السبت، 27 أغسطس 2016

"عائلة مياو مياو" قصة للأطفال بقلم: د.عبير حسن


  عائلة مياو مياو


قصة ورسوم: د. عبير حسن
القطة دانتيلا هو الاسم الذي يُطلقه الجيران في الغابة علي قطة رقيقة، ذات عيون سوداء جميلة. ترعي وتهتم بشؤون بيتها وأبنائها بكل إخلاص، وتعيش على أمل أن يعود زوجها القط مياو مياو ذات يوم، بعد أن اختطفه أحد الصيادين بالغابة من زمن بعيد، وأن يجتمع شمل الأسرة من جديد.
أما دودي ومودي ولودي أبناء القطة دانتيلا والقط مياو مياو، فهما قطط غاية في الأدب والجمال والنظافة. تركهم والدهم وهم صغار، فأحسنت أمهم تربيتهم. وأحبهم الجميع.
وفي كل صباح.. تُشاهد القطط الصغيرة أُمهم دانتيلا تقف أمام صورة زوجها مياو مياو المُعلقة في المنزل، وتقول بصوت رقيق حزين: زوجي الحبيب.. أعدك أن أهتم بأبنائنا، وسأظل أنتظرك كل يوم عندما تُشرق شمس صباح جديد. لقد كان قلب دانتيلا يحدثها بأن زوجها مياو مياو سيعود في يوم ما.
وبمرور الزمن.. كبر الأبناء وصاروا قططاً شابة يافعة. وهو ما شجع دانتيلا علي مُفاتحة أولادها في أمر غياب والدهم مياو مياو. فنادت عليهم.. فأتوا واصطفوا أمامها في أدبٍ جم. ثم حكت لهم بحزن شديد قصة اختفاء والدهم.. وصمتت قليلاً وقالت: سيعود والدكم يوماً ما يا أولادي.. سيعود. ثم أكملت قائلة:
قططي الأعزاء.. ويا أجمل من رأت عيني.. لقد كان لوالدكم حلم لم يتحقق. أن يكون لمنزلنا حديقة جميلة، يزرع فيها شجر التوت الأحمر، وزهور الياسمين البيضاء العطرة. فتزورها العصافير المُلونة الجميلة كل صباح، وتُداعب أشعة الشمس الذهبية أوراق الشجر، فترمي بظلالها علي المكان، وقد حان الوقت لتحقيق هذا الحلم. فهل أنتم مُستعدون لتحقيق حلم والدكم العظيم مياو مياو؟
أجاب مودي بتأثر واضح: سنفعل يا أمي كل ما يُسعدك أنتِ ووالدنا العظيم. ثم نظر إلى أخويه وقال: هيا يا أشقائي.. فأمامنا عمل طويل.
مرت الأيام.. وقام الأبناء بزراعة شجر التوت الأحمر، وشجر الياسمين الأبيض. وأقبل الشتاء البارد بخيره الوفير، فسقطت الأمطار، وربت البذور ونمت بعد أن ارتوت من ماء المطر ، فامتدت الجذور. وها هو الربيع أتي في موعده.. فنمت الأشجار، وتفتحت الزهور، وأينعت الثمار.. واكتست الحديقة باللون الأخضر الجميل، وأصبح منزل مياو مياو وحديقته تُحفة فنية رائعة.
أطل صباح يوم جديد مشمساً رائعاً . وكعادتها.. وقفت دانتيلا أمام منزلها تنتظر كما وعدت مياو مياو. وأثناء وقوفها مرت أمامها عربة صغيرة زرقاء اللون. توقفت بالقرب من منزلها. وسمعت صوتاً من داخل العربة يقول: يا له من منزل جميل وحديقة رائعة. ثم سمعت صوتاً من المستحيل أن تخطئه . وخفق قلبها بشدة وهي تُنادي: مياو مياو.. مياو مياو.. وبسرعة.. قفز من أحد نوافذها المفتوحة قط أسود كبير ، ووقف أمام دانتيلا التي لم تُصدق نفسها.. فقد كان زوجها مياو مياو. فوقفت أمامه تتأمل ملامحه بحب وتقول: الحمد لله.. لقد استجاب الله لنا، وعاد زوجي الحبيب مياو مياو. ثم أخذت تنادي علي أبنائها وتقول: مودي.. دودي.. لودي.. استيقظوا.. لقد عاد والدكم.
وبسرعة قفز الأبناء إلى الحديقة، والتفوا حول والدهم مياو مياو، وأمهم دانتيلا وهم سُعداء. وأخذوا يتلامسون ويتمسحون بعضهم ببعض، ويدورون حول والدهم في سعادة. نزلت من العربة فتاة جميلة ترتدي فستاناً وردياً بسيطاً، واندفعت نحو القط مياو مياو وهي تناديه قائلة: قطي الحبيب نوار.. تعالي هنا.. ألا تسمعني؟ قلت لك تعالى.
وقف نوار الذي هو في حقيقته القط الغائب مياو مياو لا يتحرك. فاقتربت منه الفتاة، ومسحت علي رأسه بيديها وهي تقول له: ماذا بك يا صديقي؟ هيا نذهب من هنا لكن نوار كما تناديه البنت لم يتحرك. وأخذ ينظر إليها نظرات حزينة وكأنه يستعطفها ! فهمت الفتاة الجميلة الذكية أن نوار قد وجد أُسرته، وأنه لن يكون سعيداً معها بعد الآن فقالت: فهمت يا نوار.. أنت تُحب أن تبقي مع عائلتك. عندك حق يا صديقي.. أنت تحب عائلتك، وأنا أيضاً أحب عائلتي. ولن أحرمك من عائلتك.
ولكن.. لا تنساني يا قطي الحبيب.. سأزورك من حين لآخر.
انتشر خبر عودة مياو مياو في الغابة الجميلة.. فأقبل الجميع للترحيب به، وأقامت القطة دانتيلا حفلاً جميلاً داخل حديقتهم الرائعة، دعت إليه كل جيرانهم.. ابتهاجاً بعودة زوجها العظيم.. مياو مياو.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق