الاثنين، 29 أكتوبر 2018

"زيارة في المنام " قصة للأطفال بقلم: طلال حسن


زيارة في المنام
قصة للأطفال
بقلم: طلال حسن

   نامت الدجاجات ، ثم نام الديك نفسه ، بعد أن اطمأن على دجاجاته ، ففتحتُ باب القن بهدوء ، وتسللتُ إلى الخارج .
وانطلقتُ مسرعاً في الظلام إلى التل ، فقد جاءني أبي في المنام ثلاث مرات ، وقال لي : تعال ، يا بنيّ ، إنني أنتظرك ليلاً فوق التل ، لنذهب معاً إلى غابة ، لا وجود فيها للشيخوخة والثعالب .
ستقول الدجاجات ، أني شخت ، وخرفت ، ولعل ابني الديك نفسه ، سيظن هذا أيضاً ، صحيح أن أبي ، انتهى فوق التل ، بين فكي ثعلب ، لكني أثق بحكمته ، وأنه لم يزرني عبثاً في المنام .
وجمدتُ في مكاني ، إذ سمعتُ حركة بين الأشجار ، لابد أنه الثعلب ، حقاً إنني شخت ، وخرفت ، حتى تركت القن الآمن ، لأقف كالأبله هنا في العراء .
ومن خلف إحدى الأشجار ، أطلّ الثعلب ، ووقف يتشمم متلفتاً ، ثم تمتم قائلاً : يا للعجب ، أشم رائحة دجاجة .
وتملكني الغضب ، أنا دجاجة ! لقد كنتُ دوماً ديكاً ، لا يُشق لي غبار ، وكدتُ أهبّ من مكاني ، وأنقض عله نقراً حتى .. ، ومضى الثعلب ، وهو يقول : لعلي واهم ، فلأسرع إلى القن ، من يدري ، فقد أحظى بالديك العجوز الخرف .
اللعين ، إنه يقصدني ، وتنهدتُ إرتياحاً ، رغم غيظي ، إن أبي على حق ، فلو بقيتُ في القن ل .. ، وانتفضتُ مصعوقاً ، إنني حقاً خرف ، لقد تركتُ باب القن مفتوحاً ، وسينتهي ابني الديك ، ودجاجاته أيضاً ، مثلما انتهى قبلهم أبي .
وانطلقتُ كالريح ، أو هكذا خيل لي ، لكن الثعلب أسرع مني ، وسيصل قبلي إلى القن ، و .. وتوقفتُ لاهثاً ، وبأعلى صوتي صحتُ : كوكو .. ريكو .
وتوقف الثعلب مذهولاً ، ثم التفت نحوي ، وقد انتصب شعره ، وقال : يا إلهي ، لابد أنه شبح .
وتحيرتُ ، ماذا أفعل ؟ ووجدتني أصيح ثانية ، وبأعلى صوتي : كوكو .. ريكو .
واتسعت عينا الثعلب ، وصاح وهو ينطلق كالسهم : لا .. إنه ديك .. ديك حقيقي .
وشلتني المفاجأة ، فلم أقوَ على الهرب ، ورأيته ينقض نحوي ، وأنيابه تتلامع كالخناجر ، وفجأة جمد في مكانه مرتعباً ، إذ ارتفع من بعيد نباح كلاب مقبلة ، وسرعان ما أطلق سيقانه للريح ، ولاذ بالفرار .
ولبثتُ في مكاني ، أنتظر الكلاب ، لم أكن مرتاحاً ، رغم نجاتي من موت محقق ، ترى ماذا ستقول الدجاجات ؟ مهما يكن ، فلن أكرر  فعلتي ، حتى لو زارني أبي في المنام ألف مرة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق