أُريدُ
أنْ أكونَ أُمَّاً في الحَالِ!
قصة:أليكس كوسو
ترجمة:عاطف محمد
عبد المجيد
في صَباحٍ رَبيعيٍّ
جميلٍ...وُلدتْ ﭽيلوتْ.
”صَباحُ الخيْرِ يا ﭽيلوتْ!“ يَقولها لها كتكوتٌ.
”أَتريدينَ أنْ تَلْعبي
مَعنا ؟“ يَسْألُها إخْوتُها
وأَخَواتُها الكتاكيتْ.
بِقَلَقٍ تَنْظرُ
ﭽيلوت إليْهمْ:
”لا، ليْسَ لَديّ
وقتٌ.لديَّ شَيءٌ آخرُ لأفْعَلهُ.“
كانتْ
هناكَ دجاجةٌ.تقولُ:”صباحُ الخيْرِ يا صَغيرتي!“
”صَباحُ
الخيرِ يَا مَاما!“ تَردُّ ﭽيلوت وهي تقْتربُ: ”هَمّ...كمْ أنْتِ
رقيقةٌ، ومَا أزْكى رائحتكِ! ماما، هلْ تعْرفينَ فيما أرْغبُ؟“
”قولي لي يا كتْكوتَتي.“
”أنا أريدُ أنْ أكونَ
أُمَّاً مثْلكِ أنتِ...“
تَبْتسمُ الدجاجةُ:
”هيَّا لِنرى، ليْسَ
هذا مُسْتحيلاً، ما زلْتِ صغيرةً جداً على أنْ تَبيضي بيضةً!“
لكنَّ ﭽيلوت لمْ تَرْضَ، وحينما
لا ترْضى ﭽيلوت، تَصيحُ بصوْتٍ
جَهوريٍّ:
”لا !
أنا أريدُ أنْ أكونَ
أُمَّاً...
في الحَالِ !“
”هيَّا
نبْدأُ، تَلْزمني بيْضةٌ !ُ“ وهُوبّ! ها هي تنْصرفُ!
سارتْ
ﭽيلوت لوقتٍ طويلٍ، طويلٍ، طويلٍ جداً...
واحدةٌ اثنتانِ، واحدةٌ
اثنتانِ...واحدةٌ اثنتانِ، واحدةٌ اثنتانِ...
إلى أنْ جاء اليومُ
الذي وجدَتْ فيهِ بيضةً مهْجورةً، ضخمةً جداً، عاليةً جداً! مِن المستحيلِ أنْ يصْعدَ
أحدٌ فوْقها.
”يَا
هذهِ، يا أيتها الضفْدعةُ!
سَاعديني
مِنْ فضْلِكِ!“
مِنْ
حُسْنِ الحَظِّ كانتْ أقْدامُ الضفدعةِ كبيرةً.هيَّا ارْفعي!
وهي
فوقَ البيضةِ، كانتْ ﭽيلوت فخورةً بنفْسها.تَصيحُ: انْظروا، أنا الأمُّ
ﭽيلوت...
ووليدي سَأسمّيه: ميني - ﭽيلوت!“
لكنْ آخ آخ آخ!
ماذا يحْدثُ؟
البيضةُ تتمايلُ، تسْقطُ
ﭽيلوت مِنْ فوْقها، وتنْكسرُ
البيضةُ!
”لكنْ مَنْ أنْتِ؟
أنا لا أعْرفكِ.“
”صباحُ الخير يا
ماما!“
مَذْعورةً
مِنْ هذا المولودِ الغريبِ، تصيحُ ﭽيلوت: أأنْتِ ميني
- ﭽيلوت؟
لكني لا أريدُ أنا أنْ
أكونَ أُمَّكِ أنْتِ!“
وهيَّا! لاذتْ
بالفرارِ وبأقصى سرعةٍ.
وهي تُطأْطيءُ رأْسها،
راحتْ تجْري، تجْري، و...تَصْطدمُ بشجرةٍ!
ترفعُ
ﭽيلوت رأسَها فتَرى مكانَ الشجرةِ قَدَميْنِ طويلتيْنِ، بطْناً ضَخْماً، وفي
نهايةِ الرقبةِ، عالياً جداً، هناكَ رأسٌ هائلةٌ تنْحني عليْها وتَسْألُها بِرِقّةٍ:
”صَباحُ الخيْرِ، أيتها
الكتكوتةُ، ألمْ تَري وليدي؟
إنّهُ فَرْخُ نَعامٍ
لطيفٍ جداً، إنهُ صغيرٌ وظريفٌ للغايةِ...“
لمْ تفْهمْ
ﭽيلوتْ:
”فَرْخُ نعامٍ؟ ما
هو؟“
في تلكَ اللحظةِ، تُدوّي
صرخةٌ رهيبةٌ في السَّهْلِ.
إنّها ميني - ﭽيلوت التي تبْحثُ عَنْ
أمِّها.
”وليدي فَرْخُ نعامٍ
!“ تصيحُ النعامةُ.
تَغْضبُ
ﭽيلوت:
”لَمْ أَعُدْ أريدُ
أنْ أراهُ، وليدَكِ! أنا أريدُ أنْ أعودَ إلى أمِّي!“
وها هم: الكتكوتةُ،
فَرْخُ النعامِ، والنعامةُ، يركضون وراء بعضهم...
”صَغيري، صَغيري!
أنا أمُّكَ!“
”ماما
! ماما ! عودي يا ماما !“
النجدةُ
! النجدةُ !
لمْ
أعُدْ أريدُ أنْ أكونَ أمَّاً!“
في
المَزْرعةِ، تَلْمحُ الدجاجةُ الأمُّ مِنْ بعيدٍ سحابةً
مِن الغبارِ.بسرعةٍ جداً، تُخبّيءُ كلَّ كتاكيتها داخلَ الحشائشِ...
تَلْهثُ
ﭽيلوت، تَغْطسُ داخلَ الحشائشِ بدَوْرِها، وفي الحالِ...
مُسْتقراً أعْلى كوْمَةِ
الحشائشِ، يُطْلقُ الديكُ الأبُ صيْحتهُ الرائعةَ!
وهُما مَرْعوبانِ، تستدير
النعامة الأم وفرخ النعام نصْفَ اسْتدارةٍ ويَفرّانِ إلى أبْعدِ مكانٍ تَيسّرَ لهُمَا!
كانتْ ﭽيلوت في حالةِ انْدهاشٍ.تُخْرجُ
رأْسَها مِنْ داخلِ الحشائشِ وتفْتحُ عيْنيْها على اتّساعهِما: لكنْ هذا أبي!
كمْ هو كبيرٌ، كمْ
هو قَويٌّ! وخاصةً ما أجْملَ صَوْتهِ...“
آنذاكَ، تَتّخذُ ﭽيلوت قراراً مَصيريّاً.تقْتربُ
مِنْ أبيها وتقولُ:
- ”بابا...“
-
”نعمْ، يا حبيبتي؟“
-
”هلْ تعْرفُ فيما أرْغبُ؟“
-
”قولي لي يا كتْكوتتي.“
-
”أنا أريدُ أنْ أكونَ أباً مِثْلكَ أنْتَ!“
الدّيكُ
الأبُ يبْتسمُ: ”هيَّا لِنرى، ليْسَ هذا مُسْتحيلاً...“
لكنّ
ﭽيلوت لمْ تَرْضَ، وحينما لا ترْضى ﭽيلوت، تصيحُ بصَوْتٍ
جهوريٍّ وتَزْأرُ:
”لا!
أنا أريدُ أنْ أكونَ
أبَاً..
في الحال!“
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق