الجمعة، 21 سبتمبر 2018

"أمّ يوسف" قصة للأطفال بقلم: مريم علاهم إشراف: فاطمة حامدي

أمّ يوسف 
 بقلم: مريم علاهم 
 إشراف: فاطمة حامدي

 كنت  غالبا ما يحلو لي السّهر مع جدّتي فأنا لا أملّ   حكاياتها  المشوّقة والمفيدة ،وذات مساء جلست إليها فحكت لي وقالت:"يحكى أنّه  كانت في قديم الزّمان  امرأة تدعى بأمّ يوسف سيّدة جميلة طيّبةَ القلبِ كريمة ترحّب بكلّ من يزورها وتقدّم له ما توفّر لديها من الطّعام قد تكون هي وابنتها  في أمسّ الحاجة إليه لفقرهما وضعف حالهما . وكان الجميع يزورونها   ويتردّدون على بيتها لقضاء ساعات  معها فهم يأنسون بها ويستمتعون بحديثها  و برور الأيام والأعوام تقدّمت بها سنوات العمر ومرضت وانشغل الجيران  عنها بمشاغل حياتهم  اليوميّة وسهُوا أن يسألوا عن أحوالها فحزّ في خاطرها أن ينساها الجيران وأسلمت نفسها إلى رحمة اللّه .وكانت لتلك السّيّدة ابنة شغوفة بألعاب السّحر  وصارت تحمل حقدا على سكّان القرية الّذين تنكّروا للجميل ولم يسألوا عن صحّة أمّها الّتي لم تبخل عليهم يوما بالعطاء  رغم قسوة الظّروف عليها ،وقرّرت تلك الفتاة  الانتقام لأمّها  .فكانت تقضّي أوقاتها عند أشهر السّحرة تتعلّم منهم فنون السّحر وتقوم بتجارب التمويه والخداع وذات يوم أخبرها  أحد السّحرة بأنّها ستصبح ذاتَ شأن عظيم وأنّ القرية ستكون ملكا لها  وسكّانها  سيكونون طوع ( تحت) أمرها وسلطانها .فاستبشرت وفرحت وانتشر البشر والفرح على وجهها .لقد كان ذلك الرّجل متعاطفا معها فهو بدوره يسعى إلى الانتقام لأمّه بذلك حدّثها  ذلك الشّاب  ولمّا طال الحديث بين السّاحر وتلك الفتاة علمت بأنّ هذا الأخير هو أخوها الّذي  صعب عليه أن يرى أمّه تعامل معاملة قاسية من قبل والده فسافر ليتعلّم و يتوظّف  وينتشل (ينقذ) أمّه التّي لم يهتد إلى مكانها ألا عندما التقى بتلك الفتاة الّتي تبيّن له من خلال حديثهما  أنّها أخته.وأخبرها أنّه مولع بالسّحر وألعاب التّمويه وأنّه كان يتصوّر أنّ عالم السّحر سيخلّص أمّه من حياة الفقر والبؤس والظلم.غير أنّ ذلك كان هواية يستمتع بممارستها ولكنّها لن تشغله عن الدّراسة  حتّى نجح وتخرّج .وطال بهما الحديث ولم ينتبها إلى حلول المساء إلاّ عندما  توارت الشّمس وراء الجبال واختفى نورها وأظلم الكون  . مسك الشّابّ بيد أخته واتّجها نحو بيت أمّهما ولمّا صارا عندها  بدأت الأمّ ترمق ذلك الشّابّ بعينيها  تتفرّس ملامحه  كأنّها أحسّت بأنّه ابنها الّذي أبعدته السّنوات عنها ثمّ هتفت باسمه -  يوسف  هذا انت ابني قرّة عيني ". اقترب منها واحتضنته طويلا وقالت بصوت تقطّعه العَبرات "- كنت أنتظر مجيئك  .. ولدي فلذة كبدي لم يتخلّ عنّي..." وكانت سعادة الأمّ لا توصف  وفي صباح اليوم الجديد انتشر الخبر في القرية وجاء الجيران رجال ونساء يهنّئون أمّ يوسف  بعودة ابنها  وبمرور الأيّام شفيت  واستعادت صحّتها  وتحسّنت ظروفها الماديّة وملأ الأحفاد بيتها وصدق من قال " صلة الرّحم تُثمر الأموال وتعمِّر الدّيار "
21-12-2016
مريم علاهم
   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق