الجمعة، 25 مايو 2018

"السلحفاة الصغيرة" قصة للأطفال بقلم: طلال حسن



السلحفاة الصغيرة

بقلم: طلال حسن
    عثر دبدوب ، وهو يلهو كعادته ، بحفر حفرة في رمال الشاطىء ، على ما يشبه الكرة الصغيرة ، فأخذها بين يديه ، وراح يتأملها مبهوراً ، ثم تمتم بصوت خافت : لعلها لؤلؤة .
ونهض مسرعاً ، ومضى بها إلى صديقه أرنوب ، وأراها له ، وقال : عثرت على لؤلؤة .
وحدق أرنوب فيها ، ثم قال بحيرة : لم أرَ لؤلؤة بهذا الحجم .
وسكت لحظة ، ثم قال : فلنأخذها إلى العمة دبة ، إنها تعرف كلّ شيء .
وأخذاها إلى العمة دبة ، وما إن رأتها ، حتى قالت : هذه بيضة سلحفاة .
احتج دبدوب قائلاً : لكني عثرت عليها في حفرة على الشاطىء .
فردت العمة دبة : وهذا يؤكد أنها بيضة سلحفاة ، فالسلحفاة تضع أكثر من سبعين بيضة ، في حفرة تحفرها على الشاطىء ، ثم تغطيها بالرمال ، وحين تفقس السلاحف الصغيرة ، تتجه مسرعة نحو الماء ، ولكن لا يصل منها إلا القليل ، إذ تهاجمها النوارس ، وتأكلها .
بدا الحزن على دبدوب وأرنوب ، فقالت العمة دبة : هيا ، لعل الأوان لم يفت بعد ، خذاها ، وضعاها في حفرة على الشاطىء ، وغطياها بالرمال .
وأخذ دبدوب وأرنوب البيضة إلى الشاطىء ، وحفرا حفرة في الرمال ، ووضعا البيضة فيها ، ثم غطياها بالرمال ، واتفقا أن لا يغفلا عنها ، ويحرساها بالتناوب ، حتى تفقس .
وذات يوم ، لاحظ أرنوب ، في نوبة حراسته ، أن رمال الحفرة تتحرك ، فراح يصيح فرحاً : دبدوب ، تعال ، لقد فقست البيضة .
وأقبل دبدوب مسرعاً ، وهو لا يكاد يصدق ما يسمعه ، وأمام أنظارهما المبهورة ، خرجت سلحفاة صغيرة ، من بين رمال الحفرة ، وألقت عليهما نظرة متسائلة مرتابة ، وسرعان ما اتجهت نحو الماء .
وتصايحت النوارس ، وأخذت تحوم فوق الشاطىء ، فأسرع دبدوب وأرنوب ، وراحا يسيران على جانبي السلحفاة الصغيرة ، ولم يغفلا عنها لحظة ، حتى انسلت في الماء ، وبدأت تسبح نحو الأعماق .

هناك تعليق واحد: