الثمرة الأخيرة
صبحي سليمان
انتصف
النهار .... واشتدت أشعة الشمس ومازال هذا الصغير يبحث عن لُقمة خُبز يأكلها لتسد
جوعه الذي لا يسكت منذ مساء الأمس
إنه
يعلم أن رحلته اليومية للبحث عن الطعام كثيراً ما تطول وسط زحام هذه المدينة لكنه
كان دائمًا ما يجد قوته في النهاية... إلا أن رحلة اليوم كانت أطولها وأقساها ...
فهو لا يجد الزحام الذي اعتاده كل يوم، فاليوم عطلة، والمدينة خالية ... ومحال
الطعام الكبيرة لم تفتح أبوابها كعادتها كُل صباح ... وهذا ما جعل هذا الجائع
الصغير يشعر أنه وسط صحراء كبيرة لا زرع فيها ولا ماء ...
وفجأة
... شاهد الصغير ثمرة يانعة موجودة في قمة شجرة نامية علي أحد جانبي الشارع الكبير
...
فابتسم
وهو يُشمر عن ساعديه ... وبدأ يتسلق الشجرة بصعوبة أملاً في أن يحصل علي الثمرة
الوحيدة الموجودة بها.
مر
الوقت ... وتشققت أصابعه من الألم؛ ولكن الجوع كان يدفعه إلى أعلى ... وبعد كثير
من العناء وصل الصغير لقمة الشجرة ... ومد يده ليحصل علي جائزته التي تعب كثيراً
للحصول عليها ... فأكلها بنهم وهو يقول :
ـ
ما ألذ الطعام بعد الجوع.
أفاق
عندما هدأت معدته، وشعر بالمأزق ... فلقد علمه الجوع كيف يصل إلى القمة ... ولكنه
لم يُعلمه كيفية النزول.
هناك تعليقان (2):
جميلة و بسيطه
هدى محمد muslema13
جميلة وبسيطة
هدى محمد
إرسال تعليق