السمكة الصغيرة والسلحفاة
بقلم : طلال
حسن
" 1 "
ــــــــــــــــــ
تحيرت السمكة الصغيرة ، في أمر السلحفاة ،
فهي تراها يوماً تسبح حول الصخور المرجانية ، أو تقبع ساكنة في القاع ، وتختفي
يوماً فلا تجد لها أثراً في أي مكان .
وقد سألت
أمها ذات يوم ، عن سرّ السلحفاة ، فقالت الأم : لعلها خرجت إلى اليابسة .
والتمع شوق
غريب في عيني السمكة الصغيرة ، وقالت : ماما ، دعيني أخرج ، وأرَ اليابسة .
وابتسمت الأم
من رغبتها ، وقالت : أنت سمكة ، يا عزيزتي ، والسمكة لا تعيش إلا في الماء .
وأطرقت
السمكة الصغيرة رأسها لحظة ، ثم قالت : يا للأسف ، لن أرى اليابسة إذن .
" 2 "
ــــــــــــــــــ
رأت السمكة الصغيرة السلحفاة ، ذات يوم ، تقبع ساكنة في القاع ، فأخذت تدور
حولها ، دون أن تتفوه بكلمة ، وتابعتها السلحفاة مغالبة ابتسامتها ، ثم قالت : كفي
عن الدوران ، يا عزيزتي ، وإلا دخت .
وتوقفت السمكة الصغيرة ، فابتسمت السلحفاة ، وقالت :
أعرف على اليابسة سنجاباً صغيراً في عمرك ، يقول لي كلما رآني .. مرحباً .
واقتربت السمكة الصغيرة منها ، وقالت مندهشة : سنجاب ! حدثيني عنه .
وعبست السلحفاة متظاهرة بالزعل ، وقالت : لم تقولي .. مرحباً .
فقالت السمكة الصغيرة : مرحباً .
وابتسمت السلحفاة ثانية ، وقالت : رائع ، والآن سأحدثك عن السنجاب الصغير ،
وعن كلّ ما رأيته على اليابسة .
" 3 "
ـــــــــــــــــ
منذ ذلك اليوم ، تعودت السمكة
الصغيرة ، أن تبحث عن السلحفاة ، في كلّ مكان ، فإذا رأتها أسرعت إليها تحييها :
مرحباً .
ثم تطلب منها أن تحدثها عن عالم اليابسة ، ويا له من عالم رائع ، وإذا لم
ترها ، فإنها تعرف أنها خرجت إلى اليابسة ، وأنها لن تلبث أن تعود ، لتحدثها عن
كلّ ما رأته هناك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق