الأحد، 9 يوليو 2017

[ أبناءْ القَمَرْ] مسرحية للأطفال بقلم :عبد الله جدعان



 [ أبناءْ القَمَرْ] 


مسرحية للأطفال
    تَأليفْ :عبد الله جدعان
                                     
الشخصيات : عارف، مهند، سيف [تلاميذ]
               العم حسيب[صاحب مقهى للانترنت]
                صلاح، فلاح [ أبناء القمر ]
              مجموعة الفئران[1،2،3]
المنظر [ جانب من مقهى للانترنت، يظهر فيه وبشكل واضح تقدم الزمن من حيث
           طراز البناء والديكورات ،بوسترات وصور معلقة على الجدران،تقاويم
          تشير إلى حلول عام 2030]
[العم حسيب منشغل بترتيب صالة الانترنت،بينما كل من مهند وعارف وسيف قد وضع على أذنيه (هدفون )وهو متحلق حول شاشة الحاسوب]
عارف[يرفع الهدفون من على أذنيه ويبتعد قليلاً عن شاشة الحاسوب يسأل العم
         حسيب]: ما هذه الرائحة الكريهة يا عم حسيب؟
العم حسيب/ ربما هي رائحة المادة اللاصقة لورق الجدران
عارف/ كلا.. كلا
[ مهند وسيف ينتبهان للحديث الذي يدور بين الاثنين]
العم حسيب/ أو ربما رائحة محلول التنظيف الديتول
عارف/ كلا ،بأستطاعتي تميز رائحة الديتول عن الروائح الأخرى،أنها رائحة نتنه!
العم حسيب[كأنه قد تذكر ] صدقت يا ولدي عارف،سلة النفايات مركونة في باب
              المقهى،والشركة الخاصة بنقل النفايات لم تأتي لحد الآن.
سيف / منذ متى؟
العم حسيب / منذ أيام.
مهند/ المجمع السكني الذي اسكن فيه هو الآخر يعاني من نفس المشكلة ،فقد
        تراكمت سلال وبراميل النفايات والقمامة بشكل لا يصدق!
سيف/ وحتى أمام مدرستنا والأسواق العامة والأماكن العامة أيضا تكدست تلال
        القمامة .
عارف[بألم ] حالةٌ غريبة ٌ،كانت مدينتنا الأجمل من بين المدن الأخرى يصبح حالها
                 هكذا!؟
مهند/ في العام الماضي حصلت على الميدالية الذهبية في النظافة.
سيف/ ومدينة القمر أيضا حصلت على الميدالية الفضية.
العم حسيب/ لا أدري ما لسبب!..ربما بسبب شحه الوقود؟..أو ربما قد حصل عطل
                في معمل تدوير النفايات.
سيف/ هذا سبب لا يبرر ماحصل في المدينة.
عارف/ لكن ستكون عواقبها غير محمودة على صحة الجميع.
العم حسيب/ أحسنت يا عارف، وهذا ما أخشاه أنا أيضاً.
عارف/ لذا سأعمل على تشكيل فريق لإنقاذ مدينتنا من تلول النفايات والقمامة على
          صفحة التواصل الاجتماعي(الفيس بوك).
سيف/ وأنا أيضاً.
مهند/ وأنا أيضاً ..ولكن بعد أن انتهي من كتابة هذه الرسالة.
العم حسيب[ فرحاً للغاية ] أحسنتم يا أبطال، هل تريدون مني شيئاً قبل أن أذهب
                                 لدقائق ومن ثم أعود؟
مهند/ نعم ..أريد سندويج لحم لكنه خالي من البهارات؟
سيف/ وأنا كذلك؟
عارف/ أنا أريد سندويج باللحم الأبيض سمك ..دجاج..لا يهم فكلاهما غير مضر
           بالجسم.
العم / لحظات وسأقدم لكم طلباتكم.
مهند/ نسيت أن أطلب علبة عصير طبيعي لا يحتوي على أية غازات.
العم حسيب/ لقد نفذت جميع علب العصائر،وأرسلت رسالة(مسجاً) إلى تجهيزات
               الفارس لكنهم تأخروا بالرد ،ربما هم منشغلين بإيصال الطلبات إلى
              البيوت والدوائر والأماكن العامة ولهذا السبب سوف اذهب لأجلب
              العصائر.
مهند/ حسناً . مادام لا توجد عصائر طبيعية أعطني زجاجة للشرب.
العم حسيب[ يقدم الطلبات للجميع ثم يهم للخروج] أنتم من زبائن المقهى الدائمين
               لذا احرصوا على الاهتمام بالأجهزة ريثما أعود من السوق؟
عارف/ لا تهتم ..سنحرص جميعاً على الاهتمام بكل محتويات المقهى.
العم حسيب[ يخرج ]
مهند[يصرخ فجأة] لقد تمكنت من القضاء على الحشرات!
سيف/ أية حشرات؟
مهند/ الحشرات التي اجتاحت لعبة المزرعة السعيدة.
عارف[ باستهزاء] إن القائمين على هذه المواقع ادخلوا ألعاباً لنقطع بها الوقت..
                       ولكن دون فائدة.
مهند[ بانزعاج] ما ذا تقصد؟
عارف/ في ما مضى قيل عن الوقت: الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك!
مهند/ ما هذا الكلام؟..نحن نعيش في زمن الاختراعات الرقمية وفي عام 2030
        حواسيب مليئة بالكتب الالكترونية !أصبح عالمنا يعيش على أوامر تنفذ
       بواسطة الريموت والشفرات في ثواني.
عارف/ جدي قال لأبي مراراً:إن عصرهم كان خالي من المشاكل والتعقيدات
          الالكترونية .
مهندم تقصد إن هذا التقدم زائف؟
عارف/ لا. لم أقصد هذا
مهند[باستهزاء] على ما يبدو انك تعيش في زمان غير زماننا هذا؟
عارف/ عفواً يا مهند .ما قصدته هو عدم إسرافنا بالغرق في محيطات
            صفحات النت
سيف/ سبحان الله يا أخي كل هذه الخدمات هي من نعم التطورات التكنولوجية
        والرقمية التي أصبحت تصل للإنسان وهو جالس في بيته لا يحرك أي ساكن.
عارف/ لكنني أرع عكس ذلك ،هو إدمان على التصفح والتخاطب وطلب في
         الخدمات،وصار يؤثر على حياتنا في طريقة التواصل الاجتماعي .
سيف/ وما هو الصحيح برأيك ؟[يتجاهل عارف ثم يعود بالنظر إلى شاشة
                                             الحاسوب]
عارف/ الصحيح هو التواصل الحقيقي مع الأصدقاء والأهل وجهاً لوجه بدلاً من
          التواصل الالكتروني.
مهند/ تقصد إن انعزالنا عن أهلنا وأصدقائنا يعطينا إحساس بالفردية والأنانية؟
عارف/ أحسنت يا مهند
سيف[ يصرخ فجأةً ] لقد انظم إلى موقعي والذي أسميته :فريق إنقاذ مدينتي،الكثير
                          من المتطوعين بنين وبنات
             {صوت صرير من بعيد}
مهند[باستغراب] ما هذا الصوت؟
سيف/ لحظه.. لحظه..ربما هي أصوات الفيروسات التي قد دخلت إلى حواسيب
        العم حسيب؟
عارف/ لا أظن ذلك ..لأن جميع الحواسيب مغلقه ما عدى الحواسيب التي نعمل
           عليها.
مهند/ أنه لشيء غريب!.. صوت صرير؟
سيف/ لو جاء العم حسيب لعرفنا منه مصدر الصوت
              { يطغى صوت الصرير على المسرح}
مهند/ هذا الصوت بدأ يزعجني
عارف/ سوف أخرج لا تأكد بنفسي [يخرج مسرعاً]   ـــ إظلام ـــ

ـــ بقعة ضوء ـــ
المنظر [تلول من أكياس وصناديق النفايات البلاستيكية متعددة الألوان والإحجام]
فأر1: فوز هذه المدينة بالميدالية الذهبية بالنظافة مما جعلها تتمادى وتتكاسل
         بالنظافة.
فأر2: ليس هذا فحسب ،بل لأنهم انشغلوا بالتجارة ومغريات الحياة في الاتصالات
        والتعاملات الالكترونية والرقمية فيما بينهم.
فأر3: تلول من القمامة تكدست عند مداخل البيوت والمدارس والدوائر والحدائق.
فأر1: سنقتحم البيوت وكل الأمكنة حتى تعم الأمراض والفيروسات والعفن
         ونسميها مدينة الفئران.
فأر2[يضحك] مدينة الفئران؟
فأر 1[ بانزعاج] نعم . ولما لا؟..مدينة ميشكين تعني باللغة الروسية مدينة الفأر!
        وتم افتتاح متحف للفئران فيها والذي يحتوي على مئات الصور والكتب
        واللعب المصنوعة من الخشب والطين والبلاستك والورق.
فأر3: نحن 880 نوعاً نعيش في العالم في الجبال والحقول والغابات والمستنقعات
        وبجوار الأنهار وفي الصحراء.
فأر1: كما ولنا أسماء : الهامستر،العضل، اليربوع،اللاموس،الفول.
فأر2: إذاً هيا لنقتحم كل مكان في هذه المدينة الكسولة ..لأن شعب الفئران ينتظر  
               منا إشارةً واحده.
فأر3: لا تتعجل ..ومثل ما قلت قبل قليل سوف تكثر الأمراض والبكتريا والعفن
         بالمدينة بفضل شعب الفئران.
فأر1: عندها لا يقوى البشر على الحركة ..فنستبيح المدينة هَمْ.. هَمْ.
فأر2: قبل كل هذا .. هل نسيتم عدونا التاريخي؟
فأر3: وهل هناك عدواً لنا غير البشر؟
فأر2: نعم .. الكلاب..الثعابين.. القطط!!
فأر3: القطط!؟..والقطة جيري ،تلك القطة التي طالما ألحقت الضرر بالفأر توم.
فأر1: والفأر الأبيض المسكين الجميل الذي استخدمه الإنسان في المختبرات
          البحثية.
فأر3: صحيح هذا الكلام وهذه مفخرةّ لنا جنس الفئران ولأننا نحمل نفس
         الهرمونات عند البشر.
فأر1:لكن عندما يهلك البشر حتماً ستموت وتتعفن القطط والكلاب من قبلهم.
فأر2: ما أن نستبيح المدينة حتى نأكل كل الكتب المدرسية
فأر3[ باستهزاء]اصمت يا هذا ؟..أية كتب؟..وأي ورق .نحن نعيش في عام
2030  قد ولى زمن الورقة والقلم وأصبح البشر يتخاطبون بروابط
 شبكات للاتصال فيما بينهم ويقرؤون الكتب الالكترونية ويتنقلون بسيارات تعمل على الطاقة الكهربائية.
فأر1: لذا علينا أن نعمل على قطع روابط الاتصالات والشبكات الكهربائية،عندها
       سيعم الظلام والفوضى ،حيث لا اتصالات،لا إنارة،لا ماء صالح للشرب،
       لا تنقلات!!
فأر2: فكرةٌ لا بئس بها ،ولكن هذا الفعل سيتطلب منا ضحايا كثيرة من شعب
         الفئران
فأر1: لكننا نسمع جيداً ،يا رفاق إن حضارات الإنسان لم تقم إلا على ضحايا الكثير
        منهم،فلابد لنا من هذا الفعل؟
فأر2: لا تنسوا تلد أنثى الفأر كل 20 يوم نحو 4 إلى 7 من الصغار كل مرة، وإن
        مدة حملها هي 18 يوماً.
فأر3: لذا سنعمل على تشكيل فرق هجومية انتحارية من شعب الفئران من الذكور
        فقط تتوزع على شبكات الاتصال والإنارة والخدمات والنقل وفي وقت واحد
        ومحدد للهجوم لتأكل الأسلاك والروابط هَمْ.. هَمْ.
فأر1: فكرة ٌ قويةٌ ورائعة
فأر3[ مع فأر1] اذهب فوراً واحرص على أن تكون كل أنثى بعيداً عن أماكن
                      الهجوم.
فأر1: أمرك يا زعيم الفئران [ يخرج من البقعة ]
فأر2[ يربت على كتف فار3] تستحق أن تكون زعيم شعب الفئران. ــــ إظلام ـــ
ــــ إضاءة على منظر المقهى ـــ
عارف[ يدخل مرتبكاً قلقاً]
مهندـ سيف[ باستغراب] ماذا حدث؟
عارف/ لقد أوشكنا على الهلاك يا أصدقاء !!!
مهندم ماذا حصل؟
سيف/ هيا قل لنا ؟
عارف/ أن ما رأته عيناي لا يبشر بخير ولا أحد سيسلم منه
مهند/ عن أي شيء تتحدث؟.. هل حصل مكروه للعم حسيب؟
عارف/ كلا .. الناس هجرت البيوت والشوارع وكل الأمكنة وامتلأت المدينة
          بالآلاف الفئران!!
سيف/ تقصد أن هذه الأصوات هي صرير الفئران؟
عارف/ أجل يا سيف
مهند/ نحن عالقون في هذا المكان ؟.. ماذا سنفعل؟ أين ذهب أهلي ؟
سيف/ أهدأ يا مهند .. لابد أن نجد لنا حلاً
عارف/ نعم وإن الله خلقنا لا لنجلس في الغرفة وننتظر مصيرنا المجهول ونحن
          قاعدون ، انظروا إلى الطير الصغير وهو يسعى كل صباح من أجل
         الحصول على رزقه.
سيف/ كلامك جميل يا عارف وجعلني أن أغار من الطير
مهند/ لا بد أن نفعل شيئاً يا أصدقاء أليس كذلك؟
عارف/ قبل كل شيء علينا إرسال طرق مقاومة الفئران إلى كل من انظم إلى
           مواقع فرق إنقاذ مدينتي .
مهند/ فكره صائبة
سيف[ مع عارف] وهل تعرف هذه الطرق يا عارف؟
عارف/   حسناً .. هيا ركزوا معي جيداً.. أولاً(سد فتحات التهوية وإحكام إغلاق       
            الأبواب والشبابيك)،ثانياً(التخلص من الصناديق والعبوات الفارغة التي
           يمكن أن تكون مأوى للفئران)،ثالثاً(إبعاد بقايا الطعام عن الفئران).
مهند[يصرخ فرحاً] لقد انتهيت من إرسال طرق الوقاية
سيف/ وأنا كذلك
عارف/ أحسنتم صنعاً يا أصدقاء
مهند / الخطر يحيق بنا!.. ما عسانا أن نفعل؟
عارف/ لابد من أن يذهب أحدنا إلى السوق لشراء مصائد زنبركيه للفئران
مهند/ لكنك قلت إن الناس قد هجروا  البيوت والأسواق ، فكيف لنا بشراء المصائد؟
عارف/ أنني أعتذر .. وعلى ما يبدو أنا كذلك مرتبك من هذا الوضع، لنفكر في
         وسيلةً أخرى.. مثلاً مادةً صمغية
                       [ الثلاثة يفكرون قليلاً]
سيف[ يركض صوب العلبة المعدنية المركونة في إحدى زوايا الغرفة] قال العم
        حسيب أن هذه العلبة تحتوي على مادة لاصقة لأوراق الجدران
مهند/ نضع كميات صغيرة على أوراق هذه البوسترات ونوزعها في أماكن متفرقة
عارف/ أحسنت يا سيف
مهند[تقع عيناه على مادة الديتول] وتلك مادة التعقيم هي مادة سامة نضعها على
      ما تبقى من طعام في المقهى لنفرقه على الطرقات
عارف/ أحسنت يا مهند، وبهذه الطريقتان سنحصد المئات من الفئران
سيف[ بفرح غامر ينادي ] هيا قبل أن تزحف ألينا جيوش الفئران ــ إظلام ــــ
ــ بقعة ضوء أولى ـــ
فأر3[ كأنه يخطب بمجموعة من الفئران]:  لا تنسوا اليوم هو يومكم يا شعب
        الفئران..لأن البشر هم من ألد أعدائنا .. حتماً سينصبون لنا المصائد ،
        أو ربما سيضعون لنا المادة اللاصقة على الأرض،أو ربما سيضعون  لنا
         السموم في الطعام!..انتظروا حتى أعطيكم أشارة النصر ــ إظلام ـــ
ـــ بقعة ضوء ثانية ــ
فأر2[ كأنه يخطب بمجموعة ثانية من الفئران] احترسوا قد يعمد بني البشر
        للقضاء علينا ..اصمدوا .لن يبقى إلا القليل وستشاهدون ما ستفعله
        الفرق الهجومية الانتحارية على شبكات خدمات البشر .
        اصمدوا فأنتم لا تحبون الماء لكنكم
       تستطيعون السباحة .     ــــ إظلام ـــ
ــ إضاءة على المقهى ــــ
مهند/ أصبحت حياتنا تشبه حياة العصر الحجري
سيف/ لقد أوشكنا على الهلاك
عارف/ باءت محاولاتنا للقضاء على الفئران بالفشل بالرغم من لأننا حصدنا المئات
           بل ربما آلاف.
مهند / لنبتدع حيلةٍ أخرى يا أصدقاء .. هل سنبقى محاصرين من هذه الحيوانات
        الصغيرة الحجم؟
عارف/ هذه القوارض الصغيرة الحجم هي ذكيةٌ جداً وليها هرمونات مثل هرمونات
          البشر. لكن البشر يملك عقلاً .. لابد أن نجد حلاً
         [ لإظلام تام في المكان]
مهند[ منهار ] ماذا يحصل ؟.. وماهذا الظلام؟       
ـــ بقعة ضوء خافته ــ
فأر2[ فرحاً] لقد انتصرنا يا زعيم
فأر3:وكيف عرفت؟
فأر2: هذا الظلام دلالة على نجاح الفرق الانتحارية في مهمتها
فأر3 : أحسنت
فأر1[يدخل متعباً ]
فأر3: هيا قل ماذا وراءك؟
فأر1: المدينة مسيطر عليها الآن[يرقص فرحاً] لقد انتصرنا
فأر2: مرحى لكم يا شعب الفئران
فأر3: لا تتعجلوا فالإنسان له كيان لا يستهان به إذ كان مجداً ومجتهدا
فأر 1: لكننا انتصرنا عليه
فأر3: بل قل انتصرنا على الكسالى والخاملين من بني البشر
فأر1 : بماذا تأمرني يا زعيم الفئران؟
فأر3:اطلب من كل إناث الفئران أن تدخل المدينة وترقص وتغني بنجاح مهمتنا
فأر1: في الحال [يخرج راكضاً]          ــ إظلام ـــ

ـــ ضوء خافت دلالة على الظلام التام في المقهى ــ
[ صوت طرقات على الباب]
[ مهند بارتباك] قد يكون الطارق العم حسيب
سيف/ هيا لنفتح له الباب
عارف[ ممسك بقفاز يضيء به المكان وينادي من الطارق؟
[ صوت من الخارج : نحن أصدقائكم]
سيف[ يفتح الباب الذي كان مغلق أمام هجوم الفئران]
[ يدخل المسرح كل من صلاح وفلاح وهم يضعون نظارات على عيونهم،وشعر
  رأسهم لونه أبيض مائل للصفار، كما يرتدون ملابس غريبة تكون واقية من أشعة
  الشمس]
صلاح+ فلاح/ مرحباً بكم يا أصدقاء
الجميع [باستغراب] أهلاً بكم.. ومن تكونون ؟
صلاح+ فلاح/ نحن أبناء القمر
مهند/ عرفت أن سر سعادة القمر لأنه غير مأهول بالبشر،لكن من أين أتيتم؟
فلاح/ نحن أشخاص نولد من مختلف الأجناس مصابين مادة الميلانين التي
        تعطي اللون خصائص أبناء القمر
صلاح/ بأن يكون شعر رأسنا فاتح جداً ولونه أبيض اصفر،وعيوننا ميالة للون
          الوردي البنفسجي
مهند/ وبسبب هذا المرض سميتم بأبناء القمر ؟
فلاح/ نعم
سيف/ عندي لكم سؤال
فلاح+ صلاح/ وما هو؟
سيف/ لماذا نرى السماء باللون الأزرق؟
صلاح /لأن ضوء الشمس في النهار مكون من ألوان الطيف السبعة (قوس قزح)
          ويفقد جميع ألوانه أثناء اختراقه الغلاف الجوي ما عدا اللون الأزرق،
          لذلك في وقت النهار يكون أزرق.
فلاح/ في حين يتحول إلى اللون الأحمر أثناء الغروب والسواد في الليل
صلاح/  في الحقيقة يا أصدقاء ليس للسماء أي لون!.. فيمكن القول تقليداً أن لونها
           اسود ،في حين أن اللون الأسود علمياً ..يعني انعدام اللون وعدم انكسار
          أو انعكاس الضوء القادم من أشعة الشمس على وجه الأرض.
عارف/ عفواً يا أبناء القمر .. ماذا جاء بكما إلى بلدتنا؟
صلاح/  لقد عرفنا ما فعلت الفئران بمدينتكم
فلاح/ اختفت الأزهار والرياحين في مدينتكم وامتلأت بالحشرات والفئران
صلاح/ كما تلوثت بيئتكم بالإشعاعات الضارة من أبراج الاتصالات وغيرها
فلاح/ أنا أسف لما حصل لكم..ولكن عليكم أن تصلحوا هذا الوضع
مهند/ وهل يصلح العطار ما أفسده الفأر
صلاح/ نعم. لو تعاونا جميعاً في وضع خطة محكمة للقضاء على تلك الفئران
عارف/ فعلنا بكل ما في وسعنا من طرق لإبادة المئات من الفئران لكن لازال الكثير
          منها يجوب المدينة دون خوف منا
فلاح/ عندنا لكم خطة ونتمنى أن ننجح فيها
مهند/ وما هي يا أبناء القمر ؟
صلاح/ لابد أن نضع طعاما ينجذب أليه الفأر سريعاً
سيف/ لكن الطعام الذي بحوزتنا قد نفذ
صلاح/ جلبنا معنا كل اللوازم
عارف/ شكراً لكم مرةً ثانية يا أبناء القمر
مهند/ وما هو الطعام المحبب للفئران؟
فلاح/ مثل اللحم الطري والطماطة والفول السوداني
سيف/ هيا لنجرب هذه الخطة ولعلنا ننجح فيها
صلاح/ لحظه يا أصدقاء ، هذه الخطة تستوجب منا الصبر قليلاً
عارف/ حسناً وما المطلوب منا؟
صلاح/ عليكم أن توزعوا الفول السوداني الخالي من أية سموم أولا
مهند/ لماذا؟
صلاح/ حتى يطمئن إليه الفأر وينجذب إليه ما تبقى من الفأر ثم ندس السم
          في الوجبة الثانية ولكن قبل طلع الشمس
سيف/ قبل طلوع الشمس!؟.. ولكن لماذا؟
فلاح/ لأننا نعمل على ضوء القمر وكما عرفتم أن أشعة الشمس تؤذينا
عارف/ هيا فلنحاول مجتمعين القيام بذلك يا أصدقاء
صلاح/ حسناً.. هيا تعالوا معنا لنجلب اللوازم والسموم من المكان الذي وضعناه فيه
عارف[ يطلب من مهند وسيف] هيا يا أصدقاء
مهند/ نحن عاجزون عن تقديم الشكر لكم يا أبناء القمر
[الجميع يخرجون]   ـــ إظلام ـــ
ــ بقعة ضوء ــ
فأر2: سيقتلني الجوع يا زعيم
فأر3: انتظر قليلاً . لم يبق إلا القليل
فأر1[يدخل فرحاً يغني] ما أحلى الطعام اللذيذ
فأر3: ما بك فرحان وتغني؟
فأر1:وجدنا طعام فول سوداني لذيذ وخالي من السموم
فأر3:ربما هي مكيدة ومصيدة للتخلص مما بقى من شعب الفئران
فأر1: لكن معظم الفئران أكلت حتى شبعت مع صغارها
فأر2:سوف اذهب لأجلب لنا بعضاً من الفول السوداني [يهم للذهاب]
فأر2: انتظر سأذهب معك أيضا [يخرج بصحبة فأر 1]
فأر3: لكنني نبهتكم أيها الأغبياء        ــــ إظلام ـــ
ــ بقعة ضوء ـــ
[ فأر 1وفأر 2 قد نفقا وهما ممدان على الأرض، ويقف على رأسهما كل من
       عارف ومهند وسيف وهم في غاية الفرح والسرور]
عارف/ لقد قضينا على الفئران
مهند/ وهذا كله بمساعدة أبناء القمر
سيف/ هيا لنقدم بتنظيف المدينة
عارف،مهند/ هيا                ــــ إظلام ـــ
ـــ بقعة ضوء ـــ
فأر 3[ متلصصاً يتحدث مع الجمهور بصوت منخفض ويتلفت أيضا من شدة خوفه]
       : عندما تعلو القمامة ويعم الإهمال !..أعدكم بأنني سأظهر من جديد وأقود
          شعب الفئران [ يضحك ساخراً ] .
       [ ضربه موسيقية تشبه سيارة سريعة وكأنها دهست فأر 3].

                            ((((( النهاية)))))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق