الثعلب
مسرحية للأطفال
بقلم : طلال حين
العمة والببغاء
يرقدان ،
كلّ منهما في فراشه
الببغاء :
" يستيقظ " أيتها العمة .
العمة :
لستُ نائمة .
الببغاء :
هذا ما خمنته .
العمة :
لا تقل لي ، إنك رأيت الثعلب الليلة في
المنام .
المنام .
الببغاء :
لا ، لم أره .
العمة :
هذا المحتال ، لم يأتِ منذ مدة .
الببغاء :
ولن يأتي مادمتِ تحتاجينه ، فهو يأتي
عندما يحتاج هو إليكِ .
عندما يحتاج هو إليكِ .
العمة :
أنت تعرف ، أنني درست الكثير عن
الكائنات الحية ..
الكائنات الحية ..
الببغاء :
أعرف .. أعرف .
العمة :
والآن أريد أن أدرس ، خصلة واحدة
من خصال الثعلب بالتفصيل .
من خصال الثعلب بالتفصيل .
الببغاء :
يا للعجب ، لا أظن أنك تجهلين أي
شيء عنه .
شيء عنه .
العمة :
لا ، ربما أجهل ، فهو كما تعرف ،
محتال ومتكتم ..
محتال ومتكتم ..
الببغاء :
وسيبقى ، فهو ثعلب .
العمة :
لم يطلق لسانه تماماً .
الببغاء :
إنه كما قلتِ ، محتال .
العمة :
وهذا ما أدرسه بالضبط .
الببغاء :
هناك ، كما تعرفين ، حكايات كثيرة عن
حيل الثعلب .
حيل الثعلب .
العمة :
الحكايات كثيرة فعلاً ، بعضها صحيح ،
وبعضها الآخر غير صحيح ، أريد منه ،
ما هو صحيح .
وبعضها الآخر غير صحيح ، أريد منه ،
ما هو صحيح .
الببغاء :
ليأتِ ، لعله يحدثك .
العمة :
هذا ما أنتظره .
يدخل الثعلب بهدوء ،
ويحدق ملياً في
الببغاء
الببغاء :
لن تخيفني ، العمة دبة موجودة .
الثعلب :
اشتقتُ إليك .
العمة :
لقد غبتَ فترة طويلة ، وهذه ليست عادتك .
الثعلب :
تزوجتُ .
العمة :
آه صحيح ، نحن في كانون الثاني .
الببغاء :
لابد أنك خدعت أنثى ، وأقنعتها بالزواج
منكَ .
منكَ .
الثعلب :
هذا ما يحلو للذكر أن يظنه ، والحقيقة
أنه هو الذي يُخدع .
أنه هو الذي يُخدع .
العمة :
" تهمهم " هم م م م .
الببغاء :
هذه من الحكايات ، التي لا تصدق .
العمة :
من يدري .
الثعلب :
أيتها العمة ..
الببغاء :
أريد قرص عسل .
الثعلب :
بل أريد أن أعترف .
العمة :
هذا ما أردته منك ، فذهبت ، وغبت هذه
المدة الطويلة .
المدة الطويلة .
الثعلب :
فكرتُ ، أنت عالمة ، ومن واجبي أن
أقدم لك هذه الخدمة .
أقدم لك هذه الخدمة .
الببغاء :
أيتها العمة ، احذريه .
الثعلب :
الحيلة هي سلاحي .
العمة :
هذا أمر معروف .
الثعلب :
القوة هي سلاح الأسد والنمر والذئب ،
والسرعة سلاح الغزال والفهد الصياد
والأرنب ، وأنا لستُ قوياً كفاية ، ولا
سريعاً ، لا في الهجوم ، ولا في الهرب .
والسرعة سلاح الغزال والفهد الصياد
والأرنب ، وأنا لستُ قوياً كفاية ، ولا
سريعاً ، لا في الهجوم ، ولا في الهرب .
الببغاء :
لم يبقَ إلا الحيلة .
العمة :
أعرف بعض حيلك في الصيد .
الثعلب :
أنت تعرفين بعضها ، والآخرون
يعرفون أيضاً ، لكن إذا عُرفتْ كلّ حيلي
، أموت من الجوع .
يعرفون أيضاً ، لكن إذا عُرفتْ كلّ حيلي
، أموت من الجوع .
الببغاء :
أريد أن أعرف حيلة ، لم تجربها هنا .
الثعلب :
السحر .
الببغاء :
السحر !
العمة :
" تضحك " سمعتُ بها .
الثعلب يثب فجأة ،
ويتمرغ كأنه أصيب بالجنون
الببغاء :
" يطل عليه مندهشاً " أيتها العمة ..
العمة :
راقبه فقط .
الببغاء :
لقد جنّ .
الثعلب :
" يتوقف " ....
العمة :
هذا هو السحر .
الثعلب :
نعم ، ولو لم يكن الببغاء صديقي لأكلته.
العمة :
أنت تلجأ إلى هذه الحيلة ، لتوقع
ضحاياك من الطيور والأرانب ، فعندما
تراك هكذا ، تقترب منك مذهولة ، فتثب
عليها و ..
ضحاياك من الطيور والأرانب ، فعندما
تراك هكذا ، تقترب منك مذهولة ، فتثب
عليها و ..
الثعلب :
وأسكتُ بها جوعي .
الببغاء :
أيها اللعين .
الثعلب :
ليس لديّ من يطعمني مثلك .
الببغاء :
إنني لا ألوم مطارديك ، فأنت لص
محتال .
محتال .
الثعلب :
لا تصدق ما يحكيه عني مؤلفو حكايات
الأطفال " يقترب منه " فأنا لم أتظاهر
بالموت لأصيد الغراب ، ولم أدع ِ النسك
والرغبة في الذهاب إلى الحج ، لأصيد
الديك .
الأطفال " يقترب منه " فأنا لم أتظاهر
بالموت لأصيد الغراب ، ولم أدع ِ النسك
والرغبة في الذهاب إلى الحج ، لأصيد
الديك .
الببغاء :
" يتضايق من رائحته " ابتعد عني ،
اف ، لا أدري كيف تهرب من مطارديك
، ولك مثل هذه الرائحة النفاذة .
اف ، لا أدري كيف تهرب من مطارديك
، ولك مثل هذه الرائحة النفاذة .
الثعلب :
هذه الرائحة تحبها زوجتي .
الببغاء :
لابدّ أن رائحتها أسوأ من رائحتك .
العمة :
نقطة ضعفه في هذه الرائحة ، لكن قلما تدركه كلاب الصيد ، التي تطارده مع الصيادين
..
الثعلب :
لأنه لديّ مخ .
العمة :
عندما تطارده كلاب الصيد ، يلجأ إلى عدة حيل ، منها أنه يكرر سيره في مكان واحد ،
ثم يقفز قفزة جانبية واسعة ، ليقطع الأثر ..
الببغاء :
" يهمهم " هم م م م .
الثعلب :
" يبتسم " ....
العمة :
أو يتسلق شجرة مائلة ، ويختبىء بين أغصانها ، فتمر الكلاب من تحته ، دون أن تنتبه
إلى وجوده .
الببغاء :
لن تنقرض الثعالب .
العمة :
وقد يسبح في نهر ليقطع الرائجة ، أو يختلط بالأغنام ، أو يتمرغ في السماد ، وقد
يلجأ إلى ثعلب آخر ، ليضلل مطارديه .
الثعلب :
أيتها العمة ..
الببغاء :احذريه
..
الثعلب :
زوجتي ستلد .
العمة :
زوجتك تلد في نيسان أو أيار .
الثعلب :
لابد أن أهيىء طعاما لها وللصغار .
الببغاء :
" ساخراً " يا للأب الطيب .
العمة :
مهما يقال عن الثعلب ، إلا أنه أب صالح ، ففي نيسان أو أيار يولد له أربعة جراء ،
وتبقى الثعلبة مع جرائها بضعة أسابيع ، يؤمن الثعلب الطعام لها وللصغار .
الثعلب :
" للببغاء " أرأيت ؟ إنني أستحق قرص عسل أو أكثر .
العمة :
هذا حق ، لكن ..
الثعلب :
أيتها العمة ..
العمة :
" تدفعه نحو الباب " اذهب الآن ، وتعال في نيسان .
الببغاء :
حقاً أنتِ العمة دبة .
الثعلب :
ويتحدثون عن .. الثعلب .
العمة تدفع الثعلب إلى
الخارج ، وتغلق
الباب
إظلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق