حول رواية " حازم والقلوب الخضراء "
تأليف : على ماهر عيد
رؤية يقدمها : يعقوب الشارونى
رواية مُتميّزة ، تدور حول فتى لديه قدر من الإعاقة العقلية ، عُمره 12 سنة ، يتركه والداه فى عناية جدّه وعمته فى الريف مُدّة ستــّة شهور لسفرهما إلى الخارج .
كان الجد - والد الأب - يعيش مع أخته حياة فاترة ليس فيها ما يُثير ، مُشتــّت الذهن ، غير مُهتم بشىء ، أمّا الحفيد فقد كان فى مدرسة فكرية لم يتعلّم فيها شيئًا .
وتأخذنا أحداث القصة لنــُتابع بشغف كيف يتغيّر الحفيد عندما أصبح على صلة مُباشرة بالطبيعة .. بالقطة والطيور والنباتات وحيوانات المزرعة ، وفى نفس الوقت كيف تغيّر الجد من السلبية إلى النشاط عندما أحاطه الصغير بمشاعره العفوية الحساسة ، التى تنسى الإساءة ولا تتذكّر إلا الحُب . فنسيج القصة يدور حول التواصل والترابط بين الأجيال ، كما أنــّها تــُعمّق القيم الإنسانية لدى القارئ الصغير .
هذا التحوّل فى الشخصيتين الأساسيتين ، خطوة بعد خطوة ، يُضفى على الرواية كثيرًا من التشويق والجاذب ية ، خاصة ونحن نتأمّل كيف يُنمّى الجد فى الحفيد قــُدرات الاعتماد على النفس وحُب التعلّم والإنجاز من خلال حُب البيئة وتأملها .
وإذا كان الجد قد وجد صعوبة فى تعليم الحفيد التعاليم الدينية ، فإن جدة الطفل ، فى نهاية الرواية ، أخذت على عاتقها أن تــُعلّمه أساسيات دينه ، فأصبح مواظبًا على الصلاة .
وموضوع القصة جديد مُبتكر يتميّز بالأصالة ، فكم هى نادرة الروايات الموجهة للشباب الصغير – الفتيان - التى تدور حول النجاح فى التعامل مع الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة وتنمية قــُدراتهم .
والرواية تقوم على منهج تربوى واضح ، فمن يُعانى من بعض الإعاقة العقلية قد يجد صعوبة فى التعبير عن نفسه بالكلام أو الكتابة ، لكنــّه يتعلّم كثيرًا عن طريق الاحتكاك المُباشر بالطبيعة وبمُختلف الأشياء ، عندما يتعامل معها بحواسه المُختلفة .
وفى ثنايا القصة نتعايش مع كثير من المعلومات الصحيحة التى تدور حول أساليب تدريب المُعاقين وتعليمهم ، كل هذا تُقدّمه الرواية بشكل جذّاب ومُشوّق لا نشعر معه إلا أن هذه المعلومات جزء من نسيج بناء الشخصيات والأحداث والعُقدة .
إنها رواية تؤكّد تميز كاتبنا الكبير ، فهو صاحب أسلوب أدبى رفيع ، يعرف موضوعه جيدًا ، ويملك باقتدار أدوات فن كتابة الرواية ورسم الشخصيات وإدارة الحوار ، مع إثارة التشويق والجاذبية .
يعقوب الشارونى[ حصلت هذه الرواية على جائزة الدولة فى أدب الأطفال للفتيان ، عام 2008 ، من دولة قطر ] .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق