الفتاة ذات الشعور العجيب
Pogrebin
كان لدى بنت شعور عجيب.
لم يكن لهذا الشعور اسم، ولكنه كان وفيا للبنت فبادلته الوفاء.
والشعور جعل البنت تتصرف بطريقة عجيبة.. ترقص وتغني أغنيات رائعة. جعلها تضحك على أشياء يتقاتل عليها الآخرون.
الشعور جعل الطبيعة في عينيها واسعة ورائعة. وبسبب الشعور، فإن البنت رأت وسمعت عن أشياء عجيبة حقا، مثلا:
1- رجال ذوو لحى من عنب
2- صديق دائم الكلام، وآخر دائم الإصغاء.
3- طيور بنظارات شمسية.
4- صرافون على هيئة طائر البطريق.
5- أطفال راشدون.
6- حذاء عجيب غير عادي.
7- قبعة فضولية جدا.
ذات يوم، خرج رجل من الظلال، وأثنى على البنت وشعورها، وأخبرها أن العالم بحاجة إلى مثل هذا الشعور.
وبعد ذلك بدأت سلسلة من حوادث غير سعيدة. كان على الشعور أن يكون جاهزا ومستعدا دائما للاستقبال.. باحثون وعلماء وسياسيون حاولوا أن يفسروا الشعور وأن يمنحوه اسما.
آخرون حاولو سرقة الشعور وادّعاءه.
وكلما غدت البنت أكثر شهرة غدا الشعور ضعيفا، سَئِما من التجاهل،.... إلى أن اختفى أخيرا.
في البداية لم تلحظ البت أن الشعور قد اختفى ولكن فيما بعد أخذت تشعر بفراغ داخلي.
انتابتها أحلام مروِّعة. كانت تستطيع أن ترى ببصيرتها أنها لم تعد تحس بشيء.
كل الأشخاص كانوا يتصرفون ويظهرون بشكل مشابه، ولم تعد تثق بأحد.
كانت تعلم أن عليها أن تجد شعورها.
رجل الظلال نادها: " تعالي"، وأغراها بالهدايا. وألقى على مسامعها الفكاهات حتى تضحك وتنسى.
ولكنها رفضت أن تسمع، ومضت بعيدا.
صغار كرام قدموا إليها مشاعرهم. ولكنها رفضت بأدب وتابعت السير بعيدا.....بعيدا.
رجال حكماء منحوها حقائق مدهشة. ولكنها تجاهلتهم، وتابعت السير بعيدا.....بعيدا. حتى وصلت أخيرا إلى حيث بدأت، وبعد وقت طويل شعّت رائحة شذية، ورأت منظرا مدهشا وأحداثا أعجب من ذي قبل.
وقد شعرت عندئذ بالخجل.
ولم يكن عليها أن تعتذر أو تبرر لقد عاد إليها شعورها ثانية.
ــــــــــــــ
* القصة من كتاب" اللغة الغائبة- نحو لغة غير جنسوية" لزليخة أبو ريشة ط أولى 1996-مركز دراسات المرأة- عمان- الأردن. ( القصة من نماذج القصة الغير جنسوية)
هناك تعليقان (2):
هل هذه قصة للاطفال.... هل هذه قصة !!؟؟!! اعتقد انه بات ضروريا اعادة (فلترة ) المدونة.. هذا رأي
عفوا.. اقول ذلك لاني معجب بالمدونة واخيرا وجدت ما اقراه لاطفالي .. ولكني اجد احيانا هفوات في اختيار الموضوع واحيانا في اللغة والترجمة حيث اعيد الصياغة .. لن اطيل شكرا على كل حال للاهتمام
إرسال تعليق