الاثنين، 1 أبريل 2013

"حَسن وأصدقائه والإجازة الصيفية" قصة للأطفال بقلم: زوزان صالح اليوسفي

  حَسن وأصدقائه والإجازة الصيفية
زوزان صالح اليوسفي

حَسن ولدٌ مُجدٌ وذكيٌ ومِثالٌ للصديق الطيب والمتعاون، الجميع يحبونهُ ويستشيرونهُ في أغلب الأمور.
لحَسن ستة أصدقاء، جميعهم في مَرحلةِ الصف التاسع، وهم كل مِن هشام وفائز وطارق وحُسام وسالم وبلال، جميعهم مُتفقين بأفكارهم وآمالهم مِن حيث الدراسة أو إختيار نوع اللعب أو الرياضة، وفي أغلب الأوقات يتجمعون بالتناوبِ في مَنزل أحدِهم، وذلك إما للدراسة معاً أو لمُشاهدةِ إحدى المُباراة الرياضية مِن خلال التلفاز أو للعبِ الشطرنج خلال أوقاتِ فراغهم.
عوائلهم يُشجعونهم على أستمرار هذهِ الصداقة، فيقمنَّ الأمهات بإعداد كل ما لذا وطابَ مِن المأكولات والحلويات حينما يتواعدوا أبنائهنَّ في مَنزل أحدهم، فيدرسوا ويأكلوا ويستمتعوا معاً.
وفي أحدِ الأيام كانوا الأصدقاء في ضيافةِ حَسن يدرسون إحدى مواد الأختبارات النهائية لعامهم الدراسي، وبينما كانوا يأخذون قسطاً مِن الراحةِ لتناول بعض الحلويات والفواكه الطازجة.
تحدثَ بلال بتفاؤل قائلا: - الحَمدُ لله - يا أصدقاء غداً آخر أيام أختبارتنا النهائية لهذا العام، أخيراً سوف نرتاح مِن عام دراسي آخر، وستبدأ الإجازة الصيفية، كم أنا مُتشوقٌ لهذهِ العُطلةِ. 
أجابَ فائز بلهفة قائلا: فعلاً يا بلال - الحَمدُ لله - عاماً آخر أنتهى، ولكن ماذا في جُعبتكم يا أصدقاء لقضاءِ الإجازة الصيفية خلال هذا الصيف؟
ردَّ هشام بملل قائلا: ماذا سيكون؟ غير اللعب في الحديقةِ العامة أو نقضيها كالعادة في لعب الأتاري أو الشطرنج أو مشاهدة التلفزيون، وتنتهي العطلة كلها هكذا.
فأجاب طارق بآسى قائلا: أجل يبدو أننا سنقضي عطلتنا كالعام الماضي.
ففي العام الماضي وبعد أسبوعين مِن الإجازة شَعرنا بالملل رغم أن البداية كانت مُسلية ومُمتعة، ولكن لا أظن أننا سوف نستمتع هذا العام إذا قمنا بنفس الشيء طوال إجازتنا، يجب علينا أن نفكر بأفكار جديدة لقضاء هذه العطلة الصيفية، أليس كذلك يا أصدقاء؟
أجابَ سالم قائلا: رأي طارق صحيح، لقد كبرنا عاماً وعلينا أن نفكر بأفكار جديدة ومُختلفة عن الأعوام السابقة.
( نظرَ سالم إلى حَسن ) مُوجهاً الحديث إليهِ قائلا: أليس كذلك يا حَسن؟  لماذا لم تعطينا رأيك؟! فكرْ مَعنا يا زعيمنا بما لديكَ مِن أفكار جديدة لقضاء إجازة هذا الصيف.
أجابَ حَسن مُبتسماً قائلا: قبل شهر كنتُ أفكر نفس التفكير، وكنتُ أسأل نفسي ماذا نعمل أنا وأصدقائي خلال العطلة الصيفية القادمة؟ كانت لديَّ عدة أقتراحات، وأخيراً أقتنعت بفكرة جديدة، أتمنى إن تعجبكم ولم أخبركم حينها لكي لا تشغلوا وقتكم بالتفكير بها بسبب أختبارتنا النهائية، وتركتها إلى حين الأنتهاء مِن العام الدراسي هذا، وطالما نحن الآن في وقت فرصة الأستراحة وغداً آخر يوم مِن إختبارتنا فسوف أخبركم وغداً حين نلتقي سوف نتناقش.
فردَّ بلال مُتلهفاً قائلا: هاتِ ما عندك يا حَسن؟! فأنتَ تشوقنا لأقتراحاتك الجميلة وأفكارك الجديدة دائماً!
فردوا الجميع قائلين: هيا يا حَسن، قل ماذا لديك مِن أفكار؟! فنحن في شوق لسماعِها.
أجاب حَسن قائلا: أسمعوا يا أصدقاء علينا بالتغير وبأفكار جديدة طالما كبرنا عاماً آخر، فكرت طويلاً وقررت أن أقترح عليكم بأن نعمل فرقٌ رياضية مِن كل الرياضات الكروية الشائعة.
فسأل فائز بإستغراب قائلا: فرقٌ رياضية ؟! ماذا تقصد ؟!
أجابَ حَسن قائلا: أجل، فمثلاً سوف نشكل فريقاً لكرةِ القدم والطائرة والسلة وكذلك كرة اليد وكرة الطاولة والريشة والتنس، ونختارُ أحسن وأفضل اللاعبين مِن الطلبة لكل لعبة، حَسب قدراته ومواهبه الرياضية، وسوف نتمرن جيداً على كل هذه الألعاب خلال شهر كامل وبعد التدريبات سوف نقيم بطولة رياضية مَدرسية بين مَدرستنا والمَدارس التي تودُ المُشاركة في هذا المهرجان الصيفي الرياضي لطلبة المَدارس.
فصاح هشام مُتلهفاً قائلا: إنها فكرة رائعة يا حَسن ولكن كيف نجلب اللاعبين الجيدين مِن الطلبة لهذه الفرق الرياضية كلها؟! 
أجاب حَسن بثقة قائلا: سوف نخبرُ غداً جميع طلبة مَدرستنا ثم نجتمع ونحددُ الأوقات المُناسبة للتدريبات ومِن ثم للبطولةِ.
فسأل طارق بجد قائلا: ولكن هذا المشروع يتطلب أن نحصل على ساحاتٍ للتدريبات؟
أجابَ حَسن بثقة قائلا: فكرتُ بذلك، فبالنسبة للساحاتِ والتدريبات فقد ألتقيتُ منذ أيام بمُدرسِ الرياضة في مَدرستنا وعرضتُ عليهِ الفكرة فأعجبتهُ كثيراً ثم أقترحتُ عليهِ على أن نمارس تدريباتنا في ساحةِ المَدرسة وقد وافقَ ورحبَ بالفكرةِ ووعدني أن يأخذ مُوافقة مُدير المَدرسة، ولحُسن حظِنا أخبرني اليوم أنَّ المُدير وافقَ وقدمَ هذا المُقترح بدورهِ إلى مُديرية التربية المَدرسية، نأمل أن توافق التربية.
ردَّ طارق بسعادة قائلا: والله فكرة رائعة يا أصدقاء ففي مَدرستنا توجد ساحة كرة السلة والطائرة أيضا وهناك أيضا مِنضدتان لكرةِ الطاولة وهناك الساحة المَدرسية الواسعة، نستطيع أن نتدرب فيها على كرة القدم.
أستمر حَسن قائلا: بالأضافة إلى ذلك فقد وعدني مُدرس الرياضة أن يزودنا بالكراتِ والمُستلزماتِ الرياضية في كل الألعاب وسوف يختار الطلبة الرياضيين والموهوبين في كل لعبة بعد التدريبات، وسوف يشرفُ على تدريباتنا أيضاً.
أجابَ حُسام قائلا: ولكن لا تنسى يا حَسن لكل لعبةٍ رياضية عددٌ مِن اللاعبين ويجب أن يكون هناك لاعبين أحتياط أيضاً.
أجابَ حَسن بثقة قائلا: أعلم ذلك يا حسام، ففي كرة القدم يجب أن يكون لدينا أحدى عشر لاعباً، ولكرةِ الطائرة ستة لاعبين، ولكرةِ السلة خمسة لاعبين، وكما تعلم فأن كرة الطاولة والتنس والريشة لا نحتاج لها سوى لاعباً واحداً لكل لعبةٍ أو أثنين في البطولات الزوجية مِنها، وسوف نسجل أسماء أفضل اللاعبين بعد التدريبات بالأضافةِ إلى لاعبي الأحتياط.
أجاب سالم بسعادة قائلا: فكرة رائعة! فكل واحد مِنا يجب أن يرى نفسهُ في أية لعبة رياضية يُمارسها ويتقنها جيداً ثم يختار الفريق الذي يُريد أن يُسجل فيه أسمهُ.
ردَّ حَسن قائلا: أجل يا سالم وبعد التدريب والأختبار يختارُ مُدرس الرياضة مَن هو الأفضل في هذه الألعاب، وأنتم أيضاً يا أصدقاء شجعوا الطلبة الرياضيين في مدرستنا على المُشاركة.
فأجابَ بلال بحماس قائلا: فكرة رائعة، أنا أعرفُ بعض الطلبة الذين يمارسون الرياضة بأستمرار سوف أخبرهم غداً.
ردَّ حَسن قائلا: جيد، المُهم أن نجمع عدداً جيداً مِن اللاعبين الرياضيين.
سأل حسام قائلا: ولكن كيف سنخبُر المَدارس التي ترغب بالأشتراك بهذهِ البطولة؟
فأجاب حَسن بثقة قائلا: أخبرني مُدرس الرياضة بأنه سوف يقوم بهذه المُهمة.
فردَّ بلال بإعجاب قائلا: يا لك مِن مُفكر يا حَسن لا تنسى شيئاً أبداً!
أجابَ حَسن مُبتسماً قائلا: بالتأكيد يا بلال فقد تعلمتُ مِن أبي، أن لا أبدأ بمشروع إلا بعد أن أهيئ لهُ كل المُستلزمات المَطلوبة والظروف الملائمة.
فأجاب فائز قائلا: قولٌ حكيم وحكمة جيدة وسوف أعمل بها حينما أقرر مشروعاً! يا ليت كل واحد يفكر مثلك يا حَسن.
ردَّ هشام قائلا: ولكن يجب أن يكون لكل فريق ملابس خاصة وأحذية رياضية.
فأجاب حَسن بثقة قائلا: تناقشت مع مُدرسنا بذلك، فأخبرني بأنهُ بعد التدريبات سوف يأخذنا إلى محل بيع الملابس الرياضية وسوف يختارُ لنا ما نحتاجهُ مِن ملابس ومُستلزمات، ونحن بدورنا أيضاً يجب أن نبدأ مِن الغد بجمع مَصروفِنا اليومي لشراءِ ما يلزمُنا.
أجابَ طارق بسعادة قائلا: ستكون عطلة رائعة خاصة أيام إفتتاح المهرجان والبطولة، آه يا إلهي كم أتشوق للتدريبات ولهذهِ البطولة، ولا تنسى يا حَسن أن تسجلني في مُبارياتِ كرةِ السلة مع أخي زياد فنحنُ بارعين بها جداً ونمارسها دوماً.
أجابَ حَسن مُبتسماً قائلا: بالتأكيد يا طارق سوف أسجلُ أسمائكم في اللعبةِ التي ترغبون المُشاركة بها على شرط أن تتقنونها جيداً، وبعدها سوف يُدربنا المُدرس طوال شهر كامل وسيختار مَن هو الأفضل لكل لعبة، فأنتبهوا جيداً وتدربوا بكل نشاط حتى لا تفوت الفرصة عليكم.
أجابَ حسام قائلا: أنا سوف أسجل أسمي في بطولة الطاولة فأنا أمارسها منذ سنوات ولديِّ مُمارسة جيدة بها.
ثم صاح فائز مُفتخراً قائلا: وأنا كما تعرفوني يا أصدقاء أسمٌ على مُسمى، فأنا فائز وأنا البطل الفائز في كل دورات بطولات التنس المحلية وسوف أرفع رأسكم في هذه البطولة أيضاً - إن شاء الله -.
فردَّ حَسن قائلا: طبعاً يا فائز ستكون في مقدمة لاعبي فريق التنس وهذا فخرٌ لنا يا بطل.
وردَّ سالم ببعض الغيرة قائلا: وأنا كما تعرفون أعشق كرة القدم وليس هناك حارس مرمى يفوقني ذكاءاً ودهاءاً، دون مبالغة.
فأجاب حَسن قائلا: بالتأكيد يا سالم أنتَ كذلكَ، والآن يا أصدقاء لنعود إلى دراستِنا فلم يبقى لدينا سوى إختبار الغد، أرجو أن لا تفكروا بشيء إلى حين أن ننتهي، وغداً في مثل هذا الوقت سوف نجتمع لنقرر ما سنفعل،
ردَّ بلال بحسرة قائلا: آه يا إلهي متى سيأتي الغد، كم أتشوق إلى الإجازة.
أجاب حَسن بحماس قائلا: بإذن الله ستكون أجمل وأمتع إجازة وبطولة صيفية والآن هيا إلى الدراسةِ، أنتهى وقت الأستراحة.
أنتهت إختبارات الطلبة وتكللَ عامهم الدراسي بالنجاح، وكان حَسن وأصدقائه في سعادة غامرة بنتائج إختبارتهم، وبدؤا يَستعدوا للتدريبات على ألعابهم الرياضية بعد أن وافقت التربية على هذا المشروع تشجيعاً للطلبة على قضاء إجازة مُمتعة ومُفيدة لهم بدلاً مِن التسكع في الطرقات أو اللعب في الشارع أو الذهاب إلى السينما أو صالات الألعاب وهدر المال والوقت دون فائدة.
فسجلَ العديد مِن الطلبة أسمائهم بالألعاب الرياضية المتنوعة وكان مِن ضمنهم حَسن وأصدقائه، فتدربوا وبذلوا قصارى جهدهم وتعاونوا معاً فيما بينهم لشهر كامل آملين الفوز في البطولة.
مَرت الأيام بسُرعة وجاء موعدُ البطولة التي أستمرت أسبوعين، تكللت بالنجاح والإعجاب مِن قِبل الطلبة والأهالي والمُتفرجين، وأثبتوا جميع الطلبة المُشاركين في البطولة جدارتهم في كافة الألعاب بروح رياضية وغاية في النشاط والأستمتاع والتعارف فيما بينهم، فنالت مَدرسة حَسن الجائزة الثانية مِن بين خمس عشرة مَدرسة شاركت في هذا المهرجان الرياضي الصيفي الأول في مدينتهم، وأستلموا جائزتهم بفرح وسعادة غامرة وبروح رياضية، ومرت إجازتهم بعملٍ مُفيد ووقتٍ مُمتع، وهنيئاً لكل الفائزين الأبطال، ويا ليت كل الأولاد والبنات يفكرون مثل حَسن وأصدقائهِ لقضاء إجازتهم الصيفية بأفكار مُسلية ومُمتعة ومُفيدة.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق