كتاب يتعلم
صبحي
سليمان
ـ
ها قد وجدتك أخيراً ...
هكذا بدأ أمين المكتبة حديثة بعدما وجد كتاباً
قيماً بين كومة كُتب مُهملة بالمكتبة ... وابتسم بسعادة بعدما نفض عن وجه الكتاب
التراب الذي علق به مُنذ سنوات ...
وما
أن وضعه علي رفه الأنيق حتى ابتسم قائلاً
ـ
أنت أفضل كتاب عثرت عليه مُنذ مُدة طويلة ...
قالها وشعر بالتعب الذي حل علية بعد كمية
العمل الهائل التي قام به هذا الصباح؛ فلقد بحث عن هذا الكتاب وسط كُتب المكتبة العتيقة
... وابتعد ليجلس علي أحد المقاعد ليتناول غذائه ويستريح ...
هُنا فتح الكتاب عينيه لأول مرة مُنذ مُدة
طويلة ... وتطلع للكلام المكتوب علي غُلافه الجميل ... وتذكر اسم غُلافه المكتوب
بخط ذهبي لامع ... ( كتاب التاريخ ) ...
وابتسم
وهو يقول :
ـ
يا له من اسم رائع ... يبدو أو صفحاتي تحتوي علي أشياء جميلة وعظيمة ... فإنني
مُنذ طباعتي لم أعرف ما بداخلي ... يجب أن أفتح غُلافي لأتعلم؛ وأعرف ما بداخلي ...
فما فائدة التاريخ إن لم نتعلم منه ...
وبداخل صفحاته وجد حضارات كثيرة؛ فقلب
صفحة تلو الأخرى؛ فوجد للإنسانية تاريخاً عظيماً ... فشاهد تاريخ الأنبياء؛ وحضارة
الفراعنة والسوماريين والإغريق ... فرأي وتعلم وعرف الكثير ... فأعجبه ما قرأ ...
وأصبح يفتخر بما يحوي بين صفحاته ...
وعندما جاء الليل أحس فجأة بألم شديد ...
وشعر بيدٍ خبيثة تعبث بين صفحاته وتُحرف وتمحو سطوراً وتزرع أخري ... وشعر براية للشر تُغرس في قلبه ... فتألم ...
وفي
الصباح عندما أضاء النهار وفتحت المكتبة أبوابها؛ وجد تاريخه قد تزور ...
فبكي
كثيراً وهو يقول :
ـ من يُغير هذا التاريخ المُزور ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق