الاثنين، 30 أبريل 2018
السبت، 28 أبريل 2018
"الشبح " مسرحية للأطفال بقلم : طلال حسن
الشبح
مسرحية
للأطفال
بقلم : طلال حسن
بيت العمة دبة ،
الببغاء
وحده ، يرقد في فراشه
الببغاء :
الآن أستطيع أن أغفو ، ولو بعض
الوقت ، لا العمة دبة موجودة ، ولا
واحد من حاشيتها المزعجين ، ولا .. "
الباب يُطرق " آه
الوقت ، لا العمة دبة موجودة ، ولا
واحد من حاشيتها المزعجين ، ولا .. "
الباب يُطرق " آه
أرنوب "
من الخارج " أيتها العمة .
الببغاء :
هذا أرنوب
أرنوب :
" من الخارج " أيتها العمة .
الببغاء :
العمة دبة ليست في البيت .
أرنوب :
" من الخارج " أرجوك ، يا ببغاء ،
افتح لي ، الأمر هام .
افتح لي ، الأمر هام .
الببغاء :
" بصوت خافت " وراحتي ليست هامة
" يصيح " الباب مفتوح ، ادخل .
" يصيح " الباب مفتوح ، ادخل .
أرنوب يدفع الباب ،
ويدخل بسرعة خائفاً
أرنوب :
الثعلب ..
الببغاء :
يطاردك ، هذا أمر عادي .
أرنوب :
لقد جُنّ .
الببغاء :
لا عليكَ ، إنه يتظاهر بالجنون ، يقفز ،
يتمرغ ، ويتماوت ، و ..
يتمرغ ، ويتماوت ، و ..
أرنوب :
لا .. لا ..
الببغاء :
ليته يُجن فعلاً ، لكن هذا مستحيل ، إن
الثعلب يُجنن ولا يجن .
أرنوب :
إنه يسير ، ويحدث نفسه ، ويصيح
بأعلى صوته .. الشبح .. الشبح
بأعلى صوته .. الشبح .. الشبح
الببغاء :
سأجن ، كفى ، مهما كان ، فهو ..
الثعلب .
الثعلب .
الباب يُطرق ، أرنوب
يدور بسرعة خائفاً
قلقاً
أرنوب :
إنه هو ، الثعلب ، خبئني .
الببغاء :
مهلاً ، لعله ليس الثعلب
الثعلب :
" من الخارج " أيتها العمة ..
أرنوب :
" مازال يدور " أرأيت ؟ إنه الثعلب ..
الببغاء :
صوته غير طبيعي فعلاً .
أرنوب :
خبئني أرجوك ، خبئني
الثعلب :
" من الخارج " أيتها العمة دبة .
أرنوب :
إنني لم أحتمله عاقلاً ، فكيف وهو
مجنون ؟
مجنون ؟
الببغاء :
اختبىء ، إنه يدفع الباب
أرنوب يختبىء ، يدخل
الثعلب قلقاً
مترنحاً
الثعلب :
أريد العمة دبة .
الببغاء :
العمة دبة ليست هنا ، كما ترى .
الثعلب :
أريدها لأمر هام للغاية .
الببغاء :
أنصحكَ أن تأتي إليها غداً ، بعد أن
تكون قد هدأت قليلاً .
تكون قد هدأت قليلاً .
الثعلب :
كل ، أريدها اليوم .
الببغاء :
ربما ستتأخر اليوم كثيراً .
الثعلب :
مهما يكن ، سأنتظرها .
الببغاء :
ذهبت إلى النهر ، تدرس أسماك البيرانا
الثعلب :
سأنتظرها ، وستأتي
الببغاء :
هذا إذا لم تفترسها أسماك البيرانا
الثعلب :
" يتشمم " أشمّ رائحة أرنب
الببغاء :
أنت واهم .
الثعلب :
أنفي لا يخطىء ، وخاصة عندما أكون
جائعاً .
جائعاً .
الببغاء :
أنت جائع دائماَ .
الثعلب :
" يتشمم " أرنب صغير ، مكتنز ، لذيذ
، و ..
، و ..
الببغاء :
جاءت العمة دبة .
يُدفع الباب ،
وتدخل
العمة دبة حاملة
سلتها
ثعلوب :
العمة دبة ..
العمة :
" تضع السلة على المائدة " أهلاً
ثعلوب .
ثعلوب .
الببغاء :
جاءك لأمر هام للغاية .
ثعلوب :
قلتِ مرة ، إن المجنون ..
العمة :
اهدأ ، يا ثعلوب ، واجلس .
ثعلوب :
دعيني ، لا أريد أن أجلس ، اسمعيني..
الببغاء :
دعيه يتكلم .
العمة :
تكلم ، إنني أسمعكَ .
ثعلوب :
قلتِ إن المجنون ، يرى مالا يراه العاقل ..
الببغاء :
ويشم ما لا يشمه ..
ثعلوب :
" منفعلاً " ببغاء ..
العمة :
دعك منه ، تكلم .
ثعلوب :
طاردتُ أحدهم قبل قليل .. الببغاء :
هذا ما تفعله دائماً .
ثعلوب :
طاردته في منطقة المستنقعات ..
الببغاء :
تلك منطقة مسكونة .
العمة :
ببغاء ..
ثعلوب :
سأطاردك يوماً ، ولن تفلت مني .
العمة :
دعنا من الببغاء ، تكلم ، طاردته في منطقة المستنقعات ..
ثعلوب :
فهرب مني إلى داخل المستنقع ، وعلى ضوء القمر ..
الببغاء :
لا يوجد قمر اليوم .
العمة :
أكمل .
ثعلوب :
رأيته يركض فوق سطح الماء..
الببغا :
يا للعجب .
ثعلوب : بل
التفت إليّ ، وغمز لي بعينه .
الببغاء :
هم م م .. هذا لم أره حتى في المنام .
ثعلوب :
صدقيني ، رأيته بعيني هاتين ، لم يكن يسبح ، أو يغطس ، بل كان يركض فوق سطح الماء
.
الببغاء :
حقاً المجنون يرى ما لا يراه العاقل .
العمة :
أنا أصدقكَ ، يا ثعلوب .
ثعلوب :
أيتها العمة ..
العمة :
لكن أنصحكَ ، أن لا تطارد القنفذ مرة أخرى ، في منطقة المستنقعات .
الببغاء :
القنفذ !
ثعلوب : كيف
عرفتِ أنه قنفذ ! أنتِ لم تطارديه معي .
العمة : إن
القنفذ ، هو الحيوان الوحيد ، الذي يستطيع المشي والركض ، على سطح الماء ، دون أن
يغطس .
ثعلوب :
" ينظر إلى الببغاء " ببغاء ..
الببغاء :
لقد رأيتَ ما لم أره .
ثعلوب :
وشممتُ رائحة أرنوب هنا .
العمة :
" تنظر إلى الببغاء " ....
الببغاء :
اذهب الآن .
ثعلوب :
أشكركِ يا عمة ، " يتجه إلى الباب " تصبحان على خير " يخرج "
العمة :
أرنوب ، أخرج ، ذهب الثعلب .
أرنوب :
" يطل برأسه " ...
الببغاء :
حقاً أنتِ .. العمة دبة .
العمة دبة تبتسم فرحة ،
أرنوب يخرج من مخبئه
إظلام
"لمّا واحد زائد واحد يساوي واحد.." مسرحية للأطفال بــقـلـم : وهــيبة ســقــاي
لمّا واحد زائد واحد
يساوي واحد..
(1+1=1)
مسرحية
علمية ( فلكية)، من فصل واحد و مشهدين للأطفال
المكان :
الزّمــــان
شخصيات المشهد
الأوّل :
اللّيل – الظّلام –
النهّار- النّور
شخصيات المشهد الثاني : الّليل و النّهار،
الزمن (الأب) ،الدورة الفلكية ( الأم)
= الفصـــــــــــــــل الأوّل و الوحيد =
المشهد الأوّل
يرفع السّتار عن مشهد خلفيته ذات
لون رّمادي فاتح. "الّليل" و "النّهار" لوحدهما .يرتدي من
يمّثل "الّليل" قميصا و سروالا أسودين، و هو واقف ،يتوّسط خشبة المسرح،بينما
من يمّثل "النّهار" ،يُرى جاثما على ركبتيه ، واضعا رأسه عليهما ،مرتديا
قميصا و سروالا أبيضين .
الّليل (ينظر إلى النّهار) : مساء الخيرات يا ابن العّم !
النّهار (يرفع رأسه و يقوم من جثومه) : بل قل صباح الأنوار يا ابن الخال !
الّليل (ينظر إليه مندهشا) :
أنا لا أكون متواجدا إلاّ مع نهاية كّل مساء،فلم تذكر الصّباح في ردّك على تحيّتي؟
.ثّم دعني أصّحح معلوماتك ،إنّها لا العمومة التّي تجمعنا و لا الخؤولة !.
النّهار (يبتسم باستهزاء) :
لا و لن يمكنك تصحيح معلوماتي ،لأنّي أكثر منك ثقافة و علما و لأنّك
خاطئ في رؤيتك للأمور...
الّليل (يقاطعه
غاضبا) : ماذا تعني بكلامك هذا،أتراك تلّمح
إلى أنّي جاهل؟
النهّار : لا و الّله لم اقصد نعتك
بالجاهل،أردت فقط أن أقول أنّنا لسنا بأبناء عمّ ولا أبناء خال ،بل نحن إخوة
،أبناء لأب واحد .
الّليل (و قد هدأ غضبه) : ومن هو هذا الأب الذّي أنجب كلينا
يا ترى؟ !.
النّهار :
إنّه الزّمن،و نحن صفحتان نشّكل وجهه،نتلاحق و كأنّنا في حلبة سباق .نحن
الجديدان دوما، فلا نشّب و لا نشيب .
الّليل : إذا كان ما قلته صحيحا يا
"أبا العُرّيف"،فكيف تفسّر اجتماعنا اليوم ،و أنت القائل أنّنا في
سباق دائم،فما اجتمع قطّ "ليل
"و "نهار"؟ !.
النّهار : يا حبيبي ،أنصت إلى كلامي جيّدا و
ترّيث في الرّد عليه. نحن ما اجتمعنا و
لكنّنا تلاحقنا، فراسك دائما في ذيلي،و ..
الّليل (يقاطعه مرّة ثانية و هو مستاء من
كلامه) : احترم نفسك يا هذا، و لا تهنني،
فأنا الذّي ذيلي في رأسك .
النّهار : و الّله العظيم ،هذا الذّي كنت
بصدد قوله لولا مقاطعتك لي ،و عصبيتك المفرطة.لم أقصد إهانتك، فكلانا وجهان لعملة
واحدة،و قدُرنا مشترك ،ولا يستطيع واحد منّا العيش و الاستمرار من دون الثاني .
الّليل (ينظر إليه بازدراء) :
هذه القاعدة طبّقها على نفسك فقط، لا شأن
لك بي ،فأنا استطيع العيش من دونك ،و لست بحاجة لوجودك كي أستمّر..
النّهار(يقترب منه و كأنه يريد أن يسمعه كلامه عن
قرب ):
ها قد عدت لتعّنتك مرّة ثانية.. كيف لك
العيش من دوني، و أنت تأكل منّي لتطول و
تزداد ظلمة و بهاء، بينما أنا لا ازداد جمالا
و رونقا إلاّ بعد أن آكل منك، فتقصر و تبهت أضواءك.
الّليل( ينظر إلى النّهار من رأسه إلى أخمص قدميه بتكبّر و عجرفة) : هذا أكيد، فمن غيري لا يكتمل نضجك و لا جمالك !.
النّهار :
مقبولة منّك ،لا و لن يغضبني كلامك.فنفسيتك "سوداء" كلونك ،لا
تصفو أبدا، لهذا السبب تمقتك الأغلبية و لا
تحّبذ قدومك.
اللّيل : ماذا؟ أعد ما قلته.. الأغلبية
تمقتني؟ !.. من أين لك هذا؟. إنّ في جنحي
يتلاقى المحبّون، فيفضي بعضهم لبعض بأشواقه و لوعته، و في سكوني راحة للمتعبين، و
نوم الأطفال، ونمّو النبات. فمن ذا الذّي
يمقتني يا ترى؟؟.
النّهار (بسخرية) : و لكن لا تنسى أنّ في طولك البرد
وإغلاق النوافذ ،و سكونك مصدر المخاوف و المخاطر، و مسرح الأهوال و الشرور .
الّليل : و في طولك الحّر و فتح الأبواب، و
نورك السّاطع كاشف للعيوب، فاضح للأسرار، متعب للأبصار..
النّهار (يقّطب حاجبيه و يبدو الغضب على
ملامحه) : إيّاك و أن تتعرّض لسمعة
نوري الطيّبة، مرّة أخرى ، أتفهم ؟
الّليل (بصوت مرتفع و نبرة غاضبة) : أنت الذّي بدأت بالإساءة لسمعة ظلامي، و البادي اظلم..
النّهار( يقترب أكثر من الّليل، و كأنّه بصدد الهجوم
عليه ) : لقد تماديت في وقاحتك أيّها
"الظلامي"،وآن لك أن
تتعّلم كيف تعامل من هم أحسن منك
سمعة، و أعلى شاناً!.
الّليل (يرفع يده اليمنى متأهبا لضرب
النّهار) :
ستندم لو لمستني يا "نوراني يا حارق" ،يا سليل النّار ..
في هاته الّلحظة يدخل ممّثلان الأّول يرتدي عباءة فضفاضة من "الساتان" الأسود الشّفاف، تغّطي كامل جسمه فلا يُرى وجهه و لا حتّى كفيّه،
و الثاني يرتدي عباءة بيضاء فضفاضة هي
الأخرى من "الساتان" الأبيض
الشّفاف ، تغطّي كافّة جسمه .
يقف الممّثل الّذي يرتدي العباءة البيضاء بجانب "النّهار" ،بينما
يقف الثاني بجانب "الّليل ".
النّهار ( يبتعد عن الّليل، يلتفت إلى الزّائر الذّي
وقف بجانبه) : أهلا بالعزيز الغالي ،أهلا بحبيبي
"النّور" ، ما الذّي جاء بك ؟.
النّور :
تسألني عن الذّي جاء بي!. جاء بي صوتك المرتفع الذّي لو
سمعه الأصّم لأستعاد سمعه. ماذا يجري هنا؟
و ما سبب ذكر إسمي في العراك الدّائر بينكما؟.
