العملاق والبستان
(قصة" العملاق الأناني" من قصص الكاتب البريطاني اوسكار وايلد، وقد صدرت ضمن كتاب الأمير السعيد عام 1888، وحولها الشاعر السوري معشوق حمزة إلى قصة شعرية)
معشوق حمزة
يحكى أن السلطان
في غابر هذه الأزمان
منع الأطفال
من اللعب
قال لهم
"لا تقتربوا من بستاني
من أزهاري
من أشجاري
يا أطفال...
هيا ابتعدوا"
وبنى سوراً
حول القصر
وحول البستان
حزن الأطفال كثيراً
لكن السلطان
كان سعيداً:
وحده سوف يشمّ الورد
وحده يفرح
بالألوان
وحده ينعم
بالألحان
وحده يمرح
وحده يرقص
وحده يضحك...
في البستان
وحده تحت الظل
ينام...
يغرق...
في حلو الاحلام
والأطفال الفقراء
كادوا أن ينسوا البستان
لولا الرسم على دفترهم
لولا اللون على بسمتهم
وتدور الأيام
وتدور فصول العام
ويغيب شتاء
ويجيء ربيع
ويفيق السلطان
من حلو الاحلام
ليزور البستان...
نظر السلطان
إلى أرض البستان
ارتد إلى الخلف
صُعق المغرور
تعجب:
هل هذا معقول؟
كان البستان
بلا ألوان
لم تتفتح وردة
لم تزهر شجرة
لا عشب
لا ألحان
لم تأت عصافير الفرحة
هذا قحط
أم بستان؟
صاح السلطان!
أين الربيع؟
أين اختبأ الفصل ربيع؟
نادى في الحراس
"هاتوا فصل الربيع
ألقوا القبض عليه
سأعلمه...
كيف يطيع..."
لكن ربيع
كان على السور يجلس
مبتسماً
ويقول:
لن تلقي القبض عليّ
إن تفصلني
عن أحبائي الأطفال
أنا فصل الفرحة
أبقى
خارج هذا السور
حيث الأطفال
وحيث النور
لا أرضى أن أدخل بستاناً
لايدخله الأطفال
غضب السلطان
جن السلطان
صار يصيح
يضرب رأسه في الحيطان
هبت ريح
سمع الأطفال صراخاً
اجتمعوا
اقتربوا من باب البستان
لم يجدوا سوراً
أو سلطان
كان ربيع
يستقبلهم عند الباب
وهو يقول:
"أهلاً أهلاً يالأحباب"
هناك 3 تعليقات:
قصة جميلة جدا ، و جاري تلخيصها
قصة جميلة جدا .
قصة جميلة ,,,,,
إرسال تعليق