب ويتظاهر بالنوم وعندما نخرج ينقض علينا ويفترسنا.. اختلطت أصوات صياح الديوك وقال زعيم الديوك: برغم أننا فى اجتماع لكننا لم نجتمع على رأى يخلصنا من شر الثعلب المكار لنعيش فى أمان.
لكن أحد الديوك قال فى ثقة وهدوء: سأعطى الثعلب المكار درساً يعلمه أننا لسنا ضعفاء..
أشرقت الشمس واستيقظت الطيور والحيوانات، وكان الديك الصغير يقف فوق أعلى جدار فى الغابة ويصيح بأعلى صوت: الثعلب غدار.. مكار ويظن أنه أشطر الشطار.. وضعيف وجبان ويظن أنه أشجع الشجعان.. كو كو كو كو.
ضحكت كل الطيور والحيوانات فرحاً بكلام الديك الصغير وجاء الثعلب ورأى الجميع يسخر منه فقال للديك: لست جباناً يا ديك انزل هنا وسترى شجاعتى، ضحك الديك وقال: بل اطلع أنت فوق الجدار أيها المكار..
سار الثعلب غاضباً وهو يقول: كيف يجرؤ الديك الصغير على إهانتى، ومن جديد سمع الثعلب صوتاً يردد: الثعلب غدار مكار ويظن أنه أشطر الشطار.. كوكو كوكو، لم يكن صوت الديك بل كان أرنوب الذى قفز من وراء الشجرة قائلاً للثعلب فى غرور: أرأيت كيف جعلت الجميع يسخر منك يا ثعلب، فانقض عليه الثعلب وقال: كيف تجرؤ على السخرية منى يا أرنب؟
ارتجف الأرنب قائلاً فى ذعر: لكنك تركت الديك ولم تأكله..
ضحك الثعلب وقال: الديك احتمى بمكانه فوق الجدار، أما أنت فلن يحميك أحد منى، والتهم الثعلب الأرنب الأحمق الذى قال عنه أمير الشعراء فى قصيدة عنوانها «الثعلب والأرنب والديك»:
من أعجب الأخبار أن الأرنبا.. لما رأى الديك يسب الثعلبا
وهو على الجدار فى أمان.. يغلب بالمكان، لا الإمكان
داخله الظن بأن الماكرا.. أمسى من الضعف يطيق الساخرا
فجاءه يلعن مثل الأول.. عداد ما فى الأرض من مغفل
فعصف الثعلب بالضعيف .. عصف أخيه الذيب بالخروف
وقال: لى فى دمك المسفوك.. تسلية عن خيبتى فى الديك
فالتفت الديك إلى الذبيح.. وقال قول عارف فصيح
ما كلنا ينفعه لسانه.. فى الناس من ينطقه مكانه!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق