صبيُّ لا شيء
قصة: ﭼياني روداري
ترجمة: عاطف محمد عبد المجيد
في يومٍ من الأيامِ..كان
هناك صَبيُّ لا شيء.
كان لديهِ أنفُ لا
شيء..فَمُ لا شيء..وكان يرتدي ملابسَ لا شيء..وحذاءُ لا شيء.
ذهبَ في رحلةٍ على
طريقِ لا شيء.وهناكَ قابل فأرَ لا شيء فسألهُ :
- ألَمْ تَخفْ مِن
القططِ ؟
- أبَدًا، أجابهُ
فأرُ لا شيء.في بلدِ لا شيء هذهِ، لا يوجدُ سوى قططِ لا شيء التي لديها شواربُ لا
شيء وأظافرُ لا شيء.
مِنْ ناحيةٍ أخرى، أنا
أحترمُ الجبْنةَ وأُقدّرها.أنا لا آكلُ سوى الثقوب.الثقوب التي ليسَ لها مذاق لا
شيء، ومع هذا فهي لذيذة.
ـ لقد أصابني
الدوار !..قالها صبيُّ لا شيء.
ـ هذا لا
شيء..لِنَرَ..أنتَ لديكَ رأسُ لا شيء !
حتى لو ضربْتها في
الحائط..لنْ تشعرَ بأي ألمٍ.
أراد صبيُّ لا شيء
أنْ يُجرِّبَ هذا، فراح يبْحثُ عن حائطٍ ليضربَ رأسهُ فيهِ، لكنه كانَ حائطَ لا
شيء، ولأنَّه كانَ قدْ قفزَ كثيرًا فقدْ سقطَ في الجانبِ الآخرِ للحائطِ.
هناك كذلكَ..وبطبيعةِ
الحالِ..كان هناكَ لا شيء...
كان لدى الصبيُّ ما
يكفي وزيادة مِنْ لا شيء، ولذا راح ينامُ وهو مُتْعبٌ.
وبينما هو نائمٌ..رأى
في الحُلْمِ أنهُ صبيُّ لا شيء..وأنَّهُ يمشي على طريقِ لا شيء..وأنَّهُ قابلَ فأرَ
لا شيء، وراحَ أيْضًا يأكلُ ثقوبَ الجبنةِ..وأنَّ فأرَ لا شيء كان معه حقٌ: الثقوبُ
لديْها حقيقةً مذاقُ لا شيء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق