وأنتم تقرأون قصة هذا العبقرى الذى أبهر الدنيا سيكون قد مرّ
عامان على رحيله، إذ رحل فى 5 أكتوبر 2011، لكن أمثال هذا العبقرى تظل
إبداعاتهم وابتكاراتهم نابضة بالحياة..
«الفرق بين القائد والتابع هو القدرة على الابتكار والإبداع»، «أنا
أعمل بروح المرح، وشركتى (آبل) لا يعمل بها مبرمجون فقط بل يعمل بها رسامون
وشعراء حتى نقدم مزيداً من الإبداع»، هذه عبارات عبقرية للعبقرى الأمريكى
«ستيف جوبز» مؤسس شركة آبل أشهر شركات الكمبيوتر، ومخترع الـ«آى فون»
والـ«آى بود» والـ«آى باد»، ولا تندهش عندما تشاهد فيلم «قصة لعبة» أو
«نيمو» أو «شركة المرعبين المحدودة» وتجد اسم «ستيف جوبز» كمنتج ومشرف على
هذه الأفلام التى حصدت الملايين، ستكتشف حتماً أن هناك عبقرية تقف وراء هذا
الإبداع العظيم.
وُلد ستيف بول جوبز، السورى الأصل، فى 24 فبراير 1955 يتيماً فى
كاليفورنيا بالولايات المتحدة، تبنّاه وربّاه بول وكلارا جوبز، وكانت
طفولته ولعاً وشغفاً وعشقاً للإلكترونيات، لدرجة أنه فى سن الثالثة عشرة
التحق للعمل بشركة HP فى إجازته الصيفية للتدريب، كان تفكيره لا يهدأ وعقله
يعمل 24 ساعة فى اليوم سواء أثناء الدراسة أو فى الإجازة لدرجة أنه اخترع
شريحة إلكترونية أثناء دراسته فى المرحلة الثانوية، والمدهش أنه عندما
التحق بالجامعة رسب فى السنة الأولى نتيجة هذا العشق للإلكترونيات، وبدأ
يحدد هدفه وطريقه ويعرف أنه قد خُلق لعالم الكمبيوتر.
بدأ ستيف جوبز يطوّر من مواهبه فى عالم الكمبيوتر ويربطها بطاقته
الفنية وخياله الواسع الذى لا يعرف المستحيل ولا تمنعه الأسوار، قدّم
أفكاره إلى شركة «أتارى» لتصميم الألعاب، وقام بتصميم ألعاب أدهشت العالم،
برغم هذا النجاح ترك جوبز الشركة وسافر إلى الهند ثم عاد ثانية ليشارك، وهو
فى سن الحادية والعشرين، صديق عمره «وزنياك» فى إنشاء أشهر شركة كمبيوتر
فى العالم «آبل» التى استلهم اسمها من التفاحة التى كان يقضمها أثناء البحث
عن اسم للشركة!
باع جوبز سيارته وباع صديقه آلته الحاسبة ودفعا 1300 دولار كرأسمال
لإنشاء شركة آبل! الآن صديقى العزيز من يريد شراء شركة آبل عليه أن يدفع
300 مليار دولار!!
يقول ستيف جوبز: «لا تسأل العميل أو المشترى ماذا يريد الآن بل
اسأله ماذا يتمنى فى المستقبل وبماذا يحلم»، لهذا لم يقف جوبز عند عالم
الكمبيوتر التقليدى، بل طور منه حتى وصل إلى الـ«آى فون» الذى اختاره
البريطانيون ثامن أهم اختراع فى التاريخ، قال عنه جوبز وهو يكشف عن هذا
الاختراع المذهل: «أعدنا اختراع الهاتف»! أما عن الـ«آى باد» فقد اختارته
مجلة التايم كأهم اختراع فى عام 2010، أما عن ستيف جوبز نفسه فقد اختاره
الأمريكيون شخصية العقد أو العشر سنوات من 1980 إلى 1990 كأهم شخص أمريكى
أثّر فى الحياة الأمريكية وتطورها، وبالطبع أثّر فى العالم كله.
أصيب ستيف جوبز بسرطان البنكرياس عام 2004، وبرغم مرضه ظل حتى آخر
أيامه يعمل بمنتهى الجدية والحماس، معتمداً على روح الطفل التى ظلت تمنحه
الأمل وحب العمل والمرح حتى اللحظات الأخيرة من حياته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق