الاثنين، 1 أبريل 2013

"من مذكرات زينات" للفتيان قبل الفتيات بقلم: عبد التواب يوسف


من مذكرات زينات
 للفتيان قبل الفتيات 
عبد التواب يوسف 
دخلت على أمي في المطبخ, وجدتها منهمكة إلى حد كبير, وكانت تقوم بأعمال عديدة في الوقت نفسه, لأن عندنا ضيوفا, سيتناولون طعام العشاء على مائدتنا العامرة.. وخطرت في بالي فكرة..
 قلت لأمي:
 - هل أستطيع أن أساعدك?
 - مساعدتك لي في أغلب الأحيان تعطلني. ضحكت, فهي صادقة فيما قالت: 
 - اعهدي لي بعمل أقوم به.
 - على شرط: ألا تفتحي فمك بكلمة وألا تفتحيه لتأكلي ما تصنعينه.
 ضحكت للمرة الثانية.. قلت:
 - سأغلقه بشريط لاصق!! لم تضحك, ولم تبتسم.. لا وقت عندها لذلك..
 - عليك أن تقلي بعض البطاطس, وقد رأيتني أقوم بذلك مرارا. 
وفي سكون وخفة أتيت بالإناء الذي نقلي فيه البطاطس, وسكبت فيه الزيت, وأشعلت النار.. ووضعت من فوقها الإناء, وعندما بدأ الزيت يغلي رحت ألقي فيه بقطع البطاطس, لكن الذي حدث هو أن الزيت تناثر على يدي, ولسعني بقوة.
 لم تول أمي اهتماما بصرخاتي, واضطررت إلى أن أرفع صوتي, قائلة:
 - الزيت يحرقني.. لم تعقب أمي, فقد كانت مشغولة إلى درجة جعلتها تغفل عني تماما, و...
 - لماذا يتناثر الزيت?
 لم ترد عليّ..
 - هل النار شديدة الحرارة?!
 استمرت في صمتها.
 رفعت صوتي: أيكون السبب نوع الزيت?  
ردت بجفاء:
فكري.. اعتمدي على نفسك.. فكرت, بسرعة تفكيرا عميقا.. الزيت الذي استخدمه هو نفسه الذي تستخدمه أمي ولا يتناثر, ولا يلسع يدها.
 وتذكرت شيئآ بسيطا, لكنه غاية في الأهمية.. تذكرت أن أمي كانت تضع قطع البطاطس قبل أن تقليها على ورق, يتشرب الماء.
 وتوقفت لحظة,وقلت لنفسي.. سأجرب شيئا..
أسقطت قطرة ماء في الزيت, وإذا به يتناثر بشدة.. وبسرعة فرشت ورقة نظيفة من اللفافة الموجودة بالمطبخ, لتجف قطع البطاطس من فوقها.. وعندما بدأت ألقيها في الزيت, لأقليها, لم يعد الزيت يتناثر.
 لمحت أمي ما فعلت, همست:
 - التفكير العلمي, والتجريب, يصل بنا دائما للحل السليم!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق