الأربعاء، 30 مايو 2018
"السمكة الصغيرة والسلحفاة" قصة للأطفال بقلم : طلال حسن
السمكة الصغيرة والسلحفاة
بقلم : طلال
حسن
" 1 "
ــــــــــــــــــ
تحيرت السمكة الصغيرة ، في أمر السلحفاة ،
فهي تراها يوماً تسبح حول الصخور المرجانية ، أو تقبع ساكنة في القاع ، وتختفي
يوماً فلا تجد لها أثراً في أي مكان .
وقد سألت
أمها ذات يوم ، عن سرّ السلحفاة ، فقالت الأم : لعلها خرجت إلى اليابسة .
والتمع شوق
غريب في عيني السمكة الصغيرة ، وقالت : ماما ، دعيني أخرج ، وأرَ اليابسة .
وابتسمت الأم
من رغبتها ، وقالت : أنت سمكة ، يا عزيزتي ، والسمكة لا تعيش إلا في الماء .
وأطرقت
السمكة الصغيرة رأسها لحظة ، ثم قالت : يا للأسف ، لن أرى اليابسة إذن .
" 2 "
ــــــــــــــــــ
رأت السمكة الصغيرة السلحفاة ، ذات يوم ، تقبع ساكنة في القاع ، فأخذت تدور
حولها ، دون أن تتفوه بكلمة ، وتابعتها السلحفاة مغالبة ابتسامتها ، ثم قالت : كفي
عن الدوران ، يا عزيزتي ، وإلا دخت .
وتوقفت السمكة الصغيرة ، فابتسمت السلحفاة ، وقالت :
أعرف على اليابسة سنجاباً صغيراً في عمرك ، يقول لي كلما رآني .. مرحباً .
واقتربت السمكة الصغيرة منها ، وقالت مندهشة : سنجاب ! حدثيني عنه .
وعبست السلحفاة متظاهرة بالزعل ، وقالت : لم تقولي .. مرحباً .
فقالت السمكة الصغيرة : مرحباً .
وابتسمت السلحفاة ثانية ، وقالت : رائع ، والآن سأحدثك عن السنجاب الصغير ،
وعن كلّ ما رأيته على اليابسة .
" 3 "
ـــــــــــــــــ
منذ ذلك اليوم ، تعودت السمكة
الصغيرة ، أن تبحث عن السلحفاة ، في كلّ مكان ، فإذا رأتها أسرعت إليها تحييها :
مرحباً .
ثم تطلب منها أن تحدثها عن عالم اليابسة ، ويا له من عالم رائع ، وإذا لم
ترها ، فإنها تعرف أنها خرجت إلى اليابسة ، وأنها لن تلبث أن تعود ، لتحدثها عن
كلّ ما رأته هناك .
الثلاثاء، 29 مايو 2018
الاثنين، 28 مايو 2018
"التاريخ يُعيد نفسه " قصة للأطفال بقلم: طلال حسن
التاريخ يُعيد نفسه
بقلم: طلال حسن
" 1 "
ــــــــــــــــــ
خرج أرنوب
مبكراً ، وانطلق يسابق الريح ، وكأنه يتهيأ لمباراة الركض النهائي في الغابة ،
ورأى السلحفاة الصغيرة ، تتهادى في مشيتها ، فتوقف على مقربة منها ، وقال : هيا
نتسابق .
فردت السلحفاة الصغيرة ، دون أن تتوقف : لا أحب أن أسابق
أحداً .
وقال أرنوب متحدياً : أنتِ تخافين أن أسبقك ، مثلما سبق
جدي جدتك .
فقالت السلحفاة الصغيرة : لكن الحكاية تقول العكس .
وصاح أرنوب منفعلاً : هكذا تروونها أنتم السلاحف ، وهذا
كذب ، وقد آن أن تعرف الحقيقة .
وواصلت السلحفاة الصغيرة سيرها قائلة : هذا لا يهمني ،
أنا ذاهبة عند جدتي ، أرجوك ، دعني وشأني .
ووثب أرنوب متحفزاً ، وقال : إنني أعرف بيت جدتك ، إنه
في الطرف الآخر نمن الغابة .
وانطلق كالسهم قائلاً : سأسبقك إلى هناك ، لتعرفي الفرق
بين سرعتي وسرعتك .
" 2
"
ــــــــــــــــــ
وصلت السلحفاة
الصغيرة بيت جدتها ، قبل غروب الشمس ، ورحبت الجدة بها قائلة : أهلاً حبيبتي
الغالية سلحوفة .
وبدل أن تردّ السلحفاة الصغيرة على تحية جدتها ، تلفتت
حولها متسائلة : جدتي ، أين أرنوب ؟
فردت الجدة قائلة : لم أره اليوم ، يا عزيزتي .
ورغم قلقها ، تضاحكت السلحفاة الصغيرة ، وقالت : يبدو
أنه نام في الطريق ، كما نام جده ، في سباقه مع جدتي الأولى .
وقالت الجدة مغالبة ضحكتها : من يدري ، لعله نام فعلاً.
وتململت السلحفاة الصغيرة بقلق ، وقالت :لقد سبقني إلى
هنا ، يا جدتي ، منذ فترة طويلة .
وبدا القلق على الجدة ، وتلفتت قائلة : يا إلهي ، أخشى
أن يكون قد أصيب بمكروه ، فلنسرع بالبحث عنه .
" 3
"
ـــــــــــــــــــ
مضت الجدة والسلحفاة الصغيرة ، تبحثان عن أرنوب ، ومن
بعيد سمعتاه يصيح : النجدة .. النجدة .
فأسرعتا إليه ، وإذا به يتخبط في حفرة عميقة ، فساعدتاه
على الخروج ، ووقف ينفض الغبار عن فروته ، وهو يقول : أردتُ أن أختصر المسافة ،
فسلكت هذا الطريق الجانب ، لكني سقطت ..
وضحكت السلحفاة الصغيرة ، وقالت : وهكذا .. يعيد التاريخ
نفسه .
وسار أرنوب منفعلاً ، وقال : كلا ، هذا غير صحيح ، إنني
أسرع ..
وقبل أن يكمل كلامه ، سقط في حفرة ثانية ، فساعدتاه مرة
أخرى على الخروج ، وهما تضحكان ، وأصابته عدوى الضحك على ما يبدو ، فراح يضحك هو
الآخر .
ومدت الجدة يديها ،واحتضنته ، وقالت : عزيزي ، أنت
الأسرع ، لكني أريدك أن تنتبه حين تركض ، حتى لا تؤذي نفسك.
الجمعة، 25 مايو 2018
"السلحفاة الصغيرة" قصة للأطفال بقلم: طلال حسن
السلحفاة الصغيرة
بقلم: طلال حسن
عثر دبدوب ، وهو يلهو كعادته ،
بحفر حفرة في رمال الشاطىء ، على ما يشبه الكرة الصغيرة ، فأخذها بين يديه ، وراح
يتأملها مبهوراً ، ثم تمتم بصوت خافت : لعلها لؤلؤة .
ونهض مسرعاً ، ومضى بها إلى صديقه أرنوب ، وأراها له ، وقال : عثرت على
لؤلؤة .
وحدق أرنوب فيها ، ثم قال بحيرة : لم أرَ لؤلؤة بهذا الحجم .
وسكت لحظة ، ثم قال : فلنأخذها إلى العمة دبة ، إنها تعرف كلّ شيء .
وأخذاها إلى العمة دبة ، وما إن رأتها ، حتى قالت : هذه بيضة سلحفاة .
احتج دبدوب قائلاً : لكني عثرت عليها في حفرة على الشاطىء .
فردت العمة دبة : وهذا يؤكد أنها بيضة سلحفاة ، فالسلحفاة تضع أكثر من
سبعين بيضة ، في حفرة تحفرها على الشاطىء ، ثم تغطيها بالرمال ، وحين تفقس السلاحف
الصغيرة ، تتجه مسرعة نحو الماء ، ولكن لا يصل منها إلا القليل ، إذ تهاجمها
النوارس ، وتأكلها .
بدا الحزن على دبدوب وأرنوب ، فقالت العمة دبة : هيا ، لعل الأوان لم يفت
بعد ، خذاها ، وضعاها في حفرة على الشاطىء ، وغطياها بالرمال .
وأخذ دبدوب وأرنوب البيضة إلى الشاطىء ، وحفرا حفرة في الرمال ، ووضعا
البيضة فيها ، ثم غطياها بالرمال ، واتفقا أن لا يغفلا عنها ، ويحرساها بالتناوب ،
حتى تفقس .
وذات يوم ، لاحظ أرنوب ، في نوبة حراسته ، أن رمال الحفرة تتحرك ، فراح
يصيح فرحاً : دبدوب ، تعال ، لقد فقست البيضة .
وأقبل دبدوب مسرعاً ، وهو لا يكاد يصدق ما يسمعه ، وأمام أنظارهما المبهورة
، خرجت سلحفاة صغيرة ، من بين رمال الحفرة ، وألقت عليهما نظرة متسائلة مرتابة ،
وسرعان ما اتجهت نحو الماء .
وتصايحت النوارس ، وأخذت تحوم فوق الشاطىء ، فأسرع دبدوب وأرنوب ، وراحا
يسيران على جانبي السلحفاة الصغيرة ، ولم يغفلا عنها لحظة ، حتى انسلت في الماء ،
وبدأت تسبح نحو الأعماق .
الخميس، 24 مايو 2018
"أين ماما ؟ " قصة للأطفال بقلم : طلال حسن
أين ماما ؟
" 1 "
ــــــــــــــــ
ضاقت السلحفاة الصغيرة بالبيضة
، فأخذت تضرب جدارها من الداخل ، حتى كسرت أجزاء منه ، وخرجت من البيضة ، وشقت
طريقها عبر رمال الحفرة ، ووقفت مذهولة فوق الشاطىء .
آه ما أكبر العالم ، وما أجمله ، وتلفتت حولها بحيرة ، تبحث عن شيء لا تعرف
حقيقته ، لكنها تشعر بالحاجة إليه ، فما هو ؟
وأقبل طائر ناصع البياض ، يتبعه طائر صغير ، يشبهه تماماً ، يصيح : ماما ..
ماما .
وبدا لها أن هذا هو ما تبحث عنه ، فأسرعت في أثر الطائر ، وهي تصيح : ماما
.. ماما .
وتوقف الطائر الصغير ، ونقرها في رأسها قائلاً : أيتها البلهاء ، هذه البطة
أمي .
وسارعت البطة البيضاء بإبعاد صغيرها عن السلحفاة الصغيرة ، ثم قالت لها :
لست أمك ، إنني بطة ، اذهبي وابحثي عن أمك .
وأطرقت السلحفاة الصغيرة رأسها لحظة ، ثم سارت ببطء ، على امتداد الشاطىء ،
علها تجد أمها .
" 2 "
ـــــــــــــــــ
توقفت السلحفاة الصغيرة ، حين
تناهت إليها ، أصوات شاكية متلهفة ، من مكان قريب ، فرفعت رأسها ، وإذا أرنبة ترقد
بين الأعشاب ، تتزاحم حول ضروعها سلعة أرانب صغيرة ، وهي ترضع وتصيح : ماما ..
ماما .. ماما .
فأسرعت السلحفاة الصغيرة إلى الأرنبة ، وهي تصيح : ماما .. ماما .. ماما .
وتصدت لها الأرانب الصغيرة ، وصاخب ها أكثر من واحد : ابتعدي ، هذه أمنا .
وتراجعت السلحفاة الصغيرة دامعة العينين ، وقال للصغار : عفواً ، حسبتها
ماما .
واعتدلت الأرنبة قليلاً ، وقالت بصوت رقيق : إنني أرنبة ، وهؤلاء الأرانب
صغاري ، وأنت يا عزيزتي ، لست أرنبة ، بل .. سلحفاة صغيرة .
وأطرقت السلحفاة الصغيرة رأسها لحظة ، ثم استأنفت سيرها ، وكلها أمل أن تجد
أمها هذه المرة ، فقد عرفت أن أمها ليست طائراً ، ولا أرنباً ، ولا أي كائن آخر ،
وإنما سلحفاة .. سلحفاة كبيرة .
" 3 "
ـــــــــــــــــ
رآها دبدوب ، فأسرع إليها ، وراح يدور حولها
مذهولاً ، وتوقفت السلحفاة الصغيرة ، وقالت متسائلة :هل رأيت ماما ؟ إنها
مثلي ، سلحفاة .
سلحفاة ! والتمعت عيناه ، إنه لم يرَ سلحفاة من قبل ، ترى أهي من
الطيور ، أم اللبائن ؟ أم الحشرات ؟ أم .. وتابعت السلحفاة الصغيرة قائلة : لقد
خرجت قبل من البيضة ، لكني لم أجد ماما .
والتمعت عينا دبدوب ثانية ، يا للاكتشاف ، إنها من الطيور إذن ، لكن
أين ريشها ؟ وأين جناحاها ؟
وفوجىء بطائر ينقض كالسهم ، ويوشك أن يختطف السلحفاة الصغيرة ، فتصدى
له ، وأرغمه على الفرار .
ومن بعيد ، لمحت السلحفاة الصغيرة ، سلحفاة كبيرة تتهادى ببطء على
رمال الشاطىء ، فأسرعت إليها ، وهي تصيح : ماما .. ماما .
فهتفت بها السلحفاة ، وهي تحث الخطى نحو البحر : أسرعي ، يا صغيرتي ،
واحتمي بأعماق البحر ، قبل أن يعود النورس ، ويلتهمك .
وغاصت السلحفاة ، متجهة نحو الأعماق ، فسارعت السلحفاة الصغيرة بالغوص
في أثرها ، وعرفت السلحفاة الصغيرة فيما بعد ، أن تلك السلحفاة لم تكن أمها ،
فالسلاحف الصغيرة لا تعرف أمهاتها ، ولا تحتاج إليها ، لكنها كانت مثلها سلحفاة ،
وهذا هو المهم .