شجرة العيد
سماح أبوبكر عزت
كل الأشجار تتعاقب عليها الفصول.. تذبل أوراقها وتتساقط فى الخريف... تتفتح زهورها فى الربيع.
لكنى رغم دموعى أمنح الأطفال فى العيد أجمل ثمارى، أنا
شجرة المطاط التى تسخر منها أشجار البستان، تقول شجرة التفاح: أنا ملكة
الفواكه تتنوع ألوان ثمارى بين الأحمر والأصفر والأخضر وكلها مفيدة لصحة
الإنسان، أما شجرة الرمان فتهز أغصانها فى ثقة قائلة: أنا شجرة الجمال
ثمارى الحمراء الصغيرة تمد الجسم بالصحة والنشاط، تسمع شجرة البرتقال كلام
شجرة الرمان، فتغضب وتقول: أنا شجرة البرتقال أم كل الأشجار، كل ثمرة
تحملها أغصانى هى عائلة من الفيتامينات والمعادن عددها بحروف الأبجدية
الثمانية وعشرين التى تشكل كل كلمات اللغة العربية،
تعالت أصوات الأشجار واصطدمت ببعضها الأغصان، وتناثرت
ثمار التفاح مع الرمان مع البرتقال، قفزت فى سعادة ووصلت عندى قائلة: لنلعب
معاً عند شجرة المطاط الطيبة.
زارتنى طفلة جميلة اسمها ليلى طار العصفور حولها، وقفزت
الضفدعة أمامها بعد أن التهمت الحشرات الضارة التى تؤذينى وخرج نقار الخشب
من عشه، فسألته ليلى ماذا تفعل هنا؟ رد قائلاً: أنقى صديقتى شجرة المطاط من
الديدان، مسحت ليلى قطرات المطاط التى تتساقط من جذعى وقالت فى حنان: أنت
أحلى شجرة فى البستان، جاء أخوها عمر يقود دراجة جميلة وقال: لن نلعب إلا
بجوارك يا شجرة المطاط وسنزورك فى أيام العطلات.. غضبت كل أشجار البستان
عندما رأت حولى الأطفال، وقررت الإضراب عن الطعام فلم تمتص جذورها الماء
لتجبر البستانى أن يقتلعنى، تعجبت! أول مرة تتفق كل الأشجار على رأى واحد
وبدلاً من الشجار تتخذ قرارا. قطع البستانى بالفأس جذعى، انتهت حياتى كشجرة
ثابتة لا تتحرك، لأبدأ حياة جديدة جميلة فى كل مكان.. مرت الأيام وجاء يوم
العيد، وامتلأ البستان بالأطفال، جاءت ليلى ومعها دمية جميلة، واشترى عمر
دراجة جديدة، وتدحرجت كرة على الزاهية الألوان بين الأشجار.. كنت فى منتهى
الفرح والسعادة وأنا أرى قطرات دموعى تحولت للعب تمنح البهجة لكل الأطفال
فى يوم العيد فصارت كرة تقفز يلعب بها على فى سعادة ومرح، وتحولت لإطارات
دراجة سريعة يقودها عمر تجرى فى كل مكان، ودمية رائعة تحملها ليلى بحنان..
تلك كانت قطرات المطاط التى سخرت منها كل الأشجار! أما جذعى فقد صنع منه
النجار فؤوسا كثيرة كانت إحداها الفأس التى قطع بها الحطاب شجرة عجوز منعت
نقار الخشب أن يقترب منها، فهاجمتها الديدان، وانزعجت من نقيق الضفدعة
فابتعدت عنها وتركت الحشرات الضارة تلتهم أوراقها فهاجمتها الأمراض، إنها
شجرة التفاح التى كانت فى يوم من الأيام جارتى فى البستان.
http://www.almasryalyoum.com/news/details/776580
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق