الخميس، 16 فبراير 2017

"الصديقان" قصة للأطفال بقلم : ربيع مفتاح

الصديقان
 بقلم : ربيع مفتاح
فى يوم من أيام شهر مايو الحار كان سمير جالسا على المصطبة أمام بيته فى قريته التى تبعد عن المركز مسافة سبعة كيلومترا حين ناداه مِسعد الحلاق وبادره قائلا :
ــ مبروك ياسمير نجحت فى امتحان القبول الإعدادى وترتيبك الأول . تعال سلّم على عمك أمين واعرف النتيجة منه بالتفصيل . اتجه سمير إلى العم أمين وقال له
ــ سعيد رمضان عبدالرحيم نجح ؟
ــ للأسف لا
تراجع سمير وبدأ يبكى ويقول
ــ لن أذهب إلى الإعدادى فى مدرسة المركز وسأبقى هنا مع صديقى سعيد حتى ننجح معا
استغرب كل من العم أمين ومِِِِسعد الحلاق من كلامه
رفض سمير استلام الشهادة وعاد إلى المصطبة وجلس عليها وهو يبكى . وبدأ يتذكر ذاك اليوم وكل ماحدث فيه .
استمتع سعيد وسمير بلعب كرة القدم فى فناء مدرسة القرية الإبتدائية وحين دق الجرس يعلن بداية الحصة الرابعة . أخذا مكانهما فى المقعد الأول المجاور لباب الفصل . سادت حالة من الهرج والمرج تلاميذ الصف السادس عندئذ دخل الأستاذ صبحى مدرس الرياضيات ورائد الفصل بطوله وعرضه الذى كاد يسد الباب . صمت الجميع . لم يلق بتحية الصباح عقابا لتلاميذ الفصل بما أحدثوه من صخب وضوضاء وقام بكتابة التاريخ على السبورة
1965 /11 / 15 . ثم أردف قائلا
ــ من يود منكم التقدم إلى امتحان القبول الإعدادى يرفع يده ويحضر بعد يومين أربع صور وثلاثة جنيهات رسوم التقدم للامتحان
رفع كل تلميذ فى الفصل يده ماعدا سمير
ــ لماذا لم ترفع يدك
ــ ليس بإمكانى إحضار هذا المبلغ
ــ مبلغ بسيط وأظن أنه فى متناول الجميع
استأذن سعيد من الأستاذ صبحى وقال
ــ سمير يتيم . توفى والده العام الماضى وله خمس من الإخوة
ــ أليس لهم معاش ؟ !
ــ لا . والده كان يعمل عملا حرا وليس موظفا
واستمر سعيد قائلا
ــ أستاذ صبحى . أستأذنك فى أن أدفع لسمير هذه الرسوم
ــ لامانع وأشكرك على تعاونك
شعر سمير بالحرج أمام زملائه لكنه لم يبد أى اعتراض
كان سمير لايزال جالسا على المصطبة أمام بيته وراح فى إغفاءة من أثر البكاء ولم يشعر بمن حوله حتى أمه وهى ممسكة بشهادته تحاول إيقاظه وهى تقول له:
 ـ مبروك ياسمير أنت الأول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق