الأربعاء، 18 أبريل 2018

ملاحظات حول نماذج من القصص الموجهة للشباب الصغير ذات الصلة بالمناهج الدراسية دراسة من إعداد : يعقوب الشارونى



ملاحظات حول
نماذج من القصص الموجهة للشباب الصغير
ذات الصلة بالمناهج الدراسية
دراسة من إعداد : يعقوب الشارونى

نقدم فى هذه الدراسة ثلاث روايات موجهة إلى الشباب الصغير ، " كنماذج " ، كل واحدة من هذه الروايات تقع أحداثها فى حقبة تاريخية مختلفة :

            - " تائه فى القناة " : وتدور أحداثها أثناء حفر قناة السويس فى حوالى منتصف                     القرن 19 .
            - " سر ملكة الملوك " : وتدور أحداثها حول حياة الملكة المصرية حتشبسوت ، حوالى 1500 سنة قبل الميلاد ، وكيف استطاعت بشخصيتها القوية ، وتربيتها المتميزة وقدراتها الإبداعية وإيمانها بوطنها مصر ، أن تحقق النجاح كملكة حكمت مصر بنجاح 21 سنة .
- " مغامرة زهرة مع الشجرة " : وتدور فى بدايات القرن ( 21 ) ، فى قرية بصعيد مصر ، وكيف قام أطفال مدرسة ابتدائية بحماية شجرة من القطع ، كما تؤكد حق الأطفال فى التعبير ، وقدرتهم على التغيير .
-  ثم نشير إلى عملين آخرين ، هما " أبطال بلدنا " ، وتدور حول انتصار المصريين فى منتصف القرن الثالث عشر على حملة لويس التاسع ، وأسره فى  دار ابن لقمان بالمنصورة - والعمل الآخر هو رواية " الواحة المفقودة " ، وتدور حول الملك أخناتون ، الذى نادى بالتوحيد حوالى سنة ( 1350 ) قبل الميلاد .

** أولاً : رواية "تائه فى القناة " :  

تقول الناقدة الأستاذة الدكتورة أميمة جادو عن رواية " تائه فى القناة " :  
" يختتم الكاتب روايته ، فى إيجاز وبلاغة ، ليؤكّد على العمل البطولى الذى قام به " الرئيس جمال عبد الناصر بتأميم القناة فى 26 يوليو عام 1956 . فليس أجمل ولا أروع ولا أصدق من هذه النهاية لهذه الروايــة ، التى رصــدت بصــدق فترة مُهمّــة من تاريخ مصــر، لم يتناولهــا قلم بجُــرأة وصــدق كمــا تناولهــا قلــم يعقوب الشارونى رائد أدب الأطفال .. "
    ثم تضيف : " إننى أدعو من خلال هذه السطور وزارة التربية والتعليم، لتُقرّر هذه القصة على تلاميذ الصف الخامس أو السادس الابتدائى، لما تحمله من قيم وتاريخ ومشاعر إنسانية " .
[ كتاب " سحر الحكاية فى أدب يعقوب الشارونى القصصى " ، الناشر " دار العلوم للنشر والتوزيع ] .
وهكذا تؤكد الناقدة الكبيرة ، مدى ارتباط الرواية بالمناهج الدراسية .
وجاء فى دراسة د . أميمة عن الرواية :
تُعد رواية " تائه فى القناة " التى يُقدّمها الشارونى للطلائع ، من أهم وأجمل القصص التى تدور حول فترة مُهمّة فى حياة مصر ، وهى فترة حفر قناة السويس فى عهد الخديوِ سعيد . ( صدرت " تائه فى القناة " عن المكتبة الخضراء ، دار المعارف ، القاهرة ، عام 2004 ) .
وقد تناول الشارونى موضوع حفر القناة بأسلوبه الأدبى المُتميّز ، الذى يصف ببساطة ووضوح كيف تمّ الحفر ، وهو طرح جرىء وغير مسبوق ، خاصة عند تقديمه للأطفال والطلائع من أبناء هذا الجيل .
إن الشارونى يرصد ببراعة عبر الحكى القصصى ، كيف أُجبر الأطفال مع الشباب على أعمـال السُّخرة والحفر وحـمل الأثـقال من رمال وصخور وردم ممّا يخرج من الصحراء  عنـد حفر قناة السويس .    
الرواية تدور فى إطار قصصى اجتماعى شيِّق ، لتعكس كافة جوانب المُجتمع ، فهى وإن كانت تحكى قصة فلاّحة فقيرة أرملة تكد وتكدح من أجل أبنائها ، إلا أنها تعكس الواقع السياسى والاقتصادى فى تلك الآونة من خلال تنامى الأحداث الدرامية، التى تبدأ بالسطو على منزلها من قِبَل هؤلاء الذين يُمثلون السُّلطـة الحاكمة فى ذلك الوقت ، لأخذ ابنها البالغ من العُمر ( 12) عامًا فقط ليعمل فى حفر قناة السويس ، بعد أن سبق وأخذوا ابنها الأكبر ولم تعد تعلم عنه شيئًا .
وعندما تُحاول ، إخفاء الأصغر حتى لا تفقده هو أيضًا ، فإنهم يخطفون منها طفلها الثالث الصغير جدًّا ، ليهدّدوها بهذا الأسلوب لتسليم ابنها الأكبر قليلاً .
القصة تُمثـّل فى مُجملها لوحة تعبيرية رائعة ومُثيرة لدموع الروح ، حُزنًا وشفقة على هذه المرأة الأرملة التى لا سند لها فى الحياة ولا حيلة لها من أمرها ...
إنها مصرية تُمثـّـل آلافًا من الأمهات بل ملاييـن فى ذلك الوقت .. هى أم ترمز لمصر بأكملها فى وقت ساد فيه الفقر والجهل والمرض ، وسَرَقَها حُـكَّامُها وأَذَلَّوا شعبها الطيّب وأهانوه وقتلوه وزيّفوا الوعود وسلبوهم كرامتهم وقوّتهم ، واستهانوا بطيبتهم ، وضحكوا على عقولهم مُستغلين الجهل والفقر فى الضغط عليهم .
وقد استطاع الشارونى أن يرصد كل هذا الفساد الذى استشرى فى هذه الحِقبة من التاريخ عبر موضوع حفر القناة ، ليُعرِّى الواقع المصرى بكل سلبياته فى تلك الآونة ، التى تحالف فيها بعض المصريين ممن تملّكوا بعض المناصب ، مع السُلطة ، ليذلوا أبناء الشعب " الغلابة " الذين لا حول لهم ولا قوّة .  وكم ذهب الآلاف منهم ضحايا هذا الظلم البيِّن وهذا الغشم وهذه القسوة .
يمزج الكاتب التاريخ بالمعلومة بالخيال معًا ، لنعيش الأحداث بكل الأسى  المُمكن ، وكأنـه يقول لنا كم حرّرتنا ثورة 1952 من كثير من الذل والعبودية التى كُنَّا نرزح تحت أعبائها .
كما تكشف الرواية عن روح التمرد والمقاومة عند الفلاحين .
كذلك يرصد الكاتب استمرار مُعاناة العُمَّال من العطش ، عبر المسير فى الصحراء ، وقد أخذوا منهم قُلل الماء بحُجة أن يتخفَّفوا من أحمالهم وأن يسيروا أسرع ، وقد ربطوهم معًا كالماشية ، بينما الهدف الحقيقى هو إعاقتهم حتى لا يهرب أحدهم . كذلك يخيفونهم ويهدّدونهم بأن من يُحاول الهرب فسوف يُعرِّض نفسه للموت فى الصحراء بالعطش وتمزيق الطيور الجارحة والذئاب لجسمه ، فيقول قائد فرسان الشرطة : " قُل لهم إن هذه الطيور الـرمّامة ومـعـها ذئاب الصـحراء تنهش جسد رجل حاول الهرب من ساحات الحفر ، فقتله  العطش فوق رمال الصحراء وتحت لهيب الشمس " ( ص 31 ) .
وتوضِّح الرواية أن الماء إنما تحمله قوافل الجمال إلى مكان الحفر ، وقد تعترضها عقبات فلا تصل إليهم : " إن رحلة جمال قافلة الماء تستغرق عادة أربعة أيام ، وعندما تهب عواصف الرمال الشديدة العاتية فتمنع تلك القوافل من مواصلة سيرها ، أو عندما تضل القوافل  الطريق فتتأخَّر ولو يومًا واحدًا ، فإن العُمَّال فى ساحات الحفر يتساقطون موتى مثل الذباب نتيجة الإرهاق والعطـش ، ويلفظون آخر أنفاسهم قبل أن تصل تلك الجمال بما تحمله من براميل " ( ص 32 ) .
إن الكاتب يكشف النقاب ويُزيح اللثام عبر السطور ، سطرًا تلو الآخر ، ليصور لنا كيف تمَّ حفر قناة السويس ، وكيف دفعت مصر ثمن ذلك من أرواح أبنائها وليس فقط بسواعدهم ، ولكن بالجوع والعطش والذُّل والإهانة والصبر الجميل ، وبالتمرد أيضًا وبالمقاومة كلما أُتيحت الفرصة .
* كما يقول الفنان الرسام والكاتب والناقد أ . عبد الرحمن بكر :
عند اقتحامنا لقصة " تائه فى القناة " .. سنجد بداخل القصة تاريخًا يريد المؤلف أن يحفره فى وجدان الطفل .. تاريخ مئات الآلاف من شعبٍ حفر بيديه القناة ، والتاريخ التفصيلى  لا يحييه إلا الحكاية وفن الحكى ، وخبرة الكاتب الطويلة ومعايشته للأحداث .
بل يجعل بطلها طفلاً يُقاد ليحفر بذراعه الضعيفة .. قناة .. سبـق أن ذهب إليهــا أخوه              بلا عودة ، فتتحول رحلة السُّخْرة إلى بحث وتنقيب فى أغوار الشخصية المصرية التى لا تعرف جذورها غير أعماق الأرض ..
فالكاتب فى كل مكان حولك من النص ، ينثر خبرته الفنية والتربوية الطويلة ، وتتدفق كلماته التى تحكمها خبرته ، يقدم لنا تاريخ القناة دون أن نشعر أنه تاريخ ، بل على العكس .. إننا نتفاعل مع الشخصية ونحيا معها ، فنحصل على الحكاية والتاريخ ..
** ثانيًا : رواية " سر ملكة الملوك " :
* تقول المؤلفة وخبيرة فن قص القصة د . هالة الشارونى - عن رواية " سر ملكة الملوك " :
" رأيت شعبنا على حقيقته: فقيرًا متدينًا ، لكنه يحب الفرح والعمل ... وفى اليوم الذى يتوجنى فيه الكهنة شريكة فى الحكم ، لابد أن يكون كل فرد من أفراد الشعب قد وجد عملاً يشعر بالفخر عندما يؤديه ، ويستحق عنه مقابلاً أو أجرًَا يُشعِره بالكرامة والاستقلال ... حلمى الكبير أن أرى ابتسامة السعادة على وجه كل إنسان فى بلدى ..."
هكذا تحدثت " حتشبسوت " بطلة رواية " سر ملكة الملوك " ، من تأليف رائد أدب الأطفال يعقوب الشارونى ، التى حاز عنها مؤلفها على جائزة أفضل مؤلف للأطفال من اللجنة العليا لجائزة المجلس المصرى لكتب الأطفال ( 2007 ) .
وتأتى أهمية هذه الرواية لسببين : فهى تدور حول حياة الملكة القوية الناجحة حتشبسوت ، وهى الملكة التى حكمت مصر منفردة منذ حوالى ( 3500 ) سنة .
وهى إذ حكمت البلاد لمدة ( 21 ) سنة ، ولم تقم ضدها أية قلاقل أو ثوارت فى الداخل أو الخارج ، فهى نموذج رائع لقدرة المرأة على قيادة سفينة الحكم بنجاح ، فى زمن  لم يكن يعترف للمرأة بأن تصبح ملكة إلا إذا كانت بجوار ملك .
اهتمت حتشبسوت فى الداخل بأن يجد كل إنسان عملاً ، لذلك يعتبرها التاريخ من بين " أعظم البنائين فى تاريخ مصر " ، فقد أقامت المعابد والمسلات ، ومن أهم آثارها الباقية : معبد الدير البحرى فى الأقصر ومسلة فى معبد الأقصر . كما حفرت الترع والقنوات ، للرى فى الداخل ، ولتسهيل السفر للخارج مثل إعادة حفر القناة التى تربط النيل عند رأس الدلتا بالبحر الأحمر ، كل هذا أشاع مناخ السلام والرضاء فى البلاد .
أما فى الخارج - حيث كانت هناك عدة بلاد خاضعة لحكم مصر - فقد اتبعت حتشبسوت سياسة التبادل التجارى بدلاً من الحرب ، وأشهر بعثاتها التجارية ، رحلة أسطولها البحرى التجارى إلى بلاد " بونت " على سواحل البحر الأحمر ، التى سجلتها مرسومة على جــدران معبــدها فى الديــر البحــرى وعلى مسلتهــا فى معابــد الكرنـك ، وذلك بدلاً من الرسوم التى حرص على إبرازها غيرها من ملوك الفراعنة ، والتى كانت تعبر عن نجاحهم فى قهر الشعوب الأخرى وإنزال الهزائم الحربية بهم .
لقد آمنت حتشبسوت أنه إذا انشغل المجتمع المصرى بالإنتاج فى سبيل التصدير وبيع منتجات مصر للبلاد الخارجية ، وفى ذات الوقت انشغل أهل البلاد الخارجية فى الإنتاج لبيع منتجاتهم إلى  مصر ، فإن هذا سيؤدى إلى حرص الجميع على السلام ، وهو ما نجحت فيه تلك الملكة القوية الذكية  كل النجاح .
- أما السبب الثانى لأهمية هذه الرواية ، فينبع من كونها وإن اعتمدت على  التاريخ ، فإنها  لا تقدم التاريخ ، بل ترسم صورة شديدة الحيوية والقوة للملكة التى أقنعت الرجال وكل فئات الشعب بشخصيتها الفريدة وعقلها الراجح ، وسياستها التى اعتمدت على الإبداع وليس على تقليد من سبقوها .
إن هذا المضمون الثرى بالدلالات عبَّر عنه يعقوب الشارونى بلغة عميقة ، فى مفردات سهلة . بالإضافة إلى اعتمادها على الحوار بجوار السرد ، مما جعل الشخصيات حية حاضرة أمام مخيلة القارئ الصغير والكبير .
 * كما يقول المؤلف الروائى الكبير أ . فوزى وهبه ، فى كتابه " الجديد فى قصص وروايات يعقوب الشارونى " :
الأديب ابن بيئته ، والجانب المادى والجانب الثقافى للبيئة لهما تأثير قوى على أعمال المُبدع .
وأديبنا يعقوب الشارونى مصرى من قرية شارونة بالصعيد ، والحضارة الفرعونية أول ما بدأت ، بدأت فى جنوب مصر ، بل إن توحيد مصر تم على يد الملك نارمر مينا القادم من الجنوب .
ولأن أديبنا مصرى أصيل ، كان لا بد له أن يعود إلى الجذور .. إلى أجداده وأجدادنا الفراعنة ، ليكتب عنهم ، وليُقدِّم لنا أجمل وأروع وأحلى القصص والروايات .
وتَمَثـَّـل هذا فى روايتين هامتين للغاية ، هما " سر ملكة الملوك " ، و " حكاية رادوبيس " ، ونتناول هنا الأولى ببعض التفاصيل .
- فازت هذه الرواية بجائزة المجلس المصرى لكتب الأطفال لأفضل مؤلف ، وصدرت ضمن مشروع مكتبة الأسرة والقراءة للجميع .
والرواية تعود بنا إلى أحداث تدور فى مصر أيام أجدادنا الفراعنة العظام ، وتُلقِى الضوء على سيرة ملكة عظيمة بلغت مصر فى أيامها وعهدها وعلى يديها شأنـًا عاليًا ، هذه المرأة هى الملكة " حتشبسوت " ، ملكة الملوك حقًّا . 
- مُنذ بداية الرواية يُلقى علينا الأديب بسر هام من أسرار ملكة الملوك ، وهو حُـبَّها للسلام مُنذ   صغرها .
فالملكة الأم " أحمس " لاحظت أن زوجها الملك تحتمس الأول ظهر عليه التعب والإجهاد .. فلما تحدَّثت فى هذا الأمر مع ابنتها ، قالت لها حتشبسوت : " هذا نتيجة حتمية للجهود التى أنهكت صحة والدى ، فى حروب لا تنتهى إلا لتبدأ من جديد .. فالحرب لُعبة الرجال " .
ولأن الدين فى مصر مُنذ القِدَم وحتى الآن ، يلعب دورًا هامًّا فى حياة الشعب  ، فقد أبرز المؤلف أهمية هذا الدور ، عندما استدعى الملك " تحتمس الأول " رئيس الكهنة ونائبه                           " إم رع " ، ليأخذ رأيهما فى تولى ابنته العرش من بعده .
- ومن بداية الرواية وحتى نهايتها ، تطل علينا الثنائية الخالدة مُنذ ما قبل التاريخ ، وفى حاضرنا وفى المُستقبل ، وهى ثنائية صراع الخير مع الشر .. أو قوى الخير مع قوى الشر والتآمر ..  
قوى الخير التى تؤمن بالسلام وفى ظلاله يعم الرخاء وتتحقَّق التنمية وإنشـاء المشاريع التى يعمل فيها أبناء الشعب ، ومَنْ تَوفَّر المال بين أيديهم يُمكنهم الحصول على المأكل الجيِّد والملبس الجديد والمسكن المُلائم .
إن قوى الخير فى الرواية تتربّع على رأسها الملكة " حتشبسوت  " ، ورئيس الكهنة   " حابو " ، والمهندس النابغة مُستشار الملكة " سننموت " ، والكثير من النـُّـبلاء والكهنة ومُعظم أبناء الشعب الذين أحبوا ملكتهم ، التى تَميَّز حُكمها بالعدل والإحساس بالناس وهمومهم واحتياجاتهم والبُعد عن الحرب ، والاهتمام بالتجارة مع الدول الأُخرى الخارجية ، مع الاحتفاظ بالقوات اللازمة لحماية مصر من أى اعتداء .
أما قوى الشر التى ظلّت تتآمر على الملكة ولا يُعجبها السلام ولا تُريده ، لأنها تتكسّب من  وراء إشعال نار الحرب ، فعلى قمّتها نائب رئيس الكهنة ( إم رع ) ، وعدد من الكهنة الذين يتكسَّبون  من وراء حصولهم على جُزء من غنائم الحرب ، والتُّجَّـار الذين يصنعـون العربات الحربية والأسلحة ، وكذلك تُجَّـار الخيول . فعدم دخول الملكة حتشبسوت فى حروب أضر بمصالحهم ، لذلك لم يهنأ لهم بال إلا بموتها ورحيلها ، وتربُّع زوج ابنتها الملك " تحتمس الثالث " العرش ، ودَفْعهم إياه لخوض حروب جديدة ضد الدول الخارجية . وكذلك  قيامهم بمُحاولة طمس وإخفاء الأعمال العظيمة التى تحقَّقت فى عصر ملكة الملوك  " حتشبسوت " .
- إن الرواية تُرينا كيف أن مصر فى عهد الفراعنة ومُنذ أكثر من ثلاثة آلاف وخُمسمائة عام ، سبقت العالم كله فى الاعتراف بقدرات المرأة ، وبأهمية الدور الذى يُمكِن أن تلعبه ، وأنه تم تنصيب  امرأة ملكة على عرش مصر ، وهذه المرأة تميَّزت بالحكمة وحُـبَّها للسلام وحُـبَّها للشعب الذى بادلها حُـبًّا بحُب .. وأيضًا بالقُدرة على اتخاذ القرارات بحزم وفى الوقت المُناسب ، واختيارها للـحاشيـة الـصالـحـة ، وابـتـعادهـا عـن الأشخـاص المُـحبين لإشـعال نـار الفتنـة والحروب ..
- إن الكاتب فى " سر ملكة الملوك " أعطانا نموذجًا رائعًا للمرأة المصرية العظيمة ، كما أنه استطاع من خلال أحداثها تعرية صُـنَّاع الحروب ..
وهو ما يُمكِن أن ينعكس على ما هو موجود حاليًّا فى زماننا ، وما نُشاهده على مُستوى العالم فى القرن الحادى والعشرين ، وكيف أن تُجَّار السلاح يستخدمون العديد من الحُكَّام غير الحُكماء لإشعال نار الحروب فى أماكن كثيرة من العالم ، لكى يتحقَّق لهم جنى الكثير من الأرباح والثروات الطائلة .
ويا ليت هؤلاء الحُكَّام يتعلَّمون ويأخذون العِبرة ويفضلون السلام ويعملون من أجل تحقيقه ، بـدلاً من التمسك بإدارة عجلة الحرب وآلتها المُدمِّرة ...
* أما الكاتبة المبدعة الأستاذة نجلاء علام ، فتقول : 
فى قصة " سر ملكة الملوك " ، حيث تدور الأحداث فى الجو التاريخى حول الملكة الفرعونية حتشبسوت ، ودورها كقائدة وفرعونة قوية ، أسست دولة وبَنَت حضارة ، وعَقَدَت اتفاقات مع دول مجاورة ، تبدو عليها منذ الصغر ملامح النجابة وقوة الشخصية ، تقول : " الحرب لعبة الرجال " .
ويبدو الأمر ملخصًّا لشخصية حتشبسوت كما يراها الكاهن الأعظم ، إذ يؤكد :
" الشعب يرى فيها أميرة مكتملة الشباب ، متألقة الشخصية ، صاحبة مظهر عظيم يبرز هيبتها الملكية " .
وتتضح دقة الشارونى فى رسم تلك العظمة لامرأة مصرية قديمة ، من خلال قناعٍ تاريخى ، حين تقول حتشبسوت ، معبرةً عن حلمها و طموحها المستقبلى :
" حلمى الكبير أن أرى ابتسامة السعادة على وجه كل إنسان فى بلدى " .

** ثالثًا : رواية "مغامرة زهرة مع الشجرة " :

* يقول الأديب الكبير والناقد الأستاذ فريد محمد معوض :
ما أكثر حاجتنا إلى الأشجار ، وما أكثر حاجة الطفل إلى مساحات قصصية تبرز فيها خضرة الأشجار لتمنحنا نقاءً نفتقده ، وما أجمل أن يشعر الطفل بقيمة الشجرة ، فلا توجد بيئة صافية دون أن تكون الشجرة رمزًا نبيلاً بها . وتكريمًا للشجرة ورد ذكرها فى القرآن الكريم فى مواضع مختلفة ، وكذلك فى الحديث الشريف ، بل وبايع الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة ..
وأذكر أن مصر كانت تحتفل بعيد الشجرة ، مما يعكس اهتمامًا بالغًا بقيمة الشجرة .. وقد برزت الشجرة فى إبداع العديد من المبدعين ، واحتلت الشجرة الصدارة فى عناوين كتب كثيرة.
واستمرارًا لعشق الشجرة من قبل مبدعينا ، يتغنى يعقوب الشارونى بالشجرة ، وينحاز إليها فى كتاباته ، سواء كانت تنمو فى قارب ، أو تنمو أمام مدرسة الاجتهاد فى " مغامرة زهرة مع الشجرة " ، وهذه المغامرة تقدمها السلسلة العريقة " المكتبة الخضراء " ، الصادرة عن دار المعارف .
وهى قصة أهم ما يميزها أنها تضع الأطفال على جبهة الصراع ، وتدفع بهم لمواجهة إفرازات الواقع الذى لا يأبه بالخضرة ولا بالجمال .. وبالتالى يفرط فى الأشجار باعتبارها غير ذات قيمة .
فما أسهل أن يصدر تفتيش الرى قرارًا بقطع الأشجار التى أصابها السوس ، لكن هناك سوس آخر يتربص بالأشجار ، يتمثل فى طمع المقاول وتخاذل المهندس ، فمن يريد أن يقى شجرته شر القطع ، عليه أن يدفع للمقاول فى الخفاء ، وستبقى شجرته حتى ولو كانت ملأى بالسوس ، بينما يتم قطع الأشجار السليمة لأن أصحابها لم ينتبهوا لأهمية منح المقاول فى الخفاء .
ومن هنا يتربص قاطع الشجرة بشجرة الكافور الجميلة والماثلة أمام  " مدرسة الاجتهاد " .. وهى ليست سليمة فحسب ، وإنما تعطى لمسة جمالية للمكان ، ويستظل بها الصغار ، ويلعبون فى  ظلها ، فهى تمثل لهم قيمة غالية ، ولن يشعر بهذه القيمة غيرهم ، ولن يدافع عنها سواهم .
وهنا كان لابد أن يثور الأولاد بقيادة " زهرة " وأن يتحلقوا حولها لمنع الكارثة ، ويصور لنا الكاتب اعتصامًا طفوليًّا حول الشجرة ، يثمر نجاحًا فى نهايته ، وينجحون فى صد العدوان ، ويؤمن الجميع بأهمية الشجرة ، ويكثرون من زراعتها .
- القصة تحكيها الشجرة العجوز للشجرة الشابة بعد أن سألتها الثانية عن سبب ذلك الشق أو الجرح الكبير فى جذعها ، فتخبرها الشجرة العجوز بأن هذا الشق كان وراء وجود الشجرة الشابة وغيرها من الأشجار الأخرى ، ونتعايش مع حكاية الشجرة وهى تتمثل لنا كالإنسان يشعر بالألم والحزن والفزع .. تقول :
" جعلنى الفزع أتوقف عن امتصاص عصارتى ، وسرى الألم حتى وصل إلى أطراف أغصانى ، وبدأت أوراقى ترتعش " .
" ولأول مرة فى حياتى الطويلة ، أحس بما كنت أسمع الناس  يتحدثون عنه كثيرًا.. أحسست  بالحب ، فقد كانـت حــرارة أجســام الأطفــال تتسلل من صدورهم وأذرعهم إلى جذعى ، فأشعر أننى أصبحت جزءًا منهم " .
وهكذا يمضى الكاتب إلى امتزاج لغوى رقيق ، ليتوحَّد خلاله الإنسان بالشجرة ، والشجرة بالإنسان .
- ثم ننتقل إلى قول الشجرة العجوز للشجرة الشابة :
" لولا هذا الجرح لما زرعوك ، ولما أهتم أحد بميلادك أو حياتك " .
وهنا إشارة للثورة التى حدثت ضد أعداء الشجرة ، والتى انتهت بانتصار الشجرة والأطفال ، وزراعة المزيد من الأشجار .
* وتقول الأديبة والناقدة الأستاذة نجلاء علام عن هذه القصة :
تأتى قصة " مغامرة زهرة مع الشجرة " ، ليمتزج الخيال بالواقع ، فالراوى شجرة عجوز تحكى لشجرة شابة ، بعدما سألتها الثانية عن سبب وجود هذا الشق فى جذعها ، فتخبرها بالحكاية ، عن البنت زهرة التى تحدت وكيل أحد المقاولين ومعه نشّار  يقوم بتقطيع الأشجار ، وكيف تصدت له الفتاة الصغيرة لتدافع عن الشجرة ، وسائر الأشجار التى يتم نشرها بحجة أن السوس قد " ضربها " ( أصابها ) .
تحشد زهرة سيدات القرية ، ليكتشف الجميع فساد ذمة وكيل المقاول ، وكذبه بشأن سوس الأشجار ، لتأتى العبارة الأهم فى القصة على لسان أم زهرة :
" لن نسمح بقطع أية شجرة أخرى بعد الآن " .
إنها صورة للمرأة الثائرة المحرضة على الثورة ، الحريصة على الحق ، المدافعة عن البيئة ضد ظلم وتعدى الإنسان . ومع الحوار والسرد ، ظهرت الفكرة بوضوح ، فى إبراز صورة المرأة الثائرة على الباطل والظلم .
وتأتى لحظة الذروة لانتصار الحق على الباطل ، فى صيحة زهرة بعدما نجحت فى حشد القرية ضد عدوان المقاول على الأشجار :
" عاشت الشجرة .. يسقط المنشار " .

** رابعًا : "أبطال بلدنا "، وهى الرواية المسرحية التى فاز عنها مؤلفها يعقوب الشارونى بجائزة الدولة عام 1960 ، التى تسلمها من الرئيس جمال عبد الناصر ، وتدور حول انتصار قوى الشعب من أهل مدينة المنصورة ، على جيوش ملك فرنسا لويس التاسع ، وأسره فى دار ابن لقمان .

* يقول عنها الأستاذ الدكتور عبد القادر القط ، عضو اللجنة العليا لجوائز المسابقة :
هذه المسرحية ، ليست حوادث التاريخ وحسب ، بل هى قصة شعب قاوم جيشـًـا ضخمًا مقاومة بطولية ، وانتصر عليه انتصارًا ساحقًا ، هذا الشعب لم يفرد التاريخ لأفراده إلا سطورًا قليلة... وقد وفق المؤلف فى ابتكار شخصية بدر الدين ، التى جعلها رمزًا للكفاح الشعبى ، كما أبرز سقوط دمياط ، ومعركة المنصورة وأسر الملك لويس فى مواقف نابضة بالحركة والحياة .
وحوار المسرحية ممتاز فى تعبيره عن الانفعالات وطبيعة الشخصيات ، وفيه كل مقومات الحوار المسرحى الناجح ... إنها مسرحية ممتازة .
* وتقول عنها الروائية والناقدة الأستاذة آمال إبراهيم :
سحرتنى مسرحية " أبطال بلدنا " ، وغــُـصت وسبحت مع أبطالها ، وعشت كأحد أفرادها ، عانيت معهم ووقفت وحاربت مثلهم .
ارتفعت الحرارة فى أعصابى ، وتصاعدت الدماء إلى رأسى ، ودق قلبى مع حوارها بعُنف ، ولم يهدأ حتى النهاية مع آخر كلمة بالمسرحية .
إنها فعلاً مسرحية تستحق أن يقرأها كل شاب وفتاة ، لما فيها من صور حيّة صادقة تمس وجدان كل من يقرؤها ، وتـُلقى بالضوء على فترة من حياة أمتنا ، مر عليها التاريخ مرورًا عابرًا ... ففى المنهج الدراسى لطلابنا لا نجد إلا سطرًا أو سطرين ، مُجرّد ذكر لا أكثر ..
لكن فى هذه المسرحية يحفر المؤلّف فى التاريخ ، ويُخرج لنا قطعة أدبية حيَّة مشوقة من تاريخ حياة أمتنا ، تلك الحقبة التاريخية المجيدة ، ليعرف أولادنا وشبابنا الصفحات المُضيئة فى حياة بلدنا ، ويشعروا بعظمة الانتصارات التى حقَّقها الأجداد ، فالمصرى مُتمسّك دائمًا ببلده  وأرضه ، يُقدّم روحه فى سبيلها على مر الزمان ، للحفاظ على وحدة الوطن وسلامته من كل مُعتدٍ وباغٍ .  
* وتقول الأديبة الناقدة الأستاذة نجلاء علام ، رئيس تحرير مجلة قطر الندى للأطفال :

فى (أبطال بلدنا)، تدور الأحداث أثناء حملة لويس التاسع على مصر عام 1250م، من خلال ثلاث نساء، النموذج الأول، شجرة الدر، زوجة الملك نجم الدين أيوب، التى أخفت خبر موته عن الجنود أثناء المعركة، وجمعت المماليك، فارس الدين أقطاى، وعز الدين أيبك، و قطز، وبيبرس، لصد هجمة الصليبيين، والانتصار عليهم فى موقعة المنصورة، وتم أسر لويس التاسع فى بيت ابن لقمان، فى السادس من إبريل / نيسان عام 1250 م.

إنها نموذج للعظمة فى القيادة الحكيمة، لامرأة فقدت زوجها، ولكنها متماسكة لأبعد حد، تقول موجهة حديثها للطواشى صبيح: " هل كنت تريد أن نعلن خبر وفاة السلطان، فنهزم نفوس شعبنا " .

يقول عنها بيبرس، أحد قادة المماليك الشجعان : " لقد جمعت سيدتنا الأمراء والأجناد، وقالت لهم إن السلطان مريض لا يقابل أحدًا، وإنه يأمركم بالحلف له، ومن بعده لابنه المعظم توران شاه، فحلفوا له " .
- النموذج الثانى، قطر الندى، الفتاة المصرية الشهيدة، حبيبة المناضل بدر الدين، التى اختطفها الفرنسيون وحاولوا شراء ولائها، لكن دون جدوى ، تنقذها الملكة مرجريت زوجة الملك لويس التاسع (النموذج الثالث) من براثن الجنود، وتتخذها وصيفة لها، تحاول تعليمها لغتها لتكون وسيلة للتفاهم بينها وبين المصريين :" إذا علمتها لغتنا أصبحت وسيلتى للتفاهم فى هذه البلاد" .
تحاول قطر الندى الهروب من الأسر بإصرارٍ أكثر من مرة، حتى تلقى بنفسها فى النيل، لتسبح ناحية الشاطئ، يرميها جندى بسهم فيقتلها ، إنها نموذج للمرأة  المجاهدة، الحرة التى تأبى القيد أو الأسر.. تقول الملكة مرجريت لخطيبها المناضل بدر الدين :" أيها المصرى.. لقد زفت عروسك إلى الجنة " .
- وحين تفتدى الملكة مرجريت زوجها الملك لويس التاسع بأربعمائــة ألــف دينــار، تدفعهــا كدية له، تركع بجوار زوجها لويس، وتقول فى عطف ومحبة :" هل عانيت كثيرًا يا زوجى الملك! "
صورة أخرى بقناع تاريخى لامرأة تقف شجاعة بجوار زوجها المهزوم، وتصر على العودة به حيًّا إلى الديار.

 

** خامسًا : رواية "الواحة المفقودة " : وتدور حول حياة الملك أخناتون ، الذى نادى بالتوحيد حوالى سنة ( 1350 ) قبل الميلاد ، من تأليف الشارونى ، صدرت ضمن " المكتبة الخضراء " عن دار المعارف .

تحكى القصة عن واحة ضائعة فى الصحراء الغربية ، يعيش فيها منذ ( 3500 ) سنة مجموعة من المصريين الذين آمنوا بعقيدة أخناتون ، الذى اختار " آتون قرص الشمس"، رمزًا للآله الواحد ، القادر على كل شىء ، بيده الحياة والموت .
تقول داليا الصغيرة لأخيها طارق : " لقد حفظــْـتُ ترجمةَ النشيدِ الذى كانَ الملكُ أخناتون  يتعبَّدُ به .. "
وكأنما لِتــُـشارِكَ المُصلِّينَ ، راحَتْ تترنــَّـمُ معَهم بما حفظــَـتْ :
* أنتَ الواحدُ الحَىُّ الذى وُجدْتَ منذُ الأزل ..
* أيُّها القوِىُّ الرائعُ العلِىُّ فوقَ الأرض ..
* أيُّها الظَّاهِرُ الخفى ..
* أيُّها الواحدُ الأحدُ الذى لا إلهَ غيرُه ..
* يا مَنْ خلقــْـتَ الناسَ والحَيوانَ وكلَّ دابَّة ..
* أعطَيْتَ كلَّ واحدٍ مكانــَـهُ ، ووفــَّـرْتَ له رِزْقــَـه ..
* بارئَ ملايينِ الخــَـلْقِ من نــَـفــْـسِك ..
* مُبْدِعَ كلِّ شــَـىْءٍ يا واحِدُ يا أحَد ..
* يا أيُّها الإلَهُ الواحِد ..
* الذى لا يوجَدُ بجانبهِ إلَهٌ آخــَــر ...   
- تبدأ الرواية بداليا الفتاة الصغيرة التى تشبه الملكة المصرية نفرتيتى ، ومعها أخوها طارق ، فى طائرة تابعة لشركة بترول تطير فوق الصحراء الغربية . ولنفاد الوقود هبطت الطائرة اضطراريًّا فى منطقة تُحيط بها الجبال. ويكتشف الطيار وداليا وطارق أنه فى داخل منطقة محصورة وسط الجبال ، توجد واحة منقطعة عن العالم ، تعيش فيها جماعة من المصريين القدماء من أتباع ديانة التوحيد التى دعا إليه أخناتون، بعد أن هربوا أو هاجروا من الوادى ليحافظوا على إيمانهم بعد وفاة أخناتون وتدمير مدينته التى ابتعد بها عن الأوثان وتعدد الآلهة.
ويهتم أهل الواحة بداليا لتشابهها مع نفرتيتى زوجة أخناتون ، واعتزموا أن يستبقوها لتُصبح ملكة عليهم.
ويكتشف الطيار مع داليا وطارق أن أحد العلماء كان يبحث عن رسوم إنسان ما قبل التاريخ ، وضل الطريق فى الصحراء ، وقادته قطة عبر الجبال المُحيطة بالواحة، واستطاع أن يتواصل مع أهلها لمعرفته باللغة المصرية القديمة. ونقل هذا العَالِم إلى الطيار وداليا وطارق قصة أخناتون وقصة هجرة أهل الواحة ، وكيف أن زلزالاً أغلق الممر الذى دخلوا منه إلى قلب تلك المنطقة الجبلية الشاهقة ، فعزلهم عن العالم.
وعندما فكر الأربعة فى البحث عن طريق الخروج من سلسلة الجبال ، بمساعدة القط الذى سبق أن ساعد عالَم الآثار ، حدث زلزال جديد فتح أمامهم طريق الخروج .
وبالاستعانة بجهاز اللاسلكى لطائرتهم بعد إصلاحه ، وصلت إليهم فرقة إنقاذ تستعين بطائرة هليوكبتر . لكنهم عندما ارتفعوا فى الهواء ، اكتشفوا أن الزلزال الأخير قد أخفى معالم الواحة .
وتنتهى الرواية بداليا تقول لوالدها عندما عادت إليه : " سواء عَثـَـرُوا على واحَةِ آتونَ أو لم   يَعْثـُروا ، فأنا واثقةٌ مِنْ شـَـىْءٍ واحِدٍ .. لقد ظـَـلُّـوا يعبدونَ الإلهَ الواحِدَ الذى آمَنَ به أخناتون .. "        
فيُجيبُها والدُها فى تأكيدٍ : " هذه هِىَ قــُـوَّةُ الأفكارِ العظيمةِ يا داليا ، مَهْمَا واجَهَها من إنكــارٍ أو مُحاوَلاتٍ للمَحْوِ أو التــَّـشـْـويهِ ، فلابد أن يُكتــَـبَ لها البقــاءُ والخلودُ ! " 


أهم المراجع

- هالة الشارونى : " سحر الحكاية فى أدب يعقوب الشارونى القصصى " – دار العلوم للنشر والتوزيع - طبعة ( 2015 ) [ 32 دراسة قدمها 23 ناقدًا ومبدعًا ]
- فريد محمد معوض : " أفراح وأحزان طفل هذا الزمان .. دراسة حول مشكلات الطفل فى أدب يعقوب الشارونى " –الهيئة المصرية العامة للكتاب -  ( 2008 ) [ جائزة أفضل دراسة نقدية من المجلس الأعلى للثقافة ]
- المركز القومى لثقافة الطفل : " الإبداع فى أعمال كاتب الأطفال يعقوب الشارونى "                    وزارة الثقافة / المجلس الأعلى للثقافة - مصر  - ( 2006 )
- فوزى وهبه : " الجديد فى قصص وروايات يعقوب الشارونى " –مكتبة مدبولى- ( 2014)
- يعقوب الشارونى : " تنمية عادة القراءة عند الأطفال " –دار المعارف -  سلسلة اقرأ - الطبعة الخامسة ( 2018 )
- يعقوب الشارونى : " القراءة مع طفلك " – دار المعارف - سلسلة اقرأ - ( 2012)
- يعقوب الشارونى : " قصص وروايات الأطفال فن وثقافة " – دار المعارف - سلسلة اقرأ -                   ( 2014)
- يعقوب الشارونى : " أبطال بلدنا " –سلسلة كتب الهلال للأولاد والبنات - ( آخر طبعة 2012) [ الطبعة الأولى 1960 ]
- يعقوب الشارونى : " تائه فى القناة " – دار المعارف – سلسلة المكتبة الخضراء– الطبعة التاسعة ( 2018)
- يعقوب الشارونى : " مغامرة زهرة مع الشجرة " – دار المعارف – سلسلة المكتبة الخضراء– الطبعة العاشرة ( 2018)
- يعقوب الشارونى : " الواحة المفقودة " – دار المعارف – سلسلة المكتبة الخضراء– الطبعة الثانية ( 2018)
- يعقوب الشارونى : " سر ملكة الملوك " – مكتبة الأسرة – طبعة ( 2007 ) – [ الناشر الأصلى " دار نهضة مصر "  ]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق