أبحرت السفينة العملاقة "سيدة البحار" من أحد موانئ القارة الإفريقية عائدة إلى مرسيليا المدينة الفرنسية التي تقع على شواطئ البحر الأبيض المتوسط.
تحمل على متنها بحارتها، وعدداً كبيراً من الشباب الإفريقيين، نساء ورجالاً، المميزين بلون بشرتهم السوداء مستعبدين لبيعهم في دول أوروبا لاستخدامهم في الأعمال الوضيعة بعد أن أغروهم بوعود برّاقة وبحياة رفاهية تخلصهم من الفقر الذي يعيشون في ظروفه القاسية.
فردت السفينة العملاقة أشرعتها الضخمة، وبدأت المجاديف تتحرك على إيقاع واحد تدفع السفينة للإبحار في رحلتها الطويلة عبر المحيط الهندي قاصدة مضائق جبل طارق تدخل منه إلى البحر الأبيض المتوسط ومنه إلى شواطئ وميناء مرسيليا. عندما صارت السفينة في عرض البحر، أدرك الإفريقيون المستعبدون أنهم أصبحوا عبيداً عليهم أن يمتثلوا لأوامر ربان السفينة وبحارتها، وأن ينخرطوا في تنفيذ الأعمال التي تطلب منهم دون شكوى أو اعتراض، وإلا فالعقاب الصارم سيطالهم.
بعد أيام كثيرة من إبحار السفينة، هبّ إعصار شديد، هاج البحر وماج، وترنحت السفينة ذات الشمال وذات اليمين، وحاول الربان والبحارة السيطرة عليها دون جدوى، سرعان ما انقلبت وبدأت تغوص في قاع المحيط شيئاً فشيئاً، وكل يحاول النجاة بنفسه من لجّة الموت غرقاً.
وشاء القدر أن تغرق السفينة قريبة من جزيرة مجهولة لم يسمع بها أحد، ولا يعرفها أحد، وليس لها أي وجود على خرائط المحيطات، واستطاع نفر من ركاب السفينة الغارقة أن يصل إلى شاطئ الجزيرة الصخري المرجاني.
جزيرة قاحلة غير مسكونة، لم تطؤها أقدام آدمي، صغيرة، الأشجار البرية متشابكة، وجدول ماء عذب يتدفق من وسطها.. طيور قليلة، وبعض زواحف وحيوانات صغيرة تسكن تلك الجزيرة المجهولة.
لم يتجاوز عدد الناجين من الغرق أكثر من عشرة أشخاص، ستة منهم من بحارة السفينة، والأربعة الباقون من المستعبدين.. ثلاث فتيات ورجل واحد، بعد أيام قليلة من تواجدهم على أرض الجزيرة عانت واحدة من الفتيات مرضاً مجهولاً سرعان ما أودى بحياتها، بينما استطاع الباقون من تدبّر شؤون حياتهم اليومية مما يتوفّر من خير الجزيرة ومائها، لكن الأمر المحيّر أن الفجوة بين العبيد والسادة رغم تلك الظروف الصعبة والقاسية التي يعاني من قسوتها الجميع ما زالت تعلن عن نفسها، فالسادة لا يختلطون مع العبيد ولا يعنيهم أمرهم في شيء، وهم يعملون معاً لبناء طوّافة من خشب الأشجار المتوفّر بكثرة في الجزيرة علّها تحملهم إلى النجاة.
بعد أكثر من ثلاثة شهور أنجزوا بناء طوافة كبيرة ومتينة، وحضروا لها المجاديف وقرروا الخروج من الجزيرة.
المفاجأة أن الأشخاص الستة السادة في صباح ذلك اليوم عندما ركبوا الطوافة قاصدين الرحيل إلى مجهول، أجبروا الثلاثة الباقين المستعبدين على البقاء في الجزيرة دون أن يطرف لهم جفن.
مضت الطوافة بحملها إلى عرض البحر، ولا أحد يعرف أين استقر بها المسير، هل نجت بما عليها.؟ أم غرقت والتهمتها أعماق المحيط.؟
الأيام والشهور والسنوات تطارد بعضها بلا معالم ولا أمنيات، وتترى تباعاً، والمستعبدين في الجزيرة يحسنون التوافق مع المتغيرات التي أصبحت صبغة مسير حياتهم، وتمضي بهم الحياة.
بعد ثلاثين سنة، سفينة عملاقة لاحظت تلك الجزيرة الغريبة واقتربت من شاطئها لتستكشفها.
كان وقع مفاجأة على البحارة الذين وطئوا أرض الجزيرة مذهلاً عندما تعرفوا بكثير من الدهشة، على قبيلة من ذوي البشرة السوداء يعيشون منذ ثلاثين سنة على الجزيرة بعيداً عن صخب العالم، يمارسون حياتهم بحريّة، ويتناسلون.. ويعلنون بقاءهم.
جرت أحداث هذه القصّة، في أواسط القرن السابع عشرالميلادي.
تحمل على متنها بحارتها، وعدداً كبيراً من الشباب الإفريقيين، نساء ورجالاً، المميزين بلون بشرتهم السوداء مستعبدين لبيعهم في دول أوروبا لاستخدامهم في الأعمال الوضيعة بعد أن أغروهم بوعود برّاقة وبحياة رفاهية تخلصهم من الفقر الذي يعيشون في ظروفه القاسية.
فردت السفينة العملاقة أشرعتها الضخمة، وبدأت المجاديف تتحرك على إيقاع واحد تدفع السفينة للإبحار في رحلتها الطويلة عبر المحيط الهندي قاصدة مضائق جبل طارق تدخل منه إلى البحر الأبيض المتوسط ومنه إلى شواطئ وميناء مرسيليا. عندما صارت السفينة في عرض البحر، أدرك الإفريقيون المستعبدون أنهم أصبحوا عبيداً عليهم أن يمتثلوا لأوامر ربان السفينة وبحارتها، وأن ينخرطوا في تنفيذ الأعمال التي تطلب منهم دون شكوى أو اعتراض، وإلا فالعقاب الصارم سيطالهم.
بعد أيام كثيرة من إبحار السفينة، هبّ إعصار شديد، هاج البحر وماج، وترنحت السفينة ذات الشمال وذات اليمين، وحاول الربان والبحارة السيطرة عليها دون جدوى، سرعان ما انقلبت وبدأت تغوص في قاع المحيط شيئاً فشيئاً، وكل يحاول النجاة بنفسه من لجّة الموت غرقاً.
وشاء القدر أن تغرق السفينة قريبة من جزيرة مجهولة لم يسمع بها أحد، ولا يعرفها أحد، وليس لها أي وجود على خرائط المحيطات، واستطاع نفر من ركاب السفينة الغارقة أن يصل إلى شاطئ الجزيرة الصخري المرجاني.
جزيرة قاحلة غير مسكونة، لم تطؤها أقدام آدمي، صغيرة، الأشجار البرية متشابكة، وجدول ماء عذب يتدفق من وسطها.. طيور قليلة، وبعض زواحف وحيوانات صغيرة تسكن تلك الجزيرة المجهولة.
لم يتجاوز عدد الناجين من الغرق أكثر من عشرة أشخاص، ستة منهم من بحارة السفينة، والأربعة الباقون من المستعبدين.. ثلاث فتيات ورجل واحد، بعد أيام قليلة من تواجدهم على أرض الجزيرة عانت واحدة من الفتيات مرضاً مجهولاً سرعان ما أودى بحياتها، بينما استطاع الباقون من تدبّر شؤون حياتهم اليومية مما يتوفّر من خير الجزيرة ومائها، لكن الأمر المحيّر أن الفجوة بين العبيد والسادة رغم تلك الظروف الصعبة والقاسية التي يعاني من قسوتها الجميع ما زالت تعلن عن نفسها، فالسادة لا يختلطون مع العبيد ولا يعنيهم أمرهم في شيء، وهم يعملون معاً لبناء طوّافة من خشب الأشجار المتوفّر بكثرة في الجزيرة علّها تحملهم إلى النجاة.
بعد أكثر من ثلاثة شهور أنجزوا بناء طوافة كبيرة ومتينة، وحضروا لها المجاديف وقرروا الخروج من الجزيرة.
المفاجأة أن الأشخاص الستة السادة في صباح ذلك اليوم عندما ركبوا الطوافة قاصدين الرحيل إلى مجهول، أجبروا الثلاثة الباقين المستعبدين على البقاء في الجزيرة دون أن يطرف لهم جفن.
مضت الطوافة بحملها إلى عرض البحر، ولا أحد يعرف أين استقر بها المسير، هل نجت بما عليها.؟ أم غرقت والتهمتها أعماق المحيط.؟
الأيام والشهور والسنوات تطارد بعضها بلا معالم ولا أمنيات، وتترى تباعاً، والمستعبدين في الجزيرة يحسنون التوافق مع المتغيرات التي أصبحت صبغة مسير حياتهم، وتمضي بهم الحياة.
بعد ثلاثين سنة، سفينة عملاقة لاحظت تلك الجزيرة الغريبة واقتربت من شاطئها لتستكشفها.
كان وقع مفاجأة على البحارة الذين وطئوا أرض الجزيرة مذهلاً عندما تعرفوا بكثير من الدهشة، على قبيلة من ذوي البشرة السوداء يعيشون منذ ثلاثين سنة على الجزيرة بعيداً عن صخب العالم، يمارسون حياتهم بحريّة، ويتناسلون.. ويعلنون بقاءهم.
جرت أحداث هذه القصّة، في أواسط القرن السابع عشرالميلادي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق