الملك
مسرحية للأطفال
بقلم : طلال حسن
بيت العمة دبة ،
العمة دبة والببغاء
الببغاء :
أيتها العمة ..
العمة :
إنني متعبة ..
الببغاء :
هذا الثعلب ..
العمة :
أريد أن أنام .
الببغاء :
يجب أن توقفيه عند حده .
العمة :
" تتمدد في فراشها " لا أر يد
أن أسمع
عنه الآن أي شيء .
عنه الآن أي شيء .
الثعلب :
" من الخارج " أيتها العمة ..
الببغاء :
ها هو الثعلب ، اسمعيه .
العمة :
أوه .
الثعلب :
" يطل برأسه من الباب " جئتك بضيف
نادر .. عظيم ..
نادر .. عظيم ..
العمة :
لا أريد أحداً الآن ، إنني متعبة جداً .
الثعلب :
ليس أي أحد اسمعي جيداً ، إنه ..
العمة :
إنه .. ، إنه من ؟
الثعلب :
الملك .
الببغاء :
الملك !
العمة :
من !
الثعلب :
الأسد ، ملك الغابة . " للأسد خارج
الباب " مولاي تفضل ، تفضل جلالتك .
الباب " مولاي تفضل ، تفضل جلالتك .
يدخل الأسد ، وعلى
رأسه تاج مذهب
الأسد :
مساء الخير .
العمة :
" تعتدل مذهولة " الأسد !
الثعلب :
الملك .
الأسد :
" يرفع التاج عن رأسه " في السيرك
فقط .
فقط .
الببغاء :
السيرك !
الأسد :
نعم ، هربت من السيرك ، لأذهب إلى
الغابة ، لكني التقيت بالصديق الثعلب ،
ونصحني أن أزور العمة دبة أولاً .
الغابة ، لكني التقيت بالصديق الثعلب ،
ونصحني أن أزور العمة دبة أولاً .
الببغاء :
" يهمهم " هم م م .
الأسد :
فجئتُ إليك .
العمة :
أهلاً ومرحباً ، تفضل أجلس .
الأسد :
" يجلس متعباً " أشكركِ .
العمة :
للأسف ، يا سيدي ، ليس لديّ الآن ما
أقدمه لكَ .
أقدمه لكَ .
الأسد :
أشكركِ ، يا سيدتي ، لقد تناولت طعامي
في السيرك ، قبل أن أهرب .
في السيرك ، قبل أن أهرب .
الثعلب :
عرفتُ أنه شبعان ، ولهذا سرتُ معه ،
وجئتُ به إلى هنا .
وجئتُ به إلى هنا .
العمة :
تهز رأسها " ....
الببغاء :
إنه ثعلب .
الأسد :
" ينظر إلى العمة " ....
العمة :
يبدو أن الحياة ، في ذلك السيرك ، لم
تعجبك تماماً .
تعجبك تماماً .
الأسد :
الحقيقة إن الحياة في السيرك هادئة ،
وآمنة ، ومستقرة ، لكن ..
وآمنة ، ومستقرة ، لكن ..
العمة :
مهما يكن ، فإن الطعام يُوفرُ لك ، كلّ
يوم ، دون عناء .
يوم ، دون عناء .
الأسد :
نعم ، هذا صحيح .
العمة :
ثم إن الحياة في الغابة ، ليست سهلة
كما تتصورها .
كما تتصورها .
الأسد :
لكن ما عرفته ، إن الغابة أفضل من
قيود السيرك ، وأقفاصه ، ومهاناته .
قيود السيرك ، وأقفاصه ، ومهاناته .
العمة :
أنت تقول هذا ، لأنك ربما لم تجرب الحياة
في الغابة .
الأسد :
من يدري ، إنني لم أجربها بعد .
العمة :
والتجربة قد تكون مرة .
الأسد :
الحقيقة إنني عشتُ حياتي كلها في السيرك ، فقد ولدت هناك لأبوين جيء بهما من
الغابة ، وعاشا حياتهما في الأقفاص .
العمة :
ويبدو أنهما حدثاك عن الغابة ، التي عاشا فيها ، قبل أن يقعا في الأسر .
الأسد :
مات أبي في القفص ، دون أن يحدثني عن الغابة ..
العمة :
" تنظر إليه صامتة " ....
الأسد :
أمي نفسها ، لم تحدثني في البداية ، رغم تساؤلاتي الكثيرة الملحة ..
العمة :
" تنظر إليه صامتة " ....
الأسد :
لكن عندما كبرت ، وضعفت ، وأبعدت عن العمل ، وشعرت بدنو نهايتها ، وهي ما زالت في
القفص ، راحت تحدثني عن الغابة ، والحياة فيها .
العمة :
" تهمهم " هم م م م .
الثعلب :
أيتها العمة ..
العمة :
" تنظر إليه " ....
الثعلب :
يُقال إن عدد الأسود في العالم ، قليل جداً الآن .
العمة :
نعم ، هذا صحيح ..
الببغاء :
يا للأسف .
العمة :
لقد فقد ملك الحيوانات ، معظم أراضي مملكته ، وهو لم يعد موجود الآن إلا في قارة
أفريقيا ، ومنطقة محصورة غربي الهند .
الأسد :
قالت لي أمي ، إننا نحن الأسود ، كنا موجودين في معظم أنحاء العالم .
العمة :
أمك على حق ، فقد كانت الأسود في الماضي ، موجودة في بريطانيا ، وجنوبي أوربا ، وجنوبي
آسيا ، وكذلك في أفريقيا .
الأسد :
" متحسراً " آه .
العمة :
حتى في العراق ، كان هناك أسود زمن الآشوريين ، وكان ملوكهم يعتبرون صيد الأسود
رياضة محببة .
الببغاء :
لا يوجد ملوك آشوريون ، في العراق الآن .
العمة :
ولا يوجد أسود أيضاً .
الثعلب :
لقد صادهم الملوك الآشوريون .
الببغاء :
آه من الملوك الآشوريين .
العمة :
" للأسد " الأسود ، لمعلوماتك ، يعيشون في مجموعات عائلية ، وقد تتألف
المجموعة من اثنين أو ثلاثة فقط ، وقد تبلغ الأربعين .
الثعلب :
إنهم ليسوا مثلنا ، فنحن ..
الببغاء :
دعنا منكم الآن .
الثعلب :
ينظر إليه " ....
الببغاء :
اسمع .
العمة :
هذه المجاميع ، تخرج غالباً للصيد معاً ، وعادة تقوم اللبؤة بالصيد، وقتل الفريسة
، وليس الأسد ، لكن الأسد هو الذي يأكل أولاً ، ويأكل ما يشاء ، ولهذا يُقال حصة
الأسد .
الثعلب :
آه ليتني أسد .
العمة :
أيها الأسد ..
الأسد :
" ينظر إليها " ....
الأسد :
نعم .
العمة :
أريدك أن تعرف ، أن الغابة التي تقصدها ، ليس فيها أسود .
الأسد :
" ينظر إلى الثعلب " ....
الثعلب :
" يهز رأسه " ....
العمة :
وهذا يعني ، يا سيدي ، أنك ستعيش فيها وحيداً .
الببغاء :
ليس لك لبؤة تصطاد لك .
العمة :
ولا مدرب ، يقدم لك الطعام .
الأسد :
مهما يكن ، لا أستطيع أن أعود إلى القفص ، وأموت فيه ، كما مات أبي .
العمة :
فكر جيداً أيها الأسد .
الأسد :
فكرتُ جيداً ، يا سيدتي " يتجه نحو الباب " .
العمة :
" تمسك بالتاج المذهب " أيها الأسد ، نسيتَ التاج .
الأسد :
إنه نفاية ، ارميه مع النفايات ، لم أعد بحاجة إليه .
الأسد يخرج ، العمة
والببغاء والثعلب وحدهم
إظلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق