باولو كوليهو
ترجمة: حسن صلاح حسن
كان رامان، أحد أتباع فلسفة اليوجا، أستاذاً بارعاً فى فن الرماية.
وذات صباحٍ دعى أحد أتباعه (صبيته) المفضلين ليستعرض أمامه مهارته فى الرماية. وبرغم أن صبيّه كان قد شاهد استعراض هذه المهارة أكثر من مائة مرة إلا أنه لبّى دعوة معلمه.
ذهبا سوياً إلى الغابة بجوار الدير، وعندما بلغا سنديانة ضخمة، أخذ رامان زهرةً كانت مُعلّقة فى ياقة قميصه، ووضعها بعناية فوق أحد الأغصان.
فتح رامان حقيبته، واستخرج منها قوسه الرائع المصنوع من خشب ثمين، وسهم، ومنديل أبيض مطرز بأزهار الليلك.
ابتعد رامان عن الشجرة بمقدار مائة خطوة، مصوباً وجهه جهة الهدف، ثم طلب من صبيه أن يعصب عينيه بالمنديل المطرز، ففعل الصبى كما أراد المعلم. سأله المعلم:
- كم مرة رأيتنى أمارس هذه الرياضة النبيلة القديمة؟
أجاب الصبى:
- كل يوم، بل إنك دائماً تصيب الهدف من على بُعد ثلثمائة خطوة بنجاح.
ثبّت رامان قدميه فى الأرض، وجذب خيط القوس بكل قوته،مصوباً قوسه تجاه الزهرة الموضوعة على أحد أغصان السنديانة، وهو معصوب العينين، ثم أطلق السهم.
اخترق السهم الهواء مدوياً، ولكنه لم يُصِب الهدف أو حتى السنديانة الموضوع عليها الهدف، بل ابتعد السهم عنها بقدر ملفت ومحرج.
فقال رامان لصبيه، وهو يزيح العصابة عن عينيه:
- هل أصبت الهدف؟
فأجاب الصبي:
- لا .. لقد أخطأته تماماً. كنت أعتقد انك ستعلمنى قوة الفكر، وقدرتك على الأداء السحرى.
فقال رامان:
- بل علمتك الآن أهم درس عن قوة العقل. عندما تريد شيئاً، ضع فى بالك هذه العبارة فحسب "من لا يَرى هدفه، فلن يُحققه".
ــــــــــــــ
القصة للكاتب باولو كوليهو من كتاب (قصص للآباء والأبناء والأحفاد) المجلد الأول 2008
هناك تعليق واحد:
شكرا على القصة الماتعة.. أحب قصص الأطفال كثيرا..
إرسال تعليق