العلم يرفض التحية
بقلم / عبد الله مرشدي
دق جرس المدرسة ترن ... ترن ... ترن... فهلل التلاميذ ، وجرى كلاً منهم ، وأخذ مكانه في طابور فصله ،وحين اكتملت الصفوف، نادى قائد الطابور : مدرسة صفا ..... فردد التلاميذ : نظيفة ومنظمة
- مدرسة انتبـاه .
- منتجه ومتطورة .
واصل قائد الطابور برنامجه الصباحي من تمرينات رياضية، وإذاعة مدرسية ،حتى وصل إلى تحية العلم ،فقال بأعلى صوته : حرس العلم للأمام تقدم .
بدأ الطالب الذي سيحي العلم، ومن ورائه ثلاثة طلاب أخرين ،يتقدمون ناحية العلم بخطوات قوية، منتظمة، حتى أصبحوا في مواجهته تماماً ،فرفع الطلاب أيديهم اليمنى في مواجهة جباههم ، وحين شرعوا في تحية العلم،. صاح العلم قائلاً : كفوا عن تحيتي أنا لا أريد منكم التحية ...أنا لا أريد منكم التحية .
انتاب الجميع حالة من الدهشة، والاستغراب، حين سمعوا هذا الكلام، ولكن سرعان ما حاول حرس العلم تحيته مرة أخرى، ولكن العلم رفض التحية بشدة، ثم نكث رأسه لأسفل، ورفض أن يرفرف فوق المدرسة .
حزن الجميع حزناً شديداً، وسادت المدرسة حالة من الصمت الرهيب ، ولكن سرعان ما قطع صوت الناظر هذا الصمت قائلاً : أعزائي المدرسين، والتلاميذ تعرفون جيداً أننا لا نستطيع الصعود إلى فصولنا بدون تحية العلم. فماذا نفعل لكي يقبل العلم تحيتنا ؟
بعد تفكير عميق قال أحد المدرسين : العلم يا سيدي يقف في أعلى المدرسة، ويرى كل ما نفعله جميعاً ،واعتقد أننا فعلنا شيئاً أغضبه ، وجعله يرفض التحية، لذلك أرى يا سيدي أن يعترف كلاً منا بخطئه ،ويصححه لكي يقبل العلم تحيتنا .
قال ناظر المدرسة : هذا رأي صائب، ولنبدأ الاعترافات من الآن، فالاعتراف بالخطأ ليس عيباً ،ولكن العيب أن نستمر في أخطائنا .
حينئذ تشجع أحد التلاميذ، وخرج في أرض الطابور، وقال بصوت حزين : أنا أعترف بأنني ألقى الأوراق الممزقة ،وأكياس البسكويت في فناء المدرسة، وأعدكم من اليوم أن القيها في صندوق القمامة .
ثم قال تلميذ ثان : وأنا أعترف بأنني أقطع الورود من حديقة المدرسة، وأعدكم من اليوم أن أرعى نباتات الحديقة، وأن أحافظ عليها .
ثم قال ثالث : أنا أعترف بأنني أكتب بالطباشير على جدران المدرسة، وأكتب بالقلم علي مقاعد الفصل، وأعدكم من اليوم ألا أفعل ذلك مرة أخرى ، وراح كل تلميذ يعترف بخطئه ،ويعد الجميع بعدم فعله مرة أخري ،وحين أنتهي التلاميذ من اعترافاتهم خرج أحد المدرسين في أرض الطابور وقال : وأنا أيضاً سوف أعترف بخطئي، فنظر إليه التلاميذ في دهشة، فقال المدرس : لا داعي للدهشة يا تلاميذي الأعزاء،فالكبار يخطئون أيضاً كما يخطأ الصغار ،ولكن خير الخطاءين التوابون، لذلك سوف أعترف بخطئي، فأنا لا أشرح في الفصل جيداً ،حتى يأخذ التلاميذ عندي درساً خصوصياً . وأعدكم من اليوم أن أراعي ضميري داخل الفصل، وأن أشرح الدروس شرحاً جيدا .
حينئذ تشجع مدرس أخر وقال : أنا أيضا أعترف بأنني أضرب التلاميذ ضرباً مبرحا،ً وأعدكم من اليوم ألا استخدم الضرب كوسيلة لفهم الدروس داخل الفصل .
شجعت هذه الاعترافات باقي المدرسين ، وتوالت اعترافاتهم واحداً تلو الأخر . وحين أنتهي الجميع من اعترافاتهم ، ووعدوا جميعاً بتصحيح أخطائهم ،حينئذ ابتسم العلم ورفع هامته إلي اعلي، وراح يرفرف فوق المدرسة ، فحياه التلاميذ،وصعدوا إلى فصولهم فرحين مسرورين .
القصة رائعة لكن بلاش خطأ المعلم انه يعطى دروس خصوصية
ردحذفالقصة رائعة لكن بلاش خطأ المعلم انه يعطى دروس خصوصية
ردحذف