الثلاثاء، 16 نوفمبر 2010

"صاحب الكنز" قصة للأطفال بقلم د. سناء شعلان

"صاحب الكنز"
 د. سناء شعلان

تقول الأسطورة إنّ كنز الحكمة يفتح كلّ مئة سنة فقط في وجه أوّل عابر من أمامه، وقد كان محمود وسليم هما أول عابر أمامه، فتح الكنز أمامهما فجأة، فرح كلاهما بالكنز، لكن الأفعى حارسة الكنز، قالت إنّ عليهما أن يقتسما الكنز بينهما، فاختار سليم الجشع المال، بينما قبل محمود القنوع بالكلمة الطيبة كنزاً، عاد كلاهما إلى بيته، سليم حصّلَ كنزاً من الجواهر والمال، أمّا محمود فقد كان دون مال، ولكن يملك لساناً طيباً، لا ينطق بالخير، ولا يقول إلا طيباً، ولا يعرف إلا صدقاً، فقد كان اللسان الطيب هو هدية الأفعى لمحمود الذي تنازل عن الجواهر، وقبل بهذا الجزء من غنيمة كنز الحكمة.
طفق سليم يبذّر ماله على المتع والمأكل والمشرب، أمّا محمود فقد كان قانعاً بقسمته، سعيداً بنصيبه. وسرعان ما أفلس سليم، وغدا فقيراً لا بيت يأويه، ولا طعام عنده، ولا عمل يملك، بعد أن ترك عمله بعد أن وجد الكنز.
أمّا محمود فقد أصبح قاضياً بين الناس بعد أن عُرف بالصدق والعدل والكلمة الطيبة، وتوجّه الناس إليه ليقضي بينهم بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة، فعلا شأنه، وقرّبه السلطان منه، وجعله قاضي القضاة في المملكة، فعمّ العدل، وحصل محمود على ما يكفي من المال، ليعيش مع أسرته في حال طيب.
في أحد الأيام رُفع إلى محمود قضية رجلٍ متسول يؤذي الناس بلسانه، ويسبّهم ليعطوه بعض المال، تفاجأ محمود عندما عرف أنّ ذلك المتسول هو صديقه الجشع سليم، وأدرك أنّ سليم صاحب المال لم يكن صاحب الكنز، بل هو من كان صاحب الكنز، فالكلمة الطيبة، واللسان الصادق، وحبّ الناس، هم الكنز الحقيقي. شكر الله على كنزه، وتعهّده بالحفظ بالحمد والشكر، فالله يزيد بركته للشاكرين، وكتب على باب مجلس قضائه: "الحكمة كنز العقلاء"، وكانت وصيته الدائمة لأولاده: عليكم بالحكمة، فإنّها سعادة العقلاء.

selenapollo@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق