الخطاب
(اهداء للشاعرة:ندى نصر)
بقلم :السيد شليل جاءتني حنين تطلب منى أن أكتب لصاحبتها خطابا!
وكأنه من أبيها يخبرها فيه بحضوره في أقرب فرصة.
في بادئ الأمر ظننت أن حنين قد اختلط عليها الأمر.
وأنها تقصد أم صاحبتها وردة!
فوافقت على كتابة الخطاب ولكن ما أدهشني، هو حضور
حنين وصديقتها وردة!
قالت وهي تتوسل لي: أن أكتب خطابا لأبيها.
نظرت اتجاه ابنتي، فوجدتها متأثرة جدا من
كلام صاحبتها لي وتنتظر منى الرد!
وكأنها تتوسل لي أن أوافق.
فوافقت على طلب صاحبتها.
وبدأت في كتابة الخطاب.
(بسم الله الرحمن الرحيم)
أوقفت يدي بعدها قائلة:
عمى أرجوك أكتب ما أقوله فقط!
لمحت في عيني حنين أمر معناه
أرجوك وافق يا أبى على طلباتها!
وأحسست أن وردة بداخلها ألم ومرارة.
فوافقت للمرة الثانية على طلبهن.
"أبى الغريب"!
أكتب يا عمى.
حاضر يا وردة.
"أبى الغريب، من ابنتك الذابلة،
إلى من سافر باحثا عن بعض
الورقات المالية حتى يشترى لها
لعبة غالية الثمن أهديك دموعي
وكرهي للعبة. العام قد مر ولم تعد كما وعدتني
وأمي تذهب معي يوميا إلى المدرسة
وتطعمني بيدها، وتسهر تحكى لي القصص
حتى أنام وعندما تظن أنى نائمة،
وتخرج من غرفتي، وتطفئ النور
أجدك تتحرك تجاهي، تمسك بكتاب
الحكايات وتجلس إلى جواري
كما كنت تفعل وتبدأ في الحكي
وعندما أروح في النوم،
تميل ناحيتي، محاولا تقبيلي
فلا تستطيع
مدت يدها تحاول أن تمسح دموعي
التي تساقطت على الورقة المكتوبة
وفى نفس اللحظة كانت حنين تمد
يدها لتمسح دموع وردة.
في هذه اللحظة دخلت أم حنين
تحمل في يدها الخطاب المتفق عليه
وقد أجلست وردة في حجرها
وبدأت تقرأ لها مضمون الخطاب
وتنبؤها بحضور والدها في أقرب فرصة
قامت وردة من مكانها ونظرت لنا
وهي ممسكة بالخطاب ثم ابتسمت
ووضعت الخطاب على الطاولة
واستعدت للخروج من الباب
وهي تقول أبى مثلى لا يعرف
القراءة ولا الكتابة.
هناك 5 تعليقات:
شكرا مبدعنا الجميل.أحمد طوسون
ما اجمل القصه اذا كانت تحرك المشاعر والوجدان فبرغم سهولتها وبساطتها الا انها تمس الواقع الذى نعيش فيه نعم الكثير منا يتسابق ويتهاتف على السفر للخارج بحثا عن المال الذى يستطيع به ان يعيش هو واولاده عيشه كريمه وربما يتحقق له مايريد الا انه لايدرك ان بعده عن اولاده واهله يسبب لهم الكثير من المتاعب النفسيه نتيجه لحرمانهم منه.....اشكرك القاص والروائى الجميل الاستاذ السيد شليل وبالتوفيق ديما ان شاء الله ....احمد عمران
قصة رائعة أخرى للقاص المتميز السيد شليل..القصة للكبار والأطفال ايضاً وتمس واقعاً مُتأزماً يعيشه الكثير من الأطفال الذين حكمت عليهم الظروف بسفر آبائهم..وكم المعاناة النفسة التي يواجهها هؤلاء الأطفال..القصة تميزت بسلاسة الأسلوب والوضوح مع العمق في إيصال الفكرة..وتلفت النظر لأهمية احتواء المجتمع لهؤلاء الأطفال وتفهم نفسيتهم ومحاولة تعويضهم عن غياب الأب كما فعلت أسرة حنين...فالأسرة كلها (حنين ،والأب ،والأم) كان لها دور في في التخفيف عن وردة ومُعايشة حزنهاورغم أنها تعلم أن الخطاب ليس من أبيها إلا أن مجرد الإهتمام بمشاعرها أسعدها وهذا هو المطلوب من المجتمع والمدرسة والأقارب في هذه الحالة..نتمنى المزيد من القاص المبدع ،وشكراً جزيلاً على الإهداء الذي أعتز وأفخر به..تحياتي
الشكر كل الشكر لك شاعرنا النبيل.أ.أحمد عمران .أسعد بمرورك عيى ابداعى دائما.دمت مبدعا متألقا
أشكرك شاعرتنا الخلوقة.الأستاذة.ندى نصر .دام ابداعك ومرورك على ما أكتبه.خالص تقديرى واحترامى لشخصكم الكريم
إرسال تعليق