النّهار( يضع يده على كتف "النّور"، و
ينأى به جانبا) :
الأمر لا يستدعي كّل هذا القلق، هناك من أراد أن ينال من سمعتنا و صيتنا،
أنا و أنت، فرددت العدوان و دافعت عن كلينا بما أوتيت من قوّة ،هذا كّل ما في
الأمر..
النّور( بغضب) :
و من هذا الوقح الذّي خوّلت له نفسه التجرؤ على أسياده ؟!.
الّليل (يتدخل
في الحوار الدّائر بين "النّهار" و "النّور") :
أنا "الوقح" الذّي تجرّأت على "الأذيال" هل لديكما أيّ
اعتراض ؟
يصمت كّل من "النّهار" و "النّور" و يتجاهلان حماقته و
يديران ظهرهما له. في هذه الآونة يقترب صاحب العباءة الفضفاضة السوداء من "الّليل".
الّليل (يخاطبه قائلا) :
أهلا ب"الظلاّم". أتراك انزعجت أنت أيضا من حماقة هؤلاء .لا
تعرهم اهتمامك، و قل لي كيف حالك ؟.
النّهار (يقاطعهما و لا يمنح الفرصة
ل"الظلاّم" بالرّد ) :
أنت هو إذن عنوان الجهل، و
الضّلال، (ثّم يضيف بسخرية)، كان عليك أن تُعلِمنا بقدومك، فكنّا أقمنا لك الأفراح
و الّليالي الملاح !.(يضحك و يضحك معه النّور) .
النّور (يرّد بتهّكم) :
كيف لنا أن نقيم له الأفراح و وجوده مرادف للموت، ففيه يموت كّل شيء، و
تُشّل الحركة، و تنعدم المقاييس جميعها.
الظلاّم (بنبرة غاضبة يوّجه كلامه للنّور) : إذا كان وجودي مرادف للموت، فوجودك مرادف للحرق
و الاشتعال و الإشعاع. اعلم أنّ النّاس
تمّل منك متى طالت مدّة مكوثك، حتّى النبات فإنّه يموت، و يصيبه التلف لو كُشِفت جذوره، و تُرِكت
عُرضة لرفيقك هذا الواقف بجوارك ...هذا...(بتهّكم) ذّكرني باسمه.. "
النّور" !.
النّور :
إيّاك والتطاول علّي بمثل هذا الكلام الوقح ،فأنا الحّق كّل الحّق ،و الجمال كّل الجمال ، رغما عنك و عن أنفك، و رفيقك
الذّي يدعى "الظّلام" هو الضّلال ،و البشاعة كّل البشاعة. من ذا الّذي
يمتلك، و لو شيئا يسيرا من ميزاتي و جمالي ،هه ؟ أجب عن سؤالي ،هيّا،..
فأنا و حليفي "النّهار" يمكن لنا بلمحة بصر، كشف عوالم من السّحر
و الجمال، قد حجبتما رونقها و
بهاءها، و طمستما ألوانها الزّاهية، أنت و رفيقك
...هذا....(باحتقار)"الّليل" !.
الظّلام (يضع يديه على خصره) :
قل ما شئت و اسخر كيفما تشاء أنت و من معك.. يكفني فخرا أنّ كّل كائن حيّ بداية
بالإنسان و نهاية بالبكتيريا، لا يكتمل نضجه و لا تكون حياته ممكنة من غيري و من
غير "الّليل.
سأعطيكما مثلا لكّي يتسّنى لكما فهم ما استعصى عليكما فهمه ،أو ما جهلتماه
و تعّمدتم عدم استيعابه، من فرط الغيرة و الحسد.
الإنسان، مثلا، سيّد الكائنات الحيّة، الذّي كرّمه الّله سبحانه و تعالى
بالعقل، و خلقه في أحسن تقويم، لا دماغه و لا قلبه و لا رئتاه، و لا بقيّة أعضاءه
تستطيع أن تقوم بوظائفها إلاّ في الظّلام
الدّامس.
أمّا دمه، الذّي هو بمثابة رسول الحياة في جسده، فإنّه لو تعّرضت قطرة منه،
لك مثلا يا سيّد "نور"، لتبّخرت في الحال ثّم تجّمدت..
الّليل (يقاطعه و يواصل ) : و كأنّ بين الدّم
و "النّور" عداوة كالتّي هي
بين الهّر و الفأر.. (يضحك
الاثنان)
الظّلام ( ضاحكا) : تقصد العداوة التّي هي بين
"طوم " و "جيري" ،أليس كذلك ؟ !.
النّهار (ينظر إليهما بغضب) :
ومن هم هؤلاء "طوم و جيري" ؟.
الّليل (يضحك و لا يكاد
يتمالك نفسه من فرط الضّحك يلتفت إلى
"الظّلام" الذّي يتلّوى هو الآخر من كثرة الضّحك ) : ألم يسبق لك أن رأيت "الجهل " من قبل ؟.( ثّم يشير
إلى ناحية كّل من "النّهار " و "النّور" ) ها هو ذا "الجهل و رفيقه" بأم عينيهما ..
النّور (يحاول تطييب خاطر صاحبه، و يرّد بنبرة فيها
كثيرا من السخرية ) : نحن فعلا نجهل من هم "طوم و جيري" الذّي
ذكرهم هؤلاء التافهان، و لكنّنا نعرف جيّدا "دراكولا مصّاص الدّماء"
الذّي لا يباشر عمله الإجرامي إلاّ ليلا تحت جنح "الظّلام"، بينما
يخشانا نحن الاثنان، و يكاد يموت رعبا لو صادفه و لو خيط رفيع من ضيائك و ضيائي..
هوّن عليك و لا تهتّم لكلامهما، دع القافلة تسير ولا تنتبه لنباح الكلاب ..
الّليل ( يتوّقف عن الضحك.يمسح عينيه من دموع
الضحك. يخاطب "النّور ") : احترم نفسك وفكّر جيّدا قبل
أن تتفوّه بأّي لفظ غير لائق، و إلاّ ستندم على قلّة أدبك هذه
(و هنا يشير ناحية "النّور" بسبّابة يده اليمنى مهدّدا إيّاه).
كّل من "الّليل" و
النّهار"و "الظّلام" و "النّور" يتبادلان العتاب و
السخرية من بعضهما البعض، مشّكلين دائرة صغيرة فلا يسمع من كلامهما سوى ' أنت و
أنت '، 'أصمت..،'احترم نفسك'..،'تأّدب'..إلخ.
فجأة يُسمع صوت دوّي هائل، و كأنّه الرّعد، يليه ضوء ساطع ثّم ظلمة، ثّم
ضوء ثّم ظلمة.. يصمت الأربعة، يختفي كّل من "النّور "و
"الظّلام" من المشهد بينما يبقى كّل من "الّليل" و "النّهار".
النّهار( يرتعد من شدّة الخوف، و ينظر لأعلى ثمّ
يلتفت يمينا و شمالا، في الجهة اليمنى من خشبة المسرح. يصيح مذعورا) : يا إلهي إنّه هو، لقد أتى ..
الّليل ( خائف هو الآخر، واقف في الجهة المقابلة،
شمالا) :
نعم إنّه هو هذه هي علامات قدومه ..
(إظــــلام)
المشهد الثــــاني
يرفع السّتار عن نفس المشهد الذّي يتواجد فيه كّل من "الّليل" و
"النّهار". يدخل ممّثل طويل القامة، عريض المنكبين، قوّي البنية، يرتدي
سروالا عريضا من الساتان، نصف السروال أسود و نصفه الثاني أبيض، قميص من نفس
القماش، و نفس التصميم، و كذا حذاءً بفردة سوداء و الثانية بيضاء. الممّثل وجهه
مطلّي بلونين من الطلاء الأسود و الأبيض، يقسم وجهه إلى نصفين، نصف أسود و الثاني
أبيض، كما يرتدي قفازين واحد أسود، و الثاني أبيض.
الّليل (يهرول ناحية الزّائر الجديد، يرفع
يد الزّائر ذات القفّاز الأسود و
يقبّلها ) : أهلا يا أبي !
النّهار ( يهرول هو الآخر ناحية الزائر الجديد، يرفع يد الزّائر ذات
القّفاز الأبيض و يقبّلها) :
مرحبا يا أبي !
الّليل و النّهار(يتكّلمان معا
) :
الّله لا يحرمنا من طلّتك البّهية يا أبانا الغالي !.
ينظر إليهما الزائر الذي هو "الزّمن" بغضب. يبتعد عنهما قليلا
ثّم يلتفت إليهما مخاطبا.
الزّمن ( بصوت عال قوّي فيه كثير من الغضب، يمشي
ذهابا و إيابا بين "الّليل" و "النّهار" واضعا يديه خلف
ظهره) :
لقد جاءتني أخبار تقول أنّكما في عراك و اختلاف دائمين.. هل وصلت بكما الوقاحة على أن تتصّرفا مثل هذا
التصّرف المشين، و تمّرغا صيتي و سمعتي التّي هي مضرب المثل، في التّراب؟. هل انتم
إخوة أم متصارعان على حلبة ملاكمة؟ هل هذا هو ..
الّليل( يقاطعه)
:
يا أبي إنّ "النّهار" هو ..
الزّمن( ينهره بغضب) : أصمت و دعني أكمل كلامي ، لم
أسألك عن رأيك و لم أأذن لك بالكلام يا وقح !.
النّهار(يخاطب "الّليل" بسخرية) :
تستأهل هذا الرّد ،..يا وقح !.
الزّمن (غاضبا) : و ما دخلك أنت الثاني بالذّي يجري
بيني و بين أخيك،
هل طلبت رأيك؟ صرتما تتناوشان أمامي بالكلام،
و كأني غير موجود ..
يا لها من قلّة الأدب !.
على كّل حال لم آت لإعادة تربيتكما بل لتوضيح بعض الأمور صرتما غافلين
عنها. أنا والدكما و أنتم ولدّي العزيزين على قلبي.
لا داعي للخصام و الفرقة، فأنتما تشّكلان الحياة، و الحياة تشّكلكما. يجب
عليكما أن تتحّابا، و تكونا دوما كالسّمن على العسل الصّافي ..
الّليل : أرجوك يا أبي أطلب من
"النّهار" أن يعيرني احتراما أكثر، بحكم أنّي الأكبر، و الأطول .
الزّمن : لست الأكبر و لا هو الأصغر،فسنّك
بمقدار سنّه، و طولك شتاءً، بمقدار طوله صيفا.
النّهار : و لكن يا والدي هل نحن في شيخوخة
أم نحن في شباب؟
الزّمن (تهدأ ثورته و يرّد بهدوء) : لا شيخوخة و لا شباب. كلاكما
جديدان، تتجدّدان كّل يوم، فلا تتغيّران و لا تتغيّر ملامحكما مهما طلتُ
"أنا"، أي مهما طال الزّمن
أنتما لا تتوّقفان،إذ بتوّقفكما تتوّقف الحياة ، و تتوّقف الدّنيا، و
تتوّقف الحوادث ..
الّليل (و كأنّه يريد أن يتوّدد إلى والده يسأل بطريقة فيها كثير من التمّلق ): قرأت مؤخرا يا أبي في جريدة علمية، أنّنا أنا و أخي "النّهار"، بمثابة شطآنك ،فهل
هذا صحيح ؟
النّهار (يختطف الكلمة من والده، و يعّلق على سؤال "الّليل" مستهزئا) :
كيف تطالع المجلاّت و الكتب، و أنت في
ظلمة ؟. (ثّم ينهي سؤاله بقهقهة فيها كثير من السخرية)
الزّمن : كّف عن استفزاز أخيك، و كفاك
غرورا و تباهيا بضيائك، و إلاّ عاقبتك، فيُطمس نورك و يُحجب ضيائك لمدّة
"منّي "، أي لمدّة من الزّمن ..(ثّم يلتفت إلى "الّليل"
)
الزّمن : نعم يا بنّي ،هذا صحيح ،أنت و أخوك شطآني ،و
أنا النّهر الجاري ،أنا نهر الحياة ،أنا الذّي يحّل المعضلات، و يفّك الأزمات ،و
يبدّد الأحزان .
النّهار (خائفا) :أعذرني يا أبي،لم
أتعّمد استفزاز أخي "الّليل" أردت فقط ممازحته ، هل تسمح لي بسؤال؟
الزّمن : تفّضل ..هات ما عندك..
النّهار (و كأنه خائف من طرح سؤاله) : كيف يمكن لك يا أبي أن تعاقبني و تحجب ضيائي، و
أنت القائل أنيّ كأخي "الّليل"
لا أتوقف و لا اختفي؟ !.
الزّمن (يبتسم ابتسامة يريد أن يخفيها،يقترب من "النّهار" و
يضع يده على كتفه ) :لا تخف يا بني
،فانا لا يهون علّي معاقبة فلذة كبدي ، كّل ما في الأمر هو أني أردت تخويفك لكي لا
تسخر من أخيك مرّة أخرى..
النّهار (يقاطعه) :اعذرني عن
المقاطعة يا أبي، و لكن بالّله عليك أشبع فضولي، و قل لي كيف يمكنك حجب ضيائي؟
الزّمن (يضحك) :ما زلت فضوليا كما
عهدتك ،لا و لن تتغيّر يا بنّي..ما دمت مصّرا على معرفة هذا الأمر، فلن أتأخر عن
تلبية طلبك ..
يمكن أن يُحجب نورك إذا صادف مرور "القمر" بين "الأرض"
و "الشّمس"، فيتعّرض نورك لظّل "القمر"، فيُطمس و يأخذ مكانك
أخوك "الّليل" لمدّة ما، حتّى يعبر "القمر"، و تعود الحالة إلى ما كانت عليه من قبل. و مثل
هذه الظاهرة تسّمى "الكسوف"، هل فهمت الآن فحوى تحذيري؟.
النّهار : فهمت يا أبي ،و لكن ما الذّي يدفع
ب"القمر" بأن يسّبب لي هذا الأمر، و أنا لم أؤذه أو أتعرض له بأيّة
إساءة؟.
الزّمن يضحك، و ما كاد أن يرّد حتّى يستولي "الّليل"
على الكلمة.
الّليل : لا ترّد عليه يا أبي، و إلاّ
فإنّك ستدخل معه في حوارات بيزنطية لا تنتهي..
النّهار (الدّهشة بادية على وجهه) :
"بيزنطية" ؟. ما معنى هذه الكلمة؟ و هل لها علاقة هي الأخرى بالاختلاف
القائم بيني و بين "القمر"؟
الّليل : هووه !..ها قد دخلنا في متاهة أخرى ..يا
ليتني لم أتفوّه بهذه الكلمة ..
الزّمن يضحك، و لم يعد يتمالك نفسه من شدّة الضحك.
الزّمن (يكّح و يمسح عينيه الّلتين دمعتا من فرط
الضّحك ) : أعذر أخاك و لا تستعمل معه مثل
هذه المصطلحات الصّعبة، فثقافته علمية ليست أدبية كثقافتك !.(ثّم
يلتفت إلى "النّهار")
يا بنّي ليست هناك أيّة عداوة بينك و بين "القمر"، مجّرد
ما هناك في الأمر، أنّ هاته الأمور تحصل أحيانا في الدورة الفلكية، و هي ناذرة
الوقوع، كّل خمسين أو حتّى كّل مائة عام.
وبينما "الزّمن" يشرح لأبنائه الظواهر الفلكية، إذ بريح
قويّة تهّب، يتبعها ضوء قوّي يكاد يعمي الأبصار.
يجثو كّل من "الّليل" و "النّهار" على
ركبتيهما، واضعين رأسيهما بين رجليهما، بينما يبقى "الزّمن"
واقفا مذعورا يتلاعب الرّيح بملابسه.
تتوّقف الريّح عن الهبوب، تدخل ممّثلة حسناء ترتدي فستانا جميلا، مفّصلا
تفصيلا رائعا يبدي قوامها الأنثوي الجميل، من الساتان الأصفر، مطّرزا بالجواهر
المختلفة الألوان. تضع الممّثلة على رأسها تاجا مرّصعا بجواهر بديعة، تزيدها بهاء
و رونقا.
تنظر إلى "الزّمن" بوجه مشرق مضيء، تعلوه ابتسامة جميلة.
الزّمن (يتّجه نحوها مستبشرا) :
أهلا حبيبتي، أهلا بدر البدور ،أهلا ب"الدورة الفلكية" أم الأولاد.
الدورة الفلكية (تفتح ذراعيها و تحتضنه) :
أهلا حبيبي ،تاج رأسي، و أب العيّال، و الّله لك وحشة يا غالي.
"الزّمن" يلتفت إلى كّل من "الّليل"
و "النّهار" .
الزّمن : يا أولاد ،لا تخافا و قوما لتحيّة
أمّكما ،هيّا قوما ،يا له من يوم مبارك سعيد.
الّليل و النّهار (يحتضنان و يقّبلان أمّهما ) :
أمّاه،أمّاه ..
الدورة الفلكية : أهلا "لولو"(
تقصد الّليل) ،أهلا "نينو"( تقصد النّهار) . لم تتغير
ملامحكما، و كأنّي أراكما يوم ولادتكما، ما شاء الّله على حسنكما و جمالكما.
الّليل : لقد اشتقنا إليك كثيرا يا أمّاه
،هل نسيتنا ؟
النّهار : هل هُناّ عليك ،هل هان الوّد عليك
؟ .
الّليل : انظر يا أبي إنّه يستعمل كلام
الأغاني للتعبير عن شعوره،إنّه لا يقوى حتّى على استعمال مفردتاه الخّاصة ..
(يخاطب أخاه "الّليل"،دع كلام
الفنّان "محمد عبد الوهّاب" جانب، و لا تختلس كلام غيرك يا لّص.
الدورة الفلكية (تبتسم ) : لاتنعت أخاك بالّلص، إنّ حبيبي
"نينو" رومانسي بطبعه. (ثمّ تضع ذراعها الأيمن على "النّهار"
،والشمال علي "الّليل") و الّله يا أولاد لم أنساكما قطّ، كنت
دائمة التفكير بكما، كّل ما في الأمر إنّي قد انشغلت عنكما بشؤون النّجوم و
الكواكب السيّارة، و المذّنبات و الشهب الّتي لا تنتهي.
الزّمن (يتنّهد و يرّبت على كتف زوجته) :
الّله يعينك، فالحمل ثقيل و الأمر ليس بالهيّن، أتمّنى لك التوفيق في كّل مساعيك
يا حبيبتي، فلولاك لأختّل توازن الكون، و عمّت الفوضى. (يقترب "الزّمن"
من "الدورة الفلكية" يمسك بخصرها، و يدنو منها أكثر لتقبيلها)
الدورة الفلكية (تضحك و تبعده ) : الأولاد ينظرونا إلينا، كفّ عن
حركات المراهقين هذه.(ثّم تلتفت إلى كلاّ من "الّليل" و "النّهار"
)
الدورة الفلكية (تنظر إليهما بملامح جّادة) :
بلغني أنّكما في شجار دائم ، و صار كّل واحد منكما يستعين بثانٍ للتغّلب على أخيه.
(تخاطب "الّليل") أنت مثلا، صرت تستعين ب"الظّلام"
لنصرتك. (ثّم توّجه كلامها ل"النّهار") بينما أنت، جلبت "النّور"
لمؤازرتك في المعركة التّي لا تنتهي، والقائمة بينك و بين أخيك.
الّليل (مطأطأ رأسه) : إنّ "النّهار"
يتباهى عليّ دوما بضيائه، و يتعمّد السخرية
من سوادي، و أنا و الّله..
النّهار( يقاطعه ) :لا تصّدقيه يا
أماّه، إنّه هو الذّي يسخر من ضيائي، و كادا أن يضرباني هو و "الظلام"
رفيقه،إنّه ..
الدورة الفلكية (غاضبة) :
صه !..اعلما أنكما تشكلاّن كيانا واحدا
لا يتجّزأ، فأنتما تتابعان و لا تنفصلان..
"أنت" هو "هو"،و "هو" هو
"أنت"،كفاكما خصاماً و فرقة، لقد جعلتماني أضحوكة بين الكواكب
والمجرّات، و صرتُ أوصفُ بالّتي "تنّظم الفلَك، و فشلت في تربية
أولادها" !
الزّمن :
لقد كادا أن يتقاتلا، و لم يعيرا أدنى احترام لوجودي..المهّم أنّي قد
نبّأتهما لخطئهما، و شرحت لهما أمورا عديدة كانا يجهلانها، فلا أظنهما قد يعودان
لسخافتهما مرّة أخرى..(ينظر إلى كّل من "الّليل" و "النّهار")
أليس كذلك يا أولاد؟
الّليل يمسك بيد "الزمن" ذات القفّاز
الأسود) : من جهتي لا و لن يتكّرر هذا الأمر
في حضورك، أو حتّى في غيابك، كن مرتاح الخاطر، مطمئن البال يا أبي.
النّهار (يحذو حذو "الّليل" و يمسك
بيد والده ذات القّفاز الأبيض) : لن أختلف مع آخي مرّة أخرى، سيكون
الاحترام سمة علاقتنا، و المحّبة و الانسجام عنوانها.
الزّمن (يبتسم
يضع يديه على رأسي ولديه ) : بوركتما يا أولاد، هكذا تكون
التربية و إلاّ فلا !
الدورة الفلكية
(مبتسمة) : ما شاء الّله عليكما حينما تصغيان
لنصائح من هم اكبر منكما سنّا و خبرة...يا إلهي لا أكاد أصّدق ما أرى، هل تحوّل
الإخوة الأعداء إلى أحبّة ؟ الّله يديم المحبّة بينكما يا حبايبي، و فلذة كبدي (تقبلّهما بحنان).
ضعا دائما نصب أعينكما أنّكما
لستما "اثنين" بل "واحد" بكيانين اثنين، و مصير واحد مشترك.
النّهار (يقاطعها) : كيف ذلك يا أماّه، في علمي أنّ
كّل واحد منّا منفصل بذاته، له سماته الخّاصة التّي تميّزه عن غيره، و الوظيفة
التّي هو مكّلف بها..أي أننا اثنان و لسنا
واحد !
الّليل (يقاطعه) :بالّله عليك يا
أمّاه، لا تأبهي بتعليقه السّخيف، و إلاّ سيوجع رأسك بغبائه وحماقاته، فهو لم يكن
طوال حياته ماهرا بأمور الحساب و المنطق،..
النّهار( يغضب و يقترب من "الليل"
):
أنا لست غبّيا و لا أحمقا، يا حقود، يا حسود (ثّم يدفعه)
الّليل :
أتجرؤ علي دفعي، سأريك من أنا (يرفع يده لضرب "النّهار").
يأتي كّل من "الزّمن" و "الدورة الفلكية"
لفّك النزاع القائم بين "الّليل" و "النّهار".يمسك
"الزّمن" ب"الّليل"، و تمسك "الدورة
الفلكية" ب"النّهار".
الزّمن (ينهرهما) : كفّا عن هذا الجنون..
الدورة الفلكية (بصوت عال
وغاضب) : هل ستتقاتلان مرّة أخرى بسبب
تفاهة؟ هيّا توّقفا ..
يتوّقف الممّثلون الأربع عن الحركة التّي كان كّل واحد منهما بصدد القيام
بها، و كأن إرسالا تلفزيونيا أو سينمائيا
قد انقطع، فظّل المشهد الأخير متحّجرا من غير حركة.
( الهدف من هذه الّلقطة هي أن أفتح المجال
للمتّفرج أو قارئ المسرحية مانحا إيّاه
الحرّية في تخيّل النهاية التّي يراها مناسبة.)
( يسدل السّتار)
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